المحرر موضوع: الاتفاقية الامنية وشكوك بلا مبررات  (زيارة 653 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل علي الياسري

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 30
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
المخاوف والشكوك التي تثيرها بعض الجهات السياسية العراقية والإقليمية الدولية . تجافي في حقيقتها الواقع الذي من اجله يراد للعراق أن يكون قويا . فالادعاءات مبالغ فيها كثيرا يساهم فيها بكثير من الأحيان الاعلام المدعوم والذي تقرأ بين سطوره رائحة هذا الحزب التابع أو تلك الدولة الجارة .
فقد أثيرت هذه الأيام مسالة القواعد الاميركية في العراق والتي بلغ عددها حسب المدعين ( 58  ) قاعدة ثابتة .وخرج المشككين من أرض الواقع إلى عالم الخيال اللامنطقي من روايات الاستعمار والاستعباد الذي نهلنا منها مشاربا تقيحت منها أجسادنا والسنين لأجل حماية كرسي السلطان والدفاع عن الحرائر التي أنتجت مئات الآلاف من الأرامل والأيتام وبقي العرش سليما معافى بعد أن شرب من دماء الفقراء وانتفخت بطون البطانة من تضور الجياع جوعا ليلة بعد أخرى وما أكثرها قصص ألف ليلة وليلة .وقد عمل المتخوفون من قوة العراق المستقبلية  الذين لا مصلحة لهم في أن يروه مع حليف قوي .على صناعة تلك القصص . ولو كان هذا صحيحا لكانت الولايات المتحدة تشرف ألان على رعاياها المستعمرين في أوربا . مع إن أميركا بقيت في أوربا بعد الحرب العالمية الثانية . ولكن كان كل ذلك بترحيب من بلدان كانت اضعف من أن تقاوم الاتحاد السوفيتي السابق الذي كانت له مستعمرات فعلية لغاية تفكيك الكرملين  وسقوط الشيوعية .
لمثير للشفقة إن الذين يدفعون العراقيين على عدم توقيع الاتفاقية الأمنية لم يقرءوا التاريخ بشكل جيد وإذا ما علموا إن خطة مارشال  الاميركية هي التي انتشلت أوربا من التخلف الصناعي والعلمي وجعلتها دولا قوية ومن المفارقات أن أوربا ألان تنافس الولايات المتحدة ككتلة اقتصادية كبرى . ولا تقارن الولايات المتحدة بالاتحاد السوفيتي السابق الذي اخمد بالقوة كل حركات التحرر الأوربية ومازال يضرب بقوة تلك الدول الأوربية التي استقلت عنه كابخازيا واوستيا والشيشان . ولم يخرج الأمريكان من فرنسا إلا بعد طلبها عندما شعرت إنها قادرة على حماية نفسها وان لها قوة اقتصادية وإدارية متحررة . وللمسلمين حصة في دفاع أميركا عن مسلمي البوسنة فعندما تفككت يوغسلافيا لم تعد الأمم المتحدة قادرة عن الدفاع عنهم ضد الصرب وأثبتت عجزها . لذا كان تدخل الاميركان ضد الصرب المسيحيين فعالا عندما قادت هجوم حلف الشمال الأطلسي ضدهم . وبقيت البوسنة متمسكة بتلك القوات دون قيد أو شرط من اجل ضمان سلامة البلاد والعباد .
وفي خضم الحديث عن الاتفاقية والشكوك التي تثار حولها . فقد نستطيع أن نجد أجوبة من خلال حديث وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس : ( إننا لا نريد ولن نسعى للحصول على قواعد دائمة في العراق . ) كان هذا الكلام من غيتس موجها إلى الكونغرس وليس للفوات الاميركية لان السياسة في أميركا لا يصنعها العسكر وإنما يصنع تلك القرارات المهمة ويرسم سياسة أميركا هو ممثلو الشعب الأميركي المنتخبون في الكونغرس . الذين أكدوا دوما على إن مطلبهم هو إحلال السلام في العراق وفي المنطقة وعدم رغبتهم في إنشاء قواعد ثابتة . وبالإضافة إلى هذا كله فان الأمم المتحدة صوتت مؤخرا لإبقاء بعثتها التي تشمل أكثر من 1000  موظف وخبير مدنيين وعسكريين في العراق لمدة عام أخر. ولم يكن انسحابها من العراق إلا بعد التفجير الإثم بشاحنة مفخخة  لمقرها  ببغداد  في 19\8\2003 الذي خلف  22 قتيلا وكان من  بين القتلى رئيس البعثة مسئول الأمم المتحدة المخضرم ( سيرجيو دي ميلو )  .
إن العراق اليوم وحسب تصريحات مسئولو الأمن في الجيش والشرطة العراقية يقومون بتدريب فواتهم وإعادة بنائها بدعم من القوة المتعددة الجنسية . وحسب مسئولين اميركين : ( إننا نتطلع إلى اليوم الذي تتولى فيه قوات الأمن العراقية مزيدا من المهام القتالية . مما يتيح للولايات المتحدة  الاضطلاع بدور المراقب . وبالتالي العودة إلى الوطن . )
إن أي اتفاق تجري الاعدادات لرسم حروفه الأخيرة ويشرف على الانتهاء وتفضي بالتوقيع عليه
من قبل الحكومة العراقية يجب أن يطرز بتعاون واتفاق جميع الأطراف العراقية على إنهاء حالة العنف الذي يحول دون قيام العراق بإعادة البناء والتحول إلى دولة قوية تأمن بالتحول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع . دون الالتفات إلى الماضي واستذكار الانقلابات العسكرية وتحكم الفرد الدكتاتور او النخبة الحاكمة
  .   [/pre]