الماعز أرخص وأنظف
فوجئ السكان والعاملون في قلب لوس أنجلوس الاثنين بقطيع من الماعز البري تسرح وتمرح في تل تغطيه الأعشاب وتحيط به العمارات الشاهقة من كل جانب عند تقاطع الشارع الرابع مع سكة القطار المعلق، فاعتقد البعض أنها جزء من فيلم أو مسلسل تلفزيوني يجري تصويره في المنطقة، في حين قال آخرون ان المشهد لا ينقصه سوى الممثلة جولي أندروز وعائلة فون تراب إشارة الى تشابه المنظر مع واحد من أكثر مشاهد فيلم «صوت الموسيقى» شهرة حين أدت أندروز أغنيتها الرئيسية في الفيلم.
وبين هؤلاء وأولئك، راح آخرون يتندرون بالقول انهم مدعوون لحفلة غداء غير عادية ويتساءلون متى يبدأ الشواء.. لكن الآلاف اغتنموا الفرصة لالتقاط الصور التذكارية للمشهد الذي لم يسبق لأحد أن شاهد مثله في أي منطقة تجارية رئيسية شديدة الازدحام على مدار الساعة.
لكن الحقيقة هي أن مسؤولي المدينة الباحثين عن التوفير قرروا استئجار هذا القطيع لتنظيف التل من الأعشاب والشجيرات البرية بعد أن قارنوا بين تكاليف العمل في حال تكليف عمال عاديين أو استئجار الماعز وتبين أن تكلفة العمال ستكون في حدود الثمانية آلاف دولار في حين أن استئجار الماعز لن يكلفهم سوى ثلاثة آلاف فقط.
ليس هذا فقط، فاستخدام قطيع الماعز لتنفيذ العمل في التل شديد الانحدار، أقل تلويثاً للبيئة من العمال الذين يستخدمون الماكينات التي تعمل على البنزين أو المازوت.. بالإضافة إلى أن منظر الماعز وهو يقضم الأعشاب ويتسلق الأشجار ليلتهم أغصانها وأوراقها، يدخل السرور والبهجة إلى قلوب الناس، دون أن ننسى بالطبع «سيمفونية» الأصوات الصادرة عن عمليات قضم الأعشاب، كما يقول أحد مسؤولي المدينة.
ويشرح جون غونزاليس صاحب القطيع المؤلف من مائة عنزة أن تنظيف التل الذي تبلغ درجة انحدار بعض مناطقه 45 درجة سوف يستغرق ما بين سبعة وعشرة أيام. ويضيف ضاحكاً أن «عماله» لن يضيعوا الوقت في الثرثرة أو بحجة تناول الغداء أو التدخين أو الذهاب إلى الحمام.
ويضيف ان معظم عنزاته إناث لذلك لن يشغلهن شيء عن التهام الأخضر واليابس، أما الذكور الذين لا يتجاوز عددهم الثمانية فقد تم تعقيمهم ( من العقم ) حتى لا «يفكروا!» بأي شيء غير الأكل.
فضـل سـالم
http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=429867&date=14092008
