المحرر موضوع: يُسئ الدنماركي ويُعاقََََََََب العراقي  (زيارة 1417 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نزار ملاخا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 855
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
يُسئ الدنماركي ويُعاقََََََََب العراقي

بالأمس تم تفجير سبعة كنائس في العراق , وتحديداً في محافظتي كركوك وبغداد , حيث كانت حصة محافظة كركوك إثنتان والبقية من حصة محافظة بغداد , ومن بين الشهداء الأبرياء الذين سقطوا بفعل هذا الحادث الأجرامي شهيد لا يتجاوز الأربعة عشر ربيعاً , وهوأبن أحد أصدقائنا الأعزاء , لقد سالت دماء طفل برئ لا ذنب له ولا أثم , لا حول له ولا قوة , سالت دماء الشهيد فادي رعد ألياس بدون علة أو سبب, خطفوا حياة البراءة وريعان الصبا, لسبب بسيط جداً ألا وهو لكونه مسيحي لا غير !!! هل يعقل هذا !!! هل هذا صحيح ؟ هل يقبل به الإسلام قبل المسيحيين ؟ كلا وألف كلا ... فلا يرضى المسلم بأن تزهق روحاً بريئة ولا الشرع يجيز ذلك مطلقاً . " ولا تقتلوا النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق " ....
لم يكن فادي بعثياً قيادياً , ولم يكن من القادة الكبار , ولم يكن مسؤولاً في قوات الأحتلال ,,, بل كان طفلاً تتمثل فيه كل معاني الطفولة البريئة !!! من شدة إيمانه شمّر ساعده للصلاة والتعبد لله الخالق ... ذهب فادي للصلاة ليطلب من الله الخالق عز وجل ... الأمان والأطمئنان للعراق وشعبه , لم يحدد فادي في صلاته وتضرعه للخالق عدد الأشخاص الذين يطلب من الله أن ينقذهم , ولم يحدد من أي دين , بل كان دعاء فادي وتضرعه هو أن يحفظ الله العراق وأهله , أن يبعد الله المأساة عن العراق والعراقيين أجمعين ( كما نفعل نحن في صلاتنا يومياً ) , أن يزيل الله هذه الغمّة التي ألمّت بالعراق والعراقيين , لقد شيع فادي زملاؤه المسلمين قبل إخوته المسيحيين , لقد واسوا أهل فادي المسلمين قبل المسيحيين ,, ألم يستشهد مع فادي مسلمون , ألم تختلط دماؤهم سوية كعراقيين , أليسوا الآن جميعاً امام الباري عز وجل يقدمون شكوى له نيابةً عن العراقيين جميعاً !!!! إن البعض من المتطرفين أغاضتهم صلاة فادي , وخافوا من أن يستجيب الله له " إن لم تعودوا كالأطفال لن تدخلوا ملكوت الله "وينشر الأمن والأستقرار في ربوع عراقنا الحبيب فأرادوا أن يوقفوا هذه الصلاة وهذا التضرع ولكن على طريقتهم الخاصة , هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم هم المجلس التنفيذي الذي يرأسه الخالق عز وجل .
كل ذنب فادي إنه كان مسيحياً مؤمناً ملتزماً ذهب ليؤدي فروض الطاعة والصلاة لله الخالق الذي بإسمه قُتِلَ فادي . لم يُقتَل فادي لأنه جحد أو لأنه أنكر وجود الخالق ( ويا مكثرهم الأن ) , بل لأنه كان مسيحياً والتفجير كا يستهدف كنيسة مسيحية في وقت الصلاة , أياً كانت الجهة التي وراء الحادث لا يهم . المهم أن فادي أستشهد , وياليتنا نستطيع أن نحصل على تلك الميتة ! لقد نال فادي شرف الشهادة من أجل إيمانه ,,, ويا له من شرف ... عسى أن نوفق في أقتنائه , هذه هي الشهادة الحقيقية ... هذا ليس بموت بل لعمري إنه أكليل فخر ومجد وغار ... إن فادي من جيل الصغار ولكنه مات ميتة الأشراف الكبار ...
