المحرر موضوع: فك لغز: لماذا لفظة سريان هي مرادفة للفظة آرام  (زيارة 1878 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نذير حبش

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 61
    • مشاهدة الملف الشخصي
فك لغز: لماذا لفظة سريان هي مرادفة للفظة آرام

نذير حبش
05-05-2008

حتى لو أردت أن أبتعد عن القساوة ، تبقى وقع الحقيقة قاسية. مع هذا سوف ألتزم بالقيم العلمية وسوف يشير المقال بإصبعه إلى باحثين لا محالة ، كونهم المختصين في هذا المجال ودون أن يكون قصدي الإساءة ، بل للحقيقة العلمية المنزّهة عن أية عاطفة سلبية. وما أتمناه على البعض عندما يستندوا إلى منهجي الجديد في السيماسيولوجي (د عمقتع لْققِع) ، وما قدمه من حقائق وإيضاحات أن يشيروا إلى المصدر وأنا أضمن لهم بأن تاريخهم العلمي لن يكون في خطر !!

دون الإستناد إلى علم المنطق ومقولاته ، يبقى الباحث في مبحث التاريخ يتخبّط في طريقه ويتعثّر برُقْيماته ووثائقه ومدوناته. ألأستاذ والأخ هنري بطرس كيفا سوف أقدم لك بتواضع اللغز المنطقي البسيط : لماذا تكون لفظة (سُريان) مرادفة للفظة (آرام) حتى اللحظة بالنسبة لي على الأقل. وفي نفس الوقت لصد عنك اللكمات التي تأتيك كلما تكلمت عن التسمية (آشور) ، التي قرأتها وفق منهجي بأنها تتألف من مفردتين مركّبتين : (سريان) وإسم (الربة/الرب الشمس) ، أي (ألسريان عبدة الربة/الرب الشمس). وقرأت لفظة (سريان) في ذاتها وتعني (ألفلاحين).
لكن قبل هذا وذاك دعني أناقش بعض أفكارك القديمة في هذا الموضوع. مقالاتك في سنة ألفين وستة. ألرابط
http://www.freesuryoyo.org/index.php?option=com_content&task=view&id=571&Itemid=2&PHPSESSID=82840981e6454fad8f56df211b080a7
((ألتسمية السريانية مشتقة من التسمية الإدارية الفارسية = اسورا = وليس من الشعب الآشوري. ولقد أصبحت التسمية السريانية مرادفة للآرامية بعد إعلان سلوقس قائد الاكسندر نفسه = ملكاً على سيريا = حوالي 300 ق . م . وفي حوالي سنة 280 ق . م عمد اليهود إلى ترجمة العهد القديم من العبرية إلى اللغة اليونانية وذلك لتلبية رغبة البطالسة في مصر. وقد عرفت هذه الترجمة بالسبعينية ، وقد قام هؤلاء اليهود في مدينة الاسكندرية إلى ترجمة التسميات الآرامية في اللغة العبرية إلى سريانية SYRIAN في اللغة اليونانية. هكذا نعمان الآرامي في التوراة يترجم إلى نعمان السرياني في الترجمة السبعينية ، واللغة الآرامية إلى اللغة السريانية......)).
هذا مجرد تخبط ، فمرة تعيدها على أنها (مشتقة) من (اسورا) الفارسية ومرة إلى اللغة اليونانية ، وفي الحالتين دون تبرير علمي. فرق كبير بين التسميتين. ألفرس هو أقرب شعب لنا ـ دعك من السياسة  ، قسم منهم عرقاً ، ولغته هي لهجة من لغتنا (العربية/السريانية) الرافدينية الأم. فهو أطلق تسمية (أسورا) ويقصد بها غير (سريان) التي تختفي فيها صوت الألف الباديء ، والنون اللاحق ، وكما نرى الواو غير موجود ، والمفردة هي خمسة أحرف. فهل يطلق تسمية على لفظة يعرفها تمام المعرفة بحكم الجيرة والتداخل والسيطرة في فترات ، ويغيّر اللفظة بكاملها !؟! قد يكون لَفَظَ الشين سيناً ولفظ (أشورا) (أسورا) وهذا هو المنطقي.

