المحرر موضوع: لنهدم معابد الكذب والخداع الذاتي  (زيارة 1289 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل تيري بطرس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1326
  • الجنس: ذكر
  • الضربة التي لا تقتلك تقويك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لنهدم معابد الكذب والخداع الذاتي
[/b]
[/size]قد تكون الحقيقة مطلوبة لذاتها، وقد يقال ان الحقيقة يجب ان تقال برغم النتائج التي سوف تتبعها، ولكن السياسة لا تتعامل مع الحقائق، تتعامل في اغلب الاحيان مع موازين القوى، اي ان السياسة لا تعترف بالعدالة المطلقة، لانها لا تتعامل مع جرم، بل مع حالة ينظر فيها كل انسان او مجموعة انسانية الى العدالة والحق من منظار مختلف، وبالتالي فان السياسة لا تقول الحقيقة بل ما يراه السياسي من خلال منظاره للحقيقة.
يضطر الانسان احيانا لكي يطرح اراء قد لاتكون شعبية، اي سيتم النظر اليها على انها معادية او مساومة للحق الطبيعي، القارئ يحكم على ما يقراء من معلوماته التي امتلكها من خلال وسائل الاعلام التابعة لشعبنا، وهو اي القارئ توجهه نياته الحسنة واعتقاد راسخ بان ما يمتلكه من المعلومات صحيح لا غبار عليه، ولكن الكاتب قد يمتلك مصادر معلومات اخرى اكثر صدقية، يمكن من خلالها ان يطرح اراء غير مستحبة او ان القراء يعتبروها استسلامية او مساومة او انهزامية، مشكلة بعض المعلومات انها ان قيلت قد تثير امور كثيرة يصعب تصديق تأثيراتها او تثير يأسا وقنوطا غير مبرران ولذا فالكاتب يحاول الالتفاف وقول ما يريد قوله مواربة.
من خلال كتاباتي التي انشرها انتقد شعبنا الاشوري وسلبيته وتضخيم دوره وانتقد بعض الاراء التي اعتقد انها تحاول بيع الوهم للشعب اكثر مما  تحاول ايجاد العلاج للحالة او الوضع الذي يعيشه، فانا اولا اؤمن  بانني اشوري وارى هذه التسمية الافضل والانسب لتطلق على شعبنا بكل مسمياته الاخرى، فالاشوري يعتقد بسهولة ان ابن تلكيف والقوش وبرطلةوشقلاوة وطور عابدين واورمي وسلامس هم اشوريين، ولغتهم هي لغته، وتاريخهم هو تاريخه، اي انه انسان متوازن مع نفسه وادعائه، بالمقابل ان الكلداني سيجد في الامد البعيد صعوبة في فصل الكلداني عن الاشوري، قد تصل هذه الصعوبة الى رفض الكثير من الكلدان، لان الكلدان والاشوريين يتصارعون على نفس الاشياء بالحقيقة،وهي التاريخ واللغة والارض وما ينطبق على الكلدان ينطبق على الجزء السرياني، ما يتصفان به الكلدان والسريان انهم اقصائيون  يجزؤن الشعب ويعملون فيه مشرحتهم وحسب رغبتهم، انهم سيجدون صعوبة بعد ان تذهب سكرة هذا الاندفاع الكلداني  في ان يتم قبول ابن منطقة الصبنة مثلا او ان يتقبلوا بوجود كلدان لهم ابناء عم من الاشوريين، الانتماء القومي صحيح انه يعتمد على مشيئة الا ان المشيئة لا تذهب الى استحداث امة بنفس خواص الامة الاخرى ولكن مغايرة لها بالاسم فقط او المذهب الديني.
