المحرر موضوع: رأيـنا - حزب شورايا  (زيارة 1073 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Shoraya

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 107
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رأيـنا - حزب شورايا
« في: 01:01 11/10/2005 »
رأيـنا - العـدد: 42

تشـرين الأول / 2005


مكتـب التوجيـه والإعـلام فـي حـزب شـورايـا

 
 فجـأة الفضـائيـة العـراقيـة (المؤسسة الإعلاميـة الرسـمية للدولـة العراقيـة) وبعـد عشـرات السـنين قـد غيرت فـي نهجهـا وأسـلوبهـا ومظهرهـا بمـا يوازي الـ: (180 درجة مئويـة)، وهـذا لم يكن موجوداً حتى أبـان النظـام الديكتـاتوري الفاشـيسـت الـذي تم الإطـاحـة بـه فـي التاسـع من نيسـان عـام 2003، لا بـل بـدا هـذا التصرف المفاجىء فـي وقت كانت تترقب فيـه أغلبيـة العراقيين بوادر خير وأمـان واسـتقرار وتنفيـذ الوعود المقطوعـة للمواطن العـراقـي الـذي همـه الأوحـد هو فـي تأمين لقمـة عيشـه وتأمـين أمنـه المهـدد في كل سـاعـة ودقيقـة. ولـم يكن هـذا التغيير المفاجىء إلا مسـماراً إضافيـاً فـي نعـش الديمقراطيـة والحريـة وبسـط سـلطـة الدولـة علـى كـامل الأراضي العراقيـة، حيث بدت هـذه الخطـوة الغير مسـتنظرة (ارتـداء الحجـاب من قبل المذيعـات في الفضائيـة المذكورة من أجل نقل أجمل صورة لواقع الحال التي يمر بهـا العراق بحجـره وبشـره). ولا نـدري حقيقـة مـا إذا كان هـذا التصرف قـد أتـى نتيجـة ضغط من هنـا أو تهـديد غير مباشـر من هنـاك (لا سمح الله) أو نتيجـة قناعـة لـدى الموظفـين والقيمين والمشـرفين علـى إدارتهـا.

 إذا كـانت هـذه هـي النقلـة النوعيـة والمميـزة التي وعـدت بهـا الحكومـة العراقيـة في خطوتهـا الأولـى نحـو تحقيق مسـتقبل مشـرق ومشـرف لأبنـاء الوطـن الواحـد بكل تنوعاتـه القوميـة والدينيـة، فالخطـوة التـاليـة سـتكون دون أدنـى شـك، متعثرة ممـا يؤدي إلـى فقـدان التوازن والإخـلال بـه وبالتـالـي توقيف عجلـة التقـدم والنمـو الاقتصـادي وتوفير المزيـد من الأمـن والأمـان.

فبعـد نضـال مريـر دام عشـرات السـنين من قبل هـؤلاء الـذين تمكنـوا اليـوم من وضع حـد لحالـة الإضطهـاد والظلم والتنكيل والضيـاع السـائـدة أيـام النظـام الديكتـاتوري البـائـد، نرى تلــك الجهـود الخـيرة تأخـذ منحىً مغايـراً ومخالفـاً لطموحـات وتطلعـات أبنـاء الشـعب الواحـد. وإذا ما تبين لاحقـاً بأن هنـاك من أيـادٍ خفيـة وغير ظـاهرة تعبر الحدود العراقيـة من أجـل نشـر ثقـافـة أقـل ما يقـال فيهـا بأنهـا متخلفـة ومتحجـرة قـد تعيـد البلـد إلـى وضـع أصعب ممـا كـان عليـه من ذي قبـل.

 وفـي ظـل أجـواء متقلبـة كالتي نشـهدهـا اليوم في العراق، نسـتطيع أن نقول بأن من سـيدفع الثمـن غاليـاً هو "أبنـاء القوميـات الصغيرة" وشـعبنـا الآشـوري الأصيل من ضمنهـا، وعلـى القيمين علـى الشـأن الآشـوري العـام الانتبـاه إلـى هـذه الظـاهـرة أو الثقافـة التي وصلت مبكرة إلى العراق، وإذا ما بقيت القوميـات العراقيـة (الأقليـات العراقيـة) غير مباليـة أو مكترثـة لمـا يجري ويدور من حولهـا وتحتهـا، سـوف تصل إلـى وقت ليـس ببعيـد إلـى إجبارهـا في التغيير فـي عاداتهـا وتقاليـدهـا وثقافتهـا و..و..و.. الخ. لتتمكن من المحافظـة على اسـتمراريـة وجودهـا، هـذا إذا ما بقي من أحـد يؤمـن بهـذا الوجـود الـذي باتت المحافظـة علـى مقومـاتـه مرضـاً منتشـراً فـي معظم جســمـه!.

وبالعـودة إلـى ارتـداء الحجـاب من قبل المذيعـات في "الفضائيـة العراقيـة" التي كان يتابعهـا أغلبيـة العراقيين سـواء في الداخل أو المهجـر، قـد تسـتمر لتتعـدى حـدود الحجـاب حتى تصل أيضـاً إلـى "ربطـة العنق" لـدى الموظفين الرجـال، كون ربطـات العنق مسـتوردة من الغـرب وعـار علـى الشـرقيين لبسـهـا!!!..

يـا لهـا من ثقـافـة بنـاءة.. ويـا لهـا من ثـورة خارقـة يسـتعمل فيهـا الإنسـان العربـي (المتطور المتمـدن المثقف) معـولـه هـذا ليهـدم كل بـال وعتيق ويعيـد بنـاء مـا ينشـده ويتطلـع إليـه أبنـاؤه من حضـارة ومدنيـة وتقـدم قـد يصـدر منـه لاحقـاً للدول الغربيـة المتخلفـة..!!!.

 إنهـا مأسـاة بحق الإنسـان والتاريخ والوطن والقوميـة والـديـن.. مطلوب من الخيرين والمخلصين والشرفـاء والعقـلاء أخـذ المبـادرة والتصـدي لهـذه الحـالات الغير طبيعيـة والمسـتوردة، فلم تكن هـذه الحالات فـي أي مرحلـة تاريخيـة من شـيم وعادات وأخلاق المواطن العـراقـي إلـى أيـة فئـة أو جمـاعـة انتمى. فالوقت ليـس فـي صـالح البنـائيـن بقـدر ما هـو لصـالـح المفسـدين.!.