المحرر موضوع: ضرط الميزان ...... تاه الحساب  (زيارة 1436 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل babadramsin

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 142
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                                  ضرط الميزان ....  تاه الحساب

حقاً في العراق ضرط الميزان فتاه الحساب فكل شيء اليوم في وطني غريب وعجيب ... مخيف ومرعب ... فهنا سيارات مفخخه وهناك عبوات ناسفه وفي المطاعم احزمة ملغومه .. وفي الشوارع سرقات وإغتيالات وخطف ... وفي ألبيوت ظلام دامس أما أسواقنا ومناطقنا الشعبية فأن اجزاء البشر تتطاير في السماء فضرط الميزان ... وتاه الحساب.

 منذ السقوط  لم نرى حكومة رسمية مخلصة لتربه هذا الوطن وشعبه ... منذ السقوط  لم نشاهد قوات شرطة (نجدة / أمن / مكافحة / مرور) نظامية وقوية تسيطر على الوضع الامني الغير مستقر في وطننا ... وكذلك الحال بالنسبة الى الجيش ... نريد جيشاً قوياً لا مظهره مجرد زي امريكي ويمسك البندقية على الطريقة الامريكية ويلاعب الاطفال وهو في الواجب مقلداً المحتل ... نريد جيشاً لا للحروب كما كان في النظام المقبور وانما جيشاً يحمي الوطن من الاشرار ويمنع دخول الارهاب وتهريب البضائع المغشوشه والمسمومه ... وتهريب نفطنا وبسببه ينقطع الكهرباء فنعيش في مأساة الظلام وفي الظلام يضرط الميزان ويتيه الحساب.

في وطني أصبحنا لانفرق بين الجيد والرديء ... بين المخلص والخائن ... بين الموظف الامين والنزيه والاخر الغشاش والسارق ... في وطني لا وجود للنهار واليوم كله سواد في سواد وبكاء في بكاء وكلهم أناس أبرياء ...  في وطني الموت على اهبة الاستعداد وهو في حاله إنذار (ج) فقد تموت وانت في المطعم ... وقد تقتل وانت في جنازه او فاتحه ... وتخطف وانت تتسوق لعائلتك وينتهي أمرك وانت داخل منزلك فضرط الميزان وتاه الحساب .
 
 اما اصحاب المولدات واكثريتهم من جماعة الحواسم فأنهم يتلاعبون بأعصاب الشعب كما يشاؤون فبعد أن يقبض اجور الاشتراك مقدماً يبدأ صاحب المولدة بخلق حجج مختلفه لكي لايشغل المولدة ومن هذه الحجج الكاز مغشوش ... المولدة عاطلة وتعبانه ... المطر أثر على الوايرات الخ ... ولما تطالبه بحقك لأنك دفعت للأمبير الواحد من 7000ـــ 8000  الف دينار يجاوبك وبدون خجل وتربيه ( يعجبك اهلاً وسهلاً مايعجبك اسحب خطك ).
هنا يأتي دور مجلس البلديه المجلس الذي بموافقته تنصب المولدة في المنطقة وبموافقته يتم تزويد صاحب المولده بالوقود بالسعر الرسمي ومع ذلك إذا ناقشت احد أعضاء المجلس عن السلبيات التي يقوم بها صاحب المولدة لقال بأن السبب هو تراكمات النظام السابق علماً وكأن النظام السابق هو الذي يصدر الأوامر بتشغيل او تعطيل المولدة فضرط الميزان وتاه الحساب.
 ضرط الميزان وتاه الحساب لكثرة المشاكل والسلبيات التي كثرت وزادت عما كانت عليه في الماضي فالبطاله 90% وتلوث المياه200% والسلب والقتل والخطف ليست له نسبه مئويه مما جعل الميزان يقدم استقالته ونرجع لأيام سوق عكاظ  ونظام المقايضه ... إعطني دفتراً أعطيك أبنك المخطوف ، إعطني خمسة دفاتر أعطيك الرهينه إعطني عشرة ملايين دينار تستلم اخوك بدون رأس ... هذا هو ثمن الديمقراطية والحرية وهذه هي الجزيه التي يدفعها وسيدفعها شعبنا الجريح وسببه عدم الاخلاص والانتماء للعراق العزيز فماذا يفعل الميزان اليس من حقه تقديم الاستقالة لأنه بداً يخجل من الضرط  فتاه الحساب.

