المحرر موضوع: البلورة السحرية تقول (فليخسأ التاريخ)  (زيارة 1747 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل TOMA SHAMANI

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 200
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
البلورة السحرية تقول (فليخسأ التاريخ)   وما التاريخ الا زرنيخ وبطيخ
   قرأنا التاريخ مقلوبا انتصارات انتصارات دون كوارث ورزايا والمتقوقعون في شرنقة التاريخ
 
قرأنا التاريخ او قرؤونا التاريخ، (تاريخ الامة العربية) الذي سطره درويش المقدادي السوري الاصل في الثانويات مرصعا بالفضة مكتوبا بحبر من ارجوان وموشى بالذهب، كله فخار بالانتصارات والانجازات والامجاد الماسية ما بعدها انتصارات وانجازات وامجاد وفتوحات في منتهى الانسانية لاتملكها تواريخ شعوب الارض وليس فيه ما يطعن به. كنا ننشد ونتغنى في المدارس (بلاد العرب اوطاني من الشام لبغداني) ثم (ومن نجد الى يمن الى مصر فتطوان). والشاعر احمد شوقي يتغنى (بنو امية للانباء ما فتحوا وللاحاديث ما شادوا وما دانوا) ثم (عالين كالشمس في اطراف دولتهم في كل ناحية ملك وسلطان). وكان هارون الرشيد يقف في شرفة قصره يخاطب السحب قائلا (امطري انى شئت فان خراجك سيكون لي). اتذكر انشودة (لنا العراق والشمم ومصر والبيت الحرم) واناشيد اخرى اخرى تثير الحمية القومية. كانت الحركات الاسلامية آنذاك قابعة نائمة في الازهر والنجف الا بعض اصوات باهتة من الاخوان المسلمين في مصر. درسونا (تاريخ الامة العربية) مليئا بالقداسة والنقاء، كان تاريخا ما بعده من تاريخ لا يمكننا المس بخالد بن الوليد صاحب السيف البتار ولا ابو عبد اللة السفاح اما عهد هارون الرشيد فهو عصر ذهبي لم يات قبله او بعده عصر فقد اكتشفت في عهده الساعة الدقاقة التي اهداها الى شارلمان وكانت اوربا تعيش عهود الظلام ناكرين ما قام به الرومان واليونان من منجزات حتى بيزنطة التي غزتها قبائل السلاجقة كانت في عزها وقدمت لبغداد دررا من المخطوطات الطبية التي غدت بذرة لقيام طب انتقل الى اوربا في عهد النهضة.                                                                                                 
 
في العهد الملكي كانت الحرية قائمة وكان تدريس التاريخ في العراق ينهض به القوميون وكانوا من سوريا او لبنان مولد القومية العربية، في زمن انفجر فيه التعليم في العراق بعد سبات 4 قرون ساد فيه الجهل والسبات العثماني، فكانت المدارس الثانوية بحاجة الى مدرسين فجيء بهم من لبنان ومصر وسوريا. وكان اغلبهم من القوميين. اتذكر مدرسا كان محاميا من شمال لبنان فرض على الثانوية فخولوه مهمة تدريس قواعد اللغة العربية وكان لايعرف حتى التعامل مع حروف الجر لهذا كان موضع ضحك من الطلاب، ومدرسا مصريا كلفوه تدريس جغرافية العراق وكان مؤلف كتاب (جغرافية العراق) الجنرال طه الهاشمي شقيق ياسين الهاشمي رئيس وزراء مشهور في العهد الملكي كان يلبس سدارة من الجبن بدلا من السدارة الحريرية التي كانت تستورد من ايطاليا، كان المدرس المصري يدرخ الموضوع ثم يأتي قائلا (في الشمال الغربي يوجد جبل حلبكة) فيصيح التلاميذ استاذ استاذ استاذ (مو حلبكة حلبجة) فيرد (ايه ؟ حلبشة) فيصيح التلاميذ استاذ استاذ استاذ (مو حلبشة حلبجة) فيرد قائلا (آ) مطوله (حلبكة). اتذكر استاذنا في التاريخ (السامرائي) ولا اتذكر اسمة الاول كان شيوعيا درسنا التاريخ العربي مقلوبا في الكثير من فصوله، لا اود ادراجها لحساسيتها الدينية. الكثير من اصحاب الفكر يدرجون الخليفة عمر بن الخطاب في صفوف القديس ويصفونه (عمر العادل) كان يطعم الفقراء قبل ان يأكل والذي اعرفة عن عمر انه كان شرسا على المسلمين قبل اسلامه لكنه بعد اسلامه اصبح شرسا على غير المسلمين. ذكر لنا استاذنا في التاريخ (السامرائي) ان عمر بن الخطاب العادل شرد كافة مسيحيي ويهود الجزيرة من ديارهم سباهم واجلاهم  بعد ان جردهم من بيوتهم ومزارعهم وممتلكاتها الذين عاشوا فيها دهورا ورماهم شمالا في العراق وفلسطين. هذا ما  لم يقله لنا درويش المقدادي. هذه الحقيقة لا يصدقها الملايين من مقدسيه لكنها حقيقة مطوية في بطون التاريخ المحمل بالزرنيخ. اما حرق الكتب فامر معروف في التاريخ، كافة القواد الفاتحين سألوا عمر بن الخطاب ماذا نصنع بكتب المكتبات في الاقطار المفتوحة كان جوابه احرقوها (لا كتاب غير كتاب الله)، اما مكتبة الاسكندرية فيقول التاريخ بناء على  ما جاء في بعض المصادر التاريخية العربية ان جلودها صنع منها النعل والاحذية وورقها كان شعيلا في الحمامات في مصر لفترة اربع سنوات. كتب نبيل الكرخي مقالا على الانترنيت عن حرق مكتبة الاسكندرية فايد تواجد ستة حروق حدثت قبل الفتح، قام بها المسيحيون ولكنه راح يكذب كافة الروايات التي وردت في كتب ما بعد الفتح العربية متذرعا بحججه اوردها بعصبيته االدينية، كتبت له اقول ايدت كافة الروايات الاجنبية تؤيدها تاييدا كاملا وكذبت المصادر العربية التي نقلت قصص الحرق، وختمت رسالتي له قائلا (يانبيل هل المؤرخين العرب طراطير اذ كذبت اقوالهم بذرائع واهية، فيا نبيل لا تطرطر).
