المحرر موضوع: الحقيقة الضائعة في خطاب السيد ملا بختيار  (زيارة 1802 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ايفان جــاني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 197
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الحقيقة الضائعة في خطاب السيد ملا بختيار


ايفان جاني

كان للخطاب الذي ألقاه السيد ملا بختيار بإسم فخامة رئيس الجمهورية السيد جلال طالباني في إفتتاح مؤتمر الكتاب والآدباء السريان المقام بمدينة السليمانية بتأريخ 14/12/2008 وقع إيجابي جيد على سامعيه وقارئيه،خصوصاً أبناء شعبنا(الكلداني الآشوري السرياني) لكونهم يمرون بضروف قاهرة صعبة،ولإعتراف الأول بالأخطاء التي إرتكبتها بعض القيادات الكردية في حقب زمنية ماضية بحق هذا الشعب،بهذا الخطاب يكون السيد بختيار قد خطى خطوة صحيحة لتحسين صورته الشخصية أيضا أمام أبناء هذا الشعب، بعد التصريحات الغير مقبولة التي أدلى بها لأحد المواقع الألكترونية في الفترة الماضية حول موطنهم الأصلي.
بداية أشكر فخامة رئيس الجمهورية والسيد بختيار على نصرة الحقيقة وموقفهم هذا تجاه شعبنا ،أملين منهم أن يبقوا على نفس المنوال في كافة المناسبات والإستحقاقات الأخرى التي شعبنا بصددها وباتت قريبة.
الغاية من كتابتي لهذا المقال هي لتصحيح الأخطاء ووضع النقاط على الحروف في بعض المسائل الحيوية التي تطرق إليها الأخ بختيار في خطابه،كما إني أتأسف على الصحفيين من أبناء شعبنا الآشوري الذين لم يعلقوا عليها وباتت كما هي ،وهذا ليس من أخلاق الصحفي والصحافة.
لقد تطرق السيد بختيار في خطابه إلى الأخطاء والجرائم التي إقترفها بعض القادة الأكراد بحق الشعب المسيحي في الشرق الأوسط ،في مقدمتهم إغتيال البطريرك ماربنيامين شمعون على يد سمكو الشكاكي ومذابح بدرخان بك ،كما تناول موقف الكنيسة ومار بنيامين شمعون في إيواء زعيم الأمة الكردية الشيخ عبيد الهت النهري .
الأخ بختيار لم يذكر في خطابه الحقيقة كاملة وكما يجب أن تقال ،بل حاول التملص والتهرب من بعض أجزائها الحساسة والمهمة ، لتفادي الوقوع في سين وجيم ولإرضاء الجميع،لربما لايفهم القاريء المغزى من كلامي هذا ،لذا سأبسط المسألة وأوضحها.

السيد ملا بختيار الشخصية المناضلة والمعروفة في الإتحاد الوطني الكردستاني، يعرف جيداً بل وأكثر من أي آشوري بأن سمكو الشكاكي إغتال مار بنيامين شمعون البطريرك الآشوري والقائد الروحي للأمة الآشورية ،سمكو غدر به في داره وهو في ضيافته وأرداه قتيلاً هو ومن كان معه من مرافقين،في الوقت الذي كان ماربنيامين شمعون قد حضر للإجتماع مع سمكو وعلى طلب الأخير لمناقشة مسألة إقامة دولتين متحالفتين قويتين (للأكراد والآشوريين)،كذلك الحال بالنسبة للمجازر التي قام بها بردخان بك أمير بوتان ، فهذه المجازر كانت موجهة للآشوريين لاغيرهم،والذي أوى الشيخ عبيد الله النهري ونجاه من بعد الإنقلاب ، كان الشهيد الآشوري البطريرك ماربنيامين شمعون ،المرافقين الذين حموا الشيخ عبيد الله النهري، كانوا مسلحين آشوريين ،الكنيسة التي ألقى فيها الشيخ خطابه الشهير كما ذكر السيد بختيار كانت كنيسة آشورية أيضا،الحكومات المتعاقبة على سدة حكم العراق والدول المجاورة سعت وتسعى لطمر اللغة والثقافة والهوية والتأريخ والوجود الآشوري،فلماذا اللف والدوران والتهرب وتشويه التأريخ ولصالح من!؟المثل يقول (الحق أبلج والباطل لجلج) نعم فالحقيقة كالشمس لايمكن إخفائها بالغربال،أنا على يقين بأن السيد بختيارعلى دراية بكل هذه الحقائق ، لكنه كما ذكرت فضل ذكر الأسماء القومية والدينية والمذهبية مخلوطة لينتج منها عصيراً يرضي به كل الأذواق القومية والدينية والمذهبية على الساحة الكردستانية،لكني أذكر السيد بختيار وهو كاتب وصحافي وناطق بإسم حزب كبير، بأن قول الحقيقة واجب ولو كانت مؤلمة ولايتقبلها البعض،لقد كان بالأحرى بك ياسيد بختيار أن تسرد الأحداث التأريخية كما هي دون إضافة أو إستقطاع ،أو عدم التطرق إلى أحداث ناقصة.
أتمنى من القاريء الكريم أن لايرى في كلماتي هذه تطرفاً قومياً،لأني بصدد كشف الحقيقة،فإن كنت آشورياً حقيقياً واؤمن بإخوتي مع الكلدان والسريان فلماذا سأمتعض عندما أسمع عن بطولاتهم ومواقفهم الرجولية والإنسانية،أليست كل هذه البطولات أوسمة تزين أعناقنا جميعاً؟إن لم تكن كذلك فأنا متعصب بلا شك.

مقالي هذا غير موجه لأية جهة وماهو إلا تكملة للحقيقة وتصحيح لبعض الكلمات التي ستبقى وتكون تأريخاً وسنكون جميعنا مسؤولون أمامه.

أنا أشكر جرأت فخامة رئيس الجمهورية والسيد بختيار في الإعتراف بالخطأ وهذا عامل قوة وفضيلة ،كما إن التأريخ المشترك بين الشعبين الآشوري والكردي حافل بالتضحيات والمواقف الرجولية والإنسانية  وفي أصعب الضروف وأعسرها ، وأقرب الأمثلة والأدلة على هذه العلاقة ثورتي( أيلول1961 وكولان 1976)،كما إن الإخوة الكردية الآشورية حلقة متينة وتأريخية عريقة  لم ولن يستطيع المتطفلون الحاقدون من إضعافها مهما حاولوا وبذلوا من جهود،ختاما لم يبقى لي إلا أن أمجد كل الأبطال الذين وهبوا حياتهم على مذبح الحرية من أبناء كلا الشعبين المناضلين الكردي والآشوري.