مفتاح الحل هو
أليونانيون لم يطلقوا علينا كـ(آراميين) لفظة (سريان) على اعتبار مصطلح (حديث) ، وهنا مكمن اللغز. كان الإسم موجوداً مسبقاً منذ القِدم في مخزونهم اللغوي.
قرأت لفظة (سريان) ـ والتي تعني (الفلاحين) معرّفة بأداة التعريف (دال) بلهجتها السين allophone ـ وغيرها من الألفاظ المهمة الأخرى في مقالات عديدة وفق منهجي الجديد في السيماسيولوجي. للإطلاع الرابط
http://www.teleskuf.com/artices.asp_id=11979

ما الذي حدث ، ولماذا يتخبط الباحثون حينما ياتون إلى تبرير كيفية مرادَفَة التسميتين لبعضهما : سريان وآرام ؟

مقولة (أطلق) اليونانيون على (الآراميين) هي مقولة خاطئة إذا أردنا الدقة العلمية لأنها توحي لقرائها بـ:
أولاً ـ حداثة التسمية
ثانياً ـ عدم وجود تسمية مسبقة لدى اليونانيين أصلاً عن شعبنا في بلاد الرافدين في سوريا أو في العراق أي بلاد الرادين الشرقي والغربي.
ثالثاً ـ إستحدثوا التسمية ، ولكن لا أحد ذكر لنا مبررات هذا الإستحداث !

بعد هذه النقاط نحدد خطأ الرأي القائل بأنهم (أطلقوا) تسمية (سريان) على الشعب الآرامي ، بل الأصح علمياً (ترجموا) و (استخدموا) التسمية التي نُعْرَفُ بها ـ ألضمة على النون ـ لدى اليونانيين.
يحق لنا السؤال على ماذا استندوا كي يطلقوا (تسمية) مقابل (تسمية) أخرى ؟ لو أطلقت (لقباً) على شخص ، أو شعب ، أو أمة لا بدّ أن يكون لديك ميزة ما ، أو مبرر تستند إليه ، شكل ، لون ، طبيعة معينة تميّزه ، مهنة إلخ إذا لا يوجد لديهم (لفظة) مقابل تسمية (آرام).
وكما هو واضح في الترجمة السبعينية تُرجمت (آرام) بـ(سريان) ، لأن اللفظة موجودة في المخزون اللغوي في اللغة (العربية/السريانية الرافدينية الأم المهاجرة) بالشكل اليوناني

سوف أعطي مثال بسيط سوف يقرّبنا جداً إلى الحل، وكشف الوهم الذي يقع فيه الباحثون ، رغم أن المفردتين ليستا من ذات الجذر. إذا رحل عراقي إلى مصر في الوقت المعاصر وأخذ يعمل بتجارة الفواكه والخضراوات ، سوف نراه يستخدم (لفظة) (رقّي) ـ رقي هو الجبَس في بلاد الشام ـ على ، و (مرادف) للفظة (بطيخ) في مصر على ما أظن. فيكتب على لوحة مبيعاته (لدينا: رقّي ـ بطيخ) فيدرك المصري أن (رقي) يعني بها العراقي (بطيخ).
هذا الإستخدام للفظة مغايرة ليس (استحداثاً) ، وإنما اللفظة (رقي) كانت موجودة أساساً في (المخزون اللغوي) لدى العراقي مسبقاً ، التي يطلقها على هذه (الفاكهة) في بلده.
لأقرّبك الآن أكثر ، في اللغة الفارسية كما تُعرف اليوم لفظة (شاه) لو ترجم كاتب إيراني لفظة (شيخ) بـ(شاه) فهل نحت مصطلحاً جديداً ؟
بالتأكيد الجواب هو بالنفي ، والحالة تماماً كما في سريان وآرام. لأن لفظة (شيخ) منها تتحول صوتياً إلى (شاه) ، أي أن (شاه) هي لغتنا المهاجرة. ,إذا أخضعتها لجدول التفكيك والإحتمالات السريع سوف أحصل على إحتمال يكون فيها الجذر هو القاع (قاع الشيء هو أقدمه ، وقاع المجتمع هو العجوز بمعنى من المعاني. ونحن نعرف بنيتنا القبلية كان ، ومازال ، الكبير هو صاحب الرأي السلطة.