 
في اطار التاريخ المقدس في كندا نشر المأخوذ بتاريخه، مصطفى ثابت كتابه (عفوا..سيدي عثمان! لقد ظلمك الناس) الذي يعتبره (ذو النورين) وفي المقدمة ضمنه اوصافا الهية كثيرة منها مايلي (عثمان.. المؤمن الذي كانت تستحي منه الملائكة ولم يستح منه الناس) ومما ذكره (ولم يكن من الغريب ان يجد المؤرخون ذلك الكم الهائل من الروايات التي وضعها العباسيون واهل الشيعة عما زعموه من مثالب لعثمان...) ثم عرج على المستشرقين وقال عنهم ذلك المجنون بالتاريخ المقدس مصطفى ثابت انهم لم يستطيعوا الاتيان بالبراهين. وقبل ذلك اصدر كتابا في محكمة الاديان الثلاثة اليهودية والمسيحية والاسلام التي اقامها في تورونتو، وضع الثلاثة في قفص الاتهام فادان اليهودية ثم ادان المسيحية وجعل الاسلام المنتصر. تصوروا مجنونا يكتب هذه الكتابات دون حياء ولا وجل وهو في كندا التي آوته، والاقبح ان بعض الصحف العربية الصادرة في تورونتو نشرت له هذه الهزليات على صفحات كاملة. القداسة احدى معوقات فهم التاريخ ففي مصر (تطاول) كما يصف اصحاب (قداسة التاريخ) الكاتب أسامة أنور عكاشة، تطاول على عمرو بن العاص فاتح مصر المعصوم من النقد لانه المبشر بالجنة، واصفا عمرو بن العاص (أحقر شخصية في الإسلام). وعندما سألته قناة (أوربت) عن صحة ماقال اجاب عكاشة بأنه مقتنع بكل ما كُتب وأنه مسؤول كل المسؤولية عن كلامه. وذكر أسامة أنور عكاشة أنه ابتعد عن كتابة الدراما التاريخية لأنه يعرف أنها ستواجه بعاصفة من الرفض من مجمع البحوث الإسلامية وكل الظلاميين إذا عرض أحداث التاريخ بموضوعية. وقال اسامة أنور عكاشة، (فإن عمر بن الخطاب قد ناول قبطياً سوطاً ليرد عن نفسه الإهانة التي نالته من ابن عمرو وقال له: اضرب ابن الأكرمين). واضاف اسامة أنور عكاشة (هي دعوة للجميع كي ينزعوا قناع الخوف ويسعوا إلى تطبيق نداء د. طه حسين بالفصل بين الدين والتاريخ. وبكل صراحة فإن الأمة ومثقفيها مطالبون بإعادة قراءة التاريخ بنظرة موضوعية وفقاً للمنهج الذي استخدمه عميد الأدب العربي وهو المنهج الديكارتي، فقد رسم لنا إشارة على الطريق، ليتنا نسير عليها الآن). ثم تابع أسامة أنور عكاشة حديثه فقال (بالتأكيد على ضرورة خلع القداسة عن أي شخصية تاريخية، وإطلاق الحق في نقد هذه الشخصيات، بصرف النظر عن صواب أو خطأ الاجتهاد). ان الكاتب أسامة أنور عكاشة معرض ان يفتي الازهر على تطليقه من زوجته لانه اسامة يدري ان التاريخ زرنيخ.
