المحرر موضوع: السريان00 مفردة كيان وهوية امة نجيب ياكو  (زيارة 1541 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل د. بهنام عطااالله

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1509
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السريان00 مفردة كيان وهوية امة   

نجيب ياكو / بخديدا

إن هدف و غاية الشعب السرياني في بلاد النهرين هو تحقيق الوحدة القومية من جديد بعد أن فرقهم الأغراب الغزاة والأطماع الأجنبية والاجتهادات الدينية إلى  فرق وطوائف لا تمثل إرادته الحرة وكيانه التاريخي و هويته القومية 0 وما ظهور الحركات والتيارات السياسية الكثيرة والتي تتسم بالعقلية الطائفية والمنهجية العنصرية إلا دلالة واضحة على المسافة الكبيرة التي تفصل بين قياداتها والشعب الذي تريد تمثيله  بحجة تحقيق المكاسب و الانتصارات الوهمية والخيالية التي حصلت عليها من الظروف الاستثنائية الحادة تحت اسم التحولات                     الديمقراطية التي تشهدها البلاد 0
إن تقسيم الكيان الواحد إلى كيانين مستقلين وبلغة واحدة مشتركة لكللاهما على الرغم من أنها لم تتشابه ولم تتماثل مع أي اسم من أسماء الطائفتين المنفصلتين 0  وهذا إن دل على شيء إنما يدل على جهل الممثلان السريانيان( المسيحيان) بان اللغة تمثل العامل الأساس والمهم في تكوين أو نشأة أية امة عريقة 0 وذلك لان اغلب أمم العالم القديم وشعوبها الأصيلة تنعت باسم لغاتها التي تتفاخر بها 0وعليه كان المفروض والمطلوب إثباته أن يصوغا لغتين جديدتين أو أن يبحثان عن لغتين قديمتين قبل أن يكتب اسميهما في الدستور الجديد (الدستور/المادة 4 و 121 ) 0                                                                                 
إن الأمة السريانية الجديدة الوريثة الكاملة للأمة الآرامية القديمة تمتلك كامل المقومات للوجود والبقاء  من لغتها الآرامية التي تمثل اللغة السريانية الحالية 0 والتي استطاعت أن تطفوا على السطح وتبرز ذاتها لكل القبائل والأقوام المتعاقبة على ارض أوروك ومن  ثم توحدها 0 ولذلك أطلق المؤرخون على هذه البلاد ببلاد الآراميين كما اسماها أبينا إبراهيم آرام النهرين (تكوين/ 24 : 10 ) 0ولذلك ايضاً أكد أبينا يعقوب بلسانه : إن أبي  كان آراميا تائها (تثنية الاشتراع / 26 : 5) 0 وبالإشارة إلى ذلك لا نجد غرابة في أن يتكلم أبناء بلاد بابل وأشور بهذه اللغة السامية ( اشعيا/ 36: 11 ودانيال / 2: 4 ) 0
إن اللغة الآرامية التي أخذت اسمها من اسم آرام الابن الخامس لأبينا سام بن نوح واللغة السريانية التي اشتقت اسمها من اسم أشور الابن الثاني لنفس الأب والجد ( تكوين 10 : 1 و 22) 0 ليدل دلالة واضحة و قطعية  في أننا امة واحدة تكونت جذورها من بيت واحد منذ فجر التاريخ 0 وقد أحسن آباؤنا وأجدادنا عندما غيروا اسمهم الآرامي إلى الاسم السرياني في فجر المسيحية باتخاذهم القرار الجريء و الذكي في حسم قضية التسمية بين الفريقين المختلفين 0 وعلى اثر الاصطدامات العنيفة كانت الغلبة والنصرة لصالح التسمية السريانية وذلك لان الشعوب السريانية كانت أكثر قربا إلى الديانة المسيحية من الشعوب الآرامية 0                 
إن اعتناق السريان للديانة المسيحية في القرون الأولى للميلاد أضاف إلى  هويتهم عامل قوة ثان  مما جعل الآصرة الوحدوية والمؤاخاة الدينية أكثر تماسكا وارتباطا إلى جانب العامل الثالث الذي هو العادات و التقاليد وهو عامل تحصيل حاصل ناتج من تزاوج أو تطابع في العلاقات العامة 0 لان العادات الموروثة والتقاليد المشتركة تأتي من الحياة المدنية لكلا التاريخين الآرامي والسرياني أو الواقعين الوثني والمسيحي وبذلك نستطيع القول إننا نملك عهدين قديم وجديد 0 مثلما نملك كتاب مقدس بالعهدين حيث العهد القديم يتمثل في التوراة والمزامير والأنبياء والعهد الجديد يتمثل بالأناجيل الأربعة وأعمال الرسل  وسفر الرؤيا 0 
إن العناصر الثلاثة المذكورة أنفا كفلت بقاء امتنا حية إلى اليوم دون زوال أو انقراض على الرغم من الظروف القاهرة والأيام الصعبة التي مرت عليها 0  ويؤيد صحة تلك العناصر علماء الاجتماع وهي ( ا للغة والدين والعادات) 0 وبالفعل هي كامنة و ظاهرة في امتنا السريانية الخالدة  وباستطاعتنا القول أننا نملك أضعافها مضروبة في تربيع أمثالها وهي معلومة للجميع 0 ومنها على سبيل المثال لا الحصر (  الأرض والنسب والثقافة والحضارة والتاريخ والمصير ) والجميع يعتبرها ملكا لطائفته دون أن يشهرها علانية لأنها تخيفه ، لكونها تشكل عناصر وحدة حقيقية سوف تزيل الطائفية العنصرية من أمامها والتي يناشدون  لها .
إن الهوية السريانية هي الحل الأمثل والواقعي للمشكلة العقيمة التي يتخبط بها أبناء شعبنا السرياني لحل تعقيدات التسمية  ، في الوقت الذي هي سابقة تاريخية تحققت سلفاً وتسمية قومية تكونت مجاناً ولا  تحتاج إلى البحث والتفتيش ولا إلى المزايدات والمهاترات التي يستغلها هذا الفريق أو ذلك المجتهد ليعلن عبقريته الغير الكاملة أو جهاده الغير الحسن ، وفي النهاية يريد من شعبه أن يستقبله  الاستقبال البهيج ضمن باقات الأزهار الزاهية وزغاريد النسوة المتهللة  ومباهج الرقص والغناء إكراما (للضيف الكبير  والمبتكر العليم) في شؤون توحيد الصفوف وتجميع الأصوات . وما الانتخابات السايقة التي شهدها العام الماضي إلا دليلا قاطعا لصحة الكلام .