هكذا أستشهاد يكون مدعاة فخرٍ لأهله وأصدقائه ووطنه .نال فادي إكليل الشهادة لأنه مسيحي .
 " ويبغضكم جميع الناس من أجل أسمي "  ...
هل يجوز أن يؤخذ إنسان بجريرة إنسان آخر ؟ والغريب بالأمر إنه ليس بين الأثنين أية رابطة , لا رابطة القربى ولا الدم ولا اللغة ولا الوطن ولا التاريخ ولا حتى الدين ... وأحدهما لم يسمع بالآخر ولا حتى يعرفه مطلقاً ... ولكن شاء القدر أن تكون سلطة بيد من لا يعرف قدر السلطة ... والتسيب الأمني الذي يشكو منه البلد , إضافة إلى رغبة جهات دولية بأن تبقى هذه الفوضى موجود , كل هذه الأسباب والكثير غيرها جعلت لهذه الحادثة حديث .
أحد الدنماركيين من الصحفيين ( ليس بالضروروة أن يكون مسيحياً , لأنه ليس كل دانمركياً هو مسيحياً )  أساء إساءة إلى نبي الإسلام ( ونحن من جانبنا ندين ونستنكر بشدة ما قام به هذا الصحفي )   والذي يعيش في الدنمارك يعرف جيداً طبيعة المجتمع الدنماركي من حيث الإيمان , فهناك المومن وهناك المسيحي والمسلم واليهودي ومن مختلف الديانات , وهناك الي لا يؤمن مطلقاً وهناك الذي ليس لديه أي دين , شعب متنوع الإيمان والمعتقدات , ألم يقم الدنماركيين أنفسهم بالإساءة إلى نبي المسيحيين وأمه العذراء مريم بإساءة بالغة ليس من بعدها إساءة ؟ ألم يقم أحد المعامل في دولة الدنمارك بطبع صورة السيد المسيح له المجد وأمه مريم العذراء على أحذية ( نعالات ) وعرضت للبيع في الأسواق  ؟ وقامت قيامة المسيحيين العراقيين هنا فنظموا التظاهرات والمسيرات والأحتجاجات وكسرّوا المحلات التي عرضت فيها هذه الأحذية ... فهل يمكن أعتبار من قام بهذا العمل مسيحياً  ؟
ولكن نتيجة هذا العمل جعل العراقي أن ينتقم من أخيه العراقي , بدلاً من معاقبة المجني , هل يصح هذا يا عقلاء القوم  ؟
إنني بأسمي شخصياً وبأسم المجلس القومي الكلداني في الدنمارك نستنكر العمل الذي قام به هذا الصحفي من إهانة لرمز الإسلام والمسلمين ونرفض إهانة  مقدسات أياً كان , وفي الوقت نفسه نرفض ونستنكر ونشجب العمل الأجرامي الذي قام به البعض في تفجير الكنائس , كما وندين العمل الصبياني الذي قام به بعض طلبة جامعة الموصل من الأعتداء على زملائهم الطلبة المسيحيين في نفس الجامعة , ونعتهم بكلمات لا تليق بالعراقي المسيحي , فالعراقي المسيحي لم يكن في أي وقت لا كافراً ولا عميلاً لأية دولة ولا صليبياً , بل الصليب هو علامة خلاص المسيحي , وهناك فرقاً شاسعاً بين الصليب والصليبيين.
إننا في الوقت الذي كنا نتوسم فيه ونؤمن بقدرة الشباب الواعي والمثقف في جامعة الموصل من التحلي بالأخلاق الحميدة ونبذ كل أشكال التفرقة , سواء الدينية أو القومية أو العنصرية نفاجأ بهكذا عمل مشين بين أبناء الوطن الواحد .
فيا عقلاء القوم أستدركوا الأمور قبل أن تستفحل . ومن الله التوفيق .



                                           نزار ملاخا