 
في دراسات التاريخ ترد عبارات سخيفة عن المستشرقين تدل على الضحالة والانغلاق الفكري، يطلقها متسكعي المعرفة فقد ورد في احدى المدونات (وأيا كان الأمر فإن حركة الاستشراق قد انطلقت بباعث ديني يستهدف خدمة الاستعمار وتسهيل عمله ونشر المسيحية)، هذه هي عباراتهم المتجرة في عقولهم المجمدة حتى في هذا العصر، الاستعمار والمسيحية والصليبية دون ان يرون عوراتهم، فقد وصف المستشرقين مصطفى ثابت في تورونتو بانهم (يقرأؤن التاريخ من منطلق اناني) وهم (يعجزون ان يقدموا لنا من تاريخهم الماضى او الحديث مثل نبل عثمان) هذا القول يؤمن به الملايين في الاوسط الشرق الاوسط الذين يضمرون الحقد على الاستشراق والمستشرقين وعلى رأسهم ذلك المأفون ادوار سعيد. المستشرقون ليسوا في حاجة الى هذه الثرثرة لانهم قوم يقرأؤون ويحللون تاريخ العرب والاسلام بموضوعية وهم اكثرهم من اساتذة الجامعات، وممن اعتمدوهم في كتاباتهم التاريخية الرصينة عميد الادب العربي الدكتور طه حسين والعديد من اساتذة الجامعات العربية، وهذا خير برهان على تسفيه المأفون ادوار سعيد. والجدير بالذكر ان المستشرق (الدكتور براون) خلال دراساته الواسعة كان الاول في تنبيه العالم الى وجود فصل (الطب العربي) الذي هو فصل من حلقة تاريخ الطب العالمي، الذي ابتدأ علميا باليونان ثم ترجمت مخطوطاتهم اليونانية الى السريانية ثم الى العربية. وفي عصر النهضة كان جيرار الكريموني 1114-1187 احد رواد الترجمة من العربية اذ ترجم 87 مصنفا في الفلسفة والطب والفلك. عندما اكتشف كوتنبرك المطبعة كان الانجيل اول مطبوع طبع على المطبعة في التاريخ. وعندما ارادوا طبع القرآن بعد عهد، اعترض رجال الدين العثمانيين والازهر على طباعته لان القرآن يجب ان يستنسخ باليد والمطبعة من عمل الشيطان، الا ان الرهبان المسيحيين طبعوا اول قرآن على المطبعة رغبة منهم للاطلاع عليه. بدأ الاستشراق اللاهوتي بصدور قرار مجمع فيينا الكنسي عام 1312 لإنشاء عدد من كراسي اللغة العربية في عدد من الجامعات الأوروبية، في وقت كان فيه العثمانيون يحرمون المدارس بمعناها الحاضر. البابا سلفستر الثاني  938-1003 من الرهبانية البندكتية بدأ حياته عميدا  لمدرسة طليطلة للترجمة من العربية الى اللاتينية ثم اللغات الاوربية في اسبانيا، كانت مدرسة طليطلة للترجمة احدى المسارات التي عبرت منها الحضارة العربية الاسلامية الى اللغات الاوربية.                                                     
هناك ضجة عالمية حول معتقل كوانتامو الامريكي الذي اثار غضبا عالميا على اميركا ولا ينفك الرأي العام العالمي الحي يشعر القشعريرة. اما (تاريخ الامة العربية) الكتاب الذي سطره درويش المقدادي، فقد كان مرصعا بالفضة مكتوبا بحبر من ارجوان وموشى بالذهب، لم يذكر لنا احوال الاسرى والسبايا، ولم يورد لنا ولو اشارة صغيرة عن الاسرى والمسبيات اللواتي تبادلهن الرجال واللواتي بعن في اسواق النخاسة، اليكم ما جاء في بعض مكتوبات ذاك الزمان المخفي (الأسري هم الرجال الذين يظفر بهم المسلمون في ساحة القتال أحياء، ولولي الأمر أن يفعل في الأسري ما يراه الأصلح لمصلحة المسلمين، ويري الجمهور أن الإمام مخير بين أمور خمسة: القتل، والاسترقاق، والمن، والفداء، وضرب الجزية عليهم. ويري الأحناف أن الإمام مخير بين ثلاثة أمور: إما القتل، أو الاسترقاق، أو أن يتركهم أحرارًا ذمة للمسلمين، إلا مشركي العرب، فإنهم إن لم يؤمنوا، يجب قتلهم). وجاء في (زاد المعاد) قال بن قيم الجوزية في (عون المعبود شرح سنن أبي داود) مايلي (القرظي بضم القاف وفتح الراء ‏‏"من سبي بني قريظة" أي من أسرائهم "فكانوا" ‏‏أي الصحابة "ينظرون" في صبيان السبي "فمن أنبت الشعر" ‏‏أي شعر العانة "قتل" ‏‏فإن إنبات الشعر من علامات البلوغ فيكون من المقاتلة "ومن لم ينبت لم يقتل" لأنه من الذرية .. ! وكان السبي ستة آلاف رأس والإبل أربعة وعشرين ألفا والغنم أكثر من أربعين ألف شاة وأربعة آلاف أوقية فضة .. الخ).       
