المحرر موضوع: الرئيس بارزاني يلتقي برؤساء وشيوخ العشائر العربية في محافظة نينوى  (زيارة 1699 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل 3adl

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 52
    • مشاهدة الملف الشخصي
التقى يوم الاثنين 19/1/2009 السيد مسعود بارزاني رئيس اقليم كوردستان في مدينة اربيل عددا من رؤساء و شيوخ العشائر العربية والوجهاء والشخصيات في محافظة نينوى.




وفي اللقاء الموسع الذي حضره السادة فاضل ميراني سكرتيرالمكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني و سعدي احمد بيرة عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني و فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة اقليم كوردستان و خسرو كوران مسؤول الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكوردستاني في الموصل و هريم كمال آغا مسؤول المركز السابع لتنظيمات الاتحاد الوطني الكوردستاني في الموصل، القى السيد مسعود بارزاني رئيس اقليم كوردستان كلمة دعا فيها الى المحبة والتسامح و تمتين أواصرالتعايش بين جميع مكونات مدينة الموصل، وهذا نصها:




بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الاخوة، السادة الكرام


ارحب بكم فى مدينتكم وبين اهلكم، ارحب بكم فى اربيل، واشكركم على قبولكم هذه الدعوة، وانتهز هذه الفرصة لكي اصارحكم ولكي اوجه لكم كلام اخٍ الى اخ، والهدف الرئيسي هو ان نخرج من هذا الاجتماع بالنتيجة المرجوة وهي ازالة اي التباس و وضع الأسس السليمة لاخوّتنا وعلاقاتنا الاخوية.


ان العلاقة التاريخية بين الكورد والعرب والمكونات الاَخرى من الاخوة التركمان والكلدان والآشوريين والسريان هي علاقات قديمة و تأريخية بنيت على التآخي والتعايش وعلى التسامح واحترام الواحد للآخر، وكانت الموصل نموذجا لهذا التعايش والتسامح، فهي تأريخيا مهد حضارة العراق، وفيها يعيش كل هذه المكونات القومية والدينية والمذهبية، وحتى أنا وعائلتنا عشنا فى الموصل فى منتصف الخمسينات، وما زلت اتذكر بعض أحياء الموصل وبعض جيراننا الذين غمرونا بمحبتهم و اؤكد لكم محبتنا لعشائر الموصل ولأهل الموصل ولكل القوميات من كل الاديان ومن كل المذاهب و لا اطماع لنا في الموصل على الاطلاق، لاننا نعتبر ان الموصل وكل العراق لنا، ونحن كأقليم كوردستان لكل العراق وللموصل بالذات، اذن ليست هناك حاجة على الاطلاق لأن يفكر احد في هذه الافكار، نحن نريد ان ندافع عنكم، نحن نريد ان نضع تجربة اقليم كوردستان تحت تصرفكم وتحت تصرف اخواننا الآَخرين في المحافظات الاخرى، نحن لاندعي المثالية، ولكن بالتاكيد التجربة التى قامت فى اقليم كوردستان ستبقى قلعة وملاذاً لكل الأخوة العراقيين حيث ما احتاجوا المجيء الى كوردستان.

