المحرر موضوع: هل يمكن لشعبنا ان يمد قضيته بنسغ الحياة !  (زيارة 1385 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سامي المالح

  • ادارة الموقع
  • عضو فعال جدا
  • *
  • مشاركة: 164
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
هل يمكن لشعبنا ان يمد قضيته بنسغ الحياة !
سامي بهنام المالح
ستوكهولم 20/01/2006
samialmaleh@ankawa.com

ادناه مجموعة من الافكار و المنطلقات، و اثارة لقضايا حيوية و ملحة،  تهم حاضر شعبنا و مستقبله، اطرحها بهدف المناقشة و الحوار الهادف، داعيا المخلصين الى النظر بعيدا صوب الافاق الرحبة و السير الى امام و  تلمس الطريق نحو حياة افضل و مستقبل مشرق لاجيالنا القادمة.
                                               
وطنيون رغم الاهوال

رغم كل ما اصاب شعبنا الكلداني الاشوري السرياني طوال عقود و قرون قاسية، و رغم الاثار الكارثية التي تركتها سنوات الاضطهاد و القمع و التميز و الاضطرار الى الهروب و الهجرة و الاغتراب، و رغم ان الكثير من  ابناء شعبنا الذين تفرقهم التسمية و الانتماءات الكنسية و السياسية قد اصابهم الاحباط و اليأس الامر الذي ينعكس في السلبية و اللاابالية و في ضعف الايمان بمستقبل آمن افضل في ظل استمرار تدهور الاوضاع قي الوطن ، رغم كل ذلك نجد ان شرائح واسعة واعية من  ابناء شعبنا في كل مكان و خاصة في الوطن يتفاعلون اليوم  مع الاحداث و يواصلون العمل باخلاص و جدية و بكل ما يملكون من امكانات و طاقات في  تعزيز روح التسامح و السلام و من اجل الامن و الاستقرار و يساهمون في بناء الوطن و التأسيس لنظام ديمقراطي تعددي يضمن حقوق الجميع دون اي تميز .

ان انتماء شعبنا الاصيل للعراق و تعلقه بارض الوطن هو الذي يمده بالصبر و التحمل و المقاومة و المثابرة و مواجهة التحديات. ان هذا الانتماء و هذا الحب و هذا الحس الوطني انما هو النبع الذي لم و لن ينضب و هو الذي سقى و يسقي جذور شجرة و جودنا اليانعة منذ قرون طويلة خلت رغم كل الاهوال. ان هذا الحب الكبير للوطن هو الذي يجعل شعبنا و يحفزه  لكي يكون في مقدمة العراقين للعمل الجاد من اجل وقف النزيف و الفوضى و الارهاب و من اجل اعلاء شأن الوطن المشترك و الحفاظ على امنه و سيادته و استقراره و وضع مصالحه و مصلحة المواطن العراقي المقهور فوق المصالح الاخرى.

ان الوعي الوطني وقيم التسامح و السلام و المحبة الخلاقة التي تشكل ركنا ثابتا اساسيا من اركان وجودنا و ثقافتنا،  و الطاقات و القدرات و الخبرات العلمية، بالاضافة الى العلاقات الاخوية الصادقة التي تربطنا باخوتنا و اشقائنا من العرب و الكرد و التركمان و اليزيدين و الصابئة و الشبك،  تشكل مجتمعة رأسمالا كبيرا و مصدرا هائلا يؤهل شعبنا و مؤسساته السياسية و الثقافية و الدينية ان تلعب دورها في رسم صورة العراق الجديد من جهة و تشكل قوة لشعبنا كي  يرفض التهميش و لكي  يفرض نفسه كجزء من الوضع العام و ان يطرح قضيته كواحدة  من مجموع القضايا الوطنية و الديمقراطية.

الطريق صوب مستقبل افضل

ان ما لا يمكن الاختلاف عليه، عند تدارس و تحليل الوضع العراقي و تفاصيل الصراعات و التناقضات و التداعيات في كل مجالات الحياة و في كل مرافق الدولة و المجتمع، هو ان الطريق الى عراق  مستقر معافي عامر مزدهر والى بناء و استتباب نظام سياسي ديمقراطي يضمن حقوق الانسان العراقي الاساسية دون اي تميز و يضمن دستوريا الحقوق القومية الكاملة و الدينية لشعبنا،  هو طريق طويل و شاق و متعرج جدا.

