المحرر موضوع: ردعلى السيد توما شماني ، حول إتهامه البيشمه ركه بتهجير المسيحيين من الموصل .  (زيارة 1438 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل منصور سناطي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 896
    • مشاهدة الملف الشخصي
ردعلى السيد توما شماني ، حول إتهامه البيشمه ركه بتهجير المسيحيين من الموصل .

     كتب السيد توما شماني في جريدة اكد الغراء الصادرة في كندا- في العددين 173 و174 ، متهماً البيشمه ركه
بشكل صريح بتهجير وتشريد المسيحيين من مدينة الموصل ، وخلاصة ما جاء في المقالين المذكورين :
- الأحزاب الكردية ناكرة للجميل .
- لولا الطائرات الأمريكية ، لما كان لكيانهم وجود ، حيث حمتهم من الإنتقام الصدامي ، وبقوة السلاح يمددون كيانهم .
- 80% من الشعب الأمريكي من المسيحيين  ، ولولا الأمريكيين لعلق صدام البارزاني والطالباني بعد قطع ...
ولرش السليمانية واربيل بالغازات السامة ، ولإجتاحت تركيا ما يعرف بكردستان ولركع البارزاني أمام الأتراك
وقبل بساطيلهم .
- المعروف أن المجرمين البيشمه ركة يمنعون المسيحيين من العودة إلى ديارهم .
- يجب إرسال البارزاني وصنوه الطالباني إلى محكمة دولية .
- البارزاني الجديد هو جنكيزخان العصر .
- العراق يعيش عصراً بويهياً سلجوقياً لا دينياً بارزانيا ، يرتع فيه أصحاب القنابل المتكنكة في التفجير من بعيد.
- البيت الكردي في تورنتو ، جلمود صخر لا يرى ولا يسمع ولا ينطق ، ويبدو إنه راض في تفجير وتشريد 1400 عائلة مسيحية ، وبيوتهم يحتلها البيشمه ركة .
- القيادة الكردية ( تكرّد) الأقليات العراقية .
   
