المحرر موضوع: أوراق من حياة نجمة الأحزان 2 والدي أدخلني المحكمة وأنا في التاسعة شريهان تحكي طفولتها الضائعة:  (زيارة 2373 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل HEVAR

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 14415
    • مشاهدة الملف الشخصي
أوراق من حياة نجمة الأحزان 2 والدي أدخلني المحكمة وأنا في التاسعة
 
(صوت العراق) - 13-02-2008

 

أوراق من حياة نجمة الأحزان 2
شريهان تحكي طفولتها الضائعة:
والدي أدخلني المحكمة وأنا في التاسعة
القاهرة – مصطفى ياسين
شريهان... طفلة كبرت قبل الأوان... ضاعت منها طفولتها في ظروف غامضة.

تخبّطت في مشاعر كثيرة... دمعة ... ابتسامة... فرح... وأحلام... اختفى النهار وهبط الليل ... ليل طويل تخوض شريهان في ظلمته معركتها الخاصة لاسترداد طفولة ضائعة وأيام سعادة لم ترها يوماً.

لأنها تتنفس عناداً قرّرت، مع سبق الإصرار والتصميم، العودة إلى طفولتها بعدما علمتها الدنيا قيمة تلك الطفولة.

قررت تعويض الأوكسيجين الذي فقدته برحيل والدتها وفقدت معه دفء العالم كلّه وحبه وحنانه.

فقدت الحضن الذي ترتمي فيه والعقل الذي تعتمد عليه والقلب الذي ترتوي منه. كانت والدتها الحصن الأخير في حياتها الذي يساعدها على الوقوف أمام القسوة والانكسار والمرارة. 

قسوة الظروف أجبرتها، وهي لا تزال طفلة على الوقوف في أروقة المحاكم لتثبت نسبها وكيانها لأبٍ تنكر لها، وانكسار قلب عرف طعم الحزن مبكراً ومرارة شعور بأن الظلم يحاصرها ويمحو معاني الاستقرار في داخلها.

وبرحيل والدتها قررت أن تكون أماً وتمنح ما فقدته وتعطي ما حرمت منه وتقدم ما سحبته منها الأيام.

تحكي شريهان: «لم أعش طفولتي ولم أعرف طعم اللعب ولا الأصدقاء ولا أعياد الميلاد، لذلك أحب الأطفال وأفضل مشاركتهم في حفلاتهم واللهو معهم، أشعر بينهم أني عدت طفلة خالية من المسؤولية أو أهرب من ماض أو مستقبل أفكر فيه. تمنيت لو يربت أحدهم على كتفي، يأخذني في حضنه، يمنحني جرعة حب أفتقدها وأبحث عنها على الدوام».

ثم تعترف: «دعني أقول لك اني أخطأت كثيراً عندما سبقت عمري. لم أوفر طريقة لأبدو أكبر سناً، وضعت الماكياج على وجهي وانتعلت الكعب العالي في سن مبكرة. لا أدري لماذا؟ هل كان عطشاً إلى الشهرة والنجومية والأضواء؟ أم رغبة في إثبات الذات والشخصية؟ أم إحساس فطري دفعني إلى التسلّح بالنضج مبكراً لأواجه المفاجآت التي تحملها إليّ الأيام؟».

«لا أعلم!» تجيب شريهان متحسرة: «كلّ ما أعلمه هو أنّ طفولتي ما زالت تطفو على سطح حياتي حتى بعدما كبرت وأشتدّ عودي».
 
كبرياء

حين تتحدث عن نفسها تخرج الكلمات من بين شفتيها كأنها في حالة إعياء شديد، يتألم صوتها بكبرياء ويتنهد بحسرة وينفعل بسرعة ويتذكر ببطء. «أشعر أنني أكثر البشر عذاباً في هذه الدنيا. منذ التاسعة وأنا مشغولة بقضايا المحاكم ومشاكل القانون والإجراءات والمستندات والشهود».

