المحرر موضوع: يا سعيد شامايا (المجد لرب ألقوش)  (زيارة 1784 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5257
    • مشاهدة الملف الشخصي
يا سعيد شامايا (المجد لرب ألقوش)

بقلم: مايكل سيبي/سدني

هتفت الملائكة يوم ميلاد الرب يسوع النشيد المقدس: المجد لله في العلى (شوحا تا آلاها بمروميه)، الذي تعلمناه من الإنجيل. إن كلمة المجد (شوحا) هي أسمى ما يمكننا نحن البشر أن نمدح به الله خالقنا معتبرين العلاء هو المكان اللائق لعظمته ونحن عباده الساجدون له.
إن هذا النشيد السامي في معناه هو المعبر الصادق عن عظمة إلهنا والمتجسد في أقنوم الابن (يسوع المسيح)، وهل من هتاف أفضل من: المجد لله في العلى؟ إننا من شدة إعجابنا بكلمة (المجد)، فنحن نطلقها على من يتقدمنا في الاستحقاق ونهتف بها لمن نود إطراءه وتعظيم شأنه فنقول مثلاً: المجد لشهدائنا. ولكن ربط كلمة (المجد) بـ (العلى) لا (ويجب أن لا) يصح إلا للخالق وحده. وفي الحقيقة لولا نشيد الملائكة هذا، ما كنا نقول يوماً (المجد ............. في العلى). واستناداً إلى ما تقدم في أعلاه نسأل، أيصح القول: المجد للرئيس الفلاني في العلى، أو المجد لروما في العلى، أو المجد للملك الفلاني في العلى، أو المجد للـﭙاﭙا في العلى، أو المجد لأورشليم في العلى؟
أنا متأكد أن القراء جميعاً سيجيبون بـ (كلا) وأنا معهم. ولكن ذلك ومع كل الأسف قد فات على السيد سعيد شامايا (واضع كلمات نشيد ألقوش) وفات أيضاً على كل الألقوشيين المعجبين بهذا النشيد.
لقد بدأت أسمع هذا النشيد منذ عام 2000 في أستراليا وصار يُنشَد في كل حفلة أو مهرجان ألقوشي ابتهاجاً به كلماتٍ ولحناً. فهو قصيدة جميلة يتغلغل لحنها في أعماقنا إلا أن الجملة الأخيرة منها ليست مناسبة على الإطلاق حيث تقول: شوحا طالاخ بمروميه، والمقصود بها (المجد لألقوش في العلى)!! أتقبلون بهذا أيها الألقوشيون؟ وكذلك يا أبناء قومنا الباقين؟
إن السيد سعيدة شامايا حر في تفكيره وأفكاره التي تخصه ولكنه ليس حراً في استخدام المفاهيم الإيمانية المسيحية وقيم المعتقدات السماوية للحصول على مكاسب دنيوية (أياً كان نوعها). وإذا كانت الينابيع التي استقى منها ثقافته لا تمت بصلة إلى الثقافة الدينية ومبادئها، ولم توصِلـْه إلى مستوى تقييم معاني هذه التعابير اللاهوتية، كان يفترض به أن يسأل أهل العلم إن كان لا يعلم، ليأتي بنشيده هذا محبوكاً حبكاً لا يقبل النقد.
إنني أكتب عن هذه القصيدة اليوم وليس البارحة لأسباب ليست واجبة الذكر، والآن قد يسأل سائل: هل نلغي النشيد؟ أقول كلا، وإنما تبقى القصيدة كلها مع تغيير الجملة الأخيرة التي نحن بصددها فتصبح (شوحا لماراخ بمروميه) والتي تعني بوضوح: المجد لربكِ في العلى، ولا تؤثر على سلاستها وتوازنها وإيقاعها، في الوقت الذي تبقى كلمات النشيد تعظم ألقوش ونحن فخورون بألقوشيتنا، ولِمَ لا فنحن من شدة إعجابنا بعظمتها فإننا نقول: المجد لربك في العلى يا ألقوش، ذلك الذي أوجدكِ بتراثكِ وشهرتكِ، بماضيكِ وحاضركِ، بترابكِ وساكنيكِ، بجبلكِ وسهلكِ، ثم بلهجتكِ المتميزة وألحانكِ الأصيلة. ولتبقى ألقوش رأس رمحٍ تمسكه أيادي كل الكلدانيين أينما انتشروا، ولكم مني سلاماً ألقوشياً من أستراليا.