ربما هناك عتب على بعض الاجراءات الأمنية، ولكن ثقوا ان هذه الاجراءات امنية لحماية الموطنين ليس الاّ، ونحن بصدد معالجة هذا الموضوع لكي يشعراي مواطن عراقي ان اقليم كوردستان هو بلده وبيته، وهذه الاجراءات الأمنية لاتخص فئة معينة او قومية معينة خاصة، وانتم تعرفون اكثر من غيركم بلاء الارهاب والمصائب التي حصلت لهذا الشعب جرّاء جرائم الارهابيين، والكثير منكم ضحايا هذا الارهاب وهذه الجرائم، لذلك ارجو ان تتفهمونا، فمحاولات المغرضين هي لكي يصوّروا أن الكورد يطمعون في الموصل وان الكورد على وشك ان يبتلعوا الموصل، ان هذه الدعايات مغرضة ولها تبعات خطيرة، وان اشعال الفتنة هي جريمة كبرى، انا لا ادعي انه لم يحصل اي تجاوز او اي تصرف خاطئ من قبل مسوؤل حزبي او اداري، ولكن أؤكد لكم أن السياسة والقرار تعايش واحترام ومحبة، ولايمكن ان نتخذ اجراءات على العموميات، ارجو ان تبلغوني تحديدا اين حصل اي تجاوز، اين ارتكب المسوؤل الفلاني هذا الخطأ ازاء اخٍ عربي او غيره، نسمع دائما العموميات بان الكورد فعلوا كذا وكذا، ولكن لم اسمع فى يوم من الايام او لم ارَ رسالة او تقريراً عن ان الشخص الفلاني او المسوؤل الفلاني ارتكب الخطأ بالتحديد كذا وكذا، لذا ارجو منكم ان تبلغوني وتنوروني بما يجيش في صدوركم واذا كانت هناك تجاوزات اعدكم بأننا سنرفعها وسنحاسب المقصرين و نحن نحترمكم، نحبكم، نريدكم معززين مكرمين، وسنعمل من اجل حمايتكم ورفع شأنكم وعزتكم، ولايمكن ان نسمح لمسؤول ان يتصرف بما لايليق بمقامكم، هذه رسالتنا لكم ايها الاخوة، ولكن بعض الاصوات التي تُرفع بين الحين والآخر، في الحقيقة ما نقرؤه من وراء هذه الاصوات يعني يجب اصلا ان تُفرغ الموصل من الكورد و ليس الهدف هو معالجة الاخطاء وانما الغاية هي ان لا يبقى كوردي فى محافظة الموصل، وهذا ايضا غير مقبول على الاطلاق، الموصل هي للعرب وللكورد والتركمان وللمسيحيين وللجميع، متحابين ومتعايشين بأخوة ومحبة، هل يمكن ان نأمن وأن نضمن المستقبل لأطفالنا بهذه السياسة وبهذا النهج الشوفيني الخاطىء، هل بأمكان هؤلاء ان يعيشوا فى الموصل وهم يحملون هذه الافكار في المستقبل، ان هذه المسائل خطيرة ايها الاخوة، فبث الفرقة واشعال الفتنة والعمل على خلق شرخ كبير بين العرب والكورد جريمة، ان الاخطاء شيء والدعوة الى الغاء الكورد والغاء العرب شيء آخر، يجب ان نقف معا ضد اي توجه شوفيني سواء كان من الكورد ومن العرب ومن غيرهم، قريبا ستجري انتخابات المجالس، مجالس المحافظات، وان شاء الله في نهاية السنة الجارية ستجري الانتخابات البرلمانية ونأمل ان تكون انتخابات حرة ونزيهة، وعندئذ كل واحد يعرف حجمه ويمكن ان نتفاهم ونتعايش، فالعراق والحمد لله بلد كبير وغني، فيه ثروات تكفي لنا ولأضعاف اضعاف هذا العدد من السكان اذا استثمرت بشكل جيد وتحت قيادات حكيمة، لذلك لاخوف ابدا على موقع اي شخص او على حصة اي فئة، ولكن اذا كان التوجه والمحاولات الخبيثة التى تجري هنا وهناك لالغاء شعب بكامله او فئة او طائفة، طبعا عندئذ سوف تخلق مشاكل كبيرة والمتضرر الوحيد سيكون العراق، ماذا جنينا من الاقتتال، ماذا جنينا من الحروب؟، لاحاجة لكى نبحث عن تجارب الآخرين، لنستفيد ولنستحضر تجربتنا كعراقيين، ماذا حصلنا من الاحتراب وماذا حصلنا من الاقتتال غير الدمار والخراب، فى حين ان العراق اغنى بلد فى العالم ويمكن لو استثمرت ثرواته لكان قدوة ونموذجا للعالم اجمع، اذن يجب ان نتفق في لحظة معينة ونقول لغيرنا ولأنفسنا قبل غيرنا: الى متى التفكير فى الاحتراب والاقتتال، لماذا لا نعود الى العقل والحكمة والمنطق.


فى كل الاحوال ليس هناك اي طريق او اي حل آخر غير حلّ التفاهم والتعايش، وأنا أمدّ اليكم يد اخوانكم الكورد، اتحدث اليكم بأسم اخوانكم الكورد وبـأسمى شخصيا، أوجه لكم دعوة الأخوة والمحبة، وأطلب منكم التعاون لكي نزيل أي التباس واي سوء فهم أو تجاوز ان كان قد حصل سواء من أي جانب كان.


