المحرر موضوع: تصريحات ...وضجة ... وآمال  (زيارة 933 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مهند البشي

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5832
    • مشاهدة الملف الشخصي
تصريحات ...وضجة ... وآمال
« في: 13:02 29/11/2007 »
تصريحات ... وضجة ... وآمال

تصريحات وزير الداخلية الفرنسي بأستعداد بلاده بقبول المسيحيين العراقيين فيها أحدثت ضجة كبرى خصوصا في أوساط الاجئين المسيحيين في سوريا بعد ان ظهرت بوادر الأمل بخلاصهم من معاناتهم التي طالت في سوريا .
وحيث يأسوا من المفوضية السامية للامم المتحدة في حصولهم من خلالها على الجوء القريب الى اي بلد .
والكثير منهم لم يحد يتحمل طول الانتظار الذي هو فيه متعلقا بأمل ان تقبله دولة تطلب منه كفيل بعد ان قدم عدة مرات اليها وكانت النتيجة هي الرفض وانتظار اكثر .
الكثير من الاجئين قدم الى استراليا عدة مرات ويرفض ويعيد الكرة مرة اخرى وعدة مرات على أمل ان تصيب واحدة منها ولكن بلا طائل وحتى الذين اتت النتيجة اليهم بقبولهم منذ اكثر من سنة لازالوا في الانتظار بحصولهم على الفيزا بعد ان اكملوا الاجراءات الازمة والفحوصات وحتى موعد الفيزا هم في خطر الرفض لان هناك عوائل كانت في انتضار الفيزا واتى اليها الرفض وهناك ما هو اشد قسوة على العوائل التي حصلت على الفيزا وبقي لها موعد السفر فقط ويأتي اليهم الرد بالرفض قبل موعد السفر بأيام ( سبحان االله كيف ذلك لاأحد يستطيع ان يسأل لان من قوانين الهجرة الى استراليا عدم السؤال عن المعاملة او اي شيء يخص بها وإلا كانت النتيجة رفض المعاملة مهما كانت نتيجها ولكن يحق اعادة الطلب بعد حصول الرفض وهناك عوائل كثيرة حصل لها اشياء كهذه ) .
وهناك من له معاملة لم الشمل الى كندا وهي ذو الكفالة الخماسية والتي اصبحت الآن سباعية كما يقولون وهناك امل لهم بعد انتظار سنة في الاقل لوصولهم ولكن مع ذلك هناك من له عدة سنين في الانتظار ولايستطيع ان يعرف متى ويمكن ان يتابع معاملته من كفيله الذي هو في كندا . ( وهؤلاء لهم امل اكثر من المتقدمين الى استراليا وذلك للتسهيلات التي اعطتها كندا مؤخرا بلم الشمل ليمتد الى اقارب درجة ثانية ايضا مما فتح آمالا جديدة لللاجئين ) .
اما الهجرة الى الولايات المتحدة فتلك قصتها قصة وحيث أرسل الكثيرين معلوماتهم وارقام استمارة الحماية التي لديهم من المفوضية السامية لشؤون الاجئين الى الاتحاد الكلداني في امريكا الذي وعد خيرا بعد عدة لقاءات مع الجانب الامريكي من ضباط الهجرة ودوائر وزارة الخارجية بقبول عدد يبلغ سبعة آلاف عراقي من مجموع المعاملات وحددو الاولوية لهم وكان ذلك قبل عام واصبح في خبر كان .
ثم أتت الوعود الامريكية بأخذ اثنا عشر الف عراقي الى الولايات المتحدة ابتدأ من تشرين الاول والذي حصل فعلا انهم اخذوا عدد قليل يبلغ العشرات فقط من سوريا في حين انهم قالوا ان العدد الكلي لكل شهر هو الف شخص من سوريا والاردن ولبنان وتركيا  ولم يأخذوا غيرهم الشهر الذي بعده .