    ولإلقاء الضوء على ما جاء في المقالين آنفي الذكر نرى صيغة المغالاة طاغية بشكل منفر ، وقد ساق الأخ شماني إتهاماته دون دليل دامغ أو أدلة ثبوتية ، فالمتهم يبقى بريئاً إلى أن تثبت إدانته ، وذلك للأسباب التالية :
- إن كلمة البيشمه ركة تعني فدائي ، وقد أثبتوا في ساحات الوغى بإنهم هؤلاء الأباة المدافعين عن
الحق ضد الظلم ، وقد روت دمائهم الزكية أديم كردستان جنباً إلى جنب مع بقية المكونات الأخرى من يزيديين وشبك وأرمن وتركمان وأبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري ، وهذا لا يحتاج إلى إثبات فهي حقيقة معلومة للقاصي والداني ، ضد الحكم الدكتاتوري القمعي ، فمن غير المعقول من ذاق مرارة الظلم أن يظلم الآخرين .
- نتفق مع الأستاذ شماني حيث الطائرات الأمريكية هي التي حمت الأكراد من صدام بعد غزو الكويت ، وتحميهم الآن من تركيا ، ولكن عندما يقول أن 80% من الأمريكيين مسيحيين ، وأن الأحزاب الكردية ناكرة للجميل ، فنقول ما علاقة هذا الربط بين مسيحية امريكا ، وتشريد المسيحيين من الموصل ؟ حيث من المعلوم أن السياسة الأمريكية لا دخل للدين فيها ، فهي دولة علمانية تتصرف وفق مصالحها كبقية دول العالم .وإن المسيحيين في العراق ليسوا تابعين لأمريكا أو أي اجندة خارجية  اخرى ، فهم سكان العراق الأصليين تاريخياً .
- أما أن البيشمه ركة يمنعون عودة العوائل إلى ديارهم ، فهو قول يفتقر إلى المصداقية ، فما قدمه الأكراد
من مساعدات وحماية للعوائل النازحة هرباً من الأرهابيين ، فكانوا لهم الملجأ الأمين الصادق المعبر عن عمق اواصر المحبة والمصير المشترك  وحسن النية ، بشهادة العوائل المهجرة قسراً ، فلا يمكن أن نطلق الأحكام
جزافا ، والإتهامات شمالا ويميناً  دون أدلة ثبوتية دامغة ، فالأكراد بعد هذا النضال الطويل والمرير لن يقعوا في
مثل هذا المطبّ وليسوا في مثل هذا الغباء ، حيث لديهم عشرات المنظمات السياسية والإنسانية في مختلف دول
العالم وخاصة الدول الأوروبية ، فهل من مصلحتهم تشويه سمعتهم دوليا؟ ، وهم بين فكوك الكماشات العربية والتركية والفارسية ؟ إن هذا الأحتمال ضعيف جداً وخلاف المنطق ، ثمّ ما هي مصلحتهم في تهجير العوائل
المسيحية المسالمة ، مع وجود الروابط التاريخية والجغرافية والديموغرافية المتداخلة والمتشابكة فيما بينهما من نضال مشترك غزير ، ثمّ إن التحقيقات ستكشف عاجلا أو اجلا من يقف وراء الحملة المسعورة ضد المسيحيين.
وكل الإستقراءات تشير إلى ما يسمى دولة العراق الإسلامية المرتبطة بالسلفيين السعويين والملتقية مع المصالح
الإيرانية في خلق البلبلة والفوضى في العراق ،هي من قامت بهذا الإجرام بحق العوائل المسيحية وحسب بيانهم .
- ترى من هجّر العوائل المسيحية والمندائية من البصرة وبغداد وخاصة ( الدورة ) وديالى وصلاح الدين وغيرها من محافظات العراق ؟ هل كانوا البيشمه ركه أيضاً ؟ ، لقد أثبتت التحقيقات أن البيشمه ركه لا علاقة لهم بتهجير العوائل المسيحية في الموصل ، ومن الممكن أن يكون ما يسمى بأنصار الأسلام المرتبطين بالقاعدة
وأن بعض عناصرهم من الأكراد ، وهو تنظيم ديني إرهابي ، خاض البيشمه ركه معهم معارك ضارية في كردستان وخارجها ، وهذا معلوم لأكثر السياسيين من المحتمل أن يكون لهم ضلع فيما حصل .
- ولا ننسى كيف كانت كردستان ساحة نضال للقوى اليسارية والوطنية الهاربة من بطش الحكم الإستبدادي ، وإن الأكراد غير مرتبطين بأجندة خارجية ، وإنما هدفهم المحافظة على كيانهم ووجودهم ، وهذا لا يتحقق إلا
بالمحافظة على حقوق الآخرين .
- والمتتبع الحاذق الحصيف يرى أن سياسة الأكراد خالية من العنف ، ويقفون بالضد من حزب العمال الكردي في تركيا الميال للعنف  ، ويريدوا أن يثبتوا للعالم إنهم حريصون على الديمقراطية وحقوق الآخرين .
- أما وصف البارزاني بجنكزخان العصر ، فهو قول فيه الكثير من التجني ، حيث تصريحات البارزاني ولقاءاته مع مكونات شعبنا في العراق والمهجر ، والمقرونة بالفعل والعمل الميداني المؤثر ، يدحض ما ذهب إليه الأخ شماني ، وإن عشرات القرى  والكنائس المسيحية التي أعيد بنائها ، وتوفير الخدمات الممكنة ، قد تفوق على ما قدم للقرى الكردية الأخرى ، إثباتا لقوة الروابط بين شعبنا الكلداني السرياني الآشوري والشعب الكردي المخلص الذي أقر بحق شعبنا في الحكم الذاتي وثبّته في   دستور الأقليم    ، وما تشهده كردستان من إستقرار ورفاهية وعمران وتطور في كافة الميادين قياسا إلى بقية انحاء العراق يثبت ما ذهبنا إليه ، لكن لا يمكننا أن ننكر وجود
سلبيات وأخطاء في كردستان هنا وهناك ، مع وجود المحسوبية والمنسوبية ، نأمل أن تعالج وأن لا تتكرر .
    أخيراً نقول مع إحترامنا ومودتنا للإستاذ توما شماني ، إن التسرع في إطلاق الأحكام على عواهنها قد لا تأتي
بالنتائج المرجوة ، وإن التروي والركون إلى القرائن الثبوتيةهو الطريق الصائب للوصول إلى كبد الحقيقة ، عسى أ ن تعلن الحكومة العراقية نتائج التحقيقات وتعلن من كان وراء تلك الجرائم بحق العوائل المسيحية ، ودون تغطية أو مواربة ، فالشمس لا يمكن أن تغطى بغربال ، والحقيقة الساطعة ستظهر جلية طال الوقت أم قصر، وعندها يكون لكل مقام مقال .

                                                                                                منصور سناطي