المحرر موضوع: رسالة السيدة جاكلين زومايا الى رئاسة اللجنة الدستورية  (زيارة 1455 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Sam Shlimon

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 98
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الى ابناء شعبنا الآشوري

تحية آشورية

لقد عاهدناكم بنشر ما يصل الى ايدينا من رسائل ووثائق

ها نحن ننشر لكم الرسالة الثانية للسيدة جاكلين زومايا ممثلة الآشوريين في الجمعية الوطنية العراقية التي ارسلتها الى اللجنة الرئاسية للدستور للمطالبة شرعاً بحقوق شعبنا الآشوري.

مع العلم كان هناك في لجنة صياغة الدستور اثنان من ابناء شعبنا الذين كانوا مكتوفين الأيدي ومتفرجين على كتابة الدستور وتهميشه والغائه شعب العراق الاصيل

اليكم يا ابناء شعبنا الاشوري الرسالة المقدمة من السيدة جاكلين زومايا عضو الجمعية الوطنية العراقية  ممثلة الاشوريين في الجمعية الوطنية العراقية


                                  السيد رئيس اللجنة الدستورية المحترم
                                 السادة اعضاء اللجنة الدستورية المحترمون

                                  التسمية الآشورية والدستور العراقي الدائم

ايها الاخوة والاخوات الاعزاء ..

ان الآشوريين هم العمق التأريخي للعراق يمتد الى سبعة الاف سنة، وان حضورهم الفاعل على مر الازمان والى يومنا هذا ومآثرهم ومواقفهم وتأريخهم هو فخر لكل العراقيين ومعروف للمطلعين على تأريخ العراق ولا حاجة للخوض فيه. ولكن من حيث اننا نضطلع اليوم بكتابة الدستور الدائم لبلدنا العراق فيجب ان نضع نصب عيوننا ان عملية كتابة الدستور انما هي عملية توافق سياسية بين مكونات الشعب المختلفة لتقنين العلاقات فيما بينها وتحديد الآليات التي تحقق التآخي والتعايش السلمي والعدالة للجميع. وهنا اكررأنها ؛ عملــية توافق سياســية بين مكونات الشــعب المختلفــة، اي مكونات ( موجودة ) بمسمياتها التاريخية لا نختلقها اليوم . وبمعنى اخر يجب ان لا ينسحب هذا التوافق السياسي على مسميات هذه المكونات تحت اي غطاء او مبرر كان فنغير تسمياتها أو نعيد صياغة تسميات جديدة لها. فاذا كان لابد من ذكر مكونات الشعب العراقي فعندها يجب ان توضع ضوابط لهذه المكونات التي يراد لها ان تثبت في الدستور استنادا الى حقائق التأريخ والمنطق الاكاديمي والعلمي. كي لا يفسح المجال لكل من شاء وتحت غطاء العملية الديمقراطية ان يأتي بمسميات غريبة وعجيبة لادراجها كمكونات قومية في الدستور. فالتوافقات او التصويت على الثوابت العلمية والتاريخية والهوية القومية مرفوضة رفضا قاطعا .

وهذا ما اريد ( ايها الاخوة والاخوات ) ان أؤكده بالنسبة للمشكلة الآشورية. فهنالك من يحاول اليوم بدراية مقصودة او بلا مبالاة ان يشوه ويجني على التأريخ الآشوري   باطلاق تسميات مختلقة مركبة لا جذور لها على الآشوريين او يعمل على تفتيتهم الى مسميات تخلط ما بين المذهبية والقومية وتثبيتها في الدستور.   

فالمشكلة الآشورية والتي ابتلينا بها اليوم، تتحدد بصراعات مذهبية كنسية.

فما نسمعه اليوم من تسميات " كلدان، سريان " انما هي تسميات مذهبية لشعب آشوري واحد. فالكلدان هي تسمية اطلقها بابا روما اوجينيوس الرابع في منتصف القرن السادس عشر على الآشوريين الذين اتحدوا بكنيسة روما تمييزا لهم عن اخوتهم الذين حافظوا على عقيدتهم الشرقية التقليدية المسماة ( بالنسطورية ) وعلى ذلك لا ترى اي اختلاف بينهما الا في بعض الامور اللاهوتية وفيما عدا ذلك فكل شيء متطابق بينهما سواء في اللغة او التاريخ او التراث او المقومات القومية الاخرى..

اما السريان فهو تخريج لفظي وتحريف للتسميةالاشورية مأخوذ مما كانت تطلقه الشعوب المعاصرة للاشوريين كاليونانيين والارمن على ابناء اشور.

ومن هنا ايها السيدات والسادة اقول؛ يكفي العراق ما يعانيه اليوم من استقطاب طائفي يهدد بتمزيق جسد الوطن لولا لطف الله عز وجل وحكمة العقلاء من ابنائه،  فلا تزيدوا عليه استقطابا طائفيا اخرا.  بل اطالبكم الى الاحتكام الى حقائق التاريخ في تثبيت اسمنا القومي الآشوري التاريخي في الدستور وعدم العمل على تشتيت شعبنا الى مسميات مذهبية .. فمن له اطلاع على تاريخ العراق فانه يعرف حقيقة الشعب الاشوري حق المعرفة بل اكثر من هذا، هو يعلم ان التاريخ الآشوري هو تاريخ العراق نفسه وان تشويه التسمية الآشورية هو تشويه لتأريخ العراق ، اما من لم يطلع على تاريخ بلده فعليه ان لا يستسهل الامر و يتأنى في اطلاق حكمه حتى يتسنى له ذلك ، وفي حال استعصاء ايجاد الحل للمشكلة الآشورية فأنني ارى ان تعقد لجنة صياغة الدستور اجتماعا مع ممثلي الشعب الآشوري في الجمعية الوطنية فتحيل الامر الى لجنة مختصة من علماء التاريخ والاثاريين وأساتذة أكاديميين وخبراء من المختصين في المجمع العلمي العراقي. على ان يتعهد الحاضرون بقبول النتائج التي ستخرج بها هذه اللجنة ويكونون ملزمين بها. واخيرا نتمنى لبلدنا العراق الازدهار والتقدم ولاعضاء لجنة كتابة الدستورالتوفيق في انجاز مهمتهم الوطنية وللشعب العراقي العيش الهانئ في آمان ومحبة ووئام.. والتوفيق من الله تعالى، آمين.


                                             جاكلين قوسن زومايا
                                        عضو الجمعية الوطنية العراقية
                                            23 / تمـــــوز / 2005