المحرر موضوع: رداً على الارهاب المنظم ضد الكلدان الآشوريين السريان، الإدارة الذاتية هي الحل  (زيارة 1924 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Saadi Al Malih

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 64
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رداً على الارهاب المنظم ضد الكلدان الآشوريين السريان
الإدارة الذاتية هي الحل

 
د. سعدي المالح



 يتواصل مسلسل الاعتداء على المسيحيين العراقيين من الكلدان الآشوريين السريان على نحو كثيف، ومنظم أحيانا، من دون وجه حق. إذ تم مساء الأحد المنصرم تفجير عدة سيارات مفخخة أمام أربع كنائس في بغداد وكنيستين في كركوك أثناء إقامة القداديس أودت بحياة أناس أبرياء.

وما يزال الكثير من المسيحيين العراقيين يواجهون، منذ الإطاحة بنظام صدام حسين، القتل والتهجير والاختطاف ومختلف أنواع الاعتداءات والمضايقات بحجج مختلقة وواهية ليس لها أي سند. فقد تعرضت العديد من كنائسهم ومنتدياتهم والكثير من مراكز عملهم إلى التفجير والتخريب والهجوم المسلح إلى درجة خلت مدينة البصرة والجنوب العراقي كله تقريبا من المسيحيين الذين سكنوا هذه المناطق منذ أزمان طويلة، واضطر عشرات الآلاف من سكان بغداد المسيحيين إلى ترك بيوتهم وأعمالهم وممتلكاتهم والهرب بجلدهم إما إلى إقليم كردستان الآمن أو إلى الدول العربية المجاورة ولا سيما سوريا والأردن.

المسيحيون العراقيون الذين نشدوا الحرية والمساواة بعد التحولات الأخيرة في العراق، كغيرهم من أبناء الشعب العراقي، وجدوا أنفسهم في حلقة ضعيفة وسط الفلتان الأمني والتحزب الطائفي والقومي لمكونات الشعب العراقي الرئيسة، وذلك لأنهم أولاً: لا يشكلون في الوقت الحاضر إلا أقلية صغيرة موزعة بين محافظات بغداد والبصرة وكركوك والموصل وأربيل ودهوك. وثانيا: لعدم وجود مرجعية موحدة كنسية أو سياسية أو عشائرية تذود عنهم وتقود أمورهم الدينية والسياسية والاجتماعية، وتكون عونا لهم في الدولة ومؤسساتها.

إن هذه الحلقة الضعيفة من العراقيين أصبحت تتعرض لاعتداءات مختلفة ومستمرة كلما دق الكوز بالجرة كما يقال. فإذا صادف أن تضرر جامع بنتيجة معركة بين الأمريكيين أو القوات الحكومية مع الإرهابيين سرعان ما رفع البعض في اليوم التالي قبضته مهددا بهدم الكنائس على المصلين وينفذ تهديده. وإذا مُنع الحجاب في فرنسا سارع بعض آخر  إلى قتل المسحيين في العراق أو فرض الحجاب على نسائهم ردا على ذلك. وإذا نشرت صحيفة أوربية صورة مسيئة للدين الإسلامي الحنيف انفجرت بعد أيام مجموعة من السيارات المفخخة أمام عدد من الكنائس دفعة واحدة. كل ذلك يحدث وكأن المسيحيين العراقيين جزء من الغرب " المسيحي" أو تابعين له متناسين عن قصد أو غير قصد أن العراقيين الكلدان الآشوريين السريان كانوا من أوائل الشعوب التي اعتنقت المسيحية وأسسوا كنيستهم الوطنية المستقلة بقرارها – كنيسة المشرق.

صحيح أن العراق يعيش وضعا صعبا وفلتانا أمنيا وخاصة في القسم الأوسط منه حيث يتعرض الكثير من العراقيين من شيعة وسنة وغيرهم إلى قتل وتعذيب وسجن وخطف ومضايقات مختلفة إلا أن المسيحيين في هذه المناطق وخاصة في بغداد والبصرة والجنوب يعيشون الإرهاب مضاعفا مرة لكونهم مواطنين عراقيين مسالمين أسوة بغيرهم ومرة أخرى لكونهم مسيحيين ومن قومية صغيرة لا لا حول ولا قوة لها.

هذا الوضع الشاذ الذي يعيشه المسيحيون في العراق من الكلدان الآشوريين السريان يتطلب حلولا جذرية قبل أن يفرغ  العراق من سكانه الأصليين، أبناء بابل وآشور، بناة حضارته القديمة ورواد نهضته المعاصرة، ويفقد هذا البلد طيفا من أطيافه القومية والدينية الذي تميز به منذ أزمان قديمة.

إن واحدا من الحلول المطروحة في الوقت الحاضر هو أن يحصل المسيحيون العراقيون من الكلدان الآشوريين السريان ضمن العراق الفيدرالي الموحد على إدارة ذاتية ؛ اقليم أو محافظة تتمتع بحكم ذاتي في سهل نينوى حيث العشرات من القرى والمدن الكلدانية الآشورية السريانية التي تشكل مع بعضها البعض جغرافيا وقوميا ودينيا وثقافيا وحدة إدارية متميزة لا تزال تعيش على جزء من أرض أجدادها الآشوريين.

هذه الإدارة الذاتية تصبح مستقبلا مستقرا لأكبر عدد ممكن من الكلدان الآشوريين السريان المسيحيين وتساهم في تطوير ثقافتهم وبعث تراثهم وتعزز تكوينهم السياسي- القومي. 

إن هذا الحل- المطلب ينبغي أن يصبح هدفا لجميع الأحزاب الكلدانية الآشورية السريانية، وجميع الكنائس والطوائف المسيحية في العراق، وكذلك جميع منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الثقافية والاجتماعية لشعبنا داخل العراق، تطالب به دستوريا وبكافة الطرق المشروعة وتكسب له تأييد الأحزاب والقوى والمؤسسات العراقية وخاصة المجلس الوطني (البرلمان) العر اقي. وأيضا يجب أن لا يقل هنا دور المؤسسات القومية والدينية الكلدانية السريانية الآشورية خارج العراق التي يتوجب عليها أن تشكل قوة ضغط (لوبي) تطالب المجتمع الدولي بدعم مثل هذا المشروع – الحل من أجل بلوغ هذا الهدف بأسرع وقت. 

[/b] [/size][/font]