المحرر موضوع: عرش بلقيس  (زيارة 1303 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مالكةعسال

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 2
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عرش بلقيس
« في: 22:06 23/01/2006 »
ٌٌتسللتَ إلى الحانة، وبعد التراشق بكلمات سرية دقيقة تفقد عذريتها تحت المجهر؛حملت ماتحتاجه من قوارير الخمر،واقتنيت مستلزماتها، ثم امتطيت شاحنة مشغلك بمعية صديقتك، توا إلى المكان حيث رفقاء الوعد ينتظرون...المكان الذي اعتاد مجيئك ومن معك، لتفرغ في أفواهه عاهات أفرغها قبح الزمن دفعة واحدة، فتكدست تحت الضلوع.... تطوي أو تردم جراحا معتقة منذ الولادة، علقت بظهرك كالإرث المحظور، تدائب في الكبد على الحفر بالمعاول،فتسيل دمعا مالحا ليخربش فضاءك، ويعتم مسيرتك، فتنصهر البداية في النهاية، وفي آخر المطاف ينشرك قصة مغلقة في طريق تتكثل بمسارب التيه...اتخذت وأصدقاءك الصخور مقاعد؛ تتقابل العيون جاحظة، تتوالى مجازات الانتظار،ولهفة جامحة تدفع الأنامل إلى ملامسة القارورة، وبفتحها تستأنف مطاردة شبح الزمن، وغرس غصن الروعة في جثته،بفتحها تنبش في القدر، لتدفن الأثقال المطولة،وبالتالي تسقط الأوزار المحمولة على القفا !...يندس الحلم في رغوة كلام حين تحلق الكاس الأولى في الأجواء، لتصافح جفاف الشفاه المَضنية ، وتفرغ حمرتها في الحلوق الشاحبة ، فيسري دفؤها عبر الشرايين والمسام، لتصب بردها على المشتعل من الألم حتى تطفئ لهبه الحارق...ترفرف الكأس الثانية، فتضيف شحنة زائدة ، يتكهرب الدماغ ، تطير بك فراخ النشوة، تخترق الأحجبة الممتدة ، فتصبح الصخرة عرش بلقيس، والمستنقع مسبح كيلوباترا ، والصحراء واحة نخيل، والغراب كناريا وأنت ملك الكون ، تسوي جلستك البهية، وترخي أطناب جسدك لنغمة قزحية، تطفو بك في الآماد النائية...فتشتعل بيارق الشهوة ، لشيء مفقود لاتدري ماهو؛ ومن أعاليك تتدلى كتلة مرتخية تتأرجح بين خصلات الريح، تريد ولا تدري ما تريد، أو تريد ولا تريد في آن واحد ...تسري فيك قوة عملاقة قد تفتت العالم في غضة طرف كقوة "الهيلك " تماما أوأكثر، فتجتاحك رغبة مدهشة تعلن في الخفاء مسح هذا الدرب العكري بجرة واحدة، وقطع أواصر عفونته الشاقة، ثم تشييد صرح فسيح بحلل رائعة، لتعيش عيشة راضية مرضية، في فضاء أنيق لا يمسه إلا المتطهرون؛لقد صرت نبيا تلك اللحظة بفتوى الصواب-هكذا بدا لك- وأنت ساعتها لا تعرف الصواب من الخطأ !... وقت قصير يمر فتنسل تحت عيون الليل المُطبَقة إلى الشاحنة، على غفلة رفاق يطربون لحفيف هبات النسيم المتلاحقة ، يرشفون لبن الخدر قطرة قطرة ، غير مبالين، تائهين في فتور قدسي لا محدود...تمخر عباب الحلكة في اتجاههم ، لتبتلعهم مدغة واحدة...تعالت صرخة إنقاذ مرتابة لينفذوا بجلدهم..ففر الكل من موجة القتل المباغثة...
.....هنيهة وينزلك الشرطة مغلول المعصمين؛ والبنت بين العجلات في كفنها الاحمر ، تتجرع آخر رشفة !...