المحرر موضوع: قصة قصيرة بعنوان :الملك العادل (لاسي)*  (زيارة 2774 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Raheem Souhel

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 24
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
قصة قصيرة بعنوان :الملك العادل (لاسي)*

كتابة:غدير رحيم الحلي
في بلاد الخير الدافئة ، بعيداً عن كل مخاوف الغيب المخبأ في مملكة الشر ، تعيش الحيوانات  بأمان و سلام ويحكم بينهم ملك عادل اسمه لاسي، جعل من بلاد الخير مكانا ياتي له كل حيوان مظلوم من أرجاء الممالك الأخرى ليستعيد حقه ويحكم له بالعدل ، ولبلاد الخير قانون مهم ، على ملك البلاد إن يرتدي ردائه باللون الأخضر وتاجاً اصفراً عليه وردة حمراء  ، ولذلك معنى كبيرعندهم ، فاللون الأخضر رمز الحياة والأمل  .
وفي احد الأيام فكر ملك مملكة الشر " سيدرك "  وزوجته  " جيني "  انه لابد إن يجدوا طريقة ما  كي  يتخلصوا من لاسي ، فعندها ما إن يموت لاسي ،  لن يبقى هناك ملك أقوى من سيدرك وهكذا ظل يفكر هو و بعض القادة الذين يعملون عنده ومعهم الرأس المدبر زوجته جيني ثم  بعد وقت قليل قالت جيني : و هي تضحك أيامك يا لاسي معدودة .
فسألها سيدرك: وكيف؟
فأجابته:  إليك خطتي سوف نخطف ابن مستشارة لاسي ،  فكما تعلم هي ساعده الأيمن وبئر أسراره ، وهي المدبرة لكل خطط الحروب التي نخسرها ، وعندما نخطف ابنها سوف نهدهدها بقتله إن لم تستجب لأمرنا ،  ثم نجعلها تصنع خطة تمكننا من الفوز الأكيد عليهم ، وستمكننا من قتل الملك السابق لاسي .
فقال لها سيدرك :احسنت يا عزيزتي ، لكن ماذا سنفعل بابنها جوجو بعد أن ننفذ الخطة ؟ هل سنرجعه كما نقول لها ؟
فأجابت بتذمر: أوه كيف نرجعه نحن نعدها فقط وهل من عادتنا أن نفي بوعودنا ؟
فأعجب سيدرك وكل من معه بدهاء جيني وأخيراً سوف ينتصر الشر على الخير بعد خسارات فادحة .
وفعلا سارت خطة جيني كما تريد فخطفوا جوجو إلا أن ليلي عندما علمت بذلك شكّْت  بالامر فوافقت على ما يطلبون ،  لكنها لا تخون سيدها حتى لو قتل ابنها فذهبت إلى الملك لاسي وأخبرته بالأمر فقال لها : افعلي كما يطلبون .
فقالت : كيف تطلب مني أن أساعدهم وأنا لا أخونك يا سيدي حتى لو كانوا سيقتلون جوجو؟
فأجابها : أنا اعرف سيدرك حق المعرفة انه لا يمتلك رحمة ولا شفقة في قلبه ، وسيقتله على كل الأحوال ، لذلك نحن أيضا سنجد حيلة ما كي نستعيد ابنك و نتخلص من شره وشر زوجته . 
فكرت ليلي ملياً كيف ستصنع حيلة ما كي تخدعهم وتستعيد ابنها وتتخلص من شرهم .
وبعد يوم من التفكير رجعت إلى الملك لاسي وهي تقول : لقد وجدتها وجدت الخطة التي ستمكننا منهم .
فسألها :  وما هي؟
فأجابت علينا أولا أن نعرف خطة سيدرك وهذا أنت من سيفعله ،  فعندما ياتي احد من أتباعه ليسألني عن الخطة سنسجنه ونهدده بالقتل ، فيبوح بكل شيء عندها سنبقيه سجيننا حتى ننتهي من شر سيدرك ، وعندما يتأخر لا بد أنهم سيرسلون شخصاً أخر  فسأخبره إنني لم أره وسأخبره بخطة معاكسة لخطتنا وهكذا سوف استعيد صغيري ونتغلب عليهم في الآن نفسه.
فقال لاسي بكل فخر: احسنت لطالما كنت عند حسن ظني.
وبعد ثلاثة أيام جاء قائد من قادة سيدرك سائلا عن الخطة فقيده الجند ووضعوه في السجن واجبروه على الاعتراف بخطة جيني وبمكان حبس جوجو فأجابهم على كل شيء بصدق ، وعندها أعدت ليلي الخطة المناسبة لضمان فوزهم ، لكن عندما تأخر القائد  عن سيدرك بعث لليلي شخصاً أخر فسألها : أين القائد الذي بعثه سيدي سيدرك لك ؟
فأجابته  لا اعلم لم يأتني احد ، هل أنت متأكد انه جاء لبلاد الخير ؟ .