انكم تعلمون ايها الاخوة، لحد الآن وفق الأحصائيات الدقيقة قُتل أكثر من (2000 ) كوردي بسبب الهوية داخل الموصل، وربما أكثر من هذا العدد من العرب أيضا بسبب ربما الميول السياسية أوبسبب مخالفة الأفكار التكفيرية والاجرامية التى يحملها البعض، اذاً نحن شركاء في التضحية والفداء، شركاء في كل شىء.


هدفنا الرئيسى ايها الأخوة هوأن نبني علاقة أخوية، نبني علاقة جديدة، و نعزز العلاقة التأريخية، نزيل منها ما أساء الى علاقتنا و الى مصالحنا، ونعززها بأفكار وبأسس سليمة تخدم مصلحة اهل الموصل ومصلحة العراق برمته ومستقبل الأخوة العربية الكوردية، وما يعزز ويضمن حقوق اخواننا الآخرين كالتركمان والآشوريين والكلدان والسريان، وكذلك نضمن حرية الأديان لكل من يعيش فى هذا البلد.


وفى الختام مرة اخرى ارحب بكم أجمل ترحيب، وأشكركم على حضوركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.







وبعد ان تحدث عدد من شيوخ ورؤساء العشائر العربية في محافظة نينوى في كلمات أتسمت بروح من الحرص على ترسيخ الاخوة العربية الكوردية وتعزيزها في الموصل وفي عموم أنحاء العراق، القى السيد مسعود بارزاني رئيس أقليم كوردستان كلمة ختامية هذا نصها:




بسم الله الرحمن الرحيم

شكراً جزيلاً على الملاحظات القيمة التي ابداها الاخوة الاعزاء، وبالتأكيد سنأخذها بأهتمام كبير، وأود أن أوضح أو أعلق على بعض الملاحظات التي ابداها الشيوخ المحترمون.


ابدأ بموضوع المسامحة التي اثارها الشيخ ابو الحارث، بالتأكيد المسامحة هي الهدف الاساس وهي الثقافة السائدة بيننا.


أود أن اشير الى بعض الحقائق التأريخية التي تؤكد ايمانا بمبدأ المسامحة والتي تأتي قبل المصالحة لاأريد أن أذهب بعيداً وأنما ابدأ من ثورة ايلول التي اندلعت في سنة 1961.


تعلمون بأن الشعب الكوردي تعرض الى مظالم كبيرة، القرى تعرضت الى الحرق والدمار والقصف الجوي والمدفعي، وكان يكفي مجرد انتماء شخص الى الحركة الكوردية كي يُعدم بدون محاكمة، ولكن هل سمعتم في يوم من الأيام ان سيارة مفخخة انفجرت في مدينة عربية أو أنسانا عربياً قتل على الهوية؟ ابداً، كان بالامكان ان نقوم بمثل هذه الاعمال ولكن كانت من المحرمات، وقف بارزاني بقوة امام أي محاولة لتحويل الحرب بين شعب ونظام ظالم الى حرب بين العرب والكورد، وكان يؤكد باستمرار ان العرب مظلومون مثلنا ولايجوز ان تتحول هذه الحرب الى حرب عربية كوردية.


في انتفاضة 1991 لا أخفي عليكم ايها الاخوة (ان الدنيا دوارة يوم لك ويوم عليك)، كنت أخشى أن يأتي يوم يكون لنا للكورد ونتصرف تصرفاً غير عقلاني في حين كان جرحانا ينزفون دماً وكان المصابون بالاسلحة الكيمياوية يرقدون في المستشفيات، في مثل هذه الظروف النفسية الصعبة حدثت انتفاضة 1991 ، وتعلمون بأن فيلقين من الجيش العراقي استسلموا، خيرناهم بين البقاء معنا أو العودة الى عوائلهم أو اللجوء الى أي دولة يختارونها، لم يسمع جندي عراقي كلمة سيئة، حتى الكثير من العوائل التي فقدت العديد من ابنائها فتحوا ابواب بيوتهم أمام الجنود واستضافوهم وكرموهم، في الحقيقة كنت افتخر بأنتمائي الى الشعب الكوردي، ولكن بعد مارأيت هذه الاخلاق السامية لدى الشعب الكوردي آنذاك، اصبحت افتخر أكثر وأكثر، فقط قُتل من قاوم في مقرات حزب البعث وفي مقرات الامن في اليومين الاولين من القتال، أما الجنود فأنهم خيروا كما قلت.