في بلدي ظهرت ميلشيات كثيرة وفي إختصاصات مختلفة فعلى سبيل المثال هناك جماعة  يدعون بأنهم من الميلشيا الفلانية والتي اعطيت لهم مهمه مكافحة الادمان في العراق وبطريقة ارهابية ومرعبة فيبدأون بتفجير محلات بيع المشروبات الروحية او تهديد اصحابها أما بتدميرهم أو دفعهم الضريبه طبعاً هؤلاء الاشخاص الذي من حقهم تقرير واصدار القرارات بتحريم او احلال الشيء الفلاني ومن يخالف يعاقب عقاباً شديداً هم نفسهم الذين يروجون للحشيشة بكل حرية وديمقراطية لأننا في بلد الديمقراطية فأنت حر في تداول الحشيشه ودون دفع الضريبة لأن الحشيشه تقيك من انفلونزا الطيور فضرط الميزان في وطني وتاه الحساب.

أما علاقة الميزان بالازدحام اللاطبيعي في شوارعنا فهي مشكلة العصر إنها الفوضى وعدم التخطيط وضياع الحكومات المتعاقبة بعد السقوط او بالاحرى عدم وجود حكومات... فقد تم ادخال ملايين السيارات بدون ضريبة... واليوم في العراق او شوارع العراق يطبق نظام جديد فبدلاً من زرع الورود وتنظيف الشوارع من الجبال الشامخة من النفايات التي تسبب مختلف الامراض ظهر نظام جديد وهو زرع الحواجز الكونكريتيه وتقسيم الشارع الى قسمين قسم لمرور السيارات الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى والقسم الأخر ممنوع المرور اما بسبب وجود مقرات للاحزاب القوية المسيطرة او وجود فنادق مشهورة معرضة للانفجار فأصبحت شوارعنا 80% منها غير صالحة للاستعمال بل قفلت والمضحك المبكي في وطني كما يقول المثل(شر البليه مايضحك) إن هذه الشوارع يتم اقفالها بعد حدوث الانفجارات فأليس من حق الميزان أن يضرط والحساب يتيه!!

هنا سنتناول الضرطه الكبرى للميزان والذي بسببها تاه الحساب والتاريخ والمباديء والقيم... الضرطه وقعت يوم 15/12 يوم الحساب ... يوم الديمقراطية ونشر الحرية يوم الانتخابات يوم الايام كما كان يسميها قائد الضرورة... يوم الذي تم إغتيال كل حلم جميل كان يحلم به العراقي بعد سنوات من الظلم والدكتاتورية... يوم القوي ينبش بلحم الفقير يوم من أيام حكم الغابة...يوم التزوير العظيم ... اليوم الذي فيه الحريه تاهت والديمقراطية إنتحرت والحساب غلط والتأريخ أعيد كتابته والمباديء هزمت والقيم الغيت إنه حقاً يوم ضرط الميزان وتاه الحساب!!!!

وليومنا هذا وبعد مرور اكثر من شهر على هذه الممارسه الديمقراطية... البلد بدون جمعية وطنية عراقية... والبلد بدون حكومة.. والحكومة اغلبيتها خارج البلد ... حتى اصبحت حزورة تقال في الشارع وفي البيت ومن يحلها يستحق السيارة المحملة بالهدايا والحزورة هي علل...
هل العراق بلد بدون حكومة .... ؟؟؟؟
 ام حكومة بدون بلد.... ؟؟؟؟
 وهنا الجميع يصيح بصوت واحد ياناس يابشر لقد ضرط الميزان وتاه الحساب.... ومع ذلك فنحن على أمل في تحقيق العداله وتخفيف الثقل من على الميزان ليعود الحساب وأننا الى ذلك اليوم لصابرون صبر أيـــوب.
شموئيل نوئيل سركيس
aboremoon_2005@yahoo.com