                                                                                         
المسكوت عنه في سيرة عمر بن الخطاب في الفكر السني للدكتور أحمد صبحي منصور، كتاب تحدى التاريخ، كتاب خطه ازهري درس ثم درس في الازهر منفتح الفكر وهو من اهل السنة، يكشف عن التابويات التي سيطرت على الذهن فجعلت التاريخ العربي والاسلامي ابيضا موشى بالذهب والفضة منها (هنا ملايين الآهات في الريف المصري الناطقة باللغة القبطية، والتي لا تستطيع التفاهم مع عمر، ولا تستطيع ان تصل له، والتي لم يأبه بها احد. فاذا حاولت ان تعرف حجم الظلم الذي تعرض له اجدادانا المصريون في الدلتا والصعيد في عصر عمر والذي تجاهله الرواة، يقال لك : اسكت .. هس !!). ويقول (وحين ترفق عمرو في تحصيل الجزية من المصريين عزله عمر بن الخطاب). ويقول ان ابو لؤلؤة فيروز المجوسي، كان ممنوعا من دخول المدينة ويقول عنه ابن سعد (كان خبيثا، اذا نظر الي السبي الصغار يأتي فيمسح رؤوسهم ويقول ان العرب اكلت كبدي ..) وفي النهاية قتل عمر انتقاما. ابو لؤلؤة المجوسي كان من سبي نهاوند عبث العرب المسلمون ببيته وقتلوا اسرته واطفاله ووطنه دون ان يقدم لهم اساءة وبعد ان فقد كل شئ جئ به اسيرا الي المغيرة بن شعبة ليعمل لديه، ثم ارسله الي المدينة، حيث كان يؤرقه منظر الاطفال من السبي وهم يملأون طرقات المدينة، ولعله كان يبحث فيهم عن ملامح اطفاله واطفال عائلته، يطوف بينهم يستمع الي بكائهم وصراخهم ويتخيل معاناتهم حين كانوا يساقون ويحشرون علي طول الطريق من بلادهم الي صحراء الجزيرة العربية حتي يصلون المدينة، وهذه المعاناة ضمن المسكوت عنه. والمسكوت عنهم هم هؤلاء الالوف من الصبية والاطفال او الذراري الذين سباهم العرب المسلمون من اهاليهم من ايران والرافدين ومصر، وفرقوا بينهم وبين اهاليهم وجعلوهم رقيقا بدون ذنب جنوه هم واهاليهم .. وهل يصح هذا في عدالة الاسلام .. اذا تحدثت تطلب المزيد من المعلومات، ولم تجد شيئا عنهم وعن آلامهم قيل لك .. اسكت .. هس !!). ويذكر (فالعرب المسلمون هم الذين اقتحموا علي الفرس دارهم ، وبعد ان هزموا الجيوش في مواقع متعددة داخل بلادها، سلبوا كنوز الفرس في كل مدينة، واسترقوا الذرية من النساء والاطفال فيما بينهم، ثم بعدها فرضوا علي المساكين اهل البلاد المفتوحة جزية علي الرءوس، ثم ضريبة علي الارض). وفي تاريخ الطبري مئات الصفحات عن القتل والسلب والسبي في موقعة جلولاء سنة 16 هـ، في ايران، ويقول ( فاذا امرأة كالغزال في حسن الشمس فأخذتها وثيابها، فأديت الثياب، وطلبت في الجارية حتي صارت لي، فاتخذتها ام ولد ويذكر الطبري عن غنائم العرب بعد فتح المدائن ما يفوق الخيال، من الذهب والجواهر وكنوز كسري وعرشه، حتي كانوا يجدون بعض البيوت مليئة بالذهب والجواهر، وجمعوا اطنانا من عطر الكافور وحسبوه ملحا فخلطوه بالطعام فأصبح شديد المرارة).   
                                                                                                                               
وعن الاكراد جاء في كتاب المسكوت عنه في سيرة عمر بن الخطاب (لم تكن للاكراد دولة، ولم تكن لهم علاقة بالعرب من أي نوع. وكل ما هنالك انهم فوجئوا بجيش لا يعرفون لغته يقتحم عليهم ديارهم، فدافعوا عن وطنهم واموالهم واعراضهم، فانهزموا، وبعد ان قتل العرب مقاتليهم اخذوا النساء والاولاد والبنات سبيا، واخذوا الاموال، وكالعادة بعثوا بالخمس الي عمر، واقتسموا فيما بينهم الاربعة اخماس من الغنائم المالية والبشر. وتخيل نفسك تعيش في قرية ثم فوجئتم بجيش يهزم المدافعين عن القرية، ثم يستبيح بيوت القرية ويستحل الدماء والاعراض والاموال ويصل الي بيتك، يأخذ اموالك، ويأخذ امك وزوجتك واختك وبناتك واولادك). اما الثروات الي سلبت ونهبت من الاقطار المفتوحة فقد عثر لدى الخليفة عثمان بن عفان (يوم مقتله ثلاثون الف الف درهم وخمسمائة الف درهم ومائة الف دينار، وقد نهبها الثوار الذين قتلوه، بالاضافة الي ما قيمته مائتا الف دينار من الاصول). اما (الزبير ابن العوام فقد كان لديه 51 الف الف درهم، بالاضافة الي مساكن وعقارات وخطط في الفسطاط والاسكندرية والبصرة والكوفة، كما ترك غابة او بستانا هائلا بيع بـ الف الف وستمائة الف). و (عبد الرحمن بن عوف، الذي مات سنة 32 هـ قبيل مقتل عثمان، فقد ترك ذهبا كانوا يقطعونه بالفئوس حتي محلت ايدي الرجال منه). و (سعد ابن ابي وقاص فقد ترك 250 الف درهم)، و (طلحة بن عبيد الله كان في يده خاتم من ذهب فيه ياقوته حمراء، وكان ايراده من ارضه في العراق الف درهم يوميا او ما بين 400 الي 500 الف درهم سنويا في رواية اخري، وترك بعد موته الفي الف درهم ومائتي الف درهم، ومائتي الف دينار، وترك اصولا وعقارات بثلاثين الف الف درهم. وترك مائة بهار مليئة بالذهب في كل بهار ثلاثة قناطير او اثنين من الارادب، أي ترك 300 اردبا ذهبا او 200 قنطار ذهبا) و (عمرو بن العاص : ترك عند موته سبعين بهارا من الذهب، أي 210 قنطارا او 140 اردبا من الذهب، واثناء موته عرض هذه الاموال علي اولاده فرفضوا وقالوا  حتي تعطي كل ذي حق حقه، أي اعتبروها سحتا، فلما مات عمرو، صادر معاوية بن ابي سفيان هذا المال وقال "نحن نأخذه بما فيه" أي بما فيه من سحت وظلم). وهذه مجرد امثلة لأن الثروات الاكبر لم تقترب منها الروايات التاريخية، مثل ثروات معاوية ومروان بن الحكم لأن ثرواتهم استغلوها في اقامة ملكهم الاموي لتتسع هذه الثروات وتكون بيت المال الذي كان ملكا خاصا  للخليفة الاموي نفسه.
