المحرر موضوع: بين حانة ومانة ضاعت لحانة  (زيارة 1007 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل soraya 1

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 607
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بين حانة ومانة ضاعت لحانة
« في: 07:09 20/10/2008 »
بين الفينة والاخرى تدور رحى سجالات ونقاشات حامية الوطيس لا طائل تحتها بين كتابنا الاعزاء من الاخوة المسيحين من ابناء الجلدة الواحدة وكأنني بهم في حلبة صراع وسباقات ماراثونية ، فالجميع يتبارى لنيل قصب السبق ويعمل – وبضراوة مستميتة – لتسجيل هدف قاتل في مرمى الخصم ناسين او متناسين للغة التخاطب والتفاهم المتحضرة فيما بينهم وكانهم امام اعداء الداء لايجمعهم سوى القلم الذي اضحى كالسيف واسلوب النقد والجدل البيزنطي ليس الا .
 ان النقد هي ظاهرة صحية وحضارية فيما لو ادت النقاشات هذه من اجل العمل لرسو السفينة التي تقلهم ( الناقد والمنتقد ) الى بر الامان فهذا شي صحي وجميل لا غبار عليه . ان لغة الطعن والتشهير واثارة الريبة والشكوك لا بل احيانا من باب الايغال في الحقد باستعمال كلمات نابية لا تليق بالكاتب ، واحيانا  أخرى تسقط من قلم الناقد وهو في قمة الغليان والتشنج عبارات تنال من شخصيته وخصال الغريم وهذا ما سيسجل هدفا معاكسا فتبوء المحاولة بالفشل وينقلب السحر على الساحر ، وان بعض من كتابنا الاعزاء لو اعادوا قراءة ما كتبوه – ربما – شطبوه قبل الارسال لو وضعوا نصب اعينهم المثل القائل ( جرح الخناجر والسيوف تطيب وجرح الكلمات لا تطيب ) في الاونة  الاخيرة  - ومع ألآسف الشديد -اخذ الجميع يتحدثون عن الشعب المسيحي المسكين والبعض منهم يدلون بدلوهم – ربما بدون قصد – لكن كما يبدو فانها كمسامير جافية  تدق في نعش آماله  لشدة آلامه  وما عاناه في الازمنة الغابرة ، اما ما نحن عليه الان فليس باحسن حال بالرغم من  اختلاف الازمنة والضروف الطارئة والتي نعيشها بفرح وامل من انقشاع الغيوم  الداكنة وان ألأمال تحدونا بقرب الانفراج بانبلاج فجر جديد وشمس تضئ دياجير الظلام التي خيمت على شعبنا العراقي كافة لردح من الازمنة الغابرة والتي ولت دون التاسف عليها ؛ وأن الجميع ومن مختلف الملل والنحل يجاهرون بذالك ولطالما ناظلوا وأنتظروا لهذه الظروف بشوق ولهفة ...
ان شعبنا المسيحي – مع الاسف الشديد – يمر بمرحلة حرجة وامتحان صعب فهو يلاقي تحديين احدهما من الداخل والاخر من الخارج والاثنين محصلتهما تؤول الى درس القيم الاخلاقية والانسانية والدينية؟ فابتدا التشرذم يعمل في مجتمعنا وتوجهاتهم الوطنية ( الحزبية ) وان ما حصل لشعبنا العراقي عامة يندرج  في أطار  ماحل بشعبنا المسيحي الذي هو جزء لا يتجزأ من هذا الشعب الذي عاش جنبا الى جنب يقارع الظلم ويقاسي ما قاساه من ضربات الدهر العاتية والحكومات المتعاقبة والقاسية ، ان ماحصل لشعبنا المسيحي اليوم من تهميش وانكار لابسط الحقوق التي يجب ان يتمتع بها كل مواطن في ظل عراق يدعون سراة القوم بانه عهد الديمقراطية والحرية والفيدرالية؛؛؛  الا اننا نجد عكس مانسمعه واخيرا في استكثار منح ولو جزءا يسيرا مما يستحقه هذا الشعب  المسالم  من خلال المادة (50) والتي الغيت بالمرة تحت ذرائع خيالية وواهية  لا أساس