المحرر موضوع: (اللي اختشوا ماتوا)  (زيارة 802 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبدالمنعم الاعسم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 788
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
(اللي اختشوا ماتوا)
« في: 02:25 10/11/2005 »
(اللي اختشوا ماتوا)

عبدالمنعم الاعسم 
aalassam@hotmail.com

  لو لم يبادر وزير الخارجية الهندي ناتوار سينغ  الى الاستقالة  من منصبه لفقدنا الامل باستيقاظ ضمير العالم في عصر الشيزوفرينا الكونية، ولاصبح من المستحيل القول بان رجال السياسة الكبار في العالم ما زالوا يحتفظون بقطرة الحياء، ذلك لأن عار كوبونات صدام حسين الذي لطّخ جباه المئات لم يكن ليكسر صفاقة عين  واحد منهم، من اكبر مرجع دولي هو الامين العام للامم المتحدة، بلازمة ابنه، حتى اقبح مهرج مصري اسمه مصطفى بكري، مرورا بمساعدين، ووكلاء واصحاب شركات وهمية، ودكاكين سياسية، ورؤساء حكومات ووزراء وصحفيين وصحفيات، ودعاة ورجال دين.. من كل الجنسيات والرطانات والمستنقعات. 
  ومن زاوية تبدو نظَرات الجناة صفيقة لشدة التشابه في نوع الجريمة النكراء التي ارتكبوها، انهم، يا للغرابة، يصرخون جميعا بنا، وبصوت واحد: ما هو برهانكم؟ فنصرخ، نحن الضحايا واصحاب الحق، بهم،  بصوت واحد : هذه بصماتكم على الورق، ووجوهكم على الشاشات الملونة، ومدائحكم على وجه السلطان وبصمات اقدامكم على جروحنا واوجاعنا واجسادنا..فيردون باكثر صفاقة: لا صحة لهذه الاتهامات جملة وتفصيلا..  لقد وضعوا الصفاقة في جهنم، يقول  شاعر صيني معاصر، فقالت اشعر بالبرد.
  لقد ضهرت قطرة الحياء لكن في دولة الهند، فيما سبع عشرة دولة عربية نال سياسيوها كوبونات الحصار على الشعب العراق لم تسجل ولا حادثة واحدة عن تفصّد جبين واحد بحمرة الخجل، وحسب مثل لاتيني فانه "يغيب الحق أحياناً، لكنه لن يُدفن" ويشاء السيد سينغ ان يقوم، باستقالته من وظيفته، مقام الدليل على جريمة شراء الذمم، ومقام الاكثر دلالة على وجود قطرة حياء لدى سياسي واحد، في الاقل، في هذا العالم. 
 انه حسن الحظ، لو تعلمون، فلو اكتفينا بالدفوع الكاذبة عن النفس التي اطلقها هؤلاء المتورطين بجريمة احتساء دماء العراقيين، قبل نفطهم، لفقدنا الامل في امكانية استعادة الحق، ولكنا قد تركنا الامر الى مسؤولية الاجيال المقبلة، بل لكان قد خالطَنا الشك في حقنا وفي عقلنا، وقد نبرئ صدام حسين  من خطيئة تدنيس ضمير العالم بكوبونات النفط، وربما –لولا استقالة الوزير الهندي- سنضطر الى القول ان الذنب علينا، فنحن الذين تلقينا كوبونات النفط  من صدام حسين، ونحن الذين عكّرنا جريان الماء على الذئب..كيف؟:
  في القصص الشعبية الملغّزة، ان الذئب والحمل التقيا عند نهرٍ عَكِرٍ، فقال الذئب للحمل، انك عكّرت علي الماء، فرد الحمل على الذئب بقوله: ان الماء يجري من جهتك الى جهتي، فلا يمكن عقلا ان اعكّره عليك، فانت الملوم في ذلك. ومع ان الحمل قدم البرهان الساطع على خطيئة الذئب، فان الذئب اكل الحمل في نهاية الامر. 
ـــــــــــــــــــــــــــ
..وكلام مفيد
ـــــــــــــــــــــــــ
"المُذْنبون لا يستمتعون بالنكتة..الابرياء هم جمهور الكوميديا".
مولير [/b] [/size] [/font]