المحرر موضوع: الاجراس والتكبير والعيد في العراق  (زيارة 1199 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل babadramsin

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 142
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
(( الأجراس والتكبير والعيد في العراق ))
بعد أيام سيحتفل العالم الإسلامي بعيد الاضحى المبارك والعالم المسيحي بأعياد الميلاد المجيدة حيث سيصادف عيد الأضحى المبارك يوم 21/12 وعيد الميلاد المجيد يوم 25/12 والعراق لا يزال في بحر من الدم فلا يمر يوم على سماء العراق إلا وقسم من أبنائه الأبرياء يتلطخون بدمائهم الزكية من جراء العمليات الإرهابية الانتقامية الحاقدة على هذا الشعب المسكين .

فلقد نسيت الأجراس دقات العيد ... دقات الفرح والسرور لأن دقاتها أكثر من أربع سنوات كانت دقات الحزن وفراق الأحباء دقات دفن الشهداء المتمزقة أجسادهم  من قبل عصابات الإجرام المستوردة من الخارج ، لأن العراقي لا يعرف الحقد ولا الذبح ولا القتل وإذا حقد العراقي فيحقد على من يسلب أرضه وعرضه وهذا حق مشروع لكل عراقي شريف .
 ترى متى سيعود صوت دقات الأجراس كما كان سابقاً جميلاً سعيداً ونرتل معاً المجد لله في العلا ؟

وكذلك الجوامع والمساجد نسيت التكبير بصوت جميل وسعيد أيام العيد لأن التكبير ومنذ أكثر من أربع سنوات أصبح حزيناً مليئاً بالحسرات على العراق وشعب العراق ... الله أكبر ... الله أكبر لقد قتل البريء بيد المجرم  الله أكبر ... الله أكبر وطني جريح وشعبي يموت ... ترى إلى متى وفي أي عيد سيعود الصوت الجميل كما كان سابقاً ونكبر الله أكبر ... الله أكبر وكل عام والعراق بخير ؟!

نعم كيف نحتفل وعراقنا الحبيب في فوضى وعدم الاستقرار .. كيف نحتفل والسواد يغطي أجسامنا وقلوبنا مليئة بالدم وعيوننا لا تكف عن ذرف الدموع ... كيف نحتفل ونسعد الأطفال اليتامى والعوائل المهجرة ماذا نقول للشيخ المسن الذي يمد يديه ويقول لله يا محسنين بعد أن فقد أولاده في مسطر العمال من جراء سيارة مفخخة وماذا نقول للأمهات اللواتي يرفعن صور شهدائهم وصدورهن مليئة بالأحزان وفراق الأحباء وماذا نقول للأطفال الذين فقدوا آباءهم  وهم عراة وكيف نسعدهم ونعيد البسمة والحياة إلى هذه الورود ؟.

ماذا نقول للعراق العزيز صباح يوم العيد وسماؤه ملوثة بالغيوم السوداء وأرضه صبغت باللون الاحمر من جراء دخان المفخخات وحقد الحاقدين .

ثم ماذا نقول للشعب المسكين الذي لا يزال نائماً وسوف ينام إيضاً صباح العيد ويخاف الخروج من البيت والذهاب إلى المتنزهات لأنه ربما في الطريق تصادفه عبوة ناسفة أو حزاماً ويذهب كما ذهب السابقون ضحية وليس هناك لا من شاف ولا من دري.

ومع ذلك فالعيد عيد مهما كانت الأسباب وكلمة أيامكم سعيدة تقال رغم أنوف أصحاب المفخخات ... وبجهود الطيبين والمخلصين لتربة هذا الوطن الغالي سيرد الاعتبار للشيخ المسن الذي جعلته الظروف القاسية أن يمد يده للآخرين وسنزيل الأحزان عن صدور أمهاتنا وسنغطي أجساد أطفالنا اليتامى بأحلى وأجمل الملابس ونعيد الحياة والسعادة لهذه الورود الغالية.

 أما العراق فإنشاء الله سيبقى عراق وسننظف سماؤه من الغيوم الملوثة ونزيل اللون الاحمر من أرضنا وسينهض شعبنا الوفي صباح العيد مبتسماً ومسروراً وسيخرج من داره بعد أن تنظف شوارع العراق من المفخخات والعبوات والأحزمة الجرثومية .

وسيكبر أبن العراق في الجوامع والمساجد بصوت جميل الله أكبر..الله أكبر اليوم عيد وكل عام وعراقنا بخير وستعود دقات الجرس الرنانة وصوت التراتيل يملأ سماء العراق .... اليوم عيد وكل عام وعراقنا بخير وسنردد بصوت واحد ( المجد لله في العلا وعلى الأرض السلام وبين الناس المحبة ) والسلام عليكم.

شموئيل نوئيل سركيس
aboremoon_2005@yahoo.com
15 / 12 / 2007