وتضيف: «كنت أقف وأنا أرتعش أمام القاضي وهو يسألني: هل تذكرين شكل أبيك؟ صفيه لي ... فأجيبه: «لا أعرف شكل أبي!».

تتابع بحزنٍ: «أنكرني والدي أحمد عبد الفتاح الشلقامي الذي تزوج من أمي زواجاً عرفياً كي لا يدخل ابنه من زوجته الأولى الجيش ويعفى من أداء الخدمة العسكرية. دمّرني ليحمي ابنه. قتلني لإنقاذه. ضيّع عمري للاحتفاظ به الى جواره. على مدى 13 عاماً ظلت علامات الاستفهام تطارد اسمي».

صلابة فريدة

تردف: «فجأة أصبحت بلا عائلة أو أب. مزقت شهادة ميلادي اختفت ضحكاتي وبتُّ أكره طفولتي» تقول شريهان بأسف: «أصعب نضال أن يحارب الإنسان لإثبات نسبه وكيانه. زوّدتني هذه الحادثة المخيفة بقوة الشخصية والصلابة وصار لي كيان مميز، لكنه لم يمنعني من الوقوع في الأخطاء».

تكمل بعينين مغمضتين: «كلّ طفل له مثل أعلى: أب، أم، عم أو أخ أكبر وأنا فقدت كلّ هؤلاء. لم أجد من يوجّهني ويساعدني على حلّ مشاكلي ويحميني من نزواتي وينصحني. اعتمدت على نفسي في خطواتي كلّها وأفكاري وقراراتي».

عن والدتها: «لا تتصوّر مدى تأثير أمي عليّ. علمتني حبّ كل ما هو جميل وراق في الحياة.تعبت كثيراً من أجلي ووهبتني حياتها كلها، موفّرة عليّ متاعب كثيرة في الفن، عندما انتجت لي أول أفلامي «الخبز المرّ» أرادت أن تحميني من «المرمطة» وتمنحني الفرصة لأثبت نفسي، كانت أمنيتها أن أكون أفضل نجمة في العالم فأنفقت المبالغ الهائلة لتعليمي وتدريبي».

صدمة غياب

صُدمت شريهان بموت أخيها عمر خورشيد الذي شكل غيابه محوراً مفصلياً في حياتها تقول في ذلك: «كانت صدمة موت أخي عمر خورشيد الذي وافته المنية بشكل مأساويّ صدمة عمري. لم يكن مجرّد شقيق بل واحة تغمرني رعايةً واهتماماً وتشجيعاً، وتملأ قلبي تفاؤلاً في أيام الشدة. لم يفارقني يوماًً. ما زلت أحتفظ في خزانة ملابسي بآخر قميص كان يلبسه قبل وفاته!».

قبل أن تنجب شريهان ابنتها لولو كانت في حياتها ابنة أخرى. إنها شريهان الصغيرة ابنة جيهان خورشيد شقيقتها من والدتها. أعطتها شريهان اسمها وحنانها ورعايتها. عاشت معها الأمومة التي حرمت منها والطفولة التي فقدتها.

أعلنت شريهان أنها مسؤولة عن «شيري» الصغيرة، عن تعليمها وتوجيهها، عن توفير السعادة لها وإضافة البهجة إلى عمرها.

قال لي آنذاك المعلق الرياضي الشهير فايز الزمر (زوج جيهان ووالد شيري) إن شيري هي ابنة شريهان ولا تتخيل مدى حبهما لبعضهما لدرجة أنني لا أرى ابنتي أو أجلس معها مثلما تجلس مع شريهان.

قالت لي شريهان آنذاك أيضاً: «ربما كان من بين أسباب خلافي مع زوجي السابق علال عدم قدرته على التعامل مع تلك الطفلة. أقضي أسعد لحظات حياتي بين الأطفال وما زلت أحلم باليوم الذي أجد فيه طفلاً يناديني «يا ماما».





