المحرر موضوع: الطلاب يعتصمون والدولة صامتة  (زيارة 931 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Suad Ali

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 2
    • مشاهدة الملف الشخصي
الطلاب يعتصمون والدولة صامتة
سعاد علي

يتراكضون في  أروقة الجامعة , يقسمون العمل بينهم , هذا يساعد بتنظيف المكان , وذلك يسرع ليحضر قارئ القران , والأخر يرتب عدة الماء والقهوة المرة , أنهم تقاسموا حتى المصرف المادي,  رتبوا الأمور بينهم , فلا تري في القسم إلا هرولة هذا,  وارتباك ذاك, وخوف مخفي بأعماقهم  ممن يشمت بإحزانهم  .
بلي كانوا خائفين أن يعلنوا صدق مشاعرهم , لكن وفاؤهم , والمعني الإنساني الوطني الذي حملوه كان اكبر , وموقفهم كان اصدق من خوفهم , ما فعلوه كان صفعة قوية لكل الجهات , صفعة للصامتين , صفعة لمن يجلسون في مقاعدهم وخلفهم الحماية ,وهم دون موقف ,  صفعة لمن يملكون صلاحياتا ولا يستعملونها , صفعة لكل اعمي البصيرة ,   ولن أقول صفعة للإرهاب لان الإرهاب لا يفقه شيئا من هذه المعاني .
كان الطلاب يعدون مجلسا للعزاء لأستاذهم الذي احتضنهم بكل معاني الأبوة..
يعدون العدة ليوم يصورون فيه غضبهم بالاعتصام..
يطالبون بموقف دولي من العالم اجمعه  لأنهم يئسوا من الداخل ..
فالذي بالداخل يخشى حتي من إعلان استنكاره ,بحجة انه مهدد , بل  لعله كان يراقب من البعيد,  ويتمني بأعماقه المشاركة معهم لكنه خائف رغم توفر الحماية له ..
الطلاب ليس لهم حماية , و لا يعرفون حتي كيف يكون الاعتصام ,فلم يعيشوا بدول ديمقراطية ليتعلموا منها  كيف يعبرون عن رفضهم , لكن الموقف علمهم , لان شعورهم الصادق اكبر من جهلهم, و المواقف هي التي تصنع الرجال , وليست الأحزاب والكراسي الممتلئة وهي فارغة , لان من يجلسون  علي الكراسي بلا موقف , الطلاب وحدهم دون حماية ودون كرسي ,  كان لهم موقفا سيبقي يدوي بتاريخ الجامعات العراقية .
 
رايتهم بأحدي الفضائيات وهم يسيرون ببطيء وصمت ,  يحملون لافتات الاستنكار, يمسحون دموعا صادقة تنهمر كالسيل من عيونهم,  كانوا  كلهم متوحدين متضامنين ,لان الأستاذ كان أستاذهم جميعا  , كان شعورا غريبا بداخلي وأنا أراهم يسيرون جميعا بطريق واحد وللأسف طريق الإحزان  كانوا متوحدين مجتمعين ,   خطر ببالي لماذا لا يكون كل العراقيين هكذا ؟!
وجدت الجواب بكل سهولة لأنه لا يوجد من يوحدهم , لا يوجد من يجمعهم و من يؤمنون به,  جميعا أما الطلاب فالذي وحدهم وجمعهم هو الأستاذ الذي نالته أيادي الغدر .

لان العلم قادر علي جمع العراقيين  وتوحيد كلمتهم ,  ولان العلماء يفنون حياتهم لأجل رسالتهم , تتكاثر بالاونه الأخيرة الأيادي التي تستهدف كل عالم عراقي ,  وكل أستاذ جامعي ,وكل مفكر له دور في المجتمع ,  فالجناة يهدفون لإفراغ العراق من كل هؤلاء لتفرغ لهم الساحة بالنهاية ,  فيعيثوا بالأرض فسادا .
بنفس الوقت اتسائل ما هو الموقف الحقيقي للجامعات العراقية ولوزارة التعليم العالي ؟بل ما هو الموقف للدولة العراقية بأسرها ؟ لم نسمع لها صوتا بهذا المجال ,  بل أنها قليلا ما تذكر أساتذتها الشهداء الذين رفعوا راية العلم , وافنوا حياتهم بالحرم الجامعي وبالمجال العلمي!!

  ما هو  رأى المسئولين بالدولة ؟  إن القول بان هذا جزء من الوضع الأمني لا يعطي أية أعذار لأي جهة من التنصل من مسؤولياتها ,  بل حتي الإعلام نفسه  مقصر جدا ,  بحق ما يحدث من إبادة جماعية ,  تستهدف كل عالم وأستاذ جامعي وطبيب ,  أنهم يلقون بالخبر وكفي , يتجاهل الجميع أننا أمام هجمة شرسة ,  لا يمكن أن تواجه ما لم نحشد  الإعلام  العالمي لها.
لذا كان الطلاب علي دراية  بهذا الأمر,  وفضلوا أن يوجهوا في بيانهم الصحفي رسالة لكل الهيئات العالمية والدولية ,  أما المسؤلين فهم مشغولين بتدوين الأرقام التي تضاف يوميا لسجل الشهداء العلماء  , إذا كان هناك من الأساس سجلا رسميا ,  والمثل يقول إن كنت تدري فتلك مصيبة وان كنت لا تدري فالمصيبة أعظم  ,  لأنه لو كان هناك سجلا رسميا كان من المفروض توصيله للإعلام , وإعطاء القضية حقها , ليكون لها صدا فعليا حين يصور حجمهما الحقيقي ,  أما إن لم يكن فالبلوى أعظم فعلا ..لان بعض الصامتين رأيهم الا يثيروا القضية كيلا يظهروا ضعف الدولة وهذا هو البلاء الحقيقي  فعلا !!
لك الله  ياعراق
وانتم يا طلبة الجامعة كنتم اكبر من كل مسئول بالدولة لم يولي هذه القضية اهتمامه ,  لان الأخوة مشغولين بالحملات الانتخابية ,  والجمعية الوطنية مشغولة بإعداد قانون السجناء وقبلها كان قانون التقاعد أهم ,لم اسمع إلا صوت استنكارا لا  من السيدة صفية السهيل وهي تصور أهمية هذه القضية أما باقي الأصوات الوطنية فهي  تعاني من ضعف وخمول بسبب البرد , لان الشتاء البارد يدق أبوابه في بغداد !!![/b][/size][/font]