المحرر موضوع: حزب البعث الفلسطيني الإشتراكي  (زيارة 1093 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل طالب الرماحي

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 3
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حزب البعث الفلسطيني الإشتراكي

الدكتور طالب الرماحي

لقد أغارت الطائرات الإسرائيلية على غزة قبل أيام وراحت وكالات الأنباء تتابع هذا الإعتداء الغاشم على أهلنا وطفقت معها قلوبنا تخفق على غير عادتها حزنا على الأبرياء الذين يتساقطون بقنابل الغدر اليهودية ، وأسرعت في اليوم الثاني الى إحدى القنوات أنظر ماذا يحدث ، وقد سرني أن جموعا غفيرة من الفلسطينيين في الداخل وفي الأردن تخرج استنكارا لهذا العدوان ، لكني توقفت على مشاهد لصور بوجه قبيح كث اللحية تشبه الى حد ما الوجه العربي في أيامنا هذه ، لقد كانت صور للمقبور صدام وقد كتب عليها ( إخوتنا الفلسطينيين ) شهيد الأمة وتحتها عبارة حزب البعث العربي الإشتراكي .

يقال إن الحكيم هو الذي يضع الأمور في نصابها ، والأحمق يفعل عكس ذلك تماما ، وهذا ما فعله المتظاهرون في عمان عندما رفعوا صورا لطاغية قد انتهت أيامه ( السوداء ) بشكل مذل ، ونعتقد أن الحكمة ترتأي أن ينسى أخوتنا الفلسطينيون هذا الطاغية وحزبه المقيت الذي جر الويلات على الأمة العربية طيلة ثلاثة عقود عجاف خسر فيها العرب نتيجة لحماقاته كل مقومات صمودهم أمام إسرائيل وقادت حروبه الخاسرة الدول العربية إلى إفلاس سياسي واقتصادي استطاعت من خلاله إسرائيل أن تتفرعن وتفرض على العرب الإتفاقيات المذلة في مدريد وأوسلو وما تبعها من تنازلات مهينة . ويبدو أن بعض الأخوة الفلسطينيين الليبراليين والإسلامييين منهم لايريدون أن يصدقوا أن صدام كان من أسباب تردي أحوالنا، واحتفظوا له بصورة مقدسة وجعلوه فارس أحلامهم الذي كان على وشك أن يأتيهم على ( حصانه الأبيض ) الذي طالما يرتقيه في استعراضاته ببغداد يوم ( مولده ) ، ليقود المخلصين من أمة العرب صوب إسرائيل ليرميها في البحر ويحقق أحلام الأجيال القادمة ويبعث ببشارة النصر والثأر لأرواح شهدائنا الذين قتلتهم إسرائيل وفي نفوسهم حسرة التحرير . وأخوتنا الفلسطينيون عندما يصرون على الإحتفاظ بحضور ( المقبور صدام ) بينهم في تظاهراتهم ومناسباتهم ، نسوا أو تناسو أن العرب جميعا ( من غير الفلسطينيين) قد وضعوا ذلك الرجل وراء ظهورهم بعد أن أدركوا أنه نال مايستحق ورحل الى غير رجعة ، ونعتقد أنه يستوجب على من يمتلك بقايا من الحكمة من الفلسطينيين أن يقنعوا أخوتهم ممن أشربوا في قلوبهم حب صدام أن الرجل لم يذهب في غيبة كغيبة موسى وأن عليهم أن لايخسروا أكثر مما خسروا بسبب حبهم لطاغية أحرق الحرث والنسل قبل أن ينال جزاءه العادل ، وعليهم أن يدركوا أن موقفهم هو خسارة لهم ولقضيتهم في كسب ود الشعوب العربية وخاصة ( الشعب العراقي ) الذي قتل منه صدام في حروبه وانتفاضة 1991 أكثر من 3 ملايين بريء أي بقدر نفوس شعب فلسطين . وإذا كانت هناك عناصر تنتفع برفع صور صدام فهؤلاء هم الإنتهازيون الذين لايهمهم غير الكسب المادي والذين مازالوا يتمسكون ( بعجف نخلة خاوية ) يطلقون عليها حزب البعث ، وهؤلاء كما نعتقد هم من يحاولون أن يخدعوا الشعب الفلسطيني بخطاب فارغ يخدعون البسطاء من شعبنا الفلسطيني ، فحزب البعث الذي اقترن اسمه بالقتل والترهيب والتخريب ما عاد يصلح أن يكون عنوانا لقضية رابحة ، كما أن رموز حزب البعث في الأردن وفي فلسطين هم بقايا المنتفعين وأصحاب كابونات النفط ويتامى النظام الصدامي السابق وهؤلاء لايختلفون في ثقافتهم ومبادئهم عن أسيادهم الذين سحقتهم عجلة الديمقراطية في العراق وأصبحوا خبرا بعد عين ، فليس من الحكمة أن يحتضن شعبنا الفلسطيني بقايا تجربة فاشلة ، وعليهم أن يتصالحوا مع الشعب العراقي الذي أصبح يحث السير سريعا باتجاه بناء دولة ديمقراطية قوية ، وأن يتخلوا عن حفنة من وصوليي حزب البعث الذي سبق وأن لفظ أنفاسه ، وأن الحي أبقى من الميت ، وخاصة إذا كان الحي كشعب العراق .

---

www.thenewiraq.com