 
 
http://www.sotaliraq.com/entertainment.php?id=1865


غير متصل HEVAR

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 14415
    • مشاهدة الملف الشخصي
 أوراق من حياة نجمة الأحزان 3أسوأ خبر في حياة شريهان لم يفقدها عزيمتها

(صوت العراق) - 14-02-2008


دقّ بابها... خبر زلزل كيانها... لم تتوقعه أبداً... لم يخطر على بالها يوماً أن تسمعه. لم يكن خبراً ... كأنّه ديناميت انفجر في أعماقها محولاً إياها إلى إنسانة مهزومة ومتوترة.

بمجرّد سماعها الخبر شعرت بأحلامها تتلاشى وطموحها يخذلها وفنها يخدعها، وأنّ الزمن ضدّها وأدركت أنّ عليها الاعتماد على إصرارها كي تبتعد عن اليأس فيصبح حبّها للحياة أقوى وإدمانها على التحدي أشدّ وعشقها للتفاؤل أكبر.

تجلس شريهان قبالتي بوجهٍ خال من الماكياج وعينين امتلأتا حزناً، تقول: «بعد الحادثة التي تعرضت لها في طريق مصر- الإسكندرية
 الصحراوي فوجئت بفريق من 17 طبيباً يقرّر أنني سأقضي بقية عمري مقعدةً على كرسي متحرك وطلب مني أن استقبل قضاء الله بقلب مؤمن ونفس راضية. كنت أصلي وأنا نائمة على السرير والجبس يحاصرني من قدمي حتى كتفي. عشت لحظات بين الموت والحياة وقرأت بعيني شهادة وفاتي كفنانة واكتشفت أن الأيام توجه ضربة قوية إلى أحلامي».

تضيف: «كنت أشاهد، وأنا طريحة الفراش في المستشفى، شرائط فيديو أعمالي الاستعراضية وأبكي بحرقةٍ وأنا أسأل نفسي: هل سأعود من جديد؟ هل سأقف أمام الكاميرا وأمثل وأرقص وأغني أم أنّ هذه المرحلة أصبحت مجرد ذكرى عابرة؟ كانت التساؤلات في داخلي تؤلمني ربما أكثر من ظهري المكسور وعظامي المفتتة».

تصمت شريهان وترتشف فنجان قهوتها وتلمع عيناها ببريق الذكرى. تتنهد بحرقةٍ وتضغط على شفتيها بعصبية وتشرد نظراتها بعيداً ثم
 تردف: «بعد عام من هذه العمليات انتابتني أوجاع غريبة أرغمتني على عدم الحراك فأدركت أنني أصبحت مقعدة، وأنّ الأمل الذي تعلّقت به رحل بلا عودة. نصحني معالجي د. الغوابي بالسفر لإجراء عملية جديدة يجريها الدكتور الفرنسي الشهير رواه كاميه الذي يعتبر أحد القلائل في العالم الذين يملكون خبرة في هذه الجراحات النادرة. وبعد أن عاينني شخّص كاميه أنني أعاني من مسمارين مكسورين أحدهما يسبح في جسدي والآخر تفتت تماماً!»

تنظر اليّ مبتسمةً بأسى وتقول: «تصوّر أنه لا توجد عظمة واحدة في ظهري. لو رأيت صور الأشعة ستصاب بالهلع، وهذا ما دفع كاميه الى نصحي بعدم مزاولة الفن. وأمام إصراري وافق على عملي في التلفزيون فحسب لأنّ المسرح يتطلّب جهداً مضنياً يومياً ربما يهدّد صحتي وحياتي، لكني لم أرضخ إلى أوامره وعدت الى خشبة المسرح الذي يعتبر حياتي وحبي.

طلب مني د. كاميه تخفيض عدد الرقصات في المسرحية من 14 إلى 10 رقصات لأن المسامير البلاتينية المزروعة في جسدي قد تتفتت في أي لحظة. عندما دعوته إلى افتتاح المسرحية لا أنسى انبهاره الشديد وعبارته التي ما زالت تدوي في أذني: «من يراك وأنت ممدة أمامي في غرفة العمليات لا يتخيل أبداً أنك تقفين هكذا على المسرح، أعتقد أنه من حقي أن أكون شديد الغرور بعدما أجريت لك هذه العملية الجراحية الناجحة».

