المحرر موضوع: منتخبنا الوطني بين سرور الفوز وضمور الأداء  (زيارة 920 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل علي الحسناوي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 80
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
منتخبنا الوطني بين سرور الفوز وضمور الأداء
علي الحسناوي. أكاديمي في كرة القدم. السويد

على الرغم من اندحار التنين الصيني أمام أسود الرافدين في الموقعة الصينية العراقية المؤهلة للجولة الثانية من تصفيات كأس العالم. وعلى الرغم أيضاً من الخراب القّطّري الذي حَلَّ على غرور الكرة القطرية والذي جاء بفعل العواصف الأسترالية الثلاث والتي قدمت للعراق خدمة العمر على طبقٍ من ذهب, إلا أنه لابد لفرحة الفوز المزدوجة هذه أن لا تنسينا العديد من الملاحظات التي لا تتلائم قطعاً مع الألق الذي وصلت اليه الكرة العراقية وما هو مطلوب منها مستقبلاً, والتي رافقت أداء منتخبنا الوطني خلال هذه المباراة. فلا يمكن الآن ولأي إعلامي متخصص في كرة القدم أو محلل كروي, وبعد مشاهدتنا للمباراة من أن يضع الغربال على شمس حقيقة الأداء العراقي خلال هذه المباراة. فالمحصلة العامة تقول ان مستوى الأداء, وإن تحقق الفوز, جاء باهتاً ضعيفاً لم يرتقي خلال دقائقه التسعين إلى مستوى الطموح القادم والذي لا تنفع معه هذه البرودة والثقل الذي لازم لاعبينا خلال المرحلة الأخيرة وخصوصاً حينما نتأهل بعون الله إلى المرحلة المقبلة. لم يُقدم منتخبنا الوطني, بإستثناء مباراته التي خسرها امام استراليا بهدفٍ يتيم, أي مباراة يمكن ان تنتمي إلى ما يسمى بكرة القدم على مستوى تصفيات كأس العالم أو على الأقل على مستوى الدول التي تأمل بالتأهل إلى المرحلة المقبلة. يبدو جلياً الآن عقم الخطة العراقية التي تعتمد على المهاجم الواحد وذلك كون أن هذه الخطة تحتاج إلى لاعبين من نوع خاص وهم في أفضل الأحوال من لاعبي خط الوسط والقادرين على التقدم للأمام وإسناد المهاجم الواحد. وهذا يعني أن العودة مطلوبة إلى خطة التوازن 442 في مباراتنا القادمة والمصيرية أمام العنابي القطري. وعلى الرغم أيضا من بيان عدم جدوى مشاركة يونس محمود, المصاب أساسا, والذي تسبب في فقدان العراق لفرصة الاحتفاظ بالبديل بسبب خروجه خلال الدقائق العشر الأولى من عمر المباراة, وهي المرة الثانية التي يوقعنا فيها في هذا المطب (المحمودي), إلا أن البديل الناجح مهدي كريم بقي تائهاً وسط زخم المدافعين الصينيين على الرغم من جريان نهر الأداء العراقي بشكله الطبيعي والمعتاد سواء تواجد يونس محمود أو غاب عن التشكيلة الرئيسية وذلك كّون أن هذا اللاعب قد فقد الكثير من مميزات لاعب كرة القدم التي يمكن أن يُعتمد عليها خلال المرحلة القادمة وعلى كافة الأصعدة. ولعلّ من أول ما يمكن تسجيله خلال هذه المباراة هو ذلك المستوى الغير مطمئن الذي بان عليه حارسنا الدولي نور صبري والذي تسبب بدخول الهدف الأول نتيجة لاعتقاده بأن الكرة عادت من حالة إنقاذ وأيضاً حينما تحرك نحو اليسار ليختفي تماما وراء الجدار العراقي في الوقت الذي كان يتمتع بموقعٍ افضل قبل التسديد, ولم يكن نور موفقاً كعادته في حسم الكرات العالية والعرضية وهو ما كاد يتسبب بدخول هدفين آخرين للمنتخب الصيني لولا التدخل الذكي من اللاعبين هوار ملا محمد في الحالة الأولى واللاعب سعد عطية في الحالة الثانية وفي تغطية أكثر من رائعة. ولكن نور تمكن من جانب آخر من التصدي للكرة الخطرة التي كادت أن تدخل مرمانا لولا رد الفعل الرائع الذي كان عليه خلال تلك الحالة فقط والتي أنقذتنا من ورطة التعادل.