ان معاناة الكلدان من الاشوريين او لنقلها حقيقة من نهم السيد يونادم كنا وحزبه الذي لا يشبع للمناصب والمواقع والتي لهفها لنفسه ومحازبيه، لا يعني ان الاشوريين اعدائهم، لان ما يخلق العداء هو هذه الحالة المتشنجة التي تم حشرنا فيها، ويؤسفني ان البعض يحاول تبرير اختلاف الكلدان عن الاشوريين كما اختلفت الباكستان عن الهند او بنغلادتش عن باكستان، ففي الحالة الاولى تم استحداث دولة على اساس ديني بحت، وفي الحالة الثانية بعد ان وجد البنغال انهم مضظهدين من اخوتهم بالدين اي مسلمي باكستان الغربية فضلوا الانسلاخ وتأسيس دولة على اساس قومي بنغالي، اي ان البنغالية كانت موجودة ثقافة ولغة وهي تختلف عن الاوردو واهل السند والقبائل الشمالية في باكستان الغربية.
 ولكن من جانب اخر هذا لا يعني وبما انني اؤمن ان الاشورية هي افضل تسمية لشعبنا الموحد، ان نتغاضى عن اخطأنا لا بل خطايانا كأشوريين بحق انفسنا وبحق ابناء شعبنا ممن يقولون انهم كلدان اوسريان، وهذ ايضا ليس صك براءة للذمة لمن يؤمن انه كلداني او سرياني.
لو كان وضعناعال العال لما كان حالنا بهذا الحال، ولما ملانا الدنيا صراخا وعويلا، هنالك مشاكل حقيقية يجب ان تعالج، وهذه المعالجة لا تحدث بالذهاب الى اقصى اليسار او اقصى اليمن اي خلق اسباب موضوعية لعدم الالتقاء.
 في التعصب لتسمية ومن كثرة التعصب لها تشوهها، ان ما يقوم به بعض الاشوريين ما هو الا زرع المزيد من الاحقاد فكل ما يعرف لا يقال وبعضهم لا يعرف شيئا ولكن الله من عليه بوسيلة فيستغلها ابشع استغلال، وشعبنا صار مختبر جرذان كل يجرب عليه تسمية او يطرح عليه حلول سحرية ويعده انه بالاصرار على تسمية ما فانه من الغالبين، وكأن الغلبة والفوز في تسمية وليست في برامج طموحة وممكنة التنفيذ وتستند على حقائق الواقع وليس على الخيال.
في الواقع المزري الراهن الذي وصل اليه شعبنا(بكل تسمياته) ليس بحاجة للنفخ في قربة مزروفة اسمها الامبراطوريات العظيمة او نصيبين واورهي، فهذه لن تبني لي صرحا ولا تضع لي مادة في الدستور ولا تنتخب لي ممثلا في البرلمان،ولن توفر وضائف واعمال لابناء شعبنا، ان هذا الواقع المزري بحاجة الى الطرق باقوى ما يمكن على بياعي الاحلام الوردية، على من ظل يكذب ولا يزال يكذب بانجازات وهمية، من اي طرف كان، ان التغني بالامجاد ليست مهنة كاتب يكتب في الشأن السياسي، بل هي مهنة شاعر او دجال يريد الهاء الناس عن واقعهم، ان التغني بالماضي وامجاده هو مخدر يرينا الدنيا بمبي وفي الواقع انها كالحة السواد.
ان لم تعمل مطرقة النقد، والنقد الذي يجب ان يصل الى جلد الذات احيانا، وتدخل هذه المطرقة المباركة في كل خلايا وتلافيف ادمغتنا وتهز كل هلوساتنا وبطولاتنا الوهمية وتعيدنا عراة مبينة كل عيوبنا وكاشفة كل عوراتنا، فلن نتمكن من البناء، وقد قال المثل الفرنسي ان اول خطو للبناء الاعتراف بالاخطاء.ولتحديد بعض المواقع والامور التي يجب ان يتم اشباعها نقدا وتوبيخا وفضحا ومن ثم ادراج خطوات الواجب اتخاذها لاصلاح الواقع الذاتي لكي نتمكن من ان نكون مؤثرين في الواقع الموضوعي هنا بعض المؤسسات والطروحات الواجب وضعها تحت مطرقة النقد.