توقفت برهةً لتخرج منديلاً من حقيبتها تمسح به دمعة فلتت من عينيها. سألتها: لماذا تبكين؟

ردّت بصوت واهن: «رحل د. كاميه. مات الإنسان الوحيد الذي يفهم حالتي ويدرك متاعبي ويعرف طبيعة أوجاعي. مات فأحسست أن الجدار الأخير الذي استند عليه انهار وأصبح كومة تراب. أعلم أن الموت حق لكني أعترف لك أنني، منذ سماع هذا الخبر، شعرت بالرعب، وطاردني شبح الألم وتربّص بي العذاب. مرة أخرى وجدت نفسي بلا سند إلا إرادتي، وبلا صديق سوى دموعي، وبلا رفيق سوى فني، وبلا أمل سوى أحلامي لأن حبي للفن يفوق حبي للحياة. جعلتني الدنيا أدفع مقدما فاتورة نجوميتي من بشر خذلوني برحيلهم عني ومن صحة هددتني بالضياع مني».

صنع المستحيل

ترغب شريهان في صنع المستحيل ولديها طاقة كبرى لا تمنحها فرصة للراحة.

سألتها: ممَ تخافين يا شيري؟ غردت بحسم: «بعد كلّ ما مرّ بي لم أعد أخاف من شيء فإيماني القويّ صار حصني ضدّ الخوف، طوال عمري أشعر بأنّ ضميري «صاحٍ» وأعيش دائماً بقلب وعقل مفتوحين. أواجه نفسي باستمرار وأتعلم من أخطائي لأن الخائف هو إنسان يرتعش من عدم الثقة بنفسه وهذا المعنى لا وجود له في حياتي».

عن تصرفها حيال من يستفزها ضحكت وقالت: «لدي عيب كبير جداً وهو أنني لا أملك روحاً رياضية ومن السهل جداً استفزازي وليس لديّ صبر أو جلد في الحوار، لكن من الصعب أن يكسبني إنسان».

أبادرها السؤال: بمَ تنصحين من يريد إقامة علاقة معك؟
فتجيب: «بأقصر الطرق وهي الصدق والبساطة وعدم التكلّف. من يريد أن يتعامل معي يجب أن يعاملني كإنسانة من لحمٍ ودم ومشاعر. مشكلتنا أننا أصبحنا نقيس الناس بما في جيوبهم وبنفوذهم وسلطتهم».

تنهي كلامها موضحةً: «أتمنى أن نستردّ إنسانيتنا التي ضاعت منا لأنّ حياتنا قصيرة ولا تحتمل أن نهين جمالها بقسوتنا في التعامل معها. علمتني المحنة التي عشتها أن الحنان هو أغلى شيء في الدنيا، هذا الحنان الذي أبحث عنه وانتظره وأعيش على أمل الفوز به يوماً بعدما سرقته مني الأيام!»


http://www.sotaliraq.com/entertainment.php?id=1875

غير متصل HEVAR

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 14415
    • مشاهدة الملف الشخصي
وراق من حياة نجمة الأحزان 4 أصعب سؤال في حياة شريهان!

(صوت العراق) - 15-02-2008
ارسل هذا الموضوع لصديق

إنها نجمة منذ أبصرت النور.

تسبقها الأضواء وتحاصرها الشهرة وتترقبها العيون وتنجذب إليها المشاعر حتى عندما كانت طفلة صغيرة. سرقت الاهتمام، أممت مشاعر الإعجاب بموهبتها «الصاروخية» الممزوجة بخفة ظلها وشقاوتها وجرأتها. وظل فنها جزءاً من إنسانيتها، أصبح من الصعب الفصل بينهما. أدركت أنها مهما كانت عبقرية في موهبتها لن تحقق شيئاً ما لم تكن على المستوى نفسه في إنسانيتها.

