المحرر موضوع: العراقي والقائمة .. ؟ والأنتخابات والجنة الموعودة  (زيارة 1451 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ادور ميرزا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 598
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                       الأنتخابات والقائمة .. ؟ والجنة الموعودة 


ادورد ميرزا

اولا .
الغاية الأساسية من الأنتخابات ..
ان الغاية الخفية وليس الأساسية من الأنتخابات هي حصول المرشحين على منصب في الحكومة يوفر له فرص الأستفادة المادية لا اكثر ولا اقل , ولكي يتحقق ذلك عليه القيام بتمثيل دور بطل من خلال دعايته الأنتخابية موضحا بان له القدرة الألهية والجسدية للقيام ببطولات خارقة لتأمين حماية امن وسلامة ومعيشة وصحة العراقيين والدفاع عن ارض العراق ضد المحتلين والمجرمين وتحقيق جمهورية الرفاه على غرار ما اراده افلاطون في جمهوريته .. كما يقول المثل الشعبي العراقي .. {  كمواعيد عرقوب } .

ثانيا .
العراق والأنتخابات من طأطأ الى السلام عليكم .
الكيانات والتحالفات السياسية اعلنت عن برامجها وشعاراتها وقد بدأت
وما زالت تصول وتجول في حملاتها الانتخابية عبر وسائل الأعلام كافة من سينما ومسارح وفضائيات وانترنيت من خلال النقاش الديمقراطي وذلك لاستقطاب اكبر عدد من اعداد الناخبين العراقيين لتأييدهم , لكني اعتقد ان القضية ليست متعلقة بالديمقراطية كما يشاع لأن الناخب العراقي  قد جرب الأنتخابات في المرحلة الأولى ولم يتحسس شيئا عن الديمقراطية  , حيث شاهد بأم عينيه كيف استُغل البعض من شعبنا العراقي البسيط من قبل بعض التنظيمات الدينية المذهبية لتمرير برامجها اضافة لعمليات التزوير التي حدثت الى جانب قيام البعض الأخر على تضليل واغراء المساكين من شعبنا برشاوي مالية كبيرة لم تعد خافية على احد !
واليوم يتكرر نفس المشهد نفس الأحزاب نفس الوجوه ونفس الشعارات والبرامج وعلى نفس المسرح والفيلم انتخابات والهدف هو { الديمقراطية } لكن الذي فوجئت به هو { الثلاث دقائق } التي منحتها احدى القنوات الفضائية العراقية ليقدم كل كيان او قائمة برنامجه ليطلع عليها الشعب العراقي , ومن خلال متابعتي لها ولبقية القنوات العربية والأجنبية التي تقوم هي الأخرى باستضافة قادة هذه الكتل او رؤوساء القوائم والأحزاب فان الملفت للنظر ان جميع المرشحين  يكررون نفس القوانة الأولى والجمل الرنانة ... نحن اهل الديمقراطية , نحن اهل الخير , نحن الذين حررنا العراق وليس اميركا , نحن سنغلق السجون ... نحن سنمنح حقوق المسيحيين القومية , نحن حماة حقوق الأنسان ... ونحن ونحن .. وهذه النحن هي ام المشاكل والخراب , وهم انفسهم يطالبون ويتوسلون بالشعب العراقي ان لا ينتخب الفاسد والحرامي والعميل والطائفي والبعثي , انما يتوسلون به ان ينتخب العراقي الشريف والمخلص والوطني والديمقراطي من الذين يحترمون حقوق الأنسان ويؤمنون بحقوق الطفل والمرأة وحرية الأعتقاد ويرفضون الأحتلال ويدينون الأعتقال والتعذيب ويعملون على نشر الديمقراطية واستقلال القضاء ويطالبون بحل المليشيات ويقاتلون من اجل وحدة العراق على ان يكون ولاءهم للعراق العزيز القدير وان يكون شعارهم  نفط العراق للعراقيين .
عجيب ما نشاهد ..... فبعض رؤساء القوائم او الكتل او الأحزاب يقدمون انفسهم ملائكة الرحمة وهم القادرين فقط لأنقاذ العراق , في حين هناك اخرين ضدهم  يصفونهم باتعس الصفات المتدنية , وهكذا ترى الأن الكل يعلن برنامجه الأنتخابي ويقدم نفسه وكأنه هو الزعيم الأوحد والقائد الضرورة الذي بانتخابه سينقل العراقيين من الفقر والجريمة الى الحرية والرخاء .
 لكن العراقيين يعرفون حقيقة الأثنين ! .. فمنذ تغيير نظام صدام والعراقيون يعانون من فوضى وسلب ونهب وجريمة .. فاين كان هؤلاء الأبطال ,  فمنذ قيام دول التحالف بقيادة امريكية لتغيير نظام حكم صدام ولحد اليوم لم يشهد العراقيون منهم غير صور الزمر الأرهابية ومشاهد ذبح الأبرياء والفساد والجريمة , حيث منذ تعيين بريمر لأول حكومة ولحد اليوم لم يرى العراقيون شيئا طيبا ابدا فقد انتشرت بين المسلمين الفرقة الطائفية الشيعية والعنصرية السنية بل وتعدت الى المسيحيين ايضا حيث خلقت فرقة ايضا بين الأشوريين والكلدان والسريان .. الى درجة باتت تقترب من نشوب حرب اهلية مدمرة بين الجميع .
