المحرر موضوع: إشكاليات التراث الإسلامي وانعكاسها على الواقع  (زيارة 926 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حسين ابو سعيد

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 257
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
إشكاليات التراث الإسلامي وانعكاسها على الواقع
حسين ابو سعود – لندن
تحت عنوان إشكاليات التراث الإسلامي وانعكاساتها على الواقع استضاف الديوان الثقافي العراقي في لندن سماحة الشيخ حسين الاسدي وهو محقق وباحث في مجال التراث الإسلامي، وهو الآن يدرس ويُدرس في الحوزة العلمية، ويشرف على مشروع لتنقيح التراث، وقد بدأ أسس هذا المشروع في بريطانيا فوجد إن المجال لا يتسع له هنا فانتقل إلى مدينة قم  العلمية لاستكمال مشروعه الكبير.
بدأ الشيخ الاسدي محاضرته بقوله: لاشك أن كل امة من الأمم لابد أن تعالج الحاضر لكي تنطلق إلى المستقبل وكل امة تنظر إلى الحاضر يجب أن تستفيد من الماضي، إذن هي في ثلاث حلقات (الماضي والحاضر والمستقبل )، فلا مستقبل بلا حاضر ولا حاضر بلا ماضي، والأمة ارتبطت بموروث ضخم وهو التراث ويتشكل من مفاهيم وقيم ومعلومات
وينقسم هذا الموروث إلى خمسة أقسام:
1-   الموروث العقائدي والذي نشأ على أساسه المذاهب والفرق كالسنة والشيعة والاشاعرة والصوفية والمعتزلة وغيرها.
2-   الموروث الفقهي وهي المدارس الفقهية ويصل عددها إلى تسع مدارس منها الأربعة المعروفة بالإضافة ال المدرسة الجعفرية والاباظية والظاهرية والزيدية وغيرها.
3-   الموروث التاريخي وهو مهم جدا لأنه ظاهرة وصفية يصف الماضي، ونحن امة لا نتعامل مع التاريخ على انه علم وصفي بل انه محرك للأمة.
4-   الموروث الفكري وهو اعم الموروثات الأخرى واشملها وهو جزء مهم غائب في داخل الأمة.
5-   الموروث الشعبي أو الاجتماعي ويشكل العادات والتقاليد والأعراف وهي تختلف من قطر إلى قطر.
وهذه الموروثات كلها تمتزج فيما بينها وتشكل لنا التراث الإسلامي.
وان هناك الكثير من التضارب بين المدارس الفكرية والعقائدية وحتى المدرسة العقائدية الشيعية تنقسم إلى مدرسة إخبارية وأخرى أصولية ويتركز أنصار الإخبارية في البصرة والإحساء والبحرين وهم شيعة امامية اثني عشرية ولكن يختلفون منهجيا عن الأصوليين وهم أكثر تطرفا تجاه الآخرين لأنها تعتمد على الموروث الروائي بلا تنقيح على عكس المدرسة الأصولية التي نجدها أكثر اعتدالا وتنظر للآخرين باحترام وتدخل المدرسة السلفية السنية من الناحية المنهجية ضمن الخط الإخباري ، والإخبارية هم سلفية شيعية لو صح التعبير.
وان الموروث التاريخي والفكري في الغرب يستفاد منه العظة والعبرة ولا تؤثر عندهم على الحاضر كثيرا  وأما نحن فقد اصبحنا  أسرى للتاريخ لا نريد الخروج من أسره أو كما قال السيد الصدر الأول(  بأننا امة تستصحب الماضي ) أي أننا نعيش مع الموتى  ، مع امة قد ماتت وانتهت ،  والمدرسة السلفية الحالية هي مدرسة ماضوية، يريد\ أن يعيش افرادها  الماضي بكل تفاصيله ويفضلون ركوب البغال على ركوب الطائرات.
وان استجلاب الماضي إلى الحاضر بهذه الطريقة قضية خطيرة جدا لاسيما تحويل التاريخ إلى موروث ثقافي وواقع معاش ودين في حين تضع الأمم الأخرى التاريخ في المتاحف.
إن الموروث الثقافي الإسلامي مملوء بالالغام وهي عبارة عن قضايا امتزج بعضها بالآخر نتج عنها مظاهر خطيرة من التعصب والتطرف والعنف ويروى أن ابن أبي العوجاء بث بين أيدي الناس 4000 حديث يحلل بها الحرام ويحرم بها الحلال.
وخلص الشيخ الاسدي إلى القول بان هناك الكثير من الأمور السلبية في الموروث التاريخي الإسلامي يجب أن يتصدى له المسلمون وتنقية التراث من الشوائب العالقة به.
وقد أعقبت المحاضرة فترة من المداخلات والأسئلة أثرت بمجموعها الموضوع لا سيما وان معظم الحضور كانوا من أرباب العلم والثقافة والفكر.
هذا وقد قام بإدارة الندوة الإعلامي المعروف الأستاذ مصطفى حبيب الرئيس السابق للديوان الثقافي العراقي في لندن.
aabbcde@msn.com