المحرر موضوع: من يختار درب الطائفية سيخسر العراق وأهله  (زيارة 1735 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Hamza Alshamkhi

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 158
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
من يختار درب الطائفية سيخسر العراق وأهله



حمزة الشمخي         
                                                         
أن كل طرف من الأطراف القومية والمذهبية والدينية والسياسية العراقية ، سيخسر العراق وطنا وشعبا ، إذا أراد أن يسلك طريق الطائفية نهجا وممارسة ، ويعمل من أجل تغليب مصالحه الذاتية الضيقة على مصالح العراق وأهله ، وأن يجعل من نفسه في خندق الطائفية ، لمواجهة الأخرين من أبناء شعبه ووطنه .
إننا اليوم أمام وضع لا يحسد عليه ، حيث هناك من يرفع رايته، كغير راية العراق ، وإن إختلفنا حولها في الوقت الراهن ، وهناك من يعزز ويقوي قواته العسكرية ، على حساب جيش العراق وأجهزته الأمنية ، وهناك أيضا من يريد أن يرسخ المناطقية الإنعزالية والإنقسامات الدينية والمذهبية والقومية ، مستغلا الظروف الغير طبيعية التي يمر بها الوطن .
 وكأننا نريد أن نجزأ الوطن بأيدينا، الى مناطق وولايات، وبعد ذلك نتسابق من أجل الحصول والإستحواذ على أكبر قدر ممكن من وحدته، هذه الوحدة التي تحتاجنا اليوم جميعا، أكثر من أي وقت مضى ، لأن عراقنا الحبيب لن يشفى ولن يتعافى بعد، من ويلات ومصائب الدكتاتورية ومشاكل وهموم ومآسي اليوم .
كفاكم يا من تتحدثون بإسم العراق ليلا نهارا، ركضا وراء المكاسب الفئوية والشخصية المؤقتة ، لأنها سوف تزول حتما، عاجلا أم آجلا، بإرادة وتصميم الخيرين والمناضلين من العراقيين ، وهم الذين يشكلون الأغلبية الداعمة والمؤيدة للعراق الديمقراطي الإتحادي التعددي الحر، والذين يرفضون رفضا تاما العنصرية والطائفية ، بكل أشكالها المقيتة ووجوهها الكريهة .
أن العراقيين يعتزون ويفتخرون بتنوع مكوناتهم ، القومية والدينية والمذهبية والسياسية والعشائرية ، والتي وجدناها منذ مئات السنين متآخية ومتعايشة ومتآلفة ، مثلما نجدها اليوم في الحي السكني الواحد والمدرسة والقرية والمدينة ، ونجدها كذلك في البيت العراقي الواحد أيضا، حيث نجد أن الأم من مذهب أو قومية معينة  والأب من مذهب أو قومية إخرى ، دون حتى أن يشعر الأبناء أحيانا بذلك التباين المذهبي والقومي والديني والعشائري ... هذا هو العراق كما عرفناه في الماضي ونريده اليوم كذلك ، رمزا للتعايش والتآخي والمحبة والسلام .
وأن من يريد أن يختار درب الطائفية ، فعليه أن يعرف مسبقا ، أن هذا الدرب لا يوصله الى ما يريد ، لأنه مسدود منذ بدايته ، بوحدة العراقيين الوطنية المتينة والراسخة، والتي لا يمكن أن تزعزعها محاولات البعض، من الطائفيين المتعصبين لقوميتهم ودينهم ومذهبهم ...  من أجل إلغاء الآخرين وعدم الإعتراف بوجودهم، كمكون من مكونات المجتمع العراقي المتنوع ، بقومياته وأديانه ومذاهبه وأحزابه وعشائره وطوائفه . 
ولا تستطيع أية جهة عراقية مهما كانت ، أن تفرض توجهاتها وبرنامجها ومشروعها على العراقيين تحت أية يافطة كانت ، لأن أبناء العراق لا يؤمنون إلا بوحدة مكوناتهم المختلفة ، في إطار الوطن الواحد الموحد، بأهله وسيادته الوطنية الكاملة وإستقلاله التام .
ha_al@hotmail.com