 
في التاريخ المستور ورد ان عمر بن الخطاب خلال طوافه الليلي بالمدينة سمع امرأة احد المجاهدين في الامصار البعيدة تنشد شعرا (تطاول هذا الليل تسري كواكبه وارقني الا ضجيع الاعبه)، فعرف عمر ان زوجها غائب في الغزو منذ عدة اشهر، فكتب الي امراء الجيش الا يغيب الزوج اكثر من اربعة اشهر، وجاءته شكوى تتهم ( جعدة بن سليم ) بأنه يدخل علي نسائهم المقاتلين وهم في الغزو بقبول منهن، فاستدعاه، وضربه مائة جلدة بدون اثبات او بينة ونهاه ان يدخل علي (امرأة مغيبة) أي غاب عنها زوجها في الغزو. ونفى نصر بن حجاج بدون ذنب، لمجرد ان امرأة عشقته راح بعلها للسبي، اذ كان يمر ليلا فسمع امرأة تقول (هل من سبيل الي خمر فأشربها ام هل سبيل الي نصر بن حجاج)، استدعى عمر، نصر بن حجاج فرآه وسيما جميلا فقال له (انت والله ذئبهن)، فنفاه الي البصرة خوفا من ان تلاحقة زوجات المقاتلين الجائعات للجماع، فنفاه الي البصرة حيث نفي ابن عمه نصر بن حجاج من قبل. اذا كانت زوجات المقاتلين جائعات للجنس بينما ازواجهن الغازون يتمتعون في البلاد المفتوحة بالسبايا الحسناوات المسبيات بالجملة من فارس والعراق والشام ومصر وما كان يحدث من انتهاك لأعراضهن في تلك البلدان لا يؤرق ابدا عمر.
 
وعن سبي النساء واسترقاقهن يقول كاتب كتاب المسكوت عنه في سيرة عمر بن الخطاب (توجه عمر بن معدي يكرب للفتوحات يقتل ويسلب ويسبي. وذكر ابن حجر بلاءه في الفتوحات في "الاصابة" وبعد ان اصبح الاسترقاق والسبي والاستحلال شريعة لدي المسلمين في الفتوحات في تعاملهم في البلاد المفتوحة، انتقل هذا داخل المسلمين في الحروب الاهلية بينهم، حتي ان قتلة عثمان سبوا زوجاته، ثم توسع المسلمون في ذلك في العصور الوسطي اللاحقة بنفس ما كان يحدث بين العرب في الجاهلية قبل الاسلام، ثم جرى تدوين التراث في العصر العباسي علي اساس تشريع ذلك السبي وتسويغه بأدلة مصنوعة). تبرم العرب بحزم عمر اذ كانوا يريدون الانطلاق بالتمتع فيما امتلكوه من خزائن الدنيا وكنوزها، واحس عمر بذلك فكان في اواخر ايامه يدعو الله (كبرت سني واتسعت رعيتي فأقبضني اليك) كان عمر بن الخطاب لا يقبل النقد وقيل عنه (جعل عمر ينفخ ويفتل شاربه) كان يفعل ذلك اذا حمي غضبه .. وجاء عثمان لينا هينا مع اقاربه ضعيف الشخصية، فاتسعت عليه المشاكل وجرفته الاحداث فقتله المسلمون واقتتلوا فيما بينهم، وكانت الاموال المكتنزة هي اساس الخلاف، وربما نفهم من توزيعها موقع كل منهم مع الحق او مع الباطل. وفي صحيح البخاري قول ينتهي بـ (وأصاب‏ ‏عمر ‏ ‏جاريتين من "‏سبي"‏ ‏‏حنين) دون ان يرف له جفن كيف سبين والمعروف عن عمر انه قبل اسلامه كان شرسا مع المسلمين بيد انه عندما اسلم غدى شرسا على المسيحيين واليهود حيث اجلاهم من الجزيرة العربية، سبى نسائهم وصادر ممتلكاتهم دون ذرة ضمير. في فتوح البلدان للبلاذري (حدثنا عبد الله بن صالح عن الليث ابن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب أن عمرو بن العاص كتب في شرطه على أهل لواتة من البربر من أهل برقة، إن عليكم أن تبيعوا أبناءكم ونساءكم فيما عليكم من الجزية).   
