المحرر موضوع: تعقيب على موضوع جزيرة ابن عمر للاب يوسف جزراوي ـ يوسف حودي  (زيارة 1424 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل josef1

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4780
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

 كتب الاب يوسف جزراوي موضوع بعنوان جزيرة ابن عمر  او جزيرة بوتان   (جزيرة الشهداء )في هذا الحقل من موقع عينكاوا ، وبما ان الكتابة والتعليقات غير موجودة في هذا الحقل ولاهمية الموضوع ، ولخلفيتي به كتبت التعليق بموضوع مستقل ، لكي يطلع القارى الكريم ما عاناه وما يعانيه شعبنا المسيحي الجريح منذ القدم والى وقتنا الحاضر .       
الاب يوسف جزراوي المحترم
شكرا لك يا أبونا لهذه المقالة الرائعة ، وبارك الله بجهودك لكي تظهر الحقيقة للقارئ لما تعرض له شعبنا في زمن الامبراطورية العثمانية ـ الرجل المريض ـ في نهاية عهدها ، لقد اوفيت يا ابونا لما جمعته عن الموضوع بكافة جوانبه ، وكنا سابق نسمع عن ما تعرض له شعبنا المسيحي من ارمن وكلدان واشوريين وسريان من قتل وتعذيب وتشريد وخاصة فيما يسمى ب ( سفر بلك ) ، واسمح لي هنا ان اكتب ما سمعته من ماسي لاشخاص وعوائل عاشوا في جنوب تركيا سواء أكانوا في ماردين او جزيرة ابن عمر او غيرها من المدن التركية وهذه بعضها  .

 تقول السيدة  ـ هيلي ـ وهي عمة ام زوجتي والكلام منقول عن لسانها وكانت تعيش في بغداد انها الوحيدة العائشة حيث ان زوجها واولادها السبعة قتلوا امام عينيها الواحد تلو الاخر في الطريق اثناء الطريق الشاق بسفر بلك ،وكانوا من ماردين ووجهتهم كانت الى سنجار ، وقالت ايضا كانوا يفتحون بطن الحوامل وكذلك بعض الاشخاص بداية السفر حيث يعتقدون انهم اقد اخفوا ذهبا بعد التهامهم قطعا منه لمعيشتهم ، اثناء مغادرتهم منازلهم في مدنهم وقراهم ,

يروي زوج اختي واسمه عادل كلو من مدينة الموصل واقعة تاثر بها ، عندما كان يذهب للبذار والحصاد في قرى الجزيرة بمحافظة نينوى ، أن امراة مسنة كانت تسميه خالو عادل ، فقال لها مرة كيف تسميني خالو وانا بقدر ابنك ، فروت له قصتها بعد ان عرفته انه مسيحي ، حيث قالت بان الجندرمة من الجيش التركي قتلوا زوجها واولادها وتشرد الاخرون ، اما انا فالتجئت الى العشائر العربية هنا ، فاخذها الشيوخ وهي الان عندهم  .

 حادثة شاهدتها بنفسي في دير مار كوركيس بالموصل ، عندما كنا في حوش الدير الداخلي اتى رجلا يلبس الزبون والعقال العربي ، والتقى بالمرحوم الراهب هرمز وكان انذاك الاب هرمز شلال رئيسا للدير ، وبعد ان اختليا بغرفة لوحدهما لمدة ساعتين ، خرجا وعرفنا من الراهب هرمز بانه اخيه وهو مختار لاحدى القرى السورية ، افترقا منذ سفر بلك ايضا ، هذا الحادث كان في منتصف ثمانينات القرن الماضي .

 كان عمي ابو زوجتي حنا نصري تومجيان يروي لي معاناة المسيحيين واهله في سفر بلك وهو من اهل ماردين قدم الى سنجارمن حلب  ويسمونهم بارمن قديم وشغله كان  مركب اسنان ، ويقول ان من نجا منهم استقر في سنجار كمرحلة اولى ثم بعد ذلك سافر الى الموصل او بغداد طلبا للرزق او لم الشمل لما تبقى منهم  ، ويذكر ان ابن عمته نجا ايضا وهو في لبنان خوري في الكنيسة الارمنية وقد زاره في بيروت عند زيارة عمي حنا الى لبنان  وقد توفي في حادث سيارة اثناء نزوله من الجبل الى بيروت .

 وهناك اصدقاء لي في الموصل من الارمن كانوا يروون لي ما حدث لاجدادهم وابائهم من معاناة في سفر بلك سيئ الصيت ، هذا جزء مما شاهدته او سمعت اذني به ، نرجو ان يسمع صوتنا ويقرأ كتابتنا الخيرين وينقلوا ما عاناه شعبنا من ماسي وويلات وسفر بلك عام 1915 احداها  تلتها مذبحة سميل عام 1933 ، والان يعاني شعبنا في العراق ايضا ما عاناه اجدادهم المسيحيين ، بطريقة مشابه وهي القتل او التهجير او دفع الفدية او الاسلمة . ونحن في الالف الثالث الميلادي  .


 الشماس يوسف حودي ـ شتوتكرت ـ المانيا