المحرر موضوع: الوزارة.. الوزارة  (زيارة 738 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبدالمنعم الاعسم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 788
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الوزارة.. الوزارة
« في: 17:40 18/04/2008 »

الوزارة.. الوزارة


عبدالمنعم الاعسم
malasam2@hotmail.com

 ليس من دون مغزى ان يضع ملف اعادة بناء الحكومة نفسه الان على طاولة البحث بقوة، مندفعا الى الواجهة بعد احداث البصرة وتداعياتها الامنية والسياسية والاسترخاء النسبي في العلاقات بين الاطراف المشاركة في العملية السياسية  وتحت فروض اخرى كثبرة ليس اقلها شأنا الشلل الذي يضرب  دورة الخدمات واعادة البناء والمشاريع المختلفة، وبعد ان اصبحت مواقف الجهات المعنية بهذا الملف واضحة عند طلبات وشروط ومقترحات.
 وتفيد كواليس الاتصالات واللقاءات بين اركان الكتل المختلفة ان ثمة تقدم حصل في ما خص عودة المستقيلين من ممثلي كتلة التوافق والقائمة العراقية، وان التوقيتات والفرص التي يطلبها الفرقاء للمناقشة وتحديد مواقفهم ضاقت الى حد كبير، وان الهيكلية النهائية، وبدائلها، هي الان قيد اللمسات الاخيرة "وفد تعلن في اية لحظة" على حد ما ذكره لنا احد القريبين من دائرة المشاورات، ويستند المتفائلون بقرب طي هذا الملف الى اللهجة الجديدة الايجابية التي تحملها تصريخات المعنيين بالامر، على الرغم من ان تجربة عام من الجر والعر لم تشجع المراقبين على الثقة في صدقية الاقوال على الفضاء التي كثيرا ما تتناقض مع الافعال على الارض.
 ويبدو، في ضوء تحليل المعلومات والمؤشرات، ان ثمة في طريق اعلان الهيكلية الجديدة للوزارة مشكلات مركبة يتعلق بعضها، وربما اكثرها وضوحا، في واقع الخلافات والتجاذبات، والصراعات ايضا، داخل بعض المعسكرات المعنية، حيال الصيغ المطروخة لشكل الوزارة الاخير، وتظهر خطورة هذا المشهد في تحبيذ خيار "مط الفرص" وابقاء الازمة الوزارية معلقة من رجليها "حتى لا تتفاقم الخلافات وتتطور الى المزيد من التفتت والانشقاق" كما ورد ذلك منسوبا الى سياسي من الاكثرية البرلمانية.
 بكلمة موجزة، ان ثمة في الطبفة السياسية من يدفع الى ابقاء ملف الترميم الوزاري مفتوحا من غير تسوية  ظنا انه يكسب من هذا الحال اكثر مما يخسره، وانه في ظل وزارة مشلولة اقدر على اللعب والتاثير على المسار السياسي واكثر قدرة على المناورة، ويتوزع اصحاب هذه الارادة  والنيات على اكثر من طيف وخط، بالاضافة الى اركان الفساد وجيوب الجريمة المنظمة والمراهنين على تفجير الساحة السياسية، وكل هؤلاء يتحركون في فضلات الازمة الوزارية وعلى هامشها ومن خلال نتائجها وبالتنسيق مع بعض ابطالها.
 وبكلمة اكثر ايجازا، ثمة في طريق اعادة هيكلة الوزارة احجار كثيرة ونيات تعبرعن نفسها في ما يعلن من تصريحات متضاربة ومن تلميحات غير مريحة ومن نيات تنقصها النزاهة، فيما السؤال المشروع ينط هنا عما اذا سيبادر رئيس الوزراء الى السباحة ، مرة اخرى، ضد التيار وصولا الى الضفاف الاخرى.
ـــــــــــــــــــ
كلام مفيد

"لا تؤجل عمل اليوم الى غد".
حكمة
.