كانت كوكب الشرق أم كلثوم أول من أطلق إشارة الانتباه إلى موهبة شيري وأول من صفق لها وتنبأ بأن هذه الفتاة الصغيرة ستكون يوما ما نجمة كبيرة. تقول شريهان: «كان عمري آنذاك 5 سنوات عندما حضرت حفلة زفاف شقيقي عمر خورشيد وعزفت الفرقة
 الموسيقية لحن «انت عمري» للموسيقار محمد عبد الوهاب فرقصت على الموسيقى، ثم فوجئت بالمدعوين يحملونني ويضعونني على الطاولة التي تجلس عليها أم كلثوم، كانت تضحك من قلبها وهي تصفق لي بحماسة وحرارة ثم حضنتني وقبلتني وقالت لأمي: «البنت دي «لهلوبة» عندها أذن موسيقية وستصبح فنانة كبيرة».

في ذكرى ميلاد عمر خورشيد سافرت شيري مع والدتها إلى بيروت، حيث أقيم احتفال كبير له. شارك فيه العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ. بجرأة غير مسبوقة تقدمت شريهان إلى المسرح ووقفت إلى جوار عبد الحليم وهو يغني وبدأت تقلده وتغني معه بأسلوب أدهش الجمهور، فما كان من عبد الحليم إلا أن خلع السلسلة التي يرتديها وعلقها في رقبة شيري وكانت عبارة عن خرزة زرقاء على شكل عين، ثم أعطاها صورة له كتب عليها إهداء لا تنساه شريهان: «إذا أصبحت في يوم من الأيام نجمة ستكونين حاجة كبيرة اوي».

يعتبر هشام سليم من أقرب الأصدقاء إلى شريهان. سألته عنها فقال لي: «أسوأ ميزة في شريهان أنها تثق في أصدقائها أكثر من اللازم، وأحلى عيوبها قدرتها على نسيان الإساءة مهما كانت فضاحتها ومهما كان الشخص الذي تسبب بها، أجمل ما فيها حزنها الذي أذابته في فنها».

وقال المستشار مرتضى منصور عنها: «شريهان كتلة تناقضات، في داخلها فقر وثراء، كرم وبخل، غرور وتواضع، ذكاء وتذاكي. أهم ميزة فيها الوفاء لأهلها، مع الفقراء كأنهم أغنى الأغنياء ومع الأثرياء كأنهم أفقر الفقراء. إنها مأساة تسير على قدمين،
 إنها «العائلة» نفسها الأب، الأم، الأخ والصديق».

روى لي مرتضى حلماً لم يتحقق في حياتها عندما سعت إلى إنشاء مسرح «شريهان – شو» واشترت فعلاً مسرحاً إلا أن المشاكل التي وقعت بين المالك والمستأجر ضيّعت الحلم والمسرح.

في اللحظة نفسها التي صفق فيها الجمهور فرحاً لفوز شريهان بجائزة أحسن ممثلة في مهرجان الإسكندرية السينمائي عن دورها في فيلم «العشق والدم» للمخرج أشرف فهمي، اغرورقت عيونهم بالدموع وهم يسمعون السطور القليلة التي أرسلتها لتبرر بها اعتذارها عن عدم الحضور واستلام الجائزة.

قالت في الرسالة: «إنني أمرّ بأزمة صحية تمنعني من الحضور».

بدأ الهمس في الكواليس عن «سر» عدم حضور شريهان.

في اللحظة نفسها كانت هناك كواليس أخرى تعيشها النجمة التي اكتشفت أنها على موعد دائم مع الحزن.. والعذاب. على موعد مع أخطر جراحة ممكن أن يمر بها إنسان وأقساها ندرة، جراحة تزرع فيها خمسة أعضاء جديدة في الجانب الأيمن من وجهها بعد استئصال ورم خبيث هدّد حياتها.