غير ان هامش الحريات و تحرك العملية السياسية في ظل عدم امكان فرض سلطة مركزية قوية تفرض ارادة شريحة او مجموعة او توجه واحد اوحد، وفر و لا يزال يوفر فرصة تاريخية نادرة لشعبنا كما لجميع الشعوب العراقية و قواها الاجتماعية و السياسية كي تعبر عن ذاتها و تثير قضيتها و تدافع عن مصالها الانية و الاستراتيجية.

لقد عايشنا و لا نزال نشهد مسابقة اشقائنا الاكراد مع الزمن في استغلال هذه الفرصة التاريخية. و كذلك الحال مع القوى الاسلامية الشيعية و السنية و اخوتنا من التركمان، و ذلك  من خلال تجميع القوى و الاتفاق على خطاب موحد و استنفار كل الامكانات المتاحة و في مقدمتها الجماهير، التي شاهدنا اندفاعها للمشاركة في الانتخابات و التصويت لانتمائها و قضيتها الطائفية او القومية،  لتحقق انتصارات ستؤثر بشكل فعال على كل التطورات في الساحة السياسية و في رسم صورة العراق الجديد.
 اما نحن، شعبنا الكلداني الاشوري السرياني، بقيا نتراوح منشغلين بتعميق ازمتنا الداخلية،  و اصرينا بوعي و مع سبق الاصرار ان نشكل الاستثناء و الشذوذ.  فشعبنا و مع شديد الاسف  لم يفلح في بلورة مشروع موحد لتقديم قضيته القومية العادلة و للمطالبة بحقوقه الكاملة كشعب واحد اصيل متجذر في وطن يكاد ان يصبح غريبا و ضيفا على ارضه.
                                         
العوامل الذاتية هي الحاسمة!

ان اسباب هذا الاخفاق المرير كثيرة و متنوعة. منها ما هو موضوعي و مرتبط بالاضطهاد و الظلم و القهر التاريخي الذي لحق بشعبنا و الذي خلق الياس و السلبية و الاستسلام للقدرمن جهة،  و ادى من جهة ثانية الى التقوقع و التشرذم و الانغلاق على القرية او العشيرة او المنطقة او على  الكنيسة و الطائفة. ان اثار هذه الظروف القاهرة، التي تغيرت كثيرا، و هي في طريقها ان تتغير بوتائر اسرع، ان اثارها باقية للاسف و خاصة فعلها النفسي و الفكري و اضعاف روح الوحدة و الوعي القوميين.
الا ان الاسباب الذاتية، تلك التي تتعلق بوضعنا الداخلي و بدور مؤسساتنا الدينية و السياسية و الثقافية و الاجتماعية و بطريق فهمنا للواقع المحيط بنا و بتعاملنا مع التطورات و مواجهة التحديات و التعلم من الاخفاقات و استنفار جماهير شعبنا المنتشرة في ارجاء المعمورة، هي الاسباب و العوامل الحاسمة و الاكثر تاثير و فعالية في فشلنا و عدم نجاحنا في طرح قضية شعبنا كي تكون واحدة من القضايا المطروحة على بساط البحث في العملية السياسية الساخنة الجارية.

ان فشلنا في الحقيقة لا يتعلق و لا يتجسد في ما حصدناه من نتائج مخيبة في الانتخابات و في عدد المقاعد التي ستمثل شعبنا فحسب. ان فشلنا و اخفاقنا تجسد في تشريع تشرذمنا و تكريس انقسامنا عمليا امام الملأ،  و في تقسيم قضية شعبنا و تحييدها عن مسارها و في تفريغها من محتواها القومي و الانساني، و تحويلها الى مشكلة هامشية يعاني منها مسيحيون اقلية منقسمون على تسميات و كنائس لم و لن تتوحد.
 ان فشلنا و اخفاقنا الكبير يكمن في تعميق مشاعر الاحباط  و في اضغاف الامل، ان لم اقل قتله، عند جماهيرنا المسكينة و المغلوب على امرها. هذه الجماهير التي تحترق بين الشوق لارضها الحبيبة و الحسرة على بناء وطنها و قراها و قصباتها و التي تحلم بالامن و الامان و الكرامة و العيش بحرية و تطوير ثقافتها القومية الانسانية ،  و بين أستمرار استهلاك الطاقات  الغبي في القتال الداخلي و من اجل التسمية  او من اجل المقاعد و الوظائف و غيرها من التوافه و الصغائر.