 
مالم يقله (تاريخ الامة العربية) الذي سطره درويش المقدادي دون ان يدري او تناسى، ان ارومتة العربية انما هي كشكول من مورثات (جينات) فارسية رومية امازيغية اكتسبها من جداتهم اللواتي سبين او بعن في اسواق النخاسة، واللواتي قتلوا ازواجهن وآبائهن، حدث ذلك مسكوتا عنه. يتذكر تاريخنا بحسرة السبي المغولى لبغداد وكيف سبيت نساء بغداد وقتل ازواجهن وأبائهن وهذا حال الفاتحين الذين تركوا زوجاتهم جائعات للجنس وكن يرتوين بالجماع مع الاسرى الذين جيء بهم في المدينة اما بعولتهن فكانوا على مبعدة اشهر في قطع المسافات فكانوا يروون جوعهم للجماع مع النساء المسبيات وكن بالآلاف بعد سبيهن وقتل بعولتهن. اننا نجعل المغول برابرة لايعرفون الشرف، في وقت نجد تاريخنا المعطر بمياه الورد والزبرجد فلا يستطيع مؤرخ التحدث عنه احد بالنقد فهو تاريخ مقدس والا اصابه قطع الراس وما حدث لا يمس الضمير. ليس التاريخ مسكوت عنه في تواريخ سبي النساء وقطع رؤوس الرجال بل التاريخ يسكت عن اؤلئك كانوا يؤتا بهم من افريقيا مسلسلين بالحديد والحبال مشيا على الاقدام الى الحجاز والعراق ومصر وسوريا والذين ينهكهم التعب او المرض يحررونه مقتولا مقطوع الرأس. ثورة الزنج قام بها العبيد في سواد العراق وعندما قامت لم يذكروها الا باشد النعوت القذرة. كافة الكتاب حتى المحدثين منهم لم يعطوا حركة ثورة الزنج حقها، ما عدى الدكتور فيصل السامر الذي اعطى ثورة الزنج حقها في الخمسينات من القرن الماضي، وتبقى حركة تحرر الزنج من اسارهم لقرون مسكوت عنها مغطاة بطبقات من نكران التاريخ الحقيقي. يصفون عمر بن الخطاب بالعادل، يقول عنه كتاب المسكوت عنه في سيرة عمر بن الخطاب (هذا العدل الرائع حرمه عمر علي غير العرب من الفقراء و النساء والاطفال، اذ كانت تتعالي صرخات اطفال السبي في المدينة بالقرب منه دون ان يشعر بهم، وهو يعلم ان اهلهم قد تعرضوا للقتل والسبي والاسترقاق، وان ذلك الطفل قد فرقوا بينه وبين امه كما فرقوا بين الاب وابنائه والزوجة وزوجها والاخ واخوته، وبينهم وبين اوطانهم). حتى الشاعر معروف الرصافي ضج من تاريخ عمر بن الخطاب اذ قال عنه بانه اساء الى كسرى ايران عندما اخذه اسيرا مقيدا وسبى بناته واضاف الرصافي بقوله ان كثير من رجال ذاك العهد ولا اود ان اذكرهم للحراجة، لم يكونوا يترددون بالقيام ما قام به عمر. هذه شهادة لعدالة الخليفة العادل عمر بن الخطاب انها لاتزال قائمة لا يستطيع احد مسها.
في القرن الحادي والعشرين فجر طالبان افغانستان تمثال بوذا العظيم تحت اناشيد النصر الالهي ولنسائل التاريخ ما الذي فعلة اؤلئك الذين خرجوا من الجزيرة العربية  حفاة شبه عراة، مالذي فعلوه في الاقطار التي سبوها ثم اعطوا خمسها رشوة للله، ما الذي فعلوه في الآثار واقرب تاريخ لنا هو عندما غزي السعوديين الحفاة قبل نعم النفط التي جائتهم من السماء، غزوا العراق ووصلوا النجف فخربوا قبر الحسين وجردوه من الذهب ثم ذهبوا به راجعين وهذا الذي حدث في بداية القرن العشرين وربما كان بالاستعانة بالعثمانيين الذي كانوا المسيطرين على العراق لان الباب العالي العثماني كان يبيع كل ما في العراق بابخس ثمن. حتى اذا نظرنا الى التاريخ من جانبه الذهبي لبني امية الذين سبوا وغزوا فانهم ابادوا ابناء اعمامهم من بني هاشم ولم يبقوا واحدا منهم تحت شعار ديني ابتدعه لهم اصحاب العمائم بادعائهم انهم من (المرجئة) ويعني ذلك ان ما فعلوه من اثم يترك ليوم الحساب امام الله. وعندما ابيد بني هاشم لم يبق منهم احدا الا رصدوه وذبحوه وسبوا عائلاتهم، لكننا الآن نجد الآلاف من الذين يدعون انهم من نسل الحسين فمن اين جاؤا؟ ربما بالاستساخ !!!  وعندما انتصر بني العباس ابادوا ابناء اعمامهم بني امية. وفي ويوم يذكره التاريخ بالفخار لبني العباس اولاد الاعمام. دعى ابو عبد الله السفاح 60 اميرا امويا الى حفلة عشاء وعندما حان موعد العشاء جز رؤوسهم بالسيوف وانتهي الامر ان سلم واحدا من القتل هاربا فاسس الدولة الاموية في الاندلس، وفي نهاية هذه المهزلة التاريخية لم يبق فرد من سلالة قريش ولا من بني امية ولا من بني العباس، ابيدوا بالقتل مثلما ابادوا العباد من اقوام اخرى بل حتى من ابناء عمومتهم. 
