فضائية عشتار.. قناة عراقية ذات خصوصية كلدانية سريانية آشورية
نشر التقرير في موقع ايلاف 1/نوفمبر
سمير صبري من أربيل: برزت على الساحة العراقية منذ سقوط الصنم، وسائل اعلام مرئية متعددة، أستفادت فيه من مناخ الحرية والتعددية التي تنفس فيه العراقيون لأول مرة الهواء الصحيح لحرية التعبير عن الرأي وحرية انتقاء المعلومات من مصادر متعددة.
لقد أصبحت الفضائيات العراقية المتعددة ظاهرة إعلامية فريدة من نوعها في العراق،بعد عقود من أحادية الإعلام السلطوي الذي كانت تديره وزارة الأعلام.
وفي خضم هذه التعددية الإعلامية والتطورات الحاصلة في وسائل الاعلام بشكل عام والمرئية منها (الفضائيات) بشكل خاص، وتنوع الفضائيات العراقية بين فضائيات حكومية وحزبية وشخصية ومستقلة، تتوزع بين لغات عربية أو كوردية أو تركمانية وبالتالي عدم تركيزها إلاّ على الدعاية لتوجهاتها ولمصالحها السياسية وإهمالها لقطاعات واسعة من مكونات الشعب العراقي، كان لابّد من وجود فضائية عراقية (مستقلة) بخصوصية كلدانية سريانية آشورية، تتوجه لمخاطبة العقل العراقي والعربي والعالمي بهذه الرؤية لتبرز الوجه الحضاري لشعبنا الذي يمتد في عمق التاريخ بانجازات حضارية حافلة وبلغة عريقة وتراث أصيل وخصائص متمايزة، ولتنقل الرسالة الإعلامية بكل مهنية وشفافية وأمانة.
ضمن هذا التوجه وهذه الرؤية، كانت عشتار، فضائية من الصميم العراقي بلغة سريانية، فضلاً عن العربية والكردية.
وقبل أن تبدأ القناة باطلاق بثها الذي بات قريباً، أرتأينا أن نجري هذا التحقيق الصحفي حول هذه القناة. ليتعرف قراؤنا عن قرب على القناة واتجاهها وبرامجها التي ستقدمها.
بدايةً التقينا بالسيد جورج منصور المدير العام لهذه القناة ليحدِّثنا عن هوية القناة واتجاهها، واهدافها، ومصادر تمويلها.
فقال: جاء اختيار اسم عشتار لقناتنا انطلاقا من أنّها تمثل الحب والجمال والعطاء في زمنٍ أصبحت فيه هذه المفاهيم عملة نادرة، فأردنا أن ندخل من بوابةٍ كبوابة عشتار الى إعلامٍ عراقي مستقل يولي الأهمية لشعبنا (الكلدان السريان الآشوريين) بعد أن أُهمِل وهُمِّش وطُمِسَت حضارته وتاريخه طيلة العقود الماضية.
وبخصوص هوية القناة فهي عراقية لها خصوصية كلدانية سريانية آشورية تعمل من أجل مدّ الجسور بين مكونات الشعب العراقي وطيفه المتعدد، وتطرح ماهو جديد وجميل وأصيل من تراث وثقافة وحضارة شعبنا العريق الى المشاهدين بلغات متعددة، من أجل أن تكون عملية ايصال المادة الاعلامية سلسة، وتدخل بيوت الجميع وتتخذ مساحةً من أفئدتهم.
أما عن تمويل القناة فيعتمد على عدد من أبناء شعبنا الخيرين الذين توافقت رؤانا مع أحلامهم من أجل بناء إعلام مستقل يلّمّ الشمل ويوحَّد الصفوف. هذا لا يعني أنّنا لا نبحث عن مصادر تمويل أخرى من جهات غير حكومية وغير حزبية كما أنّ الإعلانات التي ستذاع ستكون دعما للقناة، وهنا نَعِد المشاهد بأنّنا لم ولن نتلقى أيّ دعمٍ من أحد كائناً من يكون إذا كان هذا يؤثر في مصداقيتنا واستقلاليتنا وخطنا السياسي الواضح وأهدافنا المعلنة منذ البدء، إذ ليس لدينا أي شيء نخفيه عن المشاهدين، فنحن نحاول أن تكون عشتار رمزاً لهذا الحب الذي نحاول أن نزرعه والعطاء الدائم الذي نسعى إلى أن ننشره والجمال الذي ستشاهدونه من خلال برامجنا.