جراحة تعيد فيها زرع شرايين وأوردة وأنسجة وعضلات وقناة لعابية اصطناعية وبعض أجزاء بديلة من عظام الرأس!

بذل على مدى سبع عشرة ساعة كاملة فريق من الجراحين العالميين (بريطانيا، كندا، فرنسا وأميركا برئاسة البروفسور مينار) جهده لإنقاذ حياة شريهان. بعد الإنتهاء من العملية نقلت إلى غرفة العناية الفائقة وانتقلت معها الدعوات والصلوات.

شكل الوقت الذي تلى العملية «أصعب» مرحلة في الجراحة لأنه يحمل الإجابة عن سؤال خطير: هل استجاب جسد شيري إلى الأعضاء المزروعة؟


صلّت القلوب وتحولت تحولت شريهان إلى «أسطورة ألم» و«حكاية معاناة».

شريهان الراقدة في غرفة معقمة ممنوعة من الحركة، من الكلام من الابتسام وحتى من البكاء! ممنوعة من كل شيء عدا شيء واحد اسمه «الدعاء».

يدعو كل نبض في جسدها الله أن ينجيها من المحنة كي تكمل مشوار أمومتها مع ابنتها لولو.

تدعو كل دقة في قبلها الله أن يمنحها الشفاء من الأزمة التي أصابت روحها قبل جسدها ومزقت أحلامها.

كان عليها، وهي راقدة، لا حول ولا قوة لها أن تتماسك متسلحة بإرادتها التي لم تخذلها يوماً.

أصبحت عن جدارة، صاحبة لقب «نجمة الأحزان».

النجمة التي أضاءت حياتنا بالفن والسعادة والبهجة واحتفظت لنفسها بالوجع والتعاسة والآلم، هل ستعود إلينا مرة أخرى؟

سؤال تجيب عنه الأيام المقبلة!

سين جيم


ما هو قانونك في التعامل مع الآخرين؟

أكره أن يزعل مني أحد، إلى درجة أنني أعجز عن النوم إذا عرفت أن شخصاً ما يحمل في داخله ضيقاً مني أو رغبة في عتابي.

عنيدة؟

جداً، هذه الصفة هي أكبر سيئة في شخصيتي لأنها تلعب ضدي وتدمرني.

أصدقاؤك كثر؟

أي إنسان أرتاح إليه يدخل قلبي وأفضفض له بكل ما عندي لذلك ليس عندي «أسرار».

إذا عاد بك الزمن إلى الوراء، هل تختارين المشوار نفسه؟

نعم، لكن سأعيد حساباتي حول بعض الأشخاص واختياراتي وأسلوب تعاملي. عشت أضعاف عمري الحقيقي وخدعت من كثيرين، من إنسان أحببته ومن صديقة إئتمنتها على أسراري ومن صديق ساعدته على اجتياز أزمات لا حصر لها ومن أقارب ضحيت من أجلهم.

ما هو أول شيء يلفت نظرك في الشخص؟

ساعته وحذاؤه وأظافره.

وإذا كان امرأة؟

حذاؤها وحقيبتها وطريقة تبرجها.

ما هي كلمة السر في أناقتك؟


تعلمت الأناقة من الاسماك. عندما أمارس هواية الغطس أجد ألوانها غريبة جدا لا يمكن تخيل تركيبتها، مثلاً الكحلي مع البني والأزرق مع الأسود والأصفر مع الكحلي لذلك اعتبرت هذه الكائنات الصغيرة مصممة أزيائي وسرقت أفكاري منها وقلدتها.

ما هو برجك؟

القوس.

ماذا ترفضين في شريهان؟

الإسراف والتسرع.

هل تجيدين فن العلاقات العامة؟

نعم، عدا شيء واحد أعتبره من عيوبي: «التليفون» لا أحبه ولا أرد على المكالمات!


http://www.sotaliraq.com/entertainment.php?id=1898