المحرر موضوع: رد على مقالة الدكتور العزيز ادورد ميرزا  (زيارة 1019 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل د.عبدالاحد متي دنحا

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 3
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
       رد على مقالة الدكتور العزيز ادورد ميرزا
« في: اليوم في 07:33:23 »  

--------------------------------------------------------------------------------
رد على مقالة الدكتور العزيز ادورد ميرزا تحت عنوان نتائج الانتخابات لن تغير شيئا في العراق
اننا كلما نريد ان ننسى الماضي ونقلب صفحة جديدة يقوم احدا بتجديدها.
صحيح ان الاوضاع الحالية معقدة جدا ولكن بدات مظاهر بعض التطور ولو بشكل بطيئ جدا ومنها مثلا ان المواطن العراقي بدا يبتعد نوعا ما عن الاحزاب الدينية ويتجه نحو العلمانية وهذه خطوة اولى لفصل الدين عن الدولة وكذلك الانتخابات ظاهرة حضارية وكوسيلة لبناء الديمقراطية وطبعا لن تكن مثالية بعد العشرات السنين من الدكتاتورية المقيتة والتي يمدح بها الدكتور ادور وخاصة السنوات من 1968 الى 1979 حين ارتقاء صدام حسين الى قمة السلطة و يضع جميع اللوم عليه وان جميع الشعب العراقي كان دمى يحركها كما يريد.
صحيح ان انقلاب 1968 لم يكن دمويا كانقلاب 1963 او ما يسمونه بالثورة البيضاء ورفعت العلم الابيض تجاه الاحزاب النشطة في ذلك الوقت ومنها الاحزاب الكردية والحزب الشيوعي  فاقيمت الجبهة الوطنية في 1972 وامم النفط وكانت من الخطوات الايجابية وكثر النقد في الشارع العراقي ولكن استخدم لكسب الجماهير الى صفوف البعث فاحتكر الجيش والتعليم والمناصب العليا في الدولة  والبعثات الدراسية جميعها بايدي الذين وقعوا للحزب ومعظمهم من المنتفعين والانتهازيين وخاصة اجهزة الامن وهنا اتذكر ان المرحوم والدي كان يحكي لنا قصة مدير ناحية واسمه امين الاغواني(من الموصل) في الاربعينات كان عندما يقدم له احدا بطلب ان يصبح شرطيا فكان يجبره ان يبصق بوجه ابيه وثم يقوم بتعيينه والذين الان يعتبرهم الدكتور ادور الايادي الامينة و طبعا بمرور الزمن وبفضل الرواتب العالية ودراسة اولادهم وبناتهم فصارت جميع مرافق الحياة بيدهم واما الذين لم ينخرطوا في الحزب فصاروا مهمشين وهذا يتفق مع المثل الذي استخدمه عزيزي الدكتور وديع في احدى مقالاته الفلوس تجيب العروس فالتاريخ يعيد نفسه..
اعلن بيان 11 اذار في 1973 مع الحركة الكردية ولكن لم يدم كثيرا فقبل نهاية السنة بدا الاقتتال في شمالنا الحبيب ويا للغرابة فان البعثيين استطاعوا ان يوقعوا مابين الاكراد والشيوعيين والذين كانوا في خندق واحد منذ 1963 وكانت الطلقة الاولى مابين الشيوعيين والاكراد
وهنا اتذكر جيداحيث كنت راقدا في مستشفى الجمهوري في الموصل, عندما جاء الى غرفتي السيد مهدي السيكاني(كان رئيسا لنقابة المعلمين الاكراد انذاك) وايضا راقدا في المستشفى ليخبرني بان الاقتتال بدا مابين الشيوعيين والاكراد وليس بين البعثيين والاكراد كما كان متوقعا.
واستمر الاقتتال الى 1975 وحينها وقع صدام اتفاقية الجزائر مع شاه ايران للقضاء على الحركة الكردية وفيها تنازل عن اجزاء من شط العرب لايران وهذا كان احد الاسباب الرئيسية لحرب العراق مع ايران.
وبعد القضاء على الحركة الكردية لم يبقى من المعارضة في الساحة غير الشيوعيين وطبعا كانوا في جبهة صورية تطبق من قبل الشيوعيين فقط! واما حكومة البعث كانت منشغلة في ضم اكبر عدد ممكن من الشعب الى صفوف الحزب باية طريقة كانت فمثلا انا كنت مدرس في ثانوية الحمدانية في برطلة كان الرفيق الحزبي يقوم بادعاء جميع طلاب الصف الاول المتوسط في بداية السنة الى غرفة الاتحاد الوطني ويقومون بانضمامهم الى صفوف الاتحاد الوطني اولا ومن ثم الى صفوف الحزب ويعتبره كسبا لترقيته الحزبية.
وهنا لابد ان اعترف بجهلي عن تاريخ الحركة الديمقراطية الاشورية والحركة الوحيدة والتي كانت تناضل من اجل حقوق شعبنا وطبعا كانت محظورة لان حزب البعث العربي الاشتراكي كان همه تعريب العراق وهنا يغالط نفسه الدكتور ادور حينما يقول انه لم يكن هناك فرق بين مكونات الشعب العراقي حيث كان يعترف بالمسيحيين كعرب ناطقين باللغة السريانية وكذلك قام بتعريب المناطق الكردية وذلك بتهجيرهم من قراهم ومدنهم ومنها مدينة كركوك فكان يمنح لكل من ينقل نفوسه من العرب الى مدينة كركوك قطعة من الارض والقرض لبنائها بالاضافة الى توظيفهم وهذا جعل من قضية كركوك اكثر تعقيدا.
لنرجع مرة ثانية الى الاحزاب الفعالة واهمها الحزب الشيوعي فقام النظام بتصفية عناصر الحزب في بداية 1978 وتوقيعهم على الاستمارة المشؤومة بعدم الانتماء الى اي حزب عدا حزب البعث والا العقوبة الاعدام وانا كنت واحدا منهم حيث اعتبر نفسي ساقطا سياسيا منذ ذلك الوقت!
فترون لم يبقى في الساحة السياسية غير البعث وبهذه الفترة ظهر ونشط حزب الدعوة وبتشجيع وتمويل من الحكومة الاسلامية من ايران وقاموا ببعض اعمال في بغداد مما سبب مع ما ذكرت سابقا حول اتفاقية الجزائر وبدفع من الغرب عن طريق الملك حسين والذي صار من المقربين جدا من صدام حسين الى حرب العراقية الايرانية والتي راح ضحيتها اكثر من مليون شهيد. وطبعا بعدها حرب الكويت الخليج الثانية والحسار الظالم على الشعب العراقي واخيرا الغزو الامريكي مع حلفائها.
لذلك ترى يا دكتور ادور ان التغيير لم يكن طفرة وراثية في نظرية داروين من القرد الى الانسان والتي لايزال العلماء يبحثون عن الحلقة المفقودة.
ولو انني ذكرت في مناسبات عدة انا لم اكن مع التغيير بهذه الطريقة باحتلال العراق وماحدث من بعد الاحتلال والتي تتحمل امريكا وحلفائها المسؤولية الكبرى فيها لانها تفكر في مصالحها فقط ولا تهتم بمصالح الشعوب الاخرى.
 مع تحيات

عبدالاحد
ahaddenha@hotmail.co.uk