المحرر موضوع: عبرة لحكام العراق الجدد من خطأ عبد السلام عارف  (زيارة 2463 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل salim Maroki

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 50
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عبرة لحكام العراق الجدد  من خطأ عبد السلام عارف


سلام  مروكي/ أستراليا

كان مدير مدرسة ابن خلدون الابتدائية في حي موصل الجديدة يتصف بمواصفات ذلك المربي النزيه الحريص دوما على تربية الجيل الجديد الذي سوف يبنى عليه مستقبل عراقنا الحبيب. لقد تحلى هذا المربي بدماثة الاخلاق والتفاني في خدمة الوطن. كان يعامل كل الطلاب كأبنائه ولم يفرق يوما بين فقير او غني، مسيحي او مسلم، عربي او كردي .                                                             

هذا الانسان كلفته وزارة التربية في سنة 1965 مع كافة مدراء مدارس مدينة الموصل بأعداد فريق من طلاب كل مدرسة وتهيئتهم لأستقبال  رئيس الجمهورية القادم من بغداد في زيارة  تفقدية لمدينة الحدباء العريقة.                                                                                                       

لقد  رشح أسمي للألتحاق بفريق أستقبال الرئيس وأجتمع بنا بعد نهاية الدوام متحدثا: أولادي الصغار لقد أخترتكم لتمثلوا مدرستنا في مراسيم استقبال سيادة رئيس الجمهورية القادم لزيارتنا وجمعتكم من كل الأطياف ففيكم المسلم والمسيحي، العربي والكردي، ابن المدينة وأبن الريف، فيكم الغني والفقير. أريدكم صغاري الاعزاء أن ترفعوا  رأسي  وأسم مدرستكم عاليا وذلك بألتزامكم وانضباطكم، أريدكم أن تظهروا  لكل المدارس بأننا المدرسة النموذجية.

أمتلكتني فرحة عارمة وعدت من المدرسة  الى البيت راكضا علما بان بيتنا كان يبعد عن المدرسة اكثر من ستة كيلومترات لأبشر والدي  بانني غدا صباحا سوف أكون مع مستقبلي الرئيس. لم أنم تلك الليلة كنت أفكر بشكل الرئيس وملابسه وحرسه وماذا سيقدم لنا نحن الصفار،  ماذا سيقول عن مدينتنا، وكيف سيشكرنا على أستقبالنا الحار له.                                                                 

وأخيرا اشرقت شمس الصباح فنهضت مسرعا لأرتداء ملابسي وتهيئة لوازمي المدرسية وبعدما وضعت والدتي لمساتها الاخيرة على تسريحتي ودعتها راكضا كالبرق لألتحق بفريق الاستقبال. بعد تلقي كافة الارشادات من مديرنا الفاضل، ركبنا الباص وكانت فرحتنا نحن الصغارلاتوصف ومع تحرك الباص  شرعنا ننشد نشيد موطني موطني، كانت الدنيا لاتسع فرحتنا وطوال الطريق نتقاذف بالنكات،  حتى سائق سيارتنا انسجم مع حدة شقاوتنا  وأخيرا وصلنا ساحة جامع الكبير( جامع الحدباء)  حيث هناك التجمع، فالبرنامج ينص على وقوفنا الى جانبي الطريق المؤدي الىالجامع حاملين حاويات مملوؤة بقصاصات الاوراق الملونة وحال ارتجال الرئيس هذا الشارع نلقي امامه القصاصات الملونة  ونردد عاش الرئيس عبد السلام عارف يا     يعيش     يا         يعيش .....                               
وصل موكب الرئيس وحاشيتة وتعالت هتافات التبجيل ومن حسن حظي كنت في الصف الامامي وتقصدت أن أملاء كفي بالقصاصات وحال وصوله امام موقف مدرستنا ألقيها أمامه والهتافات تكاد تجرح حنجرتي كل ذلك لأرفع رأس مديرنا واسم مدرستنا عاليا. أجتازنا الرئيس وسط التصفيق الحار وقمت بدوري على أحسن مايرام   وبعد ذلك دخل الجامع لأداء صلاة الظهر وفي هذه الاثناء  سرحت بافكاري حول هذا الرئيس وكيف فضل الصلاة أولا قبل التحدث الى الشعب، قلت مع نفسي ماأتقاك يارئيسنا أكيد انه يصلي ليحفظ الله شعبنا ويبارك به                                                   


خرج الرئيس من الصلاة  وتعالت الهتافات ثانية  ولما اعتلى منصة الشرفة الرئيسية فتح ذراعيه ليهدأ  المستقبلين  ويوقف الضجيج كي ينصتوا الى خطابه،  كان خطابه في ذلك اليوم تاريخي  تطرق الى نقد المسيحيين والاستهانه بأسماءهم  ( ماعدنا لا  بطرس ولا ججو ولا حنا )                                     
أنتهى حديث الرئيس وكنت أول المصفقين أسوة بالاخرين وأذا بأحد زملائي يركلني من الخلف ولما ألتفت اليه أوعز الى بقية الطلاب بضربي قائلا أقتلوا هذا المسيحي   لأن الرئيس يكره المسيحيين وانهالت علي اللكمات والركلات دون رحمة  ومن كل صوب  وانا اتسأل ماذا حدث،  ماذا فعلت، انني لم أعتد  على أحد،  هل جن زملائي؟   أستغل بقية الطلاب انشغال مديرنا في الحديث مع بعض ممثلي المدارس الاخرى   وأخذوا هم أيضا حصتهم من الضرب.                                           

عدنا الى المدرسة والدموع تنهمر من عيني ومع توبيخ المدير للذين أشتركوا بضربي كانت أثار جريمتهم تتجلى اكثر فاكثر على وجهي وجسدي. لقد نسيت الالام الجسدية لكن الاثار النفسية مازالت تعيش معي.   

وبهذه المناسبة اقول لكل رئيس يحكم العراق ولكل اللذين يشاركونه هذا الحكم:  ان العراق  موطن كل العراقيين، والكل يستوي أمام القانون ولا فرق بين مسيحي أو مسلم، كردي أم عربي، صبي او يزيدي،  شيعي او سني. العراق بيت للكل  والرئيس الذي يفضل بني قومه او بني دينه على بقية  أبناء الوطن  لايعتبر رئيسا شرعيا، يجب ان لايفرق بين ابناء الوطن الواحد  وان فعل ذلك فهو لايختلف عن المقبور عبد السلام عارف، فهذا نادى بالتقوقع القومي والتعجرف والتزمت الديني وغذى الاجيال  بسمه وفكره العفن.......  فهل يتجنب حكام اليوم خطأ  عبد السلام عارف؟.             
                                .                                     

غير متصل walid bedawwd

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 146
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
[

هذا هو شرف العروبه و هذا هو شرف المسلمين.
فكل ما كنا نسمع عنه بان العرب اصحاب شيمة و اخلاق و لا يغدرون بالجار ،كل ذلك محض كذب
و افتراء.
فلا اخلاق و لا شرف ولا صون الجار تعرفها العرب.

walid Hanna
 Denmark