نعم لم يقدموا للعراق غير الفساد والجريمة واشاعة ثقافة الحقد والكراهية , وفاتني القول .. لكي اثبت لكم عدم صلاحية البعض , سأنفرد بمشهد صغير من داخل الجمعية الوطنية والتي تمثل كل شرائح المجتمع العراقي , اليس هذا مثلا حقيقيا !
ففي احد الأيام وبالصدفة وعلى فضائية عراقية واذا بالجمعية الوطنية تجتمع بكامل اعضاءها مما جعل رئيسها يشيد بكلمته باعضاءها حيث الألتزام بالحضور كان ملفتا للنظر , مما جعلني انا الآخر ان اتابع التلفزيون لأشاهد جانبا من اجتماعهم , واثناء المناقشات تبين انهم صوتوا على احد المواضيع بالأجماع وبنجاح منقطع النظير وقد دوى في القاعة تصفيق دام طويلا حيث اتضح ان هذا التصفيق الحار  كان حول رواتب وحقوق تقاعدية وحماية امنية لاعضاء الجمعية ! علما بان الحقيقة هي ان رئيس الجمعية يعاني دائما من عدم اكتمال النصاب بسبب سفر الغالبية لزيارة اسرهم المقيمين في الخارج ... ترى هل هذا هو شكل القادة وهل يرضي هذا شعبهم الذي سينتخبهم  .
قتل وسلب واغتيال تشريد وتهجير بطالة وامراض , لا ماء لا كهرباء لا عمل دمار بمعنى الكلمة وابعد من ذلك ونتيجة تصرفات وتصريحات بعضهم فانه يظهر للعراقيين ان الحرب على العراق هي حربا حزبية دينية طائفية , وليست كما اعلنت بانها حربا ضد نظام ارهابي  كان يريد تدمير الأمم المتحدة ويعرض اعضاء مجلس الأمن للخطر... هكذا يبدو من خطب وافعال بعض المسؤولين .
ولكن لا ننسى فبالرغم من ان العراقيين الشرفاء  بكل انتماءاتهم الدينية والقومية قد نفذ صبرهم من سلوكيات نظام صدام الصبيانية والتي كانت نتيجتها خراب اقتصادي وحروب وقتلى بدون مبرر الا ان ما يحدث اليوم من ارهاب زرقاوي ودمار وتخريب للبنى التحتية وانتشار الجرائم لم يعيشه العراقيون في عهده !
ان الحرب هذه انحرفت عن اهدافها المعلنة واتخذت شكل صراع احزاب مما ساعد في انتشار جريمة الثأر والأغتيال على الهوية الدينية اوالحزبية اوالقومية والتي راح ضحيتها علماء واساتذة وضباط وطيارين واطباء ورجال دين .. لا لسبب سوى لأن بعضهم ادوا واجبا رسميا  اجبرهم نظام صدام على القيام به سواء في الحرب الأيرانية الطائفية او في حرب الكويت الأخلاقية , واشير الى ان السبب في ظهور هذه الجرائم هو الفلتان الأمني الذي حدث نتيجة لسوء تصرف قوات التحالف واعتمادها على معلومات استخبارية غير دقيقة حول اخلاقيات وطبائع الشعب العراقي الوطنية .
اعود الى موضوع الأنتخابات فاقول للناخبين العراقيين , انكم ستشهدون ممارسة الأنتخابات اكثر من مرة وقد تتكرر نفس الأسماء او الكتل , لكن الفساد وكل صور الخراب ستبقى اذا ما انتبهنا لدورنا المسؤول لأنتخاب الأنسان الذي يؤمن بالديمقراطية نهجا عقائديا ويتفانى في حب ووحدة العراق وهذا يتطلب اعادة النظر بكل برامج الأحزاب والألتفات الى الأهتمام الى البرامج ومناهج التعليم المدرسية , مع الحذر من الفكر الطائفي او العنصري , فكلنا مسؤولون عندما يتعلق الأمر بسلامة العراق  .
ان العراقي ما زال في حالة غير مستقرة , رعب وتشويش فهو يبحث الأن عن  الخلاص لترتيب اوضاعه التي دمرها هذا الزلزال الذي حل بالعراق , وبالرغم من معاناته هذه فهو مدعو ان يشارك في العملية الأنتخابية القادمة بكل ثقله متجاوزا طائفيته او حزبيته او معاناته , فدرس الانتخابات الماضية كما قلت مازال في الاذهان وكيف كانت نتائجه لكني اقول بالرغم من كل ذلك على العراقيين جميعا عدم اليأس لأن ذلك سيفسح المجال للأنتهازيين وسيستمر الفساد ويستمر العنف والثأر , ايها الناخب العراقي الجليل صوت واختر الأنسان الذي ....
يؤمن بوحدة ارض وشعب العراق .
يؤمن بالنظام البرلماني الديمقراطي الدستوري .
يحترم ويحمي حقوق القوميات دون تمييز .
يؤمن بان الدين لله .. والوطن للجميع .

واخيرا وليس آخرا فاني أدعو لأنتخاب ذلك العراقي المؤهل ثقافيا وعلميا والمولود من اب عراقي او من ابوين عراقيين ويحمل وثيقة النفوس والجنسية العراقيتين .
اليس هذا خياركم ايها العراقيون المؤمنون لترتاحوا في الجنة الموعودة
ا .
ادور ميرزا