كان لاعبونا على مستوى عالٍ من البطء في كل من الحركة بدون كرة ومعها وهو ما لا يمكن أن ينفع ما نتطلع إليه خلال مباراتنا القادمة أمام المنتخب القطري الذي يتميز لاعبوه بالسرعة في الحركة ونقل الكرة. ونتيجة للحالة الهجومية التي أستيقظ عليها منتخبنا على أثر الهدف الصيني الأول تمكن نشأت وعماد وهوار وبمساندة كبيرة من لاعبي الوسط  من تحقيق بعض الضغط الذي أسفر عن تحويل كرة عرضية رائعة من اللاعب هوار إلى اللاعب عماد محمد الغير مراقب داخل منطقة جزاء الفريق الصيني والذي لم يتوانى في تسديدها برأسه (على الطائر) على يمين الحارس الصيني الذي لم تنفعه محاولته المستميتة في إبعاد الكرة.
ويبدو أن هذا الهدف قد أشعل النار في جليد الأداء العراقي الذي حاول أيضاً تسجيل هدف السبق من محاولات إختراق عقيمة لعدة مرات حتى حانت اللحظة التي أستلم فيها اللاعب نشأت أكرم كرة أعادها إليه صالح سدير على استقامة خط الجزاء ليقوم نشأت بخداع المدافع بالتظاهر بالتسديد ليجتازه ويسدد بالقدم اليمنى على يمين الحارس الصيني. وتمكن البديل هيثم كاظم من تحريك خط وسط المنتخب العراقي مع المحافظة على الاستقرار النسبي للمنطقة الدفاعية التي عجز المنتخب الصيني من اختراقها حتى أطلق الحكم صفارة نهاية المباراة ليحصد العراق نقاط المباراة الثلاث ولكنه لم يحصل على علامة الأداء الكامل. لا نريد ان نستبق الأحداث ولكننا نستطيع أن نسجل ووفقاً للمعطيات الحالية أن هنالك العديد من المنتخبات القوية قد وضعت قدمها فعلاً في قطار المرحلة المقبلة وهذه الفرق ليست بمستوى بعض الفرق التي تعادلنا معها أو فزنا عليها لأنها فرق قوية عُدةً وعددا وهي سوف لن تستلم لأقدارها بسهولة بل ستبقى تقاتل حتى الرمق الأخير. وهنا لابد لنا من التذكير, إن نفعت الذكرى, بأننا غدونا في أمس الحاجة إلى المدرب المختص في رفع اللياقة البدنية للاعبينا كي تتناسب ومتطلبات المرحلة المقبلة من حيث الأداء وتجاوز التعرّض أو تصنّع الإصابة على أن يتم تنفيذ هذا العمل وفقاً لخطة بينةٍ وواضحة للمدير الفني للمنتخب كي يتمكن هو الآخر من التلاعب بأدواته بشكلٍ علمي ومفيد. إن العراقي القادر على تجاوز الصعاب ومقارعة المستحيل في الخارج وتحقيق العديد من الإنجازات المحلية والأوربية لقادر أيصاً على تلبية نداء الوطن والعمل بكل علمية وصبر من أجل الإرتقاء بسمعة العراق. فهل يُعقل مثلاً أن يرتقي مدرب عراقي بلاعبيه الأوربيين إلى مصاف البطولات الأممية والدولية ولا يكون قادراً على العمل على رفع اللياقة البدنية للاعبينا؟. إسألوني كي أدلُّكُم. مبروك للاعبينا ولطاقمهم التدريبي ولشعبنا هذا الفوز الذي أعادنا إلى دائرة الكبار حتماً إذا عرفنا كيف نستفاد من الفوز الاسترالي على المنتخب القَطَري من الناحيتين الذهنية والخططية.