المحرر موضوع: تحية السلام  (زيارة 2122 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نامق ناظم جرجيس ال خريفا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 996
  • الجنس: ذكر
  • المهندس نامق ناظم جرجيس ال خريفا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تحية السلام
« في: 19:36 07/01/2009 »
                                                   تحية السلام

اثناء اقامة القداس الالهي وحسب الطقس الكلداني يقوم البطريريك او الاسقف او الكاهن الذي يترأس الاحتفال بالقداس بترديد عبارة السلام معكم (شلاما عمخون) ويجاوب المؤمنون معك ومع روحك (عماخ وعم روحاخ) ولثلاث مرات اثناء القداس.

الاولى قبل قراءة الانجيل المقدس والثانية في بداية رتبة السلام والثالثة في بداية رتبة التناول.وهنا اتصور دخول هذه العبارة في القداس الكلداني القصة الطريفة التي رواها توما اسقف المرج في كتاب الرؤساء الذي يتناول اخبار اناس فضلاء عاشوا في مختلف الاجيال في دير بيث عابي المقدس.اذ بعد وفاة الجاثاليق غريغور(605-609) استولى الملك كسرى الثاني على امواله كلها وضمها الى الخزينة الملكية وظلت كنيسة المشرق بدون جاثاليق مدة عشرين عاما، وكان كل مطرافوليط يتعهد ادارة منطقته بسهر وحزم . اما كنيسة ساليق فقام بأدارتها الاركذياقون مار أبا الذي وصف بالحكمة والفضل.ولقد اتفق مطارنة المناطق الشمالية على تسليم ادارة الكنيسة الى باباي الكبير من بيث عيناثا في منطقة زبدي وكان الرئيس على الدير الكبير في جبل ايزلا.

كان باباي يمتاز بالعلم والفضيلة فهو اللاهوتي الكبيرالذي ساهم في بلورة اللاهوت الشرقي وخاصة في كتابه الشهير (في الاتحاد) الذي يعتبر بحق الدستور العقائدي في كنيسة المشرق.وكانت سلطته الادبية والتعليمية تحضى بتأييد واسع النطاق بين المشارقة. وعند مصرع كسرى الثاني سنة 628م، تولى الملك شيرويه قباذ الذي اطلق الحرية للمسيحيين في انتخاب جاثليق للمشرق، وعند اجتماع المطارنة لاجراء الانتخاب توجهت الانظار الى باباي الكبير والاباء كلهم طلبوا الى القديس مار باباي ان يعتلي كرسي الجثلقة، لكنه رفض لانه فضّل ان يُنهي حياته في صومعة ديره على ان يقوم بالرئاسة المضنية التي اختبرها قرابة العشرين عاما.وقضت ارادة الروح القدس ان يجري انتخاب ايشوعياب الجدالي جاثليقا على كنيسة المشرق.وللمكانة الكبيرة لمار باباي عند الجاثاليق الجديد والاساقفة الاخرون لما امتاز به من علم وادارة شؤون الكنيسة خلال الفترة المنصرمة  صعدوا معه الى ديره لكي يودعوه بكل اكرام وتقدير.

وهنا تبدأ القصة الذي تحسرعليها مار باباي وندم اشد الندم لعدم قبوله الجثلقة التي عُرضت عليه ولم يكن له فيها منافس,اذبعد ان ودّع باباي مرافقيه وعادوا ادراجهم,ظهر له بغتة ملاك الرب بهيئة فارس متقلدا سيفا من نار وممتطيا صهوة جواد ابيض ووقف في فناء صومعته,وخاطبه قائلا(الان وقد رفضت البطريركية ونصب أخر,ائذن لي بأن التحق به.فقال له مار باباي(ومن انت يا سيدي؟)، فأجابه:(انا الملاك الذي امرني الله رب العالمين بأن اخدم كرسي المشرق البطريركي، وطالما كنت أنت القائم بأعمال الجاثاليق، لازَمتك من اليوم الاول حتى الان.اما الان فعلي ان اتبع ذلك الذي قبل المهمة)).فقال له الربان باباي والحسرة تملأ قلبه ولات ساعة ندم((لو عرفت انك معي لقبلت هذا المنصب السامي بفرح,والان فأمض بسلام وباركني)).وتوارى الملاك عن الربان باباي.

من هذه القصة الرائعة التي دخلت في الطقس عندما يجاوب المومنون على السلام الملقى عليهم من القائم بخدمة الذبيحة الالهية معك ومع روحك  فأنهم يقصدون بالروح الملاك الحارس للكرسي البطريركي لكنيستنا المشرقية الكلدانية المأمور من قبل االله بحمايته وحماية الكنيسة من كل المحن والاخطار التي تحيق بها وها هي الكنيسة تمضي الى امام وتكمل ما بدأ به الاباء الاوائل من بنيان لمسيرة ايمان مكللة بالدم والدموع وبالرجاء المسيحي الصادق بالفوز بالحياة الأبدية وبنعمة القيامة مع التاكيد على العيش بنعمة المحبة للكل في حياتنا الارضية بألتزام صادق بالسير وفق تعاليم الكنيسة المؤيدة بالروح القدس.ومما هو جدير بالذكر ان القداس الالهى المقام وفق الطقس اللاتيني ايضا يتضمن نفس العبارة معك ومع روحك مما يدل على انها من نفس مصدر النور التي ترعى كنيسة المسيح  منذ ان بنيت على الصخرة البطرسية المباركة.

ليحفظ الله غبطة أبينا البطريرك والسادة المطارنة والاساقفة والكهنة والرهبان والراهبات وكل مؤمني كنيستنا المقدسة المباركة من كل شر بشفاعة سيدتنا مريم العذراء ام المعونةالدائمة.
                                                             
انظر الرابط
http://www.st-adday.com/HTML/Writings/Varieties/Varieties%202008-050.htm

                                                  اعداد المهندس
                                            نامق ناظم جرجيس                                                                 

المصادر:

- القداس الالهي حسب الطقس الكلداني-اعداد الاب(المطران)جاك اسحق ط4 بغداد1996

- كتاب الرؤساء- تأليف الاسقف توما المرجي- تعريب ووضع الحواشي الاب العلامة البير ابونا-ط2بغداد بدون  تاريخ

- تاريخ الكنيسة الشرقية ج1-  تأليف العلامة الاب البير ابونا- ط2بغداد 1985