وفي عام 2003 عندما سقط النظام حمينا الآلاف من جنود الجيش العراقي والضباط، ساهمنا في تحرير العراق و في ذات الوقت حمينا ابناء القوات المسلحة وكذلك حمينا المواطنين، ربما هناك تجاوزات وأخطاء فردية ولكن لم يخطر على بالنا في يوم من الايام أن نتخذ سياسة منهجية لمعاداة العرب أو التجاوز عليهم أو غيرهم، لاننا نعتبرها من المحرمات ونعتبرها معيبة وتخالف عقائدنا وتربيتنا.


بعد سقوط النظام ذهبت أنا مع الاخ فخامة الرئيس جلال طالباني الى بغداد ولكي نثبت بأننا مع الوحدة الوطنية ومع الاخوة العربية الكوردية، وساهمنا بكل مالدينا من قوة من اجل ملء الفراغ، ولكن مع الاسف الشديد صدمنا بالقرار الجائر 1483 الذي حول التحرير الى احتلال وحصل ما حصل.


قبل سقوط النظام في مؤتمر لندن عندما كنا نتهيأ لملء الفراغ واجراء الترتيبات التي ينبغي اتخاذها بعد سقوط النظام، في الاجواء التي عشتها لاحظت ان هناك محاولات واستعدادات للانتقام أكثر من المصالحة أو المسامحة، طلبت كلمة والقيتها وقلت ايها الاخوان ربما غيري لايجرؤ ان يتكلم بهذه الصراحة ولكنني سأتكلم: أشعر ان الاستعدادات هذه هي ليست لملء الفراغ الاداري والأمني الذي سوف يحصل بعد سقوط النظام، وانما الاستعدادات لكي يتخذ كل فرد قراره كيف ينتقم، لاأتصور أنه بقيت عائلة في العراق لم تضح ولم يحصل لها سوء، قلت بالنسبة لي أن كل عمري قضيته في تحدي الانظمة الدكتاتورية وأفتخر بذلك، على المستوى العائلي فقدت (37) فرداً من عائلتي وعلى مستوى العشيرة التي انتمى اليها فقدنا (8) الاف انسان ومن القومية التي انتمى لها (180) الفاً، اذا افكر بعد سقوط النظام ان انتقم واقتل (37) من عائلة صدام وأقتل (8) الآف من تكريت و (182) الفاً من العرب السنة أو من المتعاونين مع النظام، قولوا لي ماذا يبقى في العراق اذا كل واحد منا يفكر بهذه الطريقة؟، أرجوكم ايها الاخوة هذه اللحظة التي يجب ان نقول كفى سفك الدماء والتفكير بالانتقام، لنتفق على الف، الفين عشرات الآف الأسماء من المجرمين الذين ارتكبوا جرائم بحق الشعب العراقي كي يقدمون الى المحاكم لينالوا عقابهم، والباقي ليعيشوا كمواطنين، أنا لااقول ان يرجع البعثي ويصبح محافظاً أو قائد فرقة، ولكن دعوه يعيش في هذا الوطن، دع اي مواطن عراقي يعش في هذا الوطن ولاتقطعوا الارزاق عن المواطنين، لاتتصوروا الآن بأنه يسعدني أن أرى يومياً الاف أو مئات الالوف من العراقيين مهاجرين لاجئين خارج بلدهم، هذا ليس بأمر هين.