من يتحمل المسؤولية؟

أن المسؤولية في اخفاقاتنا لمواجهة الظروف و التحديات الجديدة تقع بتقديري على:
اولا ـ كنائسنا و ابائنا الاجلاء الذين لا يريدون التخلي عن السلطة المركبة التاريخية التي منحتها لهم مواقعهم الدينية و رسالتهم الروحية. فهم  يريدون احتواء النشاط المدني و تأطير الحركة السياسية لشعبنا و قيادة الرعية بشكل مباشر احيانا و بشكل غير مباشر في الكثير من الاحيان.
لقد كانت الكنيسة المؤسسة الوحيدة لشعبنا و شكلت تاريخيا سلطة حقيقية روحية و مدنية. و تريد الكنيسة، و رغم التغيرات الهائلة التي وقعت و لاتزال تقع و بوتائر سريعة و عميقة في وضع شعبنا و وضع الوطن والمنطقة و العالم،  تريد ان تستمرفي الاحتفاض بسلطاتها  ولكن من دون ان تتحمل المسؤولية كاملة في قيادة و ضع شعبنا و الاستجابة لتطلعاته و وقف النزيف الذي اصاب جسده و خسارة مواقعه و ارضه التاريخية.
علينا ان نتجرأ على قول الحقيقة و ان كانت مرة. الحقيقة هي ان انقساماتنا الكنسية و الاصرار المميت على استمرارها و استمرار عدم وجود حد ادنى من التفاهم و التعاون و عدم المبادرة الى الدعوة الصادقة و الصريحة الى وحدة الرعية المنتمية الى كنائس عديدة و الانفتاح على بعضها و تكاتفها كشعب واحد، هو مرض مزمن قاتل ينخر بروحنا و جسدنا  و خطير جدا على وجودنا وعلى حاضرنا و على مستقبلنا.
قداسة البطاركة الاجلاء  يشاهدون جليا ما يجري على الارض و ما تؤول اليه امور رعيتهم كشعب و كخصوصية و كثقافة و كلغة و كأرض.
وهم يشاهدون يوميا استمرار الهجرة و اقتلاع المزيد من اهلنا من جذورهم في ارض العراق. وهم يشاهدون الشعوب و المجموعات الاخرى تتوحد وتتقوى و تندفع من اجل مصالحها. و مع كل هذا فهم لا يبادرون الى استخدام مكانتهم العظيمة عند رعيتهم المطيعة  من اجل تجاوز التشتت و الانقسام و التشرذم و التخندق الكنسي.
لقد لعب بعض الاباء من مختلف كنائسنا دورا سلبيا في تغذية الاشكالات و التناقضات و الاختلافات،  و ينشغل بعض اخر منهم في مهام و نشاطات لا علاقة لها بالجانب الروحي و بالايمان،  و تحول اخرون الى منظرين قومين ممتزجين بين الانتماء الكنسي و القومي لتعقيد الامور و بناء المزيد من الحواجز و العوائق في طريق لملمة الشمل و توحيد قضيتنا القومية و ترسيخ عوامل وحدة شعبنا.
طبعا كان هناك مجموعة اخرى من ابائنا الموقرين  و من مختلف كنائسنا،  كانت رائدة و مبادرة و فعالة في محاولاتها من اجل التأسيس لحوار و تفاهم و لخلق الارضية الطيبة لمعالجة اوضاعنا الداخلية. طوبى لهؤلاء و املنا ان يتزايد عددهم و ان تستمر جهودهم الخيرة و الطيبة.
ان مستقبل شعبنا يضع كنائسنا المتعددة و ابائنا الاجلاء أمام  الخيار الوحيد، وهو خيار التواصل و الحوار و التفاهم و الاتفاق على حد ادنى من المنطلقات و المهام المشتركة،  التي ستحفز و ستدفع الرعية و مؤسساتها المختلفة الى التماسك و الايمان بمستقبل واحد على ارض الوطن الام.
عليها ان تكون النموذج المبارك لزرع الامل و المحبة و ثقافة التعاون و التكاتف بيننا جميعا من كل كنائسنا الكلدانية الاشورية السريانية كأبناء شعب واحد. عليهم دعوة الساسة و المثقفين و الناشطين و كل المخلصين الى أعلاء شان الشعب و وضع المصالح العليا فوق غيرها من المصالح، و لكن دون ان تتدخل في شؤونها و من دون التحيز لهذا الطرف  او ذاك.

