المحرر موضوع: الحكم الذاتي... إلى أين ؟!!!!!  (زيارة 844 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Gorgis Barwari

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 19
    • مشاهدة الملف الشخصي
الحكم الذاتي... إلى أين ؟!!!!!
كوركيس ايشو البرواري
مما لاشك فيه هو ان الحكم الذاتي صيغة متقدمة من الديمقراطية تتيح للأقليات القومية والاثنية ان تدير شؤونها بنفسها وهنالك مناطق كثيرة في مختلف دول العالم تتمتع فيها الأقليات بالحكم الذاتي تحت لواء الحكومة الفدرالية المركزية لا بل هنالك دولا مستقلة لا يتعدى تعداد سكانها بضعة آلاف.
وهذه الصيغة المتقدمة من الديمقراطية لا تجعل الأقلية في خدمة الأكثرية كما أتحفنا بذلك احد نواب الائتلاف العراقي الحاكم في فترة سابقة بل الكل متساوون في الحقوق والواجبات.
وأما المطالبة بالحكم الذاتي لأبناء شعبنا الآشوري على ارض الآباء والأجداد { العراق العظيم} فان الحديث عنه ذو شجون لأننا قد نفتح جراحا اندملت او نزيد من نزف الجروح التي لم تلتئم بعد ولكن لا بد من ذلك.
لنلقي أولا نظرة عابرة على مناطق تواجد أبناء شعبنا في بدايات القرن العشرين بعد زوال ملكهم وسقوط عاصمتهم نينوى/ 612 ق.م وكما يذكر ذلك السيد عبدالمجيد حسيب القيسي في مؤلفه { التاريخ السياسي والعسكري للاثوريين في العراق} فيقول { ان موطن الاثوريين الأول هو جبال حكارى في شرق الأناضول وتبدأ من جزيرة ابن عمر وتمتد بموازاة الحدود العراقية التركية الحالية حتى الحدود الإيرانية الروسية وعاصمتها "" جولامرك "" وتقع في وسط جبال حكارى وهي عاصمة الاثوريين أيضا. وجماعات أخرى من الاثوريين في ولاية الموصل وقرى دهوك وزاخو والعمادية وشيخان وتسكن بعض قبائل الاثوريين في منطقة أورمية كما استقر عدد من قبائلهم على جانبي نهر دجلة في خط العرض السابع والثلاثين وحتى مصب نهر العظيم جنوبا} أي في المنطقة المسماة المثلث الآشوري.
ولكون الزخم الأكبر لأبناء شعبنا متواجد في حكاري بالإضافة الى مقر البطريرك فانهم حيث يضيف الكاتب { كانوا يتمتعون بنوع من الحكم الذاتي والاستقلال المحلي حيث كانت الدولة العثمانية تمنح الملل وهي جمع لكلمة ملة وتكتب بالتركية ملت أي أتباع مذهب ديني حكما ذاتيا حيث يتولى البطريرك سلطات الحكم المدني بالإضافة الى الرئاسة الدينية}.
وبعد نشوب الحرب العالمية الأولى والظروف القاهرة التي مر بها شعبنا الآشوري والمعروفة للجميع وآلاف الشهداء الذين قدمهم في رحلة البؤس والشقاء التي اجبر عليها من حكارى الى أرومية وأخيرا بعقوبة زادت من كثافته في موطنه الأصلي وبدأت المحادثات بين مثلث الرحمة البطريرك مار ايشاي شمعون الشهيد وبين الحكومة العراقية آنذاك من اجل جمع أبناء شعبنا في منطقة واحدة ومنحهم الحكم الذاتي او السلطة الذاتية كما ورد ذلك في رسالته الجوابية الى وزير الداخلية { والمؤرخة في 4/ حزيران/1933 حيث كانت السبب في استدعائه واحتجازه في بغداد. لذا فكل من يظن او يعتقد بان المطالبة بالحكم الذاتي هي وليدة اليوم فانه مخطىء ولكن ليست هذه هي المشكلة بل ان المشكلة تكمن في مواقف سياسيينا الحاليين الذين يطالبون بالحكم الذاتي ففي بداية الأمر ظهر الخلاف حول المطالبة بالحكم الذاتي او الإدارة الذاتية مما أدى الى نفور البعض. وهنالك أيضا من يرتأي ان نطلب ضمانات الحكم الذاتي من الأمم المتحدة وننتظر التنفيذ بعد عشر سنوات كما يدعي البعض الآخر بان الحكم الذاتي المطالب به الآن غير شرعي.
لله دركم ما أشبه اليوم بالبارحة لان معارضي اليوم هم امتداد لأولئك الذين عارضوا البطريرك في مسعاه لنيل الحكم الذاتي لا لشيء سوى لإظهار الزعامة الفارغة حيث مالوا الى جانب الحكومة العنصرية القائمة حينئذ في خضم المآسي والأهوال التي كان يعيشها شعبنا الآشوري إبان الثلاثينيات من القرن المنصرم فكانت فاجعة مذبحة سميل/1933 النتيجة الحتمية لذلك.
ما هكذا تروى الإبل يا أيها المعارضون فإذا كنتم حقا حريصون على مصلحة أبناء شعبكم عليكم بالتكاتف والتآلف وقبول الغير على علاته لا وفق شروطكم المسبقة فقد ملّ الشعب من فرقتكم وتشرذمكم وفقد الثقة بكم لأنه في واد وانتم في واد آخر فعلى من تقرأ مزاميرك يا داود؟.
فعندما نستمع الى تصريحاتكم وخطبكم الرنانة نتخيل أنفسنا على كوكب آخر او إنكم جئتم من كوكب المريخ.
ان العالم الآن يعيش في الألفية الثالثة ونحن ما زلنا نتراشق بالتهم ونتطاحن فيما بيننا على مواقع الانترنيت والصحف والقنوات الفضائية لا لشيء سوى لإظهار الزعامة الفارغة من اجل المصلحة الشخصية كما أسلفنا.
لان الزعامة الحقيقية او الراعي الصالح هو من يبذل نفسه عن خرافه كما علمنا ذلك ربنا يسوع المسيح ( له المجد) لا ان يرمي رعيته الى الذئاب.ان هذه الأمور مجتمعة جعلتنا نيأس من ان ينال شعبنا الآشوري حكما ذاتيا او إدارة ذاتية سمها ما شئت في الألفية الثالثة لا بل حتى في الألفية العاشرة إذا بقي الحال على هذا المنوال.وكما يقول المثل الشعبي ( ان حبة الجوز لا تفسد من الخارج) فكيف بنا والفساد ينخر الجسد من الداخل.
وأخيرا نقول وبحسرة هل نشهد زعامة حقيقية او تكاتف حقيقي من اجل المصلحة العامة لأبناء شعبنا في قادم الأيام، نأمل ذلك والا فاقرأ على الحكم الذاتي السلام.