المحرر موضوع: رَحلـــَة ً عـَلى أرْضٌ ألرافـِدَينْ  (زيارة 875 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل لطيف العنـــكاوي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 318
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رَحلـــَة ً عـَلى أرْضٌ ألرافـِدَينْ
في يــَومْ مـــا
فـَكـَرْتُ أنْ أتـَجولُ على أرضُ ألنـَهرينْ
بــِدُون مـَوعــِدْ سابـِقْ
فـَأمتــَطيتُ حـَصانــي ألابيضْ
مــُتجــِها إلى صـحارى ألنجفْ وَ السماوة معَ الناصرية َ
هــُناكْ رأيتُ فـَتاة ْ بــَدَوية َ
تــَرددُ كــَلـِماتْ بـِصوتِ رَخـيمْ حـَزينْ
مــُستـَلقية بـِجمال جـَسدها على عـَشـْبِ أخضرْ
حـَولـها ترقصْ ألخــِرافْ
على سـَمفونية َ ألنــــاي ألمفقــودة َ
حتى ألحـيواناتْ لا تــرفـِضٌ ألمـُوسيقى
إرتـَجـَفتْ خـَوفـــا َ عـِندما شــاهـَدَتني
وَ أخــْتــلَ تـــَواز ِنـــُها
إنـِطــَلـَقتْ بـِسـُرعــَة وَتــَركتني وحدي
قــَائلـــَة أريدُ أنْ أكوُنَ وحــيدَة ٌ
في عــَالمي ألخـــاضْ
وَ أشــعـِة ُ ألشمسْ تلدَغ ُ جـَسـَدي
حــَيثُ أنا شــار ٍِدة كــألارنــبة َ
مــِنْ تـَوحشْ ألنــــاسْ
وَ الافــاعي تـُريـــدُ أنْ تبـْلـِعني حــَية َ
حــادَثتُ حـُصاني
فـَكـَشـــرَ أنيابهُ وَ كــأنـــَهُ رافضا
وَهــــــَزَ رَأســَهُ مـُتـَوجــها إلى ألشمالْ
وَ عــَلـِمتُ إنهُ يــَعرفْ ألعراق شــِبرا شبرا
فــَكانتْ مــَحـَطتــُنا أطــراف نينوى وَ سهلْ أربيلْ
صــادفتنا في ألطـَريقْ مجمــُوعة َ غـَجــرية َ
مــُنتشرينْ على أطــْرافُ ألوادي
وَسـِفـُوحُ خــَضراءْ
جــَداولْ هــُنا وَ هـــُناكْ
ســَمعــِتُ صـُراخْ إمــراءة وَقتُ ألـو ِلادة َ
وَ صــَرخــَة ُ طــِفل ِ يـَقـوُلْ لا أريدُ ألموتْ
تــَعـَجــبتُ لــِمعاني كـَلــِمتــــه ِ
فـَردَ والـِدهُ
إنهُ مــُحقْ ألموتُ مـَوجــُودْ في كـُل ٍِ مـَكانْ
نــَسينـــا كيف َ تــُلفظ كــَلمة ُ ألحــُبْ
وَ تــَركناهــــا في وادي ألجــَحيمْ
على مـــَرْألسنينْ نــسمعُ أزيز ألطائـــراتْ
وَ أصواتُ ألمــَدافعْ تـَهـــد ِمُ ألبيــُوتْ
لــِماذا نــُريدُ ألخـَرابْ على ألا رضْ دوما ً
وَ ألموادُ ألسـَامة َ تــُلـَوثُ بيئتنا
فــُجأءة بــانتْ مجــمـُوعة أطفالْ بريئة
تــَتـَمتعْ بــِرشقاتْ ألماءْ على أجسادهـــا
ممــلو’ة وجــُوهـــهمْ بألفـَرحة َ
بـــَعيدا ً عــنْ مــَنــصاتْ ألسـِياسة َ
وَطـِفلة تــَتـَمايلْ بجــَسدها على أنغامْ ألطبلْ ألغجري
شــاركتُ إبتسامتهمْ بــِقلبي لــِوهلة
تــاركين فــَوضى ألــمـُدنْ وَ ضجيجها
هــُنا قفــــز َ ألحــُصانْ مـُتسـلـِقا ألـجـِبالْ
فــَهزَ بـِذيله نــاحـــِرا ً بــِهدوءْ
قــــُرى مــُتفرقة
كــألتفــْرقــــَة ألعــُنصرية بألساحــــَة
لا يعــْر ِفــُونَ ألضـــَوءْ
لكنْ يــشعروُن َ بأشعة َ الشمسْ ألذهبية َ
يــعملون َ بقوة وَ تكــاتفْ عند ألخطــُورة
وَ الاطــــْفالْ لا يعرفون َ إسمُ ألعــِراقْ
مــَرضهمْ إنهمْ بعيديــــنْ عنْ شعور بألوطنْ
وَ فــَرحتهمْ بنعمة َ الله ألمــوجــُودة َ
لا يــَطلــِقوُن َ كلــِماتً زائفـــــة َ
قــِلوُبهمْ صـافية َ كثــِلوُجْ ألجـِبالْ
ونــَقاوة َ مــــاءُ ألشلالاتْ
مــُحتفــِظين َبتقالــِيدُنا ألعريقة َ
يعيشوُن َ ألحـَياة ْ وَ معــانيها
وَ أكتفيتُ بقدري مـُراقبا ً
فأرتجَ جــَسدُ حـُصاني وَ كأنهُ يـُوقعني أرضا ً
قــُلتُ هيا نذهبْ إلى مدينة ُ ألسلامْ
راقضا كلامي بهزلية وهـــَزة ذيلْ
بعدها عرفتُ إنَ مدينة ألسلامْ مـُظطربـــة َ
تملاءْ شوارعها ألاوساخْ وَ الافــْكارْ ألقذرة َ
نـــاســُها مــُلتهينْ بألربحْ ألسريعْ
أطفالها تركـــُوا ألضحكة خلف ظـِهوُرهمْ
وَ كـِبارُها قــابعينْ في ألازقة بصمتْ عجيبْ
نـِسائها حـائرة كيفَ تحافظ ُ على نفسها من إلاغتصابْ
وَ سياسيـــُوها مــُولعـــُون َ بألسفــرْ بين ألدولْ
لارتياد ألمقاهي وكازينوهاتْ ألمـُدنْ الاوربية َ
ألبرلـــمانْ حـــَائرْ كيفَ يــُشرعـُون َ ألقــَوانينْ
وَ مـُستهانْ أنْ يــُلبي مطــالب ألجـَماهير
شعرتُ قلبي يهـــبــُط ْ
وَ افكاري تشــَتتْ على ألسقـُوفْ ألمهـْدُومة
حتى حـُصاني كانَ خــائفا من عـُمقُ حضارتــُنا
تــَركني راكضا ,,أنـــا ذاهبْ إلى مــَزبلة ُ ألتاريخْ
لكــننا نـــَحبُ ألنـــَهـــرينْ
ننحني روُســِنــا سوية ً أمامَ وادي ألرافدينْ
وَ أنتهتْ رَحــْلــَتي بألنــَظر ْ إلى ألنهـــرينْ


 
لطيف ألعنكاوي