لها من الصحة في البتة واننا نعتقد بان هذه الضربة هي بالونة اختبار لضربات اخرى مقبلة ستكون موجعة اكثر ولها نتائج ومردودات عكسية لاتحمد عقباها عبر مسلسل التهديد والتهجير القسري والقتل المتعمد ومع سبق الاصرار والترصد كما حصل لشعبنا المسكين في الموصل بتهجير وطرد أكثر من (2351) عائلة وتحت مرأى ومسمع كافة السلطات – وما اكثرها – في ايامنا هذه ومنها رجال الدين المسلمين اللذين كنا نأمل منهم مواقف شجب  وأستنكارأكثر وضوحآ , أما ألآن فقد بات والهدف هو  افراغ العراق من الشعب المسيحي الذي له الفضل الكبير لا على حضارة وماضي العراق فحسب وانما على العالم باسره وان كتب التاريخ والتنقيبات الاثرية خير شاهد على مانقوله . ان ما حل بالشعب المسيحي ليس بجديد وانه فصل متوقع من مسلسل لانهاية له في ظل الضروف التي يعيشه لو لم يتم تغير النظرة الازدواجية والمجردة من اية احقاد او ضغائن وعدم الكيل بمكيالين وعدم العمل بمبدا ان السمكة الكبيرة تاكل الاصغر منها وان شريعة الغاب هي السائدة عملا بمبدا القوي ياكل الضعيف وهلم جرا ، هذا ما حصل عليه من الخارج اما من الداخل فشر البلية ما يضحك وهنا الطامة الكبرى فبالرغم من نكبات العصر وما حصل من تناقص في اعداد المسيحين في العراق فنرى القلة المتبقية تعمل بالتضادد وقد كثرت الساحة للكثيرمن المسميات وكل منها تدعي بانها الجهة الحامية للشعب المسيحي والذي يجب عليه ان يطيعها ويصفق الجميع  لبرامجها ورايتها الخفاقة وان الحزب الفلاني هو الاوحد والوحيد دون سواه ، اجل ان الديمقراطية والحرية تسمحان بتعدد التوجهات الا ان المحصلة يجب ان تؤدي الى هدف واحد ليس الا فمهما اختلفت هذه الايديولوجيات وتسمياتها البراقة فيجب من ان تصب كلها في بوتقة واحدة ولن استرسل اكثر في ( تقليب المواجع ) كونها معروفة لدى القاصي والداني وان كل ما اطلبه ويحدوني الامل من ان يتحقق ذلك ، وذلك بنسيان الماضي واشجانه عبر توحيد خطاباتنا وشعاراتنا ومن ثم مناقشةالايديولوجيات  مجردين عن روح الانانية والاستكبار فالعراق يحتاج الى نيات صافية لا استعراضات بهلوانية عبر المنابر والشاشات والنيل من الغير ؛ فندعوا الجميع للبدأ وذلك عبر مقترح بتشكيل لجنة عليا يمثل فيها كافة  التوجهات والاحزاب المسيحية بالتكاتف والتازر مع السلطة الكنسية – بالرغم من انه- قد سبقوني الكثيرين في مثل هكذا اقتراحات – الا ان الوقت قد حان الان وبدون تردد لكيما نقوي سواعدنا ونرفع ما نريده بيد واحدة وارادة واحدة ونهتف بلسان واحد وبلغة مفهومة للجميع من كلدان وسريان واشوريين بمختلف كنائسهم وتوجهاتهم وساعتها سيكون لنا راي واحد موحد ومسموع وله وزن في كافة الاصعدة لنفرضه فرضا لا استجداء والا ستكون حكايتنا كالرجل الكهل الذي تزوج على زوجته الاولى  المسماة ب (حانة )من حسناء شابة تسمى ب (مانة ) فكان كلما جلس بجانب الشابة تقوم بنتف الشعر الابيض من لحيته معللة ذلك بانها لاتريد ان تراه وهو اشيب وكلما جلس بجانب زوجته الاولى تنتف الشعر الاسود من لحيته معللة ذلك بانه شيخ وقور ولا تريد ان ترى هذا الشعيرات السوداء فيها واستمر الحال هكذا الى ان اصبح الزوج بلا لحية وقيل به المثل المشهور (( بين حانة ومانة ضاعت لحانة )) .

افرام اسكندر الهوزي
كندا