فقال :  لا اعرف فقد ارسله الملك سيدرك ليسالك عن الخطة .
فاجابته: لم اره ، ولم ياتي إلى هنا.
 فقال : حسنا إذا دعك منه و اخبريني هل وجدت خطة كي نتغلب على الملك لاسي ؟
فأجابته : اجل ساخبرك بها، فاصغي لي جيدا  .
فأخبرته بخطة كي يأتوا ويقتحموا القصر أثناء نوم الحراس والملك ، إلا أن الملك لن يكن نائماً فسيكون خارج القصر مع كل الحرس والجند  فيدخل الكل على ملك مملكة الشر ويحاصروهم ويحكمون عليهم حكما عادلا ،  ثم سيذهب الملك لاسي إلى مملكة الشر بنفسه ويستعيد جوجو وهكذا ذهب القائد  إلى سيده سيدرك واخبره بخطة ليلي وقد صدُّق الأحمق حيلة ليلي  وانطلت عليه .
وهكذا  في اليوم المحدد خرج سيدرك مع كل من في مملكة الشر ماعدا جيني بقيت وحدها في قصرهم ، و عند حلول الظلام اقتحم سيدرك القصر وفتشه بأكمله ولم يجد أحداً فأحس بإلعوبة ليلي بعد فوات الأوان وفجأة دخل الحرس والجند وكل الحيوانات وحاصروهم ، وبسرعة قاموا بسجنهم الواحد تلو الأخر وكان أولهم سيدرك الذي ذُلُّ وخُدِعَ وبدا أمامهم عاجزاً عن نطق حرف خائفاً وجباناً .
 وفي هذه الأثناء  دخل لاسي الشجاع لقصر مملكة الشر ونزل إلى قبوه ، حيث المكان الذي يسجن فيه جوجو لكنه لم يعلم أن جيني مازالت موجودة ، و بينما هو ينزل على الدرج بهدوء غدرته جيني وطعنته  بقلبه طعنة غادرة فدوى صوته في أرجاء القصر،  فسمعته أخته ريري التي كانت قادمة من المهمة التي بعثها إليها وعلمت انه ذهب لمملكة الشر فلحقت به  فركضت ريري وكشرت عن أنيابها وقفزت على جيني تريد تمزيقها بأسنانها إلا أن قلبها الرقيق لا يقوى على القتل ، فاقتربت ريري من أخاها وهو ينطق كلماته الأخيرة  فقال:
ريري اسمعيني أنا أوصي بالمُلْك من بعدي لك على أن تكوني كما عهدتك عادلة طيبة  قوية صبورة ، تعلم أن القوة هي قوة العقل والتفكير لا قوة العضلات ، فاحكمي يا ريري بعدل وكوني متسامحة و اوصيكي بان تأخذي مبدأ التعاون سبيلاً للنجاح وان تستشيري ليلي بكل أمر فهي ذكية وعبقرية وطلبي الأخير منك أن تخبري كل من في القصر بما قلت لك فهي رسالتي الأخيرة ولا تنسي حققي السلام والحب في كل الكون أرجوك  عديني بذلك ، فقالت  ريري: أعدك يا اخي .
وعندها كانت هذه الكلمات أخر ما قال قبل موته فضمته ريري إليها بحنان والدموع تهطل بغزارة ، وهي تحفظ كل حرف مما قال ، وفي هذه اللحظة دخلت ليلي و معها بعض الجند فنظروا ولم يصدقوا أعينهم الملك لاسي مات، فقالت ريري:  وهي تشير إلى جيني : خذوا هذه القاتلة  .
فأخذها الجند وقيدها وساقها إلى السجن ثم ذهبت ليلي وأخذت ابنها ، فقالت ريري : إني أريد أن أوصل إليكم أخر ما اخبرني وأوصاني به أخي قبل أن يمت، فذهب الجميع لبلاد الخير فوقفت ريري معتزة بأخيها الرائع فقالت : هذا أخي الذي رضعت معه حليب الكلاب وعشنا سوية وكان يعلمني العدل و التسامح والمحبة قد قتله معشر الأشرار و كان أمله الوحيد أن يعم العدل والسلام هذا العالم وأنا الآن أعاهده أمامكم وأقول بإذن الله سلاحنا الحكمة و العقل والتفكير السليم ليكون النصر حليفنا، ربما أنا لا أكون حاكمة كأخي إلا إنني سأسعى جاهدة أن أنفذ كل ما طلب من تنفيذا دقيقا  ليسود الأمن والعدل هذا الكون.
وحقا ساد الكون الفرح وقد قام على مبدأ العدل و قد كانت ريري تسير على خطى أخاها الملك العادل لاسي .
*لاسي هو قصة كلب كان لي ظُلِمَ وعانا من حياة قاسية لكنني  كتبتها على شكل قصة خيالية  كان هو بطلها أتمنى أن أكون احسنت كتابتها  .