المحرر موضوع: الزواج .... مشاكلــهُ.... وسر السعادة الزوجية  (زيارة 1180 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل salman_dawood

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 77
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
                                 الزواج .... مشاكلــهُ.... وسر السعادة الزوجية


انَّ الحب هو ذروة انفعالات الإنسان العقلية والروحية, حب الآباء لأبنائهم, حب الأبناء لآبائهم, وحب الرجل والمرأة الذي يتّوج بالزواج, نعمة الحضارة السامية.
وغالباً ماتتوقع النساء من ازواجهنّ ان يحبونهنّ بالطريقة التي يحببنهم بها, والازواج يتوقعون من زوجاتهم ان يبادلنهم النوع نفسه من الحب, ولكن الرجال يحبون بطريقة تختلف عن طريقة النساء. ومااكثر البؤس الذي يمكن تجنبه فيما لو عرف الرجال والنساء هذه الحقيقة.
وقد قيل (الزواج بدون مشاكل.. كالطعام بلا ملح), هكذا وصف الناس على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم وثقافتهم الزواج, فالنسبة العظمى منهم تؤكد بأن الزواج لا يمكن ان يدوم بدون وجود ولو نسبة قليلة من المشاكل الزوجية التي لا حصر لها ولا عد.
ومع استمرار الحياة الزوجية تتحقق السعادة لكلا الطرفين بعد معرفتهم لأساس مشاكلهم والتوصل معاً الى انجع الحلول التي تُرضي الطرفين, ولابأس لو تنازل احدهما للآخر, ولايُعد هذا انتقاصاً لكرامة احدهما, حيث لا يوجد في الحب الحقيقي اي مجال لعدم الاحترام, وللنقد, والانانية, او الاهمال, لأنَّه وببساطة اثمن من كل شيء. انه تحقيق القانون, ويستحق معرفتنا وكدّنا واجتهادنا للحفاظ عليه وحمايته من الدمار والتلوث والأذى. ومثلما هي المنارة التي تهدي السفن الى بر الأمان للتخلص من البحر المضطرب, كذلك هو الحب, انه مثل المنارة, وهو الدليل على اننا أحياء اذا استطعنا الاحساس به, والخروج من العزلة بفضله.
نشر البروفيسور الاميركي (لويس ترمان), استاذ علم النفس في جامعـــة ستـانـفــورد,
كتابا يضم نتائج تحقيق دقيق عن السعادة الزوجية في الولايات المتحدة الاميركية. امـــا
عنوان الكتاب فكان (العوامل النفسية في السعادة الزوجية).
وزع الاستاذ المذكور كراريس الاسئلة, على الف زوج وزوجة منتمين الى مختلف الطبقات الاجتماعية, وذوي اعمار متفاوتة, وطلب اليهم الاجابة عنها بصراحة تامة, بعد أن تعهد لهم بحفظ هذه الاسرار.
وقد اسفر الاستفتاء عن إن سر السعادة الزوجية يتوقف على الطبائع والبيئة, اما الشقاء الزوجي فسببه في رأي العالم النفساني, سرعة التأثر, وقلة الاحتمال, والتكبر, والحماقة, وسوء التربية, والميل الى تقديس اراء الاخرين, وفقدان الثقة بالنفس, وانعدام المبادئ في امور الدين, والمزاج المتقلب والميل الى الاخذ بالاوهام. اما حالة الزوجين المالية, وحرمانهما من الاولاد, والفرق بين عمريهما او ثقافتهما, فلا اهمية لها كلها, وليس لها تأثير في تنغيص حياتهما )رغم ان المال اصبح في ايامنا هو اساس السعادة الزوجية!!).
والمعروف ان السعادة الزوجية يمكن الا تشيخ, الا ان هناك فترتين حرجتين تكتنفانها (حسب رأي الدراسة) الاولى منهما: موعدها حوالي العام الثامن للزواج, والاخرى حوالي السنة الخامسة عشرة له.
