السيد رودي أكرم المحترم :
بخصوص الكتاب فهو كتاب صدر منذ عدّة سنوات للكاتب سعدي المالح , و هو كتاب ينقد فيه أحد الكتاب العرب الذي يشيد بعروبة عنكاوة و تأصلها العربي " عنكاوة في الأصل و الفصل"
و تاريخ صدور هذا الكتاب كان في عهد الرئيس المخلوع صدام حسين , أي في زمن كانت القومية الآشورية مضطهدة و ممنوع تداول لفظها , فنتساءل لماذا لم يثبت كاتب قدير مثل السيد سعدي المالح كلدانية عنكاوة و كان من الأسهل ذلك و لأسباب كثيرة . و أصر على أن يثبت آشورية عنكاوة , و على العموم إن كنت تريد نسخة منه أستطيع إرساله لك .
و ما أذهلني أنكم تتخذون غبطة البطريرك مار دلي الموقر, مرجعية لفكركم و استنتاجاتكم الفكرية , و بهذا تشابه للأصولية الإسلامية حيث يتخذون الأزهر مرجعية لهم و تشابه للتطرف الديني و الطائفي , مثلما السيستاني و سيطرته المرجعية في العراق و أمثال أخرى إسلامية لسنا بصدد ذكرها الآن , و أنا هنا لا أحاول التشبيه بين الفكر المتطرف المرجعي الإسلامي و فكر مرجعيتكم الدينية و لكنني أحاول أن أقارن بين متلقي ذلك الفكر . و لو أسلمت معك باتخاذ مرجعية الشخصيات الدينية فلماذا لا استطيع أن اتخذ من شخصية البطريرك المرحوم مار روفائيل بيداويد مرجعية عندما أصر على أن قوميته و قومية شعبه هي الآشورية و لا جدال على ذلك , أو غبطة البطريرك مار دلي نفسه و الذي تعترف حضرتك بمرجعيته , فأنا لا أجادلك على ذلك و اتمنى أن تكون على موقفك , لكن فقط بعد أن تقرأ رسالة البطريرك مار دلي المحترم " رسالة الدكتوراة " إلى مجمع الكنائس , و هي رسالة اعتماده بطريركا على الكلدان و كيف أنه يذكر فيها صراحة و يتمسك بأصوله و قوميته الآشورية .
أما عن الفكرة الثانية و التي تزعمون أنها لم تصلكم , فهذا بسبب عدم معرفتكم لتارخ شعبكم و سمه ما شئت , لأنك لو قرأت بعض الصفحات فقط من تاريخ النضال في القرن الماضي لوصلتك الفكرة .
أنني لا أحاول أن أحوّر أو أن أزور أوأي شيئ من قبيل ذلك , و لا أحاول أن أحتوي الآخر , لكنني أحاول فقط أن أكون صريحا ً مع ذاتي و الأخرين , أحاول أن أبين ما طاله و ما ناله شعبنا , أمتنا من تزوير و تنكيل للحقائق و كيف أستطاع الغريب أن يجعلنا نتحاور نحن كأخوة لأثبات من أبينا و من هو ابن للسيدة و من للجارية , أنني لا أحاول إلغاء الآخر لكنني فقط أحاول أن أسمي الأشياء بأسمائها فقط.
شكرا ً لكم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السيد سالم العقراوي المحترم :
بداية أنا شخصيا ً , لم أدافع عن أحد و لم أتبن سياسات ألغائية كما ذكرتم أبدا ً . و ما ذكرته عن الشخصيات المحترمة السابقة , لا أناقشك بها و لك حرية الاعتقاد بما تشاء و بأي فكر تريد فهذا أساس الحوار الديمقراطي و أساس للتعايش و تطور الفكر, و صدقني أن الفكر المتعصب و المتطرف لأي فرد منا لن ينفع أحدا و ليس له فائدة بتاتا ً , فأعظم شيء يستطيع هكذا فرد تقديمه هو صوت واحد في الانتخابات , فماذا سينفع ذلك الصوت وسط ملايين الإسلاميين و ملايين الأكراد و ملايين المغتربين التائهين من شعبنا .
