المحرر موضوع: لمصلحة من اضطهاد المسحيين والاقليات الاخرى في بلدهم الاصلي؟!  (زيارة 746 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صباح قدوري

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 148
    • مشاهدة الملف الشخصي
لمصلحة من اضطهاد المسحيين والاقليات الاخرى في بلدهم الاصلي؟!

د.صباح قدوري

ان ما يجري اليوم في العراق (الجديد، الحديث) من اضطهاد وقمع وارهاب المسيحيين والايزيديين والصابئة المندائيين والشبك وغيرها،هو جزء من المخطط المدروس ، يهدف بالاساس الى تدمير العراق شعبا ووطنا. تم زرع الفتنة وممارسة سياسة الاكراه والتعصب بين الاديان والقوميات التي كانت متعايشة بالمحبة والسلام منذ زمن القديم في ارض الرافدين ، بسبب سياسة الرعناء وتفرقة صفوف التي مارسها النظام الديكتاتوري المقبور طيلة 35 سنة بين مكونات الشعب العراقي، وزج ابناءه في طاحونة حروبه المجنونة. استمرت هذه السياسة بعد سقوط النظام البائد في 2003 ،واحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الامركية وحلفاءها. ادت هذه الحالة الى قيام الفوضى في العراق ، شملت كل مجالات الحياة اليومية ،وذلك بسبب الانفلات الامني وتدمير ونهب الاقتصاد العراقي، وايداع السلطة بحوزة الاحزاب الاسلام السياسي والقوميين،التي تقاسمها فيما بينها على اسس المحاصصة الطائفية والدينية والقومية المتعصبة . تركت هذه السلطة الاقليات الدينية والقومية من المسحيين، والايزيديين، والصابئة المندائيين والشبك وغيرها على حالهم من دون اعارة اي اهتمام بهم وبثقافتهم وحضارتهم الاصيلة وحقوقهم المدنية والدينية والقومية ، بل اطالة ايادي الملطغة بالدماء عليهم، ومورسة بالاستمرار سياسة العنف والارهاب بحقهم ، مما ادى الى قتل واغتيال مئات، من بينهم رؤساء ومسؤولي الاديان من القسس والمطران والشمامسه وغيرهم ، بعد الهجوم على الكنائس والمعابد وحرقها. تشريد الآلف المسحيين وارغامهم على ترك ديارهم واللجوء الى ملاجئ امنة في داخل وخارج العراق . تلتقي هذه السياسة من حيث الجوهر والاهداف مع سياسة حركات الاسلام السياسى المتطرفة من ايتام تنظيم القاعدة والوهابيين والسلفيين، وبالتعاون مع جيش (القدس) الايراني المصدر للارهاب خارج بلده، وبقايا ازلام النظام الديكتاتوري المقبور، والفرق الموت المتشكلة من المليشيات العائدة لاحزاب السلطة وخارجها، وبمباركة من الاحتلال . تهدف كل هذه المجاميع الى تركيع العراق وتدمير ما تبقى من حضارتة الاصلية الرصينة وثقافته واقتصاده المريض وارجاعه الى ماقبل 50 سنة ، لكي يصبح بلدا مهجورا ضعيفا متخلفا غير قادرا على حكم بنفسه.ويصبح دائما خاضعا ومعتمدا على المحتل، الذي يطمح به، ولديه مصالح الاقتصادية والسياسية والعسكرية فيه وفي المنطقة.وفي النهاية ربط العراق بحلفه المشؤم سيئة الصيت والمزمع اقراره في الايام القادمة، وبمباركة من المرجعيات الاحزاب الاسلام السياسي والقوميين المتعصبين.وربط  مصير العراق (الجديد، الحديث) ايضا بالعولمة الراسمالية المتوحشة التي تعيش هذه الايام ازمتها المالية والاقتصادية والاخلاقية الخانقة، لا تجد حلول لها في المدى القريب،وستنسحب ايضا اثارها الاقتصادية على العراق،كما ويبقى العراق ايضا ناقص السيادة الوطنية الى اجل غير مسمى.