ثانيا ـ  احزابنا السياسية. الجماهيرية منها او التي لا تملك غير هيكلها العظمي.
 الحركة الديمقراطية الاشورية ـ زوعا ـ  تتحمل مسؤلية كبيرة لانها رائدة و جماهيرية و قوية، بمعنى انها تمتلك المستلزمات اللازمة لصياغة مشروع سياسي وطني قومي  بروح ديمقراطية، برنامج  يستجيب للواقع على الارض و يتفاعل مع اراء و وجهات نظر شرائح واسعة من الناشطين و المثقفين الذين يعملون من اجل وحدة شعبنا و تحقيق امانيه و تطوير قضيته العادلة.
الحركة الديمقراطية الاشورية لها رصيدها و لها تاريخها النضالي و حققت انجازات لا يستهان بها،  الامر الذي يجعلها امام مسؤليات اكبر في معالجة اشكالات شعبنا الذاتية و جذب كل المخلصين و التعاون مع الكل من خلال الاحترام المتبادل و الاستماع الى الراي الاخر و قبول الانتقادات البناءة والحوار الجاد و المسؤول و صولا الى تحديد القواسم المشتركة و انجاز البرنامج النضالي المشترك.
انتظر الكثير من الاخوة الحريصين على تطور زوعا و تطوير نضالها  ان تقدم قيادة زوعا المبادرات و التوجهات الاكثر جدية و الاكثر وضوح،  و تصور الكثيرون   ان هذه المبادرات  ربما تأتي و تصاغ في مؤتمر زوعا الذي كان له ان يعقد منذ فترة طويلة، اي قبل صياغة الدستور و قبل الانتخابات الاخيرة لاهمية ذلك و تجاوبا مع التطورات و التغيرات.
 ثمة ملاحظات و و جهات نظر و انتقادات هادفة و حريصة  تقدم  الى قيادة زوعا،  تتعلق في اغلبها بطريقة تعاملها مع الجماهير و الاطراف السياسية الاخرى و مع المؤسسات الثقافية و الاعلامية و بقضية تعميق الديمقراطية في العمل و محاولة الاستئثار بالقرار و بالمكاسب و المقاعد و الوظائف و غيرها من الامور الاخرى. غير ان هنالك شعور عبر عنه الكثير من الاخوة حتى في و سائل الاعلام وهو ان قيادة زوعا لا تريد التفاعل مع ما يطرح عليها و لا تلتفت الى الانتقادات الموجهة اليها،  و انها  ربما مصابة بالنرجسية و روح الاستعلاء حد الاستخفاف بكل ما يتعارض مع طروحاتها و مع ما تريده و  تقرره هذه القيادة.

كان تراجع قيادة المنبر الديمقراطي الكلداني عن نهجه الذي تبناه في الفترة التي سبقت انعقاد مؤتمره التأسيسي، و التراجع حتى من معظم المنطلقات التي تبناها المؤتمر فيما بعد،  و الانحسار في المشروع الانقسامي بحجة تقوية الكلدان، كان له تأثيره السلبي على مجريات الامور و على مواقف شرائح واسعة مخلصة و فعالة من الكلدان الذين عولوا على المنبر كي يكون طليعيا لتعبئة الكلدان كجزء من شعبنا الواحد مح اخوتهم الاشورين السريان.
لقد تحول المنبر، من تجمع كاد ان يصبح جماهيريا رائدا مناضلا من اجل تعزيز وحدة شعبنا  وقاطرة للمشروع الوحدوي،  تحول الى مجموعة منعزلة و الى جزء من مشروع الحزب الديمقراطي الكلداني الذي نادي و لا يزال،  بل و عمل من اجل تجزئتنا الى ثلاث قوميات.

يتحمل المتعصبون من الكلدان و من الاشورين الكثير من المسؤولية. فهم بقتالهم و تعصبهم الاعمى يلهون شعبنا بامور ثانوية و يحطمون اواصر الوحدة و عواملها التاريخية و يزرعون الضغينة و الحقد. ان هؤلاء،  و الكثير منهم لا يزال يعزف على و تره المعهود  دون ان يفهم ما يجري لنا جميعا في ان واحد و لا يفهم بان مصيرنا واحد، يواصلون الكتابة و الدعاية و التحريض الرخيص،  و يحاولون استغلال الكنيسة و مواقف ابائنا بل و توريطهم في ما هو بالضد من جوهررسالتهم الروحية.
من المؤسف ان عدد كبير من هؤلاء الاخوة المتعصبين ينضوون تحت خيمة هذا الحزب الكلداني او ذاك  الاشوري،  و يكرسون جل نشاطهم الذي هو محدود جدا، لمحاربة بعضهم البعض. ان نشاط هؤلاء الاخوة موجه في الحقيقة، علموا بذلك ام لم يعلموا، موجه بالضد من مصلحة شعبنا و قضيته العادلة،  و هم بالتالي يقعون عاجلا ام اجلا في مصيدة اعداء شعبنا،  و يتحولون الى اسماء و وجوه منتفعة مدعية و الى ورقة يمكن استخدامها بالضد حتى من احلامهم الصغيرة.

