(الوسط المخملي)
يوماً ما كنت في علة و كنت مستلقياً في غرفة
كان على يميني رجلاً مستلقيا هو الاخر في السرير .. كانت تبدو عليه علامات الغنى ..
كثيرون من كانوا يدخلون عليه بباقات الزهور الفاخرة مع ان الكثيرين لم تكن تبدوا عليهم
المحبة له ..
فنظرت الى يساري و اذ برجل لمحت من علامات وجهه بان الفقر كان قد استعمر حياته
فنحافته و تجاعيد وجهه تحكي لك الاف الحكايا ..لاحظت بجنبه فتات خبز منثور على طاولته
الصغيرة وفتاة بعمر الزهور و كانت فقط هذه الزهرة الوحيدة بجانبه يبدو انها ابنته و كل ما يملك
في هذه الحياة..الفتاة لم تكن مهتمة بفقر ابيها بقدر ما كانت تهتم به و الابتسامة كانت دئما
مرسومة على وجهها الملائكي..لكن كنت الاحظ بان الدموع كانت حبيسة العيون.
نظرت نحوي و ابتسمت و اقتربت قليلا و سالتني بكل هدوء بعد اعتذار..
هل لك ان تقول لي ما هي علتك..؟
قلت لها : ربما اعتقدت بان حالتي صعبة لكن علمت من خلال وجودي هنا اني بخير..
قالت مبتسمة يبدو انه اكثر من سبب لوجودك هنا..لاحظت بان الفضول الجميل قد
كحل عيونها الجملية بعد تلك الابتسامة الساحرة..فلم اقف بل اكملت جوابي ،و قلت
لها مااتعبني في هذه الحياة هو اني و رغم تجوالي الكثير وتعرفي على الكثرين و اشياء
اخرى الا انني لم اتعلم الكثير كانت مشكلتي دائما في ترددي فكلما اتيت لآخذ قرارا ما
وجدت نفسي مترددا و اقف في الوسط حتى اني اصبحت اكره الوسط مهما كان...فقد كنت
دائما اطمح باخذ قرار إما ان اكون او لا اكون..
فاكملت باسئلتها و ماذا كانت اخر حادثة معك قبل دخولك الى هنا..
فكنت اجاوبها انا و لا ادري كيف كانت بهدوءها تسرق مني الكلام ..
فقلت منذ زمنا احببت فتاة لامس حبها قلبي كما تلامس خيو ط الشمس سطح نهر بكل هدوء ..
فصارحتها بحبي لها و حتى اليوم لم القى اي جواب يبدو انني التقيت بمن هي اكثر وقوفا مني في الوسط ..
فقلت لها و هذه المرة سبقتها بابتسامة ما رايك انت هل هو كما يقال السكوت علامة الرضى ام انه كما اعتقد انا..!!?
فرفعت حواجبها و اطبقت شفاهها ثم قالت فعلا ان الوسط محيير و متعب جدا ..!!
فاعطتني منديلا لا ادري لماذا او لربما علمت باني سامسح دموعا لم تذرف بعد..
قالت لي ربما يتعبك فضولي هل لي ان اسالك ماذا ستفعل بعد ان تخرج من هنا..؟
قلت ساترك قلبي هنا في هذه الغرفة و هذه المرة لن اتردد
و سوف ازيل من ايامي هذه الصفحات التي اوقفتني في الوسط المؤلم .. سامحيها كما
تمحي الرياح السماء من الغيوم..
ثم قالت لي قد ذكرت لي في بداية حديثنا ,بانك هنا ادركت ان حالتك لم تكن صعبة كما
كنت تتوقع..ماذا كنت تقصد..?!
فنظرت الى يميني حيث ذلك الغني و ثم الى يساري حيث ذلك الفقير و قلت لها علمت
هنا بانني بخير لانني.. في الـو ســط .
جان يزدي .. النمسا