المحرر موضوع: (الجرذان في قفص الدجيل)  (زيارة 1046 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل قاسـم محمد الكفائي

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 61
    • مشاهدة الملف الشخصي
(الجرذان في قفص الدجيل)
« في: 19:03 23/10/2005 »
قاسم محمّد الكفائي
كاتب عراقي - كندا
alkefaee_canada@hotmail.com

{ اللاّذع 000أسلوبٌ يليق بالظالمين وليس بكاتبه أو القارىء. لا خجلٌ  سياسي ولا ترميز. مشاكس وعلى المكشوف ، ناقد وناصح ، يمقت الفلسفة والمتفلسفين على حساب مصلحة الأمة والوطن ، وهو مخاض تجربة مريرة لأكثر من ثلاثة عقود لو أزيح عنها غبارها بعدسة الأعلام والصحافة. نتمنى على أي جهة إعلامية أن تنشر كتاباتنا بدافع حرية الرأي كذوق إعلامي رفيع .}

(الجرذان في قفص الدجيل)

في  التاسع عشر من أكتوبرٍ الجاري كان الشعبُ في داخلِِ العراق وخارجهِ ، وكلّ ُ الأمم على موعدٍ لمثول ِ طاغية العصر ، ورئيس جمهورية الخوف السابق صدام آلبو ناصرالتكريتي في المحكمةِ العراقيةِ المعدّةِ لهُ خصّيصا . لقد حضر الجّلادُ وحضر معه سبْعٌ من رِفاقِه ، صنّاعُ الخوفِ والموت ، وجلسوا جميعا في قفص الأتهام وكأنّهم جرذان ما بين قطيع ٍمن القطط الجائعة.
كان كلٌ منهم يتظاهر بمظهرٍ يبعث على البراءةِ والهدوء المصْطنع ، بينما مظهر صدام ( بطل الفلم) يبعث على الشقاوةِ بعد هزيمة . أما المحكمة ُ فكانت متواضعة جدا في إستعداداتِها فيما  لو وضعناها أمام المحاكم العالميّة مثل التي تليق بالمجرمين العالميين ، كمحكمة لاهاي مثلا.
فالأستعدادات الفنيّة كانت غير متوقعة وبتلك الصورة التي رأيناها فيها ، الى الحد الذي فيه ( فانوس ) جدتي رحمها الله كان يعمل بطريقة النفط في ثلاثينات القرن الماضي أفضل تقنية منها . ما ذاقت عيناي النوم في تلك الليلة وحتى أول الصباح( توقيت كندا ) حتىلا تفوتني المشاهد التي طالما أنتظرُتها طويلا كباقي العراقيين المعذبّين .
لكن رداءة أجهزة الصوت المنصوبة في قاعةِ المحكمة، ثم التصوير ، ورداءة  خبرة الكادر العامل كادت أن تحجبني عن تحقيق أمنيتي، بينما كنت حريصا أن أشاهد صدام متهما من خلال قناة العراقية وليس غيرها ، لكنني أضطررت لأن أشاهد ( الرواية ) أحيانا من خلال قناة العالم التي كانت تقوم بدورٍ أفضل .
فالذي زيّن الرواق واسترد له عافيته عنصران مهمان وأساسيان هما أولا ، نزاهة المحكمة ، وثانيهما كفاءة القاضي رزكار محمد أمين المشرِف على مجريات المحاكمة ، وهدوءه ثم أخلاقه التي تعامل بها مع الأشقياء البعثيين .
حيث أظهر عيوب المجرمين الى الشعب العراقي وشعوب العالم بابتسامته وحنكته حتى بدى دورُهُ  كالمرآة يعكس بصبره و ثقته بالنفس المعنى الحقيقي للقضاة والقضاء العراقي ، وقد غطى هذا المعنى على كل العيوب الفنيّة التي ذكرناها ، وأظهرت الى المتابعين لرواية الدجيل الصورة الحقيقية لها عندما صعد السيد ممثل الأدعاء على المنصة وأخذ يتلوها مختصِرا عرض الجريمةِ وطولها والحيرة ُ تبدو عليه ، من أين يبدأ ، وأين ينتهي فيها لهول الكارثة .
لقد إعتقل وأعدم صدامُ المئات من الناس بسبب إطلاق إحدى عشر رصاصة على موكبه  من قبل أربعة نفرات معارضين له أثناء زيارته المشؤومة لقضاء الدجيل عام 1982 من القرن الماضي .
ولما سئل القاضي صدام  وعصابته : هل أنت متهم أم  بريىء ، كان  جوابهم  جميعا هو( بريىء) ، فنسي القاضي إطلاق سراحهم بدون كفالة.
أنا متأكد أن العراقيين وكل الأمم كانت تتابع حيثيات المحاكمة بمتابعة صدام التكريتي وهو في قفص الأتهام ، بينما كنت أنا أتابع أمرا عجبا شدّني اليه وأنساني صدام ورفاقه . فكنت مختلفا عن كل البشر . ذلكم هو محامي صدام ، خليل الدليمي الذي دافع عن الرئيس المخلوع بمرارة متناهية ، وقد يتخيّل اليه أنه سوف ينجح  بإطلاق سراحه وإعادته الى عهده السالف في القصر الجمهوري .
كان الدليمي ( يعجبني ) بإنفعاله واعتراضه على عدم نزاهة المحكمة أو شرعيتها كونها مسيّسة من جهة ، وغير شرعية من جهة أخرى مادامت تستظل بفيىء الأحتلال . وكان الدليمي أيضا يعتقد، وقد ينجح ، أنه بصراخه واعتراتضاته سيبتز أمولا أضافية من ( رغوده بنت صدام) عندما تراه على الفضائيات وهو يصيح الغوث مدافعا عن والدها وبرائته في أصعب قاعة إمتحان لا تؤدي بنتيجتها غير الموت المحقق .
كنت أترقب هذا الرجل وأتابع صراخه ولو كنت مكان القاضي لأعطيته صدام يصحبه معه الى حيث يريد ، تكريت أو الأردن الشقيق (بس يسكت الدليمي ويخلصنه من صياحه) . حتى إنتهت الجلسة بتأجيل المحاكمةالى الثامن والعشرين من نوفمبر القادم . أنا بدوري أشاطر الدليمي أحزانه ، وكل الذين دافعوا عن صدام ، وكذلك حكام الدول الشقيقة من الذين نصروه بأموالهم ونجاستهم في زمن كان هو عليهم بطلا قوميّا بقادسية العار، وفارسا سخيفا ، وسيفا مكسورا.
والخسارة التي مُني بها الشعب العراقي هي أكثر من مليون إنسان عراقي نتيجة شقاوة وجور واستبداد( صدام بن صبحة التكريتية) ، ومساندة أولائك الأشقاء له . والى اليوم مازالوا يتآمرون على العراق وشرعية إختياره لحكومته ودستوره بتصدير قطعانا من بعران الأرهاب للقيام بأعمال تخريبيّة داخل العراق .
لذا نطمأنهم  نحن كعراقيين بصبرنا حتى نبني بيتنا و ( معليش ده إحنه أخوات) . فالشعب العراقي يتمنى أن تكون هذه المحاكمة لكل هؤلاء السفلة ، الذين أرادوا للعراق أن يحترق بنارهم حتى ينصهر ويصبح رمادا تذروه الرياح . ويأبى الله إلا ّ أن يحفظ العراق وشعبه ، أراد له الأعداء أم لا يريدون .[/b][/size][/font]