وهناك من ينتظر معاملة لم الشمل مع اهله الذين قدموا المعاملة له قبل عدة سنوات على أمل ان تصل المعاملة  بعد مدة لايعلمها الاالله .
وهكذا الكثير من القصص الموجودة والمعروفة للكثيرين عن معانات اللاجئين في سوريا خصوصا .
وهؤلاء حتى انهم يأسوا من وضعهم بصورة عامة حيث انهم حتى وان استقرت الاوضاع لايستطيعون العودة لعدة اسباب ومنها انهم باعوا كل مايملكونه وجمعوا مذخراتهم وبدأوا بصرفها وحيث لايوجد عمل في سوريا بدأت بالنفاذ وبدأوا يعتمدون على المساعدات التي تصلهم من اقاربهم في الخارج .
وكذلك انهم اذا عادوا واعطت الدولة العراقية لهم مبلغ المليون دينار عراقي كما وعدت  مايعادل 800 دولار ماذا يفعلوا بهذا المبلغ وكيف سيعيشون ويجدون عمل بعد ان كانوا اغلبهم هم اصحاب العمل وكيف سيتمكنون من اعادة تكوين بيوتهم من جديد وهم الذين كانت لهم بيوت يضرب بها المثل لانهم تعلموا على مستوى معين من المعيشة وكذلك كيف بأستطاعتهم ان يقنعوا اولادهم  بالرجوع بعد ان اصبح لهم امل بالسفر وطموحهم بالهجرة لتكوين ذاتهم هناك .
وكذلك من ترك كل شيء وخرج بدون شيء واغتصبت داره وكل مقتنياته وكل مايملك ولم يعد لديه شيء كيف يعود الى لاشيء فذلك صعب جدا خير له ان يبدا من جديد في بلد آخر يحترم الانسان فيه وله حقوق .
هذه الاسباب بالاضافة الى الشعور بأن الأقلية المسيحية في العراق ستبقى مستهدفة ولايستطيعوا ان يكونوا بأمان تام بعد الذي حصل وتغير الاوضاع من سيء الى اسوء .
أتت النجدة اليهم بتصريح وزير الداخلية الفرنسي فبعد يوم وليلة من التصريح نرى جمهرة للعوائل المسيحية على باب احدى الكنائس في دمشق وتطرق بابها لان في هذه الكنسية مكتب للتنسيق مع المفوضية السامية للامم المتحدة وتشرف عليه احدى الراهبات من لبنان مع وجود مجموعة من المتطوعين العراقيين للعمل معها  وهذا المكتب يقدم المساعدات الانسانية للعراقيين بالتنسيق مع المفوضية .
وتقدم كل واحد بورقة الامم التي لديه ليتم تسجيل رقم الملف منها ورقم الهاتف الخاص لانهم سمعوا من مصادر موثوقة لانعرفها بالضبط انه بدأ التسجيل الى فرنسا وماكان من المكتب الاالتسجيل بعد ان تقاطرت عشرات العوائل ولازالت مع العلم انهم في هذا المكتب قالوا لايوجد شيء وانهم مجبرين على تسجيل طلبهم بناء على رغبتهم وتقديم هذه الطلبات كرجاء الى المفوضية لمساعدة العوائل وليست لهم اي علاقة بالهجرة الى فرنسا ولايوجد اي تعليمات صريحة ومؤكدة من المفوضية بخصوص ذلك .
ولكن ماذا تفعل هذه العوائل التي كما قلت بدأت تفقد صبرها ومالها نتيجة طول الانتظار بلا طائل او أمل في الخروج من محنتهم والاستقرار في اي بلد يؤمن لهم الحرية والعيش الكريم ويحصلوا على حقوقهم كمواطنين .
هذه بعض من مأسات العراقيين المهجرين الذين لاحولة ولاقوة لهم ليس لديهم سوى الأمل وطول الصبر لينالوا مرادهم ويحصل أطفالهم على ملاذ آمن في بلد ما .
-------------------------------
مهند عمانوئيل بشي / سوريا