ثم انتقلنا إلى غرفة البرامج لنلتقي بالسيدة(هديل كامل) الفنانة العراقيةالمعروفة التي تعمل مديرة للبرامج في القناة. فسألناها:عن نوع البرامج التي ستعرضها القناة، هل هي على غرار القنوات الأخرى أم لها خصوصية معينة؟
فقالت: المحطة وضمن توجهاتها الرئيسة في أن تكون توثيقاً للمادة السريانية الى جانب المادة العربية والكردية، تركز في برامجها على اللغة السريانية إلى حد كبير الى جانبها... مع الاخذ بنظر الاعتبار... أهمية الموضوعات المطروحة وطريقة العرض، فالنوعية قبل كل شيء،.. وهي بهذا تقدم برامج ثقافية وسياسية موضوعية ومعتدلة، تصبّ في مصبّ (العراق الموحد)،فضلاً عن البرامج الرياضية وما يخص الاسرة والاطفال والاستعراض الكامل للقرى المسيحية تحديداً... كونها الهوية الواضحة والجذور الاولى للكلدان السريان الاشوريين. طموحنا أن ننافس المحطات العربية والعراقية (المرموقة منها)... في توجهاتنا واهدافنا،كي نضيف بهذه المحطة عنواناً جديداً للثقافة العراقية.
وحول الانتاج البرامجي وطبيعة البرامج المقدمة حدثنا الاستاذ فريد عقراوي مديرالأنتاج في القناة، فقال:
لدينا خطة انتاجية لقناة عشتار تبدأ بالتركيز على إنتاج البرامج السريانية المنّوعة من ثقافية وإجتماعية وأنتاج أغاني فيديو كليب بالسريانية، إذ تفتقر الساحة العراقية لهذه النتاجات لشعبنا. وهدفنا في الأساس هو المحافظة على لغة هذا الشعب والتعريف بتاريخه وشخصياته الفنية والثقافية والسياسية التي رفدت العراق بكل ما تملك من طاقات ومواهب، وأقول لك بصراحة إن ثلاثة أرباع شعب العراق لا يعرفون الكثير عن منجزات ابناء الكلدان الاشوريين السريان. ولايعرفون عن أديارنا وقرانا ومواقعنا التاريخية؛ لذا ستكون قناة عشتار السبّاقة في هذا التوجه الاعلامي وتعريف العراقيين والعرب والعالم بهذه الحضارة العريقة باسلوب فني راقٍ،ولدينا مجموعة برامج منوعة: سياسية وثقافية واجتماعية وترفيهية.
للقناة قسم آخر باسم الابحاث والدراسات الذي يشرف عليه الدكتور سمير خوراني، فسألناه عما يقدمه هذا القسم للقناة؟
فردَّ: يرفد قسمنا الأقسام الأخرى بكل ما تحتاجه من معلومات وبيانات واستشارات. إنه بمثابة العصب المغذِّي لبقية الاقسام... فكل فضائية بحاجة الى بيانات ومعلومات ودراسات عن البيئة الداخلية والبيئة الخارجية للقناة، بمعنى آخر انها تشكل إرشيفاً متكاملاً، يمدُّ سائر الاقسام وفروعها بكل ما تحتاجه، حتى تستطيع أن تؤدي أعمالها بشكل جيد.
على سبيل المثال، يقوم فريق عمل الفضائية بجولة لتصوير قرية من قرانا واعداد تقرير متكامل عنها، هنا يقوم قسمنا بدور المستشار، ويقدم لذلك الفريق معلومات وافية عن تلك القرية، وكل ما يتعلق بها وبالتالي، يسافر ذلك الى تلك القرية في ضوء تلك المعلومات والبيانات التي قدّمها قسمنا.
كما انّ هذا القسم يقدم استشاراته حيث أمكن لتطوير عمل البرامج واقتراح برامج جديدة تخدم القناة وتوجهاتها.
ولقد أخد قسمنا على عاتقه- بسبب خصوصية القناة- تكوين قاعدة معلومات واسعة عن تاريخ شعبنا وتراثنا ومنجزاتنا الحضارية ومدننا وقرانا ومزاراتنا وكنائسنا وأديارنا ووجوهنا البارزة من شخصيات ثقافية وأدبية ورياضية وفنية وسياسية وعلمية وشهداء ومناضلين ناضلوا في صفوف الحركة التحررية الوطنية في العراق وكوردستان.