اذاً موضوع التسامح بالنسبة لنا من الثوابت وذكرت هذه الامثلة لكي أؤكد لكم بالادلة القاطعة بأننا مؤمنون بالتسامح القومى الديني المذهبي وحتى السياسي، في مدينة الموصل أكثر من الفي مواطن كوردي قتلوا على الهوية، اتحدى اذا كان هناك عربي واحد قتل على الهوية، تصرف سيطرة معينة ربما مع مواطن أو مسافر غير لائق، فهذا يجوز، ولكن هذه قابلة للعلاج وأنا أعدكم بأنني سوف أخذ ملاحظاتكم بكل اهتمام وسنعمل من اجل تنفيذ مايمكن، أنا لا أستطيع أن أعدكم بأنني انفذ كل ماطلبتموه، ولكن اعدكم بأنه اذا كان هناك من بين المعتقلين من ليس له علاقة بالارهاب والارهابيين سيطلق سراحهم هذا بدون شك، واعتقد أنتم لاتقبلون بأن يطلق سراح من ثبت تورطه في العمليات الارهابية أو له علاقة، وسوف اؤكد على الاجهزة المختصة بضرورة تصفية هذه الملفات وأن لايبقى أي مواطن معتقل اذا لم يثبت تورطه مع الارهاب والارهابيين.


وبالنسبة للسيطرات ايضاً، كما قلت هي لاجراءات أمنية بحتة، والآن لدينا في السليمانية وفي اربيل ودهوك أكثر من (25) الف عائلة عربية نزحوا من مختلف مدن العراق هرباً من الارهاب ومن الوضع غير المستقر أمنياً وجاءوا الى كوردستان، وهذه ليست منّة وأنما بلدهم، اهلاً وسهلاً بهم وليتفضلوا، ولكن يجب معالجة أي خلل، مرة أخرى اقول: أرجو أن تعطوني مسائل محددة، أنا اعرف هناك بين العرب من يدعي انه يدافع عن عروبة الموصل، نحن لاننافسكم ولا ننازعكم على عروبة الموصل، كما قلت الموصل لنا وكل الاقليم للموصل وكلنا عراقيون وكلنا اخوة، العراق لنا ونحن للعراق، نحن لانختلف معكم على هذا الامر، ولكن في الحقيقة الهدف هو أنصاف الكورد، عندما يصل الامر الى هذا الحد سوف نقف بقوة ضد هذه التوجهات وضد هؤلاء الأشخاص، ويجب ان يفهم الجميع بان معاداة الكورد لا تضمن أستقرار الوضع، بل بالتعايش الاخوي بالمحبة وباحترام احدنا للأخر، هكذا نستطيع ان نبني العراق وان نضمن المستقبل الزاهر لأولادنا.


لدينا المادة 140 وهي مادة دستورية، لماذا تعبنا على هذا الدستور اذاً، نحن لانطالب بأي شيء خارج عن الدستور، نحن نريد حلّ كل المشكلات العالقة خاصة في المناطق المتنازع عليها وفق الدستور ووفق ارادة اهل المنطقة، وهذا يعزز الوحدة الوطنية، نحن لاندعو الى أنفصال أي جزء من العراق، نحن نريد وحدة العراق وتعزيز الوحدة الوطنية ولكن بأساليب ديمقراطية وأختيارية، نحن الآن في العراق، عراق اتحادي اختياري، انظروا الى تجارب الشعوب والى التأريخ ايها الاخوة، لم تنجح تجربة واحدة في العالم، لا اتحاد قسري ولا تقسيم قسري، كل التجارب التي نجحت وأمنت الازدهار للشعوب هي الاتحادات الاختيارية والتقسيمات الاختيارية.

