المحرر موضوع: حِذار من اللعب خارج الملعب  (زيارة 870 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبدالمنعم الاعسم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 788
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حِذار من اللعب خارج الملعب

عبدالمنعم الاعسم
aalassam@hotmail.com

  موجب التحذير، هنا، هو الخشية من الاستطراد في التنافس الانتخابي الى خارج العملية السياسية، والحق، ان عددا من التصريحات والشعارات والتهديدات التي اُطلقت في حمية الدعاية الانتخابية خلقت جواً سياسيا ملبداً بالمخاوف من ان يكون اصحابها قد تناسوا بان هذه الانتخابات انما تجري في اطار العملية السياسية التي قامت بجهود ومشاركة وكفاح واصرار وتضحيات الغالبية الساحقة من الاطراف والكيانات المتنافسة في السباق الانتخابي، ومَن لا تعزّ عليه هذه العملية كمن لا تعز عليه التضحيات التي قُدمت من اجلها.

    ان الامر لا يتعلق باختلاف الرأي وشرعة التعبير والدفاع عنه، ولا بحق الفرقاء في ان يعرضوا مشروعهم السياسي للعراق الجديدعلى الجمهور وعبر واجهات الاعلام، ولا يتعلق بوجاهة السعي الى السلطة والنظرة الى موجبات واولويات الحُكم، بل بما طفح على السطح من اشارات لافتة تكشف عن قلّة تحسّب، وربما غيرة، لمستقبل الشراكة السياسية(ولا أقول المحاصصة) في صياغة مصير التغيير في العراق، وقد ظهر ذلك في تجهيز نزعة الاستئصال والثأر والتوعد، على الرغم من ان غالبية المنخرطين في هذه الاستطرادات كانوا قد عملوا سوية، وفي ظروف شديدة الخطورة والحساسية، من اجل اطاحة الدكتاتورية واقامة بديل دستوري فيدرالي ديمقراطي في العراق.

  بل ان محاولات اقصاء الاخرين او تهميشهم، او استسهال استخدام الاساليب البعيدة عن النزاهة السياسية في التنافس الانتخابي ستلحق الضرر بفرص هيكلة العمل السياسي في المستقبل، تجاوزا لحقيقة ان الجميع سيكونون، بعد الانتخابات، بحاجة الى الجميع، ولا مفر من العودة الى طاولة البحث الجمعي المسؤول(أكرر: الجمعي المسؤول) لاستئناف مسيرة التغيير الديمقراطي في البلاد، وقد  يصعب على حكومة ما بعد الانتخابات رفع هذه الاحجار والعقبات من طريق معافاة الوضع السياسي وبسط حالة الامن واعادة البناء في حال استمرار اجواء التخوين والشطب وكسر العظم بين فرقاء العملية السياسية.

 ان الذين يعتقدون بان هذه الانتخابات ستكون فاصلة، ونهائية، في مجرى العملية السياسية، وان مَن يفوز فيها سيبقى فائزا الى الابد، يجهلون عِلم الواقع وحقائق السياسة ومنطق الفعل ورد الفعل، كما يجهلون كيمياء الرأي العام وتحولاته، والبيئة الاقليمية والدولية التي تتحرك فيها الاحداث العراقية، وكلها تؤكد بان معركة بناء العراق الجديد والديمقراطية هي معركة طويلة وتراكمية ومحفوفة بالكثير من الاخطار والاسئلة والمفاجآت، كما تؤكد ان مَن يسقط في قصر النظر السياسي الى هذه الانتخابات كمن يسقط في جبٍ عميق حيث لا  يرى من السماء اكثر مما تسمح به فوهة الجب.
ــــــــــــــــــــــ
..وكلام مفيد
ـــــــــــــــــــــ
"الفوز..آه..لا احبه..انه يذكرني دائما بالهزيمة".

فينوس وليامز- لاعبة التنس الامريكية [/b] [/size][/font]