ثالثا ـ النخب المثقفة و الواعية المستقلة التي تعمل في او تقود مؤسساتنا الاعلامية و الثقافية و الاجتماعية. هؤلاء و انا واحد منهم لم يفعلوا كل ما بامكانهم. الكثير منهم لا يفهم اهمية هذه المؤسسات في تحشيد الجماهير و تطوير الوعي الوطني و القومي و العمل الابداعي. 
و اغلبها تتردد في اتخاذ المواقف و طرح الاراء و توجيه الانتقادات البناءة  و التهيئة للحوار الحر الهاديْ الموجه و النافع، و للاسف فان البعض من هؤلاء و قع في فخ الانتهازية و الانتفاع من هذه المؤسسات او من الاحزاب و الكتل المتنفذة.
لم نفلح في خلق حركة ثقافية واسعة  فعالة تغذي امال شعبنا و تعزز دوره كشعب واحد  معطاء منتج فكريا و ثقافيا و اعلاميا و كصاحب قضية ذات مميزات وخصائص اصيلة، رغم وجود و نشوء العديد من المراكز الثقافية و الاعلامية النشطة و الجدية  في الكثير من القرى و المدن او في دول الغربة.

أهمية ممارسة النقد الذاتي

ان ممارسة النقد الذاتي هي مهمة ملحة و نضالية على كل مؤسساتنا و احزابنا السياسية مواجهتها. فالهروب من تحمل المسؤولية و لوم الاخرين و اتهامهم و  التغني بالماثر و الانجازات لا يجدي نفعا. ان من يمارس النقد الذاتي انما يخطط و يهيْ للتطور و السير الى امام و ذلك من خلال تسليط الضوء على مواقع الضعف و الخلل و من خلال  استخلاص الدروس و العبر و التقيم الموضوعي للصواب و الخطأ. ان المؤسسة او الحزب او حتى الفرد الذي يمارس النقد الذاتي بشفافية و بجرأة سيكسب من دون شك احترام و تقدير و ثقة الجماهير و يثير اهتمامها و يساهم جديا في تطوير و عيها.
ان رفض التهميش و التشتت و الحرمان، وعدم الاستسلام و رفض اليأس و التطلع الى مستقبل افضل كمواطنين من الدرجة الاولى على ارض ابائنا و اجدادنا، يتطلب وضع النقاط على الحروف ومواجهة الواقع و  تقيم الامور و استخلاص الدروس بغية رسم الخطوات القادمة و بغية تجاوز الاخطاء و النواقص. ان هذه ليست دعوة لجلد الذات كما يحلو للبعض تسميتها. انها دعوة لمعرفة الذات و لتحديد مكامن القوة و الضعف و للتعلم من الحياة و تعقيداتها و مصاعبها. انها دعوة للتأمل الواعي و المسؤول و النظر بعيدا نحو الافاق الرحبة،  و هي دعوة لرفض الاستمرار في المهاترات و نهش الاخرين و البحث بدلا من ذلك عن كل ما يعيق تطورنا و تقدمنا و انعتاقنا.