هناك نقطة اخرى ربما فهم الاخوة رؤساء العشائر المحترمون خطأ، قبل فترة عندما طُرح موضوع مجالس الاسناد، حقيقة نحن وقفنا مع الصحوات من البداية وأيدناها وباركنا جهودهم، والآن ايضاً نبارك جهودهم وتضحياتهم لأنهم حقيقة قاموا بدور مشرف للقضاء على الارهابيين، نحن كعراقيين نختلف ونتحاور ونتسامح ونتصالح، ولكن ما شأن هؤلاء الأجانب الذين يأتون من بلدان اخرى ليصفوا الحسابات على حساب دموع ودماء العراقيين، نحن بدون تحفظ او تردد ضد الارهاب ومن يساند الارهاب ومن يدعمه، وموقفنا هذا واضح لا لبس فيه، اي تحرك لمحاربة الارهاب سوف ندعمه سواء كان تحركاً عشائرياً ام ثقافياً ام عسكرياً ام اكاديمياً اياً كان النوع، لكن مجالس الاسناد في الحقيقة كانت لغايات اخرى، وفي الاصل لم اكن اقصد العشائر العربية، لأن الوضع يختلف، كنت اقصد بالدرجة الاساسية بعض رؤساء عشائر الكورد والبعض القليل من العرب الذين يعيشون في المناطق المحاذية مع الكورد، تعلمون انه في البداية وقف قسم من رؤساء العشائر الكوردية لأسباب عشائرية، لخلافات عشائرية وقفوا مع الانظمة المتعاقبة ضد الثورة الكوردية، وهكذا استمر الحال الى 1991 ، حيث في انتفاضة 1991 اصدرنا عفواً عاماً عن جميع من كنا نسميهم الجحوش ( معذرة )، اصدرنا عفواً عاماً عنهم بشرط ان لا يعودوا الى هذه المهنة الحقيرة (الارتزاق)، بحجة وتحت ستار تشكيل مجالس الاسناد جرى الاتصال ببعض المجرمين الذين ساهموا في عمليات الانفال ودمروا القرى وقتلوا المواطنين، ومع ذلك تم العفو عنهم، بينما جرى الاتصال بهم على اساس أن هؤلاء يشكلون مجالس الاسناد، قلت في حينه ان هذه خيانة ومحاولات خبيثة، واقولها الآن وسوف نقف ضدها ونحاسب هؤلاء ونعيد كل الدفاتر القديمة، وكل الخيانات التي ارتكبوها سوف نحييها ونقدمهم الى المحاكم، هذا ما اقصده بالنسبة للعشائر الكوردية، في تصورنا العربُ ايضاً في المناطق المتنازع عليها اذا ساهموا في هذا الموضوع سوف يخلقون الفتنة، وهذا ليس من مصلحة العرب ولا من مصلحة الكورد، الصحوة شيء ومجالس الاسناد شيء آخر، والآن كما سمعت ان فخامة الرئيس طلب ان يحال الموضوع الى المحكمة الدستورية وهي التي تتخذ القرار الصائب بصدد هذا الموضوع، ولكن الوضع في اقليم كوردستان يختلف عن باقي المناطق، فيه برلمان منتخب وحكومة منتخبة وفيه امن واستقرار ومؤسسات دستورية وقوانين، لا يمكن ان نسمح بالتدخل واثارة الفتنة او احياء حالة من الارتزاق او الاتصال بأناس مطلوبين اصلاً، وعليهم ان يشكروا الله ويشكروا الشعب الكوردي لانه سكت عن جرائمهم، لذا طرحت هذا الموضوع ليكون واضحاً، مع احترامي لرؤساء العشائر الذين احترمهم واعرف دورهم ووزنهم، ولكن هذا الموضوع يجب ان يكون واضحاً في كوردستان، موضوع مجالس الاسناد بالنسبة لنا من المحرمات ونعتبرها خيانة لمن يقوم بمثل هذه الاعمال.


في الختام مرة اخرى اشكركم على حضوركم واثني ايضاً على المقترحات الأخرى لتفعيل هذه اللقاءات وتكثيفها وتوسيعها لكي تشمل الشرائح الاخرى من المجتمع، وانا اؤيد بقوة ان تجري لقاءات بين العشائر وبين الأكاديميين وبين رجال الدين ومنظمات المجتمع المدني وبين الجميع.


نحن اخوة ومستعدون لأي دعم او اسناد، والهدف الاساسي هو ان نبني عراقاً قوياً موحداً كلنا نعيش فيه بامان، وتتفقون معي أن أقليم كوردستان له خصوصية، ولكن نحن نقبل بأن هذه الخصوصية وهذه الحقوق كلها تكون ضمن الدستور الذي اقره الشعب العراقي، لانريد شيئاً اكثر من الدستور ولانقبل بشيء اقل مما منحه وحدده لنا الدستور.


كلنا اخوة وان شاء الله سوف نتجاوز كل هذه المشكلات، وامام الاخوة الحقيقية وامام المحبة الحقيقية هذه ليس مشكلات وهي قابلة للحل وان شاء الله ستُحل.
 
http://krp.org/arab/articles/display.aspx?gid=1&id=1031