المحرر موضوع: لماذا وُزعت الحلوى في لبنان ؟  (زيارة 954 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل زيد ميشو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لماذا وُزعت الحلوى في لبنان ؟
زيد ميشو

zaidmisho@gmail.com
وأُطفأت شرارةُ الحرب الأهلية التي أوشكت أنْ تحدث في لبنان ، هذه خلاصة آخر المستجدَّات في الشارع اللبناني وكأنَّ الحرب الأهلية قد ولّت دون رجعة .
تعانق الأفرقة المتضادة وتبادلوا القُبل بإبتساماتٍ عريضة رأينا من خلالها كلَّ تشكيلات أسنانهم والقصبة الهوائية وصولاً للرئتين  وذُهل كلُّ مَن شاهدها . إحتفالٌ أمام شاشات التلفزيون لمناسبة إنتهاء جزء آخر من مسلسل العبَث في لبنان تماماً كما فعل الكادر التمثيلي لفِلم {عمارة يعقوبيان} بعد الإنتهاء من تصويره ، وحاشا للفن الراقي من هذه المقارنة وعذراً للفنان عادل إمام وفنِّه الرفيع المستوى أمام وضاعَة الفنانين السياسيين .
رُفعت الخيام وعادت الحياة الكسيحة للبنان وأصبح لها أخيراً رئيسٌ شكليٌّ كَون أنَّ الشعب اللبناني له رؤساء فعليين على عدد المِلل والطوائف والأحزاب .
القَصَص نفسها والممثلون نفسهم مع تغيير الكومبارس وبعض النجوم ، وهناك مَن يوزِّع الحلوى وكأنَّ فلمَ العبَث في لبنان إنتهت أجزاؤه .
فلماذا هذا الإسراف في توزيع الحلوى ؟ وعلى ماذا وُزِّعت ؟
أعلى الخراب الذي وقع في لبنان ؟ أم على من أُريقت دماؤهم ؟ أو مَن تيتّم أو فقد أبناءَه ؟ أم على أمَّهاتٍ ثكلى ؟ أم على من يرفع السلاح في وجه اللبنانيين ويهدد سلامَهم ؟
لكل يوم في لبنان قصة ، وكل قصة نهايتُها مأساة . نقول فرجَت وها هو نور يلوح في الأفق، ولكنها عُتّمت أكثر وأكثر . فالحرب الحقيقية ليست ميليشيات وأحزاب ، وليست رصاصات وقنابل ، الحرب الحقيقية هي مابعد القُبَل . وماذا قبل القبل وماذا يليها ؟
نَبتت ألغامُ الشُقاق ونُصبت أفواهُ البنادق وهي مستعدة لإطلاق صلياتٍ مِن الرُصاص ، وأسنّة الرماح مستعدَّة لتكون جاهزة بعد القُبل . فبعد القبل زاد الشقاق وزاد الحقد وزاد الثأر . وهذا جلّ ماطمح له المتعانقون والذين أقسموا على أن لايتعانقوا حتى يُحقِّقوا هدفَهم المنشود  . أجل تعانقوا ، أخيراً لكن بعد خراب البصرة! .
قلبي معك أيها الشعب المغدور ، قلبي معك أيها الشعب المقهور ، وأمنيتي لكم ولكل البلاد التي مُنيت بمسؤولين مثل هؤلاء ( أي في كل بلاد شرقنا العزيز ) ، أنْ لايأكلوا الحلوى إلا في يوم مشرق جميل يأتي مَن يبشرهم بإستقالة كل مسؤول عرفوه ، علَّ وعسى أن يأتي نزيه إلى السلطة . وإلى ذلك اليوم سوف ننسى طعم الحلوى وأبناؤنا وأحفادنا سيعرفون شيئاً يسيراً عن تلك الحلوى بما تخبرهم به كُتبُ التاريخ .



مشكلة المشاكل بـ ... مسؤول فاسد .. ومدافع عنه
والخلل...كل الخلل يظهر جلياً بطبعة قدم على الظهور المنحنية