المحرر موضوع: إفتتاحيـة رأيـنا - حـزب شـورايـا  (زيارة 974 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Shoraya

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 107
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
إفتتاحيـة رأيـنا - العـدد: 43
تشـرين الثاني / 2005

مكتـب التوجيـه والإعـلام فـي حـزب شـورايـا

إن ضخامة وحجم الأحـداث والتطـورات الجارية في المنطقـة بشكل عام تتحتم على الشـعب الآشـوري بكافـة مؤسـسـاته (على حـد سـواء) أن يرتقي إلى أعلى درجات المسـؤوليـة ويتحلى بأفضل الصفات والميزات الحسـنة وينهج طريق الحكمـة والصوابية ويرضى بواقع الحال الذي هو فيـه ليكون قادراً على التغلب على كل تلك المصائب والمشاكل التي تعيق دربه وتلهيه عن الجوهر، فالواقع المزري الذي انوجدنا أو تواجدنا فيـه لا يحل بإقامـة حفل هنـا أو تأسـيـس ناد أو  تجمع هنـاك، لا تلبث أن تهـدأ العاصفـة مع مرور الزمن "لدى هؤلاء النشـطاء" ليعود كل شيء إلى حجمـه الطبيعي وكأن شـيئاً لم يكن. وهذا بحد ذاته يولد لدى الأجيال الصاعدة، حالة من الإحباط وزعزعة الثقة بينها وبين قياداتها (على مختلف توجهاتها) ويجعل الأمور أكثر تعقيدا وتأزمـا. 

إن هـذا برأينا ليس بالحل المنشـود وإنمـا تقـزيم وتعـقيد لواقـع الحال الذي نحن فيه، فخلق جبهات وجبهات مضادة نجده ينعكس سلبا على تقدم مسيرتنا القومية وبالتالي يزيـد في تفتيتنا وتمزيقنا وتشتيتنا وتشريدنا. ففي كل مناسبة أو فرصة نجـد البعض يركض مسرعا ليس من أجل القضية المقدسة التي آمنـّا بها جميعا وإنما من أجل الحصـول على منصب هنا أو  مكسـبٍ هناك وكأن النضال الوطني والقومي لن يحقق أهدافـه إلا بولادة جـديـدة لمؤسـسـة جديدة وفي كل صباح جديد!..

إن الظروف القاسية والمريرة التي تعيشـها المنطقة عموماً ومواطننا خصوصاً، كما وإن التجارب الفاشـلة التي مرت فيها أغلبيـة مؤسـسـات شـعبنا (أيضا وأيضا بمختلف توجهاتها ومعتقـداتها) وذلـك منـذ سـنوات نضال معدودة، لم تجعل هؤلاء القادة ولو لفترة وجيزة بالعودة إلى ضميرهم وأصالتهم الآشـورية وإنما (وبكل أسف ومرارة) جعلتهم أكثر تشبثـاً وتمسـكاً بمواقفهم الظرفية وبمصالحهم الآنيـة ضاربين عرض الحائط كل المبادىء والقيم والأخلاق والتاريخ والحقوق.... ألخ، وبالرغم من كل ذلك، نجـد حـفنة مـن قليلي الإيمـان ومـزوري التـاريـخ يشـجع ويـدعـم هـؤلاء الضالين ليـس لشـيء وإنمـا من أجـل زيـادة الشـرخ ضمـن البيـت الواحـد (أي ضمن أمتنـا وقوميتنـا).

في النهاية يهمنا أن نقول بأنه: "عندمـا يعبر الفرد أو المجتمع أو المؤسسة بحرية وصراحة عن رأيها، هذا لا يعني إطلاقا التشـاؤم في نظرتها للأمـور كما لا يعني أيضاً في ضعفها عن مواجهـة الاسـتحقاقات التي تواجهها ولا يعني أيضاً مواقف مسـبقة ضد أو اتجـاه أي طرف أو فريق أو تنظيم أو مؤسسة وإنمـا يعني توجيـه رسـالة واقعيـة ومنطقيـة لكل القوى الفاعلـة من أجل معرفـة مكامن الخـلل التي نعيشـها جميعـاً والتي تؤثر سـلباً على مسـتقبل أجيالنـا سـواء في مواطننـا أو المهجـر وبنفـس الوقت يعني نـداء صـارخ ودعـوة قويـة فـي الاتجاهات لنكون رزمـة واحـدة، قادرين على مواجهـة كل التجارب والثبات في مطالبتنا بحقوقنا المحقة والعادلـة على أرض الأبـاء واجـداد".