 
في عصرنا في عراقنا، عراق الحضارات الذي ارتفع فيها الى الاعلى ثم كبى كبوات لاعد لها، انها الآن سقطته الاخيرة الكبرى في القرن الحادي والعشرين، انها الاخيرة له اذ انمحى من خارطة الشرق الاوسط والعالم واصبح العراق متسكعا على ارصفةالتاريخ، كان العراق شعلة على التاريخ الا ان تلك الشعلة انطفأت الى الابد بسبب طغيان عقلية السبي التي مازالت قائمة في عصر الحداثة والتقدم. اصحاب العقول المجمدة يقولون (اللعنة لامريكا) انها اصل البلايا، مشكلتنا الكبرى هي اننا لا ننتقد انفسنا فنحن قوم طاهرون باركهم الله، اذا نملة عظت بعيرا قالوا (انها امريكا). تتحدث مع الكثير من اصحاب العقول المكندشة فيقولون لك ان العراق لم يعرف الطائفية من قبل. الطائفية في عقولنا بقيت نائمة (بحد السيف)، الامام على وجه قوله للعراق (ملأتم قلبي قيحا) وهددهم الحجاج قائلا (اني ارى رؤوسا قد اينعت وحان قطافها...واني لأرى الدماء بين العمائم واللحى). ثم جاء ابن الزانية صدام فعلم العراقيين الصمت بعمليات الافناء وتهديم البيوت على رؤوس العراقيين فضلوا صامتين. العراقيون قتلوا الحسين وراحوا يلطمون عليه وأغلبهم (من اجل الهريسة) سُكينة بنت الحسين قتلوا ابيها الحسين وزوجها مُصْعَب بن الزبير قالت (يا أهل الكوفة! أيتمتموني صغيرة، وأرملتموني كبيرة). وجاء في (تاريخ اليعقوبي)، عن البواكي من النساء في طرقات الكوفة (هؤلاء يبكين علينا فمَنْ قتلنا). وجاء في رسائل أخوان الصفا: (من الناس طائفة قد جعلت التشيع مكسباً لها، مثل المناحة والقصاص! لا يعرفون من التشيع إلا التبري والشتم والطعن واللعنة والبكاء مع المناحة...). عندما اختار الانكليز فيصل ملكا على العراق حذرة والده الامير حسين امير مكة آنذاك خوفا من ان يقتله اهل العراق كما قتلوا الحسين في الماضي، واخيرا قتل عبد السلام عارف الملك فيصل الثاني حفيد امير مكة وهو الذي توقع القتل من قراءة عقول العراقيين. والمعروف كان عبد السلام عارف سنيا متطرفا اول من ايقض الطائفية التي كانت نائمة 14 قرنا وبدأ بالتحريض على المسيحيين الذين عاشوا على ارض العراق قبل طواعين السبي والقتل ومن اقواله المنفلتة (لا ميخا ولا ججو بعد اليوم) والنتيجة بدأ التلاسن بين منارات الاعظمية والكاظمية. اما القبيح عبد الناصر فهو الذي حرض اهل السنة في لبنان على الموارنة بعد ان طرد السوريون ضباطه المتعطزين بالجلاليق، فبدأ القتل حتى انتهى الامر في لبنان بانتصار (حزب الله) وغدى لبنان صومالا بعد ان كان سويسرا العرب.