قضايا توحدنا من اجل مستقبل افضل مشترك

ثمة قضايا هامة اساسية و حيوية في حياة شعبنا، قضايا تهم الجميع و تهم حاضرنا و مستقبلنا،  لا بد من تناولها و مناقشتها من قبل مؤسسات شعبنا و احزابنا و جماهيرنا، و لابد من الالتقاء و التحاور و التكاتف من اجل اتخاذ المواقف المشتركة ازائها.  و من هذه القضايا:
ـ تمتين علاقاتنا مع الشعوب الشقيقة و في مقدمتها الشعب الكردي،  و ذلك على اساس الاحترام المتبادل و عدم التدخل بشؤننا الداخلية،  و التعامل معنا كشعب اصيل تمتد جذوره عميقا في ارض الوطن و له خصوصياته و مقوماته القومية و ليس كاقلية مسيحية طارئة.
ـ  المطالبة الدائمة و الاصرار على اخذ اوضاع شعبنا بنظر الاعتبار عند اختيار ممثلين لنا الى مجلس النواب. فالنظام الانتخابي المعمول به يجحف بحق شعبنا المنتشر و المشرد في كل مكان. علينا المطالبة المستمرة بتخصيص كوتا اي عدد من المقاعد لنا ننتخب نحن بحرية ممثلينا لاشغالها كما كان معمولا به في الانتخابات الاولى التي جرت في اقليم كردستان.
علينا ان لا نيأس و ان لا نستسلم و ان نطالب بحقنا جميعا كشعب واحد، و ان نعي بأن طلبنا و نضالنا هذا انما هو عمل مشروع و ديمقراطي و يؤدي الى تعزيز الديمقراطية و ترسيخ علاقات متكافئة بين ابناء العراق كافة. طبعا من مصلحتنا تشجيع الاشقاء من التركمان و الصابئة و اليزيدين للعمل من اجل ذات الهدف.
ـ العمل الجاد للحفاظ على الطابع القومي و الديني لقرانا و مدننا الصغيرة و عدم القبول بالتجاوز على الاراضي و قضمها بحجة بناء المؤسسات و فتح الطرق و غيرها من المشاريع التي يجب ان تراعي و ضعنا و خصوصيتنا.
ـ المطالبة ببناء القرى المهدمة و اعادة القرى المهجرة و المسلوبة و توفير الامن و الامكانات المادية للعوائل التي تريد الرجوع اليها و السكن فيها.
ـ  توفير المستلزمات و السكن للعوائل التي تهرب من الارهاب في مناطق الجنوب و بغداد و المطالبة باسكانهم في مناطق قريبة من قرانا في سهل نينوى او في اربيل.
ـ  العمل على تبني مشاكل مئات بل الالاف من  العوائل الهاربة و الموجودة في الاردن و سوريا و محاولة اقناعها للرجوع الى الوطن من خلال توفير مستلزمات الحياة و الامان و في مناطق قريبة من تواجد شعبنا في سهل نينوى و اربيل.
ـ  تطوير لغتنا الجميلة و مؤسساتنا التعليمية و التربوية و محاولة تقريب اللهجات و المحافظة على التراث و تطويره.
ـ  التنسيق و التعاون الاعلامي و الثقافي من اجل التعريف بتاريخ شعبنا و ثقافته و الرد العلمي و المنهجي على محاولات مسخ قضيتنا و تاريخنا وانتمائنا لوطننا العزيز.
ـ  مطالبة الاثرياء و من لديهم الامكانات الاقتصادية في استثمار اموالهم في فتح المشاريع الصناعية الملائمة و تطوير الزراعة و الرعي في مناطق تواجد ابناء شعبنا.
ـ العمل على تشجيع الحوار و تنظيمه و التهيئة من خلاله لعقد اجتماعات و لقاءات موسعة و  مستمرة يشارك فيها كل مخلص يريد المساهمة و التعاون و تقديم و مناقشة الافكار و التوجهات التي تخدم قضية شعبنا و تخدم تطور و طننا العراق. كل ذلك و صولا الى تشكيل مظلتنا القومية الشرعية بأستقلالية و بشكل حضاري و ديمقراطي.
ـ التعاون و التنسيق مع القوى الديمقراطية و المؤمنة بحقوق الانسان و الساعية الى السلم و الاستقرار و التقدم في عموم البلاد.
ثمة بالتأكيد  قضايا و مفاصل اخرى عديدة و هامة تحتاج الى المناقشة و الدراسة. أن هذه القضايا مجتمعة تكفي لكي تثير اهتمام كل ابناء شعبنا و تستحق ان تكون الارضية المشتركة للعمل المشترك و الاطار الواسع للم و لجمع مؤسسات شعبنا الدينية و السياسية و الثقافية و الاجتماعية.
ان تناول هذه القضايا و محاولة معالجتها بشكل جماعي تشكل عملية حيوية يشارك فيها الجميع كل حسب امكاناته، و يمكن ان تؤدي الى رسم و  تبني برنامج عمل متكامل و جدي، يستوعب تنفيذه و العمل من اجل انجازه طاقات الجميع و تحرك الكل و في اتجاه واحد. [/b] [/size][/font]