و مثلما تريد لنفسك من حرية الرأي , أعط غيرك ذلك أيضا ً , فذاك و هذا و أنا و أنت , أحرار في أن نعتقد بالله أو بالآله آشور أو غيره , و لو كنت تعتقد إن تلك الأفكار هي من " الوقاحة " التي أسفا ً ذكرتها متحاملا ً , فماذا تسمي كل الذين يتبعون الكنيسة الأرثوذكسية و كنيسة المشرق و الذين كنت تعتقدهم أخوتك قبل أن تسر لي بذلك السر , أو ماذا تسمي أتباع الكنائس الكثيرة في العالم و أخرها الكنيسة الكردية في العراق , او البوذيين او الإسلاميين أو الشيوعيين و منهم كثيرين كثر و الذين باتوا اليوم متدينين و مخلصين و يريدون خلاص الكنيسة الكلدانية أو غيرها .
أنا لست مع اهانة أعتقاد الأخر أو إلغائه , و لست من المدافعين عن السياسات الإقطاعية أو مع الجهات التي تسمي نفسها ممثلا ً للشعب , فلا أحد يمثله إلا من ينتخبه و شعبنا لم يصوت بعد , و لا أعتقدك أصبت بفكرتك عندما تتكلم بصوت الجماعة و حضرتك لم تنتخب وصيا ً عليهم بعد , و الدليل على ذلك أن من حمل هذا الفكر و فكرة الأكثرية العددية و موازين القوة البشرية لطائفة معينة لم يستطع أن يجمع أربعين ألف صوت من المليون التي يدّعيها , و ما كان الحل إلا الاستنجاد بفكرة الشمولية الدينية و تشكيل ما يسمى الاتحاد المسيحي تفاديا لفشل الفكر القومي , و تجنبه , و لكن نطرح سؤالا ً : بأي شيء تميز هذا الاتحاد عن الكتل الإسلامية المتطرفة الأخرى , و ما هي أسس التعامل مع الآخر , فعلى أساس الدين فالآخر هو أغلبية و له الحق بفرض سيطرته شئنا أم أبينا , بالديمقراطية أو البيروقراطية فله السيطرة !
و ما تحدثنا به أخرا ً حضرتك عن القوميات و تاريخها فيا ليت أن تحدثنا عن أسس القومية و مقوماتها , اللغة , الأرض , الشعب , التاريخ المشترك , و تطابقها على كل من ذكرت , فقط حينها نستطيع بناء الفكر القومي .
لا سبيل للحوار و التفاهم أبدا وسط هذه التحاملية و الشحونات الطائفية او أخرى , ما يتوجب علينا هو احترام الفكر و لندع كل يختار اتجاهه بحرية و عندها نستطيع أن نقول أننا أغلبية و ليس بالعددية و التي لا تستند إلى حقيقة أو واقعية .
شكرا ً لكم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السيد كلدنايا المحترم :
إن كنا سندخل في بحور التوراة فلهذا نقاش طويل , فإن كنت من مناصريه حسنا ً سنعطيك عشرات الآيات التي تدحض الواحدة الأخرى , و تدحض ما ذكرته و ما أذكره أنا أيضا ً . و إن من يتخذ من التوراة مرجعا ً لا يدحض عليه أن يؤمن به ككل و ليس كجزء و لو أحببت ذلك فأنا معك , لما لا نعتمده كله على أنه دليل قاطع , ففيه ما يثبت أفكارنا و يبرهنها , فهل تريد أن أثبت لك من مرجعك أنني سآتي يوم الدين و احمل السوط في يدي لأدين به العالم ؟؟؟؟؟ فإن كنت من مناصري هذا الخطاب فاعذرني أنا لا أستطيع أن أمارسه حتى و إن كان به ما فيه نفعا ً لنفسي .
أما عن كراس السيد المالح فهو مجرد أفكار مبنية على أسس و ثوابت تاريخية و لكل إنسان الحق في أن يدحضه فيما يملك من أدلة و شواهد تاريخية و لهذا إغناء في الفكر .