| ش ـ فتحة ي خ | ث ـ ء ء ح | ت ـ ق ع ح | ت قعح. ألتاء أداة تعريف ، و(قع) هو القاع والقديم ، والحاح للتملك ، ضمير الشخص الثالث الغائب.
| ش ـ فتحة ي خ | ش فتحة ء ح | ش فتحة فتحة هـ | ش فتحة آ هـ | شَاه.
ولا داعي في البحث عن الجذر لهذه اللفظة ، لكن إحدى إمكانياتها أيضاً تعود إلى جذر (قح) مصدر وفعل الملامسة. وهذا الجذر أعطى لي في تطبيقاتي في إحدى معانيه (ألنهاية) ، والأخرى معنى (التعب) ، وكلاهما منطقيان.
شيخ = ت ـ قح أو مع الفتحة : ت ققح.
وقبل أن أغادر هذا الموضوع نتذكر مصطلحين سريانيين مهاجرين بالشكل اليوناني في إحدى مقالاتي، التي دار نقاش مؤخراً حولها في البرلمان الهولندي وهما (أهل البلد الأصليين Autochtoon جمعها Autochtonen) و (الغرباء allochtoon وجمعها allochtonen )
والمصطلحين (إبن البلد الأصلي auto-ch-toon) ، (قعتو ـ قح ـ توون) (أي الملامس للقاع ، كما قلنا في لفظة الشيخ والشاه. والمصطلح الثاني (ألغريب allo-ch-toon ) ، (عللو ـ قح توون) أي الملامس للأعلى. لو شق عالم الجيلوجيا في الأرض متراً في العمق سوف يكون القاع هو الذي يشير إلى القديم (إبن البلد الأصلي) ، والملامس للأعلى أي سطح الأرض هو الجديد (ألغريب ، أي القادم الجديد). ولأثبات صحة هذا المنهج كلما تنوعت تطبيقاتي له نرى في القاموس الإنكليزي لفظة إبن البلد الأصلي هي (auto-ch-t-h-on قعتو ـ قحت ـ هـ ـ قن). إذا تأملنا في قوانين المنهج نرى أن الصوتين (oo) كلاهما من زمرة القاف ، والصوتين (ho) هما كذلك من زمرة القاف. واللفظة الإنكليزية ـ أو من القاموس الإنكليزي ـ هذه أكثر عمقاً في التاريخ وتحليها (قعتو) (ألقاع) ، و( قحت) فعل ومصدر الملامسة مع التاء ، والهاء أداة تعريف المرحلة السريانية الأم  ، و (قن) الأخيرة كما كررنا مراراً إسم الربة/الرب ، مجموعة من الشعب ، ألبيت إلخ. وبالمناسبة كلمة (سيارة) هي نفسها (auto) لأن القاع يعني الأسفل والجلوس.

ألحلقة المفقودة
أليونانيون هم أجدادنا هاجروا من بلاد الرافدين ليس إلاّ ، وهاجرت معهم لغتنا (العربية/السريانية الرافدينية الأم ،  أي لغة أمة الفلاحين (ألفلاحية) ، أي (ألسُريانية) كبديهة منطقية. ويملكون في مخزونهم اللغوي تسمية (الفلاحين) (دعرقن). تطورت لغتهم ولهجتهم بشكل طبيعي وفق قوانين علم الصوت ، في التحول الصوتي. والتطور الفكيري الذي يصاحب أي مجتمع من حيث النحو وتركيب المقولة في اللغة وارتقاء لهجات إلى لغات ، واتخاذ لهجات كلغات رسمية ، بعد إقامة كيانات سياسية مستقلة. مرت قرون ، بل آلاف السنوات ، عاد ذات الشعب اليوناني إلى بلاد الرافدين ، أو استخدمنا نحن أولاد بلاد الرافدين لغة اليونانيين ـ اللذين كانوا يوماً ما جرء من أولاد الرافدين ـ للمقتضيات العلمية لسبب أو لآخر ـ ، فتُرجمت لفظة آرام بلفظة سريان ، كما فعل اليهود في الترجمة السبعينية بمعنى أن اليونانيين يعرفون أن لفظة (سريان) هي نفسها كانت تشير إلى (آرام) ، وما حدث ليس أكثر من تطور صوتي للهجات لجذر واحد وتكلمنا عنه وهو جذر (عر) (أرض) ومنه أُشتقت التسمية (فلاحين) ـ وقلنا لفظة (آرام) ولفظة (سريان) ولفظة (عرب) تعود إلى ذات الجذر (عر) أي التي تشير إلى الأرض.

