المحرر موضوع: عمو بابا ...عرّاب الكرة العراقية ..الآن!  (زيارة 1363 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ali selman

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 14
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عمو بابا ...عرّاب الكرة العراقية ..الآن!

كثيرون هم الذين كتبوا عنه وتغنّوا بشاعريته. بطولاته لا تُعَد ولا تُحصى على الصعيدين الكروي والأمني فهو من ازاح العمالقة من على  منصات التتويج ليعتليها.  وهو من رفض أوامر العسكر ليبتليها ويُبتلى بها وحينما وجدوه نظيفا ناصعا كإنتماءه لعراقيته ألصقوا به واحدة من تُهم العصرالحديث الجاهزة لتصبح تهمته تلك فيما بعد واحدة من طرائف العصر ونوادر الزمان واليكم نص التهمة:

ـ عمانوئيل بابا داوود
ـ نعم سيّدي ... قال شيخ المدربين حينما كان ملكا على عرش الكرة العراقية.
ـ انت متهم بإنتماءك لحزب الدعوة (العميل والمحضور) ... قال الضابط المسؤول.
ـ هاها يأني راه ادزوني الأيران .. مو آني مسيهي.
قال العرّاب بعربيته المذهبة بالمسيحية  وهو ينظر بسخرية ملأها القوة  لمحدثيه.

ومرة اخرى يصطدم العرّاب بمافيا الكرة العراقية وذلك حينما كان يقتطع بقايا الادغال التي شوّهت وجه الورود في حديقته المنزلية الصغيرة.
ترّجل الاشخاص ذوي الملامح الكئيبة من السيارة التي توقفت تماما امام منزل العرّاب. ليبادره احدهم بالقول:
ـ عمو بابا تعال ويانة يريدك الأستاذ.
وبقوة عراقيته وسخريته من الزمن الأغبر أجاب:
ـ روهو كولوا للأستاذ (ئه مو) ميروه لهد. إلي يردني يجي ئَه ليه.

ولد شيخ المدربين العراقيين والملك الذي تربع على عرش الكرة العراقية والعربية والدولية طويلا في بغداد عام 1934 وتحديدا في واحدة من الليالي الباردة من يوم 27 لشهرتشرين الثاني من ذلك العام أي قبل ليلة اعياد الميلاد المجيدة بثلاثين يوما.
وكغيره من العراقيين داعب الكرات بمختلف انواعها على الارض التي اكتست بالرمل وإزرّقت بالماء في في مقاطعة الحبانية من لواء (الدليم) وذلك قبل ان يصارع اقرانه في مدرسة الحبانية الابتدائية.
لم يكن عمو بابا مولعا بالمدرسة وعلومها بقدر ولعه بالكرة وفنونها وهو الأمر الذي دفعه الى ان يبتدأ تألقه الكروي المنظّم من خلال اللعب لفريق ال (سي سي ) البريطاني في الحبانية ذاتها.
وحينما وطأت اقدام شيخ المدربين العاصمة بغداد مصحوبا بمنتخب تربية الرمادي للمنافسة على بطولة تربية العراق المدرسية كانت تلك النقلة النوعية الاولى في حياته حينما تمكن من لفت الأنظار اليه وخصوصا حينما تسّمرت ابصار الخبير الكروي العراقي في ذلك الوقت الكابتن اسماعيل محمد ليصطحبه معه الى بطولة الدورة العربية التي أُقيمت في مصر عام 1951..
وحينما بهرته بغداد بجمالها انتقل الى الحرس الملكي وتحديدا في العام 1954 ومنه الى منتخب الجيش ليلعب أولى مباريات  الدولية امام منتخب الجيش المصري في العام 1955.
تألق في ثاني لقاءاته الخارجية الدولية وذلك حينما رسم علامة الصليب على صدره مرتين بعد ان سجل أول هدف دولي له في مرمى نادي تاج الايراني ليُلحقه بهدفٍ ثانٍ ولتكون هي نتيجة المباراة
كما أوقعتها اقدام شيخنا الجليل لينتقل بعدها الى الفريق الازرق الجوي عام 1958 ومنه الى نوادي المصلحة والكلية العسكرية والنادي الآثوري ليشكل وزميله يورا (استاذ المراوغة في المتر المربع الواحد) ثنائيا أدار عقول الكثير من المدافعين خلال تلك الفترة.
زامله شقيقه نويل بابا اللعب في فريق المصلحة وفريق الجيش إلا انه سرعان ما اختفى ليترك عمو بابا وحده في مقدمة السبق وهو ينتقل من انتصارٍ الى آخر ليتوّج بلقب الهداف للأعوام 57 , 59 , 60 , 63
ومن المفاخر التي سطرها عمو بابا هي تسجيله لأول هدف أولمبي عراقي في المرمى اللبناني بتأريخ 15 من تشرين الثاني عام 1959 وهي المباراة التي جرت ضمن التصفيات المؤهلة لدورة روما عام 1960 وهي المباراة التي انتهت بثلاثية عراقية سجل عمو منها هدفين.
اليوم يرقد العرّاب الكروي في واحدة من مستشفيات فرنسا بلا حولٍ ولا قوة ومن على طاولته يتدلى الصليب في حين ترمح عيناه نحو تطاول نخلة.
الكثير منا يعلم لو ان الكابتن عمو طلب حق اللجوء الانساني في باريس لاصبحت الحكومة الفرنسية مجبرة على رعايته عملا بالقوانين الدولية الانسانية, فهل يفعلها العرّاب بدلا من ان تحاول ابنته إستصراخ واستنهاض الضمير الرسمي العراقي بعد ان لم يعُد للضمير الشعبي من قدرة على التعامل مع متطلباته الاساسية أولا ؟؟؟؟ ها نحن ننتظر.