في الاونة الاخيرة ازدادت حدد ممارسة الارهاب والعنف ضد المسحيين في مدينة موصل الحدباء،وعلى اثرها تم قتل واغتيال وانتهاك اعراض عشرات من ابناء هذه الطائفة المتسامحة والملتزمة بالمواطنة، والتي تقدم خدمات جلية وكثيرة لابناء المدينة ولعموم العراق وفي شتى مجالات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية،كذلك تفجير ثلاتة منازل العائدة للعوائل المسيحية . وعلى اثر هذه الهجمة الشرسة ، اضطرت الاف من عوائل المسيحية التي تلقت تهديدات بتصفيتها، الى ترك ديارها مرة اخرى والالتجاء الى الهجرة لايجاد ماوي امينة لحمية ارواح عوائلها من هذا الارهاب الغادر. ولابد هنا ان نشيرالى الموقف اللامسؤول للحكومة او السلطة الاتحادية، التي من واجباتها الاساسية والانسانية والوطنية ان تحافظ على ارواح وممتلكات ابناء الشعب العراقي بكافة اطيافه. وبهذا الخصوص، لن تقدم الحكومة الاتحادية لحد الان باية اجراءات الملموسة والعملية اللازمة، عدى ما ارسل موخرا الافواج الخاصة لحماية الاحياء المسيحية، وذلك لتحديد ومعرفة هوية المجرمين والجهات التي تقف وراء هذه الهجمة الشرسة والعمليات الارهابية المنظمة والمبيته والظاهرة للاعيان كطلوع الشمس.والسؤال يطرح نفسه ،لماذا توقيت هذه الاعمال الارهابية الان، في الوقت الذي تكون الحكومة والشعب منشغيلان في مواضيع ساخنة تخص مصير العراق، وعلى راسها انتخابات مجالس المحافظات، والمعاهدة الامنية طويلة الامد السيئة الصيت مع الولايات المتحدة الامريكية وانجازهما قبل انتهاء السنة الحالية؟!الجواب واضحا،وهو التخويف والتهديد والتاثير على ابناء شعبنا المسيحي والاقليات الاخرى، بهدف ابعادها عن المشاركة الحقيقية في عملية انتخابات مجالس المحافظات، وعزلها ايضا عن المشاركة الفعلية في العملية السياسية، حتى تضمن لها قسط من حقوها المشروعة.

الاسراع في تشكيل لجنة خاصة رفيع المستوى للمتابعة والملاحقة والكشف عن المجرمين والارهابيين في المدينة، والقاء القبض عليهم وايداعهم الى العدالة، ومحاسبتهم وفق القوانين، لينالوا عقابهم العادل، وليصبحوا عبر للاخرين حتى لا تكرار هذه مرة اخرى.ونؤكد ونقول مرة اخرى بان الحكومة المركزية والسلطات الاتحادية قاصرة وغير قادرة على تامين الامن وحماية مواطنها من الارهاب وخاصة في الاونة الاخيرة وبعد تصاعده مرة اخرى. وهي مفتعلة من اجل استمرار الفوضى في العراق . والمستفيد من ذلك هو امريكا وحلفاءها في المنطقة ، ايران ، وبعض دول جوار الاخرى منها ، السعودية ، القطر، سوريا ، تركيا ، والمنظمات الارهابية وغيرها.

تستنكر وتدين بصراحة  كل قوى خيرة على صعيدين الحكومي والشعبي ،التي تحترم وتقدس الحريات العامة وتدافع عن حقوق الانسان ، كل شكل من اشكال الارهاب . وعلى الشعب العراقي ان يقف صفا واحدا للتصدي الى خطط هؤلاء الارهابيين ، ويصرخ ويهتف بصوت عالي ، لا للخونة والمجرمين والعملاء والارهابيين، بل لوحدة العراق شعبا ووطنا ، حتى يصبح العراق بحق عراقا جديدا، حديثا، يؤمن بالديمقراطية الحقيقية،ويصان فيه كرامة وحقوق الانسان .
نناشد ايضا كل قوى الخيرة من المنظمات الدولية ،الامم المتحدة ومجلس الامن ، الجامعة العربية، منظمة الوحدة الاسلامية، ومنظمات الحقوق الانسان في العالم ، وكل محبي لمبادئ السلام والتسامح والتقدم، والمنظمات والكنائس الدينية في العالم وعلى راسها دولة فاتكان ،والمبادرة بتنظيم الحملة العالمية في احدى الدول الاوربية، على سبيل المثال السويد ، لوجود جاليات كبيرة فيها من الاقليات العراقية، وخاصة الجالية المسيحية، وذلك للتضامن والوقوف امام الهجمات الشرسة التي تمارس باستمرار بحق المسيحيين في كل انحاء العراق والدفاع عنهم، ووضع حد لهذه الماسئ .

وبهذه المناسبة،نود ان نؤكد مرة اخرى ، بانه من الضروري على البرلمان والاحزاب المتالفة فيه، اعادة النظر بالمادة 50 من قانون انتخاب مجالس المحافظات ، واعطاء فرصة حقيقية وعملية ملموسة للاقليات، بان تضمن وجودها في مجالس المحافظات وفي البرلمان القادم ، بغية ايصال صوتها الحقيقي وتفسح لها المجال للممارسة والدفاع عن حقوقها المهضومة.