اولا الكنيسة_ وعندما نقول الكنيسة فنحن نعنيها بكل اجزاءها، فالمؤسسة مترهلة لا حياة فيها، وان ظهر بصيص نور من مكان ما يتم اطفائه لصالح الجمود والافكار البالية التي لا تتماشي مع العصر ومتطلباته واسلوب ايصال الرسالة فيه، ان الخوف الذي بداء يدب في اوصال الكنيسة (المشرق بكل تفرعاتها، وانطاكيا بكل تفرعاتها) من الوافدين الجدد يظهر كم ان كنيستنامتقوقعة على نفسها، تاركة لرسالتها في ايصال البشارة الى كل انسان، ان الكنيسة تحاول وحاولت ان تخلق في انساننا الانسان الخنوع الذليل الراضي بواقعه والمستكين على الامه بحجة انتظار الفرج الاتي في السماء، فالكنيسة وهي تحمل واجب ايصال هذه البشارة العظيمة كان يجب ان تخلق وان تبني هذا الانسان الجدير بحملها والتبشير بها انسان صاحب عنفوان محب لحريته ويصون كرامته لان الحرية والكرامة الانسانية من الله. كنيسة برغم ادراكها ان واقعهامزري الا انها لا تقدم على خطوات اساسية لاصلاح ذاتها واعادة لحمة وحدتها، بحجج ما عاد احد يهتم بها.
الاحزاب السياسية_ لم تكن السياسة بيع وهم في يوم من الايام، بل السياسة هي الدرب الذي يوصلنا لادارة امورنا بافضل الوسائل وباقل الخسائر، ونتائج مسودة الدستور واضحة العيان، فهل تقدم احد وتسأل ما كان في جعبة الاحزاب، لكي تقدمه، نظريا وعمليا، ان التباكي بعد ان سال اللبن لن يجدي نفعا، وان محاولة وضع اللوم على الاخرين لم يعد مبررا، فكلنا كنا نعلم المصير، ولكننا سرناه باصرار عجيب، فأين معول من يحفر لتبيان الاسباب الحقيقية لهذا الواقع، وهنا لن ينفع معنا النفخ في بوق الايدولوجيا بل اين وضعنا المنفعة العليا، وهل كان لنا تصور واضح لهذه المنفعة؟
المؤسسات القومية_ ان اغلب هذه المؤسسات يقف خلفها اناس مقتدرون في فعل ما، ولكن من هو مقتدر في فعل ما من ابناء شعبنا يعتقد انه يملك ناصية كل العلوم والمعارف، فتتخبط هذه المؤسسات لا في حزبية مقيتة بل في فردية مدمرة، فاصحاب المؤسسات يمتلكونها ويديرونها على هواهم، ولم يتعلموا من تجاب تقع في بلدانهم، من مؤسسات شعوب اخرى.
الطرح الايديولوجي_ تستشري بين ابناء شعبنا كل الطروحات التي تجعله بعيد عن واقعه الحقيقي، تستشري فيه كل الاراء التكفيرية والتحقيرية للاخر والمخونة له، لانها ببساطة بضاعة العاجر، فالاشوريون يخونون الكلدان والعكس صحيح، والاشوريون يخونون بعضهم البعض، ولم نجد يوما جلسات الحوار المتحضر لطرح اشكالات الواقع وسبل حلها، فكل واحد يعتقد انه يحمل الحل السحري، وما على الاخرين الا اتباعه ودون مسألة لكي لا يتم التشويش على افكاره، وهنا لا مجال للحوار بل يطلب منا ان نكون رعية في ابرشية كاهن يدعي العصمة، وليس في رحاب السياسة وتلاوينها وتعدد اساليبها.
الوحدة_ بمجرد طرح هذا الشعار نعتقد ان جل مشاكلنا سوف يتم حلها، ولكن الحقيقة ان الوحدة مصطلح ملتبس يجب ان يوضح، هل الوحدة هي اطاعة امر واحد، ام الوحدة هي اجتماع ارادات حرة، لانجاز اهداف معلومة، ويتم تحديدها وتحديد مسار الانجازات بالحوار، لان السياسة هي اولا واخيرا تحقيق مصالح، المطروح من قبل اغلب منضرينا هو الوصف الاول، وهو الوصف الذي يلتقي مع الكنيسة في خلق انسان عبد وليس انسانا حرا وبلا انسان حر لا تنتظروا امة وشعب حر.
ܬܝܪܝ ܟܢܘ ܦܛܪܘܤ