 
التاريخ في القرن الحادي والعشرين، عصر القفزات التكنولوية العالية يركض لاهثا خلف امم عالم فوق الحداثة يسجل بدقة قفزاتها بفخار بخطوات سريعة سرعة فوق الصوت، تلك الامم غدت فوق التاريخ تمسك بزمامه وتديره كيف شائت وتكتبة بادوات لا عهد للتاريخ بها لانها تسير اسرع من سرعة التاريخ بالتقنقة الراكضة الى امام بسرعات متلاحقة لم يمارسها التاريخ من قبل. لهذا تركت التاريخ يركض لاهثا وراءها. وفي الجانب الآخر من عالم فوق الحداثة، نجد الارض تدور عكس الزمن عالم انغلق على التاريخ يهيم بكتبه الصفراء البالية التي علمتهم الانغلاق والانفلات والكذب والنفاق المثقل بالعليائية والشرف الكاذب والتلون، واليمان بقدسيات السبي الوارد في الكتب على انه هبة من الله، لهذا يبدو التاريخ تعبا منهارا قلقا فاقدا اعصابه لان الذي ادرج في الكتب وما يدرج في الكتب حتى هذه اللحظة قائم على الفبرقة، وفي عهود من الزمن نمت حركة كتابة الاطراء بالنفس وسب الآخر باقسى النعوت يقابلها الآخر باطراء النفس وسب الآخر بأقذر النعوت، هذه الكتب ما تزال قائمة يقرأونها باكثر من من الكتب الحديثة المترجمة. والآن نجد في الصحف العربية وشبكات الانترنيت اطنانا من المعلومات كلها تتحدث عن ابوال البعران وفوائدها للانسان. اما الصحف العربية والصحون الفضائية حتى في كندا نراها تثرثر بفتاوي القرضاوي، وآخر هذه الفتاوي، ضرورة ان ترضع المرأة زميلها في العمل لكي تصبح شقيقته ولم يسألوا ماذا لو انتصب قضيب الرضيع واوشك على القذف؟. احد أئمة النجف يبيح اخذ الزوجة من دبرها اذا رضيت ! اذا رضيت !. وبعض الادوية ينبغي الافتاء في حرامها او خلالها.                                                                   
اذا ما المرء جلس على رصيف مقهى في باريس يحتسى القهوة ويتمتع بمشاهدة الغيد يمشين كالغزلان، فان الابرياء من النساء والاطفال الرجال وهم يستبضعون في السوق مؤونة اليوم يتلقون في بغداد او لبنان او باكستان تفجيرا يؤدي الى موتهم كالكلاب او قطع بعض اعضائهم تحت اناشيد (النصر الالهي). في اوربا يرود المؤمنون الكنائس والجوامع براحة اعصاب بينما في الباكستان يفجرون الكنائس وجوامع الشيعة. وفي العراق بدأؤأ بتفجير الكنائس ثم تلاها تبادل تفجير الجوامع بين السنة والشيعة عينا بعين واكثر. هنا في الغرب المرأة في (عالم الاباحية واللا احتشام) كما يسمونه، تلبس ما تشاء من فساتين رائحة وغادية دون ان يستطيع احد ان يمسها بسوء حتى الحجاب مباح هنا، اما في (عالم الشرف الرفيع) فينبغي على  تمشي مغطاة من قمة الرأس حتى القدم ماعدى العينينين، شكرا لاصحاب الفتاوي لانهم تركوا العيون مكشوفة دون ان يدركوا ان عيون المرأ’ في الغمز (تسبي العباد) وتثير غريزة الجنس المتحكمة بعقول اصحاب اللحى المطلية بالحناء والكوفيات البيضاء المستوردة من هونكونك والمغسولة بمساحيق (التايد) والعيون كصوت المرأة عورة. يأسنا من (تاريخ الامة العربية) الذي سطره درويش المقدادي في الثانويات مرصعا بالفضة مكتوبا بحبر من ارجوان وموشى بالذهب، كله فخار بالانتصارات والانجازات والامجاد الماسية ما بعدها انتصارات وانجازات وامجاد وفتوحات في منتهى الانسانية لاتملكها تواريخ شعوب الارض وليس هناك من يستطيع الطعن والا قطعت رأسه او طلقوه من زوجته. حتى جاء كتاب (المسكوت عنه في سيرة عمر بن الخطاب في الفكر السني) للدكتور أحمد صبحي منصور كتاب تحدى التاريخ فكسر (التابو) فعمر ليس قديسا كما يراه ازهري لكن العقول لاتزال مجمدة في القرن الحادي والعشرين الملايين يرون عمرا فوق التاريخ في وقت يراه الشيعة تحت التاريخ لانه نافس الامام على في الخلافة رغم انه كان متزوجا ابنة الامام على، لكنه نال جزائه من فارسي قتلوا عائلته. في عالم فوق الحداثة يقوم الآن اقذر قتل وذبح وسبي بين السنة والشيعة في العراق الذي بدأ قبل 14 قرنا لكنه بقي في القلوب منذ ذاك العهد يعزونه للامريكيين القذرين دون ان يستطع عاقل ان يقول لهم كفوا والا ذبحوه على شاشات التلفزيون. المتوقع ان تبقى الحرب السنية الشيعية قائمة بدخول ايران والمتهستر احمدي نجاد ساحة التحريض وصرف الدولارات والايراني لايجد عملا. اما (بن لادن) فهو الآخر شيطان كبير يحث على القتل ويعتبره الرقيع الوقح (عبد الباري عطوان) قديسا ولا تزال الكثرة الكاثرا ممن فتح الغرب لهم اذرعه لهم سعيدون بالتفجيرات كتفجيرات 9 / 11 في نيويورك ويتمنى الكثير منهم ان يقوموا بالمهمة مرات اخرى . كندا التي يكرهونها منحت ماهر عرار 12 مليون دولار ويريد مقاضاة امريكا فتمنحه ربما 100 مليون دولار بسبب الجنون السياسي في كندا وامريكا. عالم الغرب يعدوا التاريخ خلفه لاهثا، اما نحن فنعيش متقوقعين في شرنقة التاريخ واننا اعلى من التاريخ وما التاريخ الا نحن ولولانا ماكان التاريخ لهذا فقد يأس التاريخ منا لاننا نرى انفسنا فوق التاريخ بل اعلى منه قدرا لاننا جعلناه بطيخا فاطعمنا زرنيخا. البلورة السحرية تقول (الذين سبوا النساء والاطفال وابادوا وقتلوا هم انفسهم يسبون نسائهم ويبيدون ويقتلون انفسهم) وتلك احدى اقبح سمات التاريخ.                                                                                         
 توما شماني – تورونتو                                                                                                   
                  عضو اتحاد المؤرخين العرب