ويستمر هذا العالم في دراسته بالقول: ان سر السعادة الزوجية كما يعتقد الكثيرون لا يتوقف على الزواج المبكر او المتأخر, وطول عهد الخطبة او قصره, فسعادة الزوجين ابعد من ان تتأثر بهذه الامور, بل هي (اقصد السعادة) تتوقف على التربية التي يتلقاها الزوجان في الصغر, واهتمام الوالدين بالفتى والفتاة عندما يتفتح قلباهما للحب ونتائجه للمرة الاولى.
وهذه هي العوامل الاربعة الرئيسة للسعادة الزوجية كما يُستدل من التحقيق المذكور:
• محيط عائلي ينشأ فيه الاولاد نشأة طيبة.
• طفولة مرحة وسعيدة .
• حب الاولاد لامهاتهم .
• تربية جيدة صارمة لا تقوم على القسوة والعنف والاكراه .
ويختم الاستاذ (ترمان) كتابه بهذه الخلاصة وهي: ان الزوجة تكون في اكثر الاحيــان
اسعد من زوجها, ولا تعليـــل لهذه الظاهــــرة, وان سعـــادة احــد الزوجـين لا تتوقف على سعادة الاخر, فهي مُستقلة عنها تمام الاستقلال, فلايُستبعد ان تعيش الزوجة الى جانب زوجها الذي قسا عليه الدهر , والعكس بالعكس .
ولكي تتحقق السعادة بين الزوجين, أٌقدم للازواج بعض الكلمات, وابدأ بالرجل وما يستطيع ان يفعله لأجل زوجته. فعليك ياأخي ان تقبّل عنق زوجتك من الخلف مرة كل يوم, ولاتعتقد بأنك مضطر دائماً للاحتفاظ بكبريائك, إبكِ قليلاً, فإنها ستحب ان تعاملك بحنان الامومة. كما يمكنك وبدون اي تكلّف ان تمتدح طريقة ظهورها ولو كنت متزوجاً منذ زمن بعيد. احضرْ لها الزهور, وهي مازالت قادرة على التمتع بعبيرها, اضافة الى بعض تسجيلات الاغاني التي لكم معها حلو الذكريات, اطلب نصيحتها ومشورتها في بعض مشاكل اعمالك, وخذ بها احياناً.
ويمكن للزوجة ان لا تتذكر مشاكلها على مائدة الطعام وان تفهم كيف تُترجم عبارات زوجها فإن قال لها: (إنك تبدين على مايُرام) فإنه قد يعني (إنك تبدين رائعة هذه الليلة), واحذرك من ان تجعلي من زوجك بعبع الاسرة, لا تقولي للاطفال (انتظروا حتى يرجع ابوكم!!!) او  ( كنت اريد ذلك, ولكن البابا يقول لا), وعليك ان تكوني في البيت عندما يعود اليه, كما ليس اثقل على مسمع الزوج من كلمة (هات...هات) صحيح انه ملزم بك وبكل ماتطلبين, ولكن ليكن طلبك في الوقت المناسب, ولا تندفعي في غيرتكِ والا افسدتِ حياتكِ, واياك ان تفتشي جيوب زوجك لأن هذا دليل الشك.
هناك بعض الزوجات الجاهلات (مع احترامي لجميعهن) يعتقدنَ ان الزواج هو نهاية لهن, ولذلك لا يعتنينَ بتجميل انفسهنْ. فالمرأة العاقلة تستطيع ان تُطالع زوجها كل يوم بموضة جديدة وجمال جديد. واياك ان تقابلي زوجكِ بوجه عابس بل تذكري دائماً ان الابتسامة اجمل شيء في الحياة , وليكن شعاركِ دائماً ان العمر له قيمته ولايجب ان نُضيعّه بالتوافه، وعلى قدر بساطكِ مدّي رجليكِ, كوني مرحة بشوشة يكون البيت جنةً ونعيماً. على الزوجين ان يعامل احدهما الاخر وكأنهما يلتقيان لأول مرة, وعليهما ان لايناما ابداً على مشكلة دون الوصول الى حل لها او اتفاق بشأنها, وليحترم كل منكما حياة الاخر الخاصة, ولايقل احدكما للاخر: لقد فعلت من اجلك كذا وكذا, واخيراً.... ليقل كل واحد منكما للاخر انه سعيد بالزواج منه, وانه لو عاش ثانية لما تزوج سواه.

                                                                           سلمان داود - استراليا