عندما تقرأ لفظة (تُرجمت) لو تأملت باللفظة نفسها (تُرجمت) !!! أي هناك لفظة مسبقاً موجودة مقابل لفظة أخرى. بينما لو أردت ترجمة لفظة من لغة غير لغتك ، وليس لديك لفظة مقابل لها تضطر إلى أما:
أولاً ـ إستحداث لفظة جديدة مقابل لها للفظة المراد ترجمتها
ثانياً ـ أو إذا كنت سريانياً وتريد ترجمة تلك اللفظة الغريبة ، وليس لديك في مخزونك اللغوي ، تضطر إلى (سَريَنتها).
هذا بالطبع قبل ظهور منهجي الشخصي في السيماسيولوجي إذا كانت اللفظة رافدينية مهاجرة ـ أجنبية ـ الذي يلعب دوراً كبيراً في عملية الترجمة ـ على الرغم من أنه غير معروف كثيراً لحد الآن ، ,أنا الذي أستخدمه شخصياً ، عندما أقوم تفكيك وقراءة اللفظة الغربية ـ ألسريانية الأم المهاجرة ـوسرينتها من جديد.
قبل أيام قرأت في أحد مواقعنا لأحد الإخوة الأعزاء ترجمة لفظة ـ أللفظة الثانية ـ  من عنوان أغنية (Bohemian rhapsody) ، التي تتكون من مفردتين سريانيتين مضافة إلى بعضهما (رحقح ت قذِع). ألـ(بي) في السريانية الأم المهاجرة ـ التي نلفظها بشكل ثقيل اليوم ـ غالباً ما يقابلها صوت الحاء الرافديني ، بمعنى كانت خفيفة عندما هاجر هذا الصوت ، وهنا تكون من زمرة الراء.
Rhapsody وتقطيعها rha-p-s-od-ij فاختار المترجم من القاموس (مقابل) معين لها. بينما أنا عندما أخضعتها لمنهجي في السيماسيولوجي وجدت أن لفظة (نشوة) هي ولفظة (s-odij) هما من جذر واحد، ويكون الأصح لعنوان الأغنية (ألنشوة البوهيمية) ، أي (ألإتّقاد البوهيمي) ، لأن كلا اللفظتين قادمتان من جذر (قت) (-od-).
| ن ش و ت | ن ـ ث ـ ء ت | ن ـ ت ـ ق ت | ن ـ ت ـ قت |. ن : إشتقاق الفعل أو المصدر . ت : أداة تعريف والجذر (قد) ألنار.

إذن اليونانيون عندما هاجروا من بلاد الرافدين كانوا يعرفون أن (سريان) هي تسمية (آرام) ، كونها إحدى لهجات أو تنوعات الجذر للفظة (فلاحين) اللذين هم كانوا يوما ما أنفسهم من هذا الشعب.
| د ـ عر ـ قن | ذ ضمة ر ـ ء ن | س ضمة ر ـ ي (إستحداث فتحة ثم تحوله إلى ألف ممدود) ن | (سُريان). ألشكل الرافديني. والشكل اليوناني
Syrian , Sijrian , Si-rj-an
| س كسرة (أداة تعريف لهجة الذال، لهجة الدال ـ ع ر ـ ق ن |
| سِ ـ عر ـ آن | ذِ ـ عر ـ ء ن | دِ ـ عر ـ قن |

آرام Aram
| آ ر ـ آ م | ء ر ـ ء م | ع ر ـ ع م | عرعم |

(قن) و (عم) هما من ذات الزمر ، من زمرة القاف زائداً زمرة الراء [ق + ر]. (قن) كما قلنا سابقاً هو أصل الوجود ، ألإلهة/ألإله ، مجموعة من الشعب ، ألوطن ، ألبيت ، ألعش ، وأطلق على رحم المرأة كونه واهب الحياة. وهكذا في إسم الإلهة/ألإله (قت) ربة/ربة الشمس بأن أطلقناه على رحم المرأة أيضاً بلهجته المتحول (س ك).
في القاموس الهولندي كما قلنا (عم) تعني الإله أيضاً (ألمنهج النذيري ، ص 54). وهو ذاته التمييم الأكدي فبالتأكيد كان له معنى ميثالوجي ، فكل شيء كان يعود للإله ، ومازالت هذه الفكرة مستمرة ((إنّا لله و.....)).

وأخيراً ، إذا كانت التسمية (سريان) هي نفسها (آرام) ، وتسمية (آشور) تعود إلى (سريان عبدة الربة/الرب) ، وتسميتنا (كلدان) أُطلقت على جزء من أمتنا الآرامية ، سوف يزيل اللبس الحاصل في التسمية. فلفظة (سُريان) أي (الفلاحين) هي القاسم المشترك للثلاثة، وسوف نعرف أن الصراع الحالي هو صراع سياسي على التسمية.
............
ملاحظة بناءً على رغبة الجريدة أن تُذكر هكذا ملاحظة : تُنشر في جريدة صوت بخديدا الموقرة