أما كتاب السيد عبد الأحد أفرام فقد قرأته و لي فيه نقد كثير , و أولها شخصية الكاتب , فمن مناصر للزوعا و أفكاره و تحت شعار " عراق ديمقراطي حر الإقرار بحقوقنا القومية الآشورية " إلى قومي كلداني , فاعذرني أين المصداقية ؟؟ و لو تركنا شخصية الكاتب على جنب فلكتابه نقد كثير و بسهولة ندحض أدلة الكاتب على حد تعبيره , هذا إن و جد فيه من أدلة ما يستوجب الدحض . أما ما تسميه نظرية البابا أوجينيوس , فلا أعتقد أنها كذلك و بإمكانك أن تعود لسجلات الكنيسة الكلدانية " أعتقد أنك الأن لن تجد شيئا ً" أو سجلات الكنيسة الكاثوليكية و تقرأ رسالة البابا أوجينيوس الرابع لتحكم بنفسك على صحة النظرية ؟؟؟
إنني لم اعتمد صفة المهنة للكلدان " التنجيم و السحر " على أنها مهنة غير أخلاقية أو للتنقيص من حجمهم , لا أبدا ً و لم استخدمها تبعا ً لما ورد في التوراة , بل من مصادر تاريخية لا تعد و لا تحص . و أن لا أستطيع أن أزيد على ما ورد و لا أريد ذلك . أما لدى سؤالك من الذي حكم المنطقة بعد رحيل الميديين مع غنائمهم فسأجاوبك و هذا بغاية السهولة , فهو " شمش شموكين شقيق آشور بانيبال ملك الأمبراطورية الآشورية " و الذي كان ملكا ً على بابل , و بغض النظر عن كل الأدلة و التاريخ و غيره , لنناقش هذه الفكرة بالمنطق فقط ؟ فهل يعقل أن من يقتاد أعداء الآشوريين كما تطرح في نظريتك و يكون ملكا لهم فيما بعد , و هو شقيق الملك الآشوري نفسه و لو كان ذلك يعقل ؟؟؟ فهل يعقل أن ذلك الشعب " الغير آشوري على حد قولك " لم يجد شخص أخر ليتولى قيادته و تحريره ؟؟؟؟ ألا تجد هنا مفارقة كبيرة جدا ً و ألا تجد أن المفارقة تصبح طبيعية و منطقية لو أسقطناها على تاريخ الدولة الإسلامية العربية بشقيها الأموي و العباسي , فهذه تسمى الدولة الأموية و تلك العباسية و التي أسقطت الأولى و لكن كلاهما عربي .
و اخيرا ً عن ما تقلده من كلام غيرك الغير مبني على أية جزء من الحقيقة "عكس الاشوريين فمنذ سقوط دولتهم حتى مجئ الانكليز غاب اسم اشور كشعب عن الوجود " فأعتقد أنني هنا لست أنا من الذي يمارس الإلغاء و تستطيع ان تكتشف بنفسك من يمارسه , و ما أرجوه من حضرتك أن تقرأ مقالة بسيطة في هذا المنبر " التسمية الآشورية حقيقة تاريخية علمية خالدة " و فيها عشرات الأدلة التي تؤكد أن ما ذكرته حضرتك في الجملة السابقة لا يملك أسس القول أو الزعم , و لن أرد عليك بالمثل لأطلب منك و لو دليلا ً واحدا ً أو قطعة حجر أو قصاصة ورقية واحدة لتثبت أن التاريخ الذي تذكره موجود أصلا ً .
أنني يا أخي احترم مشاعرك و أقدرها غاليا ً , و بالخاصة في هذا الوقت , و على الأقل الأن أفضل و أقرب من الأمس المستعرب. و أنني لا أحاول أن أجرك إلى فكر معين , لكنني فقط أقف بالضد من مَن يحاول جر الأخر بأساليب لا تعبر عن الحضارة الفكرية , و أنا من أشد المدافعين عن حرية الرأي و لهذه الحرية الحق الكامل لأن ندع الفرد أن يختار بين قومية الكلدان و بين طائفيتها . فنحن نعمل تحت مظلة القومية و هي الآشورية فأهلا ً بمن يعتقد نفسه كذلك و نتمنى التوفيق لمن يعتقد أن لا ينتمي إلى طيفنا .
و شكرا ً لكم