بمناسبة الذكرى السنوية الاولى هل من جديد
في قضية اختطاف وقتل المطران بولص فرج رحو!!؟
بقلم يوحنا بيداويدملبورن /استراليا 20 شباط 2009
تمر علينا في هذه الايام ذكرى استشهاد احد اشجع رجال كنيستنا الكلدانية الذي جسد ايمانه العميق الصادق بنيل إكليل الشهادة و قَبل التضحية بنفسه من اجل كنيسته واخوانه المؤمنين كما وعد. وهل ينسى ذلك اليوم المشؤوم الاسود الذي حل بالمسيحيين في العراق عموما. إنها ذكرى استشهاد المطران بولص فرج مطران الكنيسة الكلدانية في مدينة الموصل. حيث أُختُطف الشهيد يوم الجمعة المصادف 29 شباط 2008 بعد ان ادى صلاة درب الصليب في كنيسته في حي النور في مدينة الموصل. استشهد مرافقيه الثلاثة فارس ورامي وسمير على الفور اما هو بقى مختطفاً الى ان اتصل الخاطفون بكنيسته لاعلامهم عن مكان جثته في يوم 13 اذار 2008 في المنطقة الصناعية غرب مدينة الموصل ولم تعرف لحد الان الجهة المختطفة.
لقد أُدينت هذه الجريمة النكراء من قبل كافة المسؤولين * ورؤساء الاحزاب ورجال الدين المسيحيين والمسلمين في العراق وعدد كبير من الجهات والشخصيات العالمية في مقدمتهم قداسة البابا بندوكست السادس عشر. اقيمت التعازي والقداديس في جميع انحاء العالم، ووجهت برقيات التعزية الى رئاسة الكنيسة الكلدانية وابناء ابرشيته واقاربه واصدقائه المخلصين من ابناء مدينة الموصل. نظمت الكثير من الحفلات التأبينية وقِيلت الكثير من القصائد الشعرية وكُتبت الكثير من المقالات وأُعِدت الكثير من البرامج التلفزيونية عن هذه الجريمة.
اسئلة كثيرة طرحت في وقتها ومعلومات جديدة تظهر بين حين واخر وكلما مر الوقت كلما زاد الحاح المسيحيين لمعرفة اجوبة اسئلتهم العديدة المدونة ادناه :-
1- منذ اليوم الاول سأل الجميع من هي الجهة التي خطفت وقتلت المطران بولص فرج رحو؟ وكم شخصا وكم سيارة كان الخاطفون والى اين هربوا؟
2- ماذا كانت رسالة القتلة للمسيحيين من هذه العملية ؟ اين كان دور الحكومة المتمثل بدور الشرطة والامن والجيش والمحتلين والمليشيات؟ هل فعلا تخلى جميع مكونات العراق الاخرى عن حماية المسيحيين في العراق؟ ام هل الكل كانوا متفقين على تهجير المسيحيين لا سامح الله. الامر الذي نشك فيه لحد الان ؟.
3- هل فعلاً جرت مفاوضات بين الخاطفين و مسؤولين من الكنيسة الكلدانية؟ وماذا كانت المطاليب؟
هل فعلاً كان من مطاليب الخاطفين مشاركة المسيحيين في الجهاد ( مثل خزن السلاح في الكنائس)، و تقديم فدية مقدارها مليون دولار، واطلاق صراح بعض العرب المحتجزين في سجون اقليم كردستان العراق؟ وما علاقة المطران الشهيد بالمسجونين هناك؟
4- هل فعلاً تم القاء القبض على احد المتورطين كما صرح احد المسؤولين في شرطة مدينة الموصل** ؟
5- هل فعلاً اتصل الشهيد من تلفونه الخلوي مباشرة من داخل الصندوق بمسؤولين في الكنيسة الكلدانية يطلب منهم ان لا يدفعوا اي فدية، لانها ستسخدم لقتل الاخرين ايضاً؟.
6- ماذا كان طلب الخاطفين من المطران جرجيس القس موسى مطران الكنيسة السريانية الكاثوليكية في قره قوش حين أتصلوا به يوم 2 اذار وهل تكلم مع الشهيد في حينها؟
7- لماذا كان الخاطفون حريصين على تسليم الجثة للكنيسة بعد قتل الشهيد؟ ولماذا لم يصروا على الفدية مقابل الجثة مثلاً ؟!.
8- كيف مات؟ هل مات نتيجة الجلطة كما اشار الفحص الطبي على الجثة ام نتيجة التعذيب الجسدي او نتيجة عدم تناوله دوائه على الانتظام ام رميا برصاص؟
9- من هو احمد علي احمد الذي حكمت عليه احدى المحاكم العراقية في شهر ايار 2008 بالاعدام، لانه كان متهماً بخطف وقتل المطران بولص فرج رحو والذي ادعى انه احد قادة القاعدة في هذه المدينة؟
من كان المحقق مع هذا الرجل واين سجل التحقيق وافادة المتهم؟
من كان الحاكم واين الشهود والبراهين على الجريمة؟
كيف مات الشهيد في يده او ايديهم؟ واين كانوا مختفين كل هذه الفترة؟ اذا كان هناك اخرون معه اين انهزموا؟ كيف تم القاء القبض عليه لوحده؟ هل كان من المجموعة الاولى التي خطفت المطران ام من المجموعة الثانية الاكثر تشددا التي استلمت المطران وقامت بالمفاوضات وقتلته فيما بعد؟
10- هل يُعقل ان رجلاً واحداً يقوم بكل هذه العملية ؟!! وهل يعقل ان رجلاُ واحداً يُهجر قوما اوشعباً بكامله؟!!!
اما بالنسبة لهجرة المسيحيين من مدينة الموصل قبل ستة اشهر. لازال اللغز يحيرنا جميعا ويتكرر السؤال ( او الاسئلة)؟
لماذا شنت هذه الهجمة التترية الاخرى على المسيحيين بعد ستة اشهر من تاريخ استشهاد المطران؟ لماذا قتل اكثر من ثلاثة عشرشخصاً على طريقة فرمانات التركية وهجر اكثر من عشرة الاف شخص من بيوتهم الى اقليم كردستان العراق او سوريا، من طبع المنشورات وكيف تم توزيعها وماذا كان مكتوب فيها؟.
على الرغم من مرور سنة كاملة على هذه الجرائم لحد الان لم تُكتَشف الحقيقة، وكلما يمر الوقت كلما اندثرت علامة وخيوط المساعدة للكشف عنها.
اننا هنا لا نتهم احدا او اي جهة او طائقة ولن نستسلم الى الظنون، ولم نقتنع بكل ما صرح به او كتب هنا اوهناك الا بالدلائل والبراهين المصدقة قانونياً، ولكننا كمسيحيين تواقون لمعرفة الحقيقة، لاسيما عن محكمة الشخص المدعو احمد علي احمد.
نعم هذه الاسئلة يطرحها المسيحيون اليوم في الوطن والمهجر، وسيطرحها جيلا بعد جيلا ، ولن يشفي غليلهم الا معرفة الحقيقة، ولا توجد في نيتهم اي رغبة انتقام و لا يطلبون سوى الحكم العادل للمجرمين.
لقد شكلت الحكومة عدة لجان لتقصي عن حقيقة هذه الجرائم ولكن لم نسمع الا باتهامات هنا وهناك بدون دلائل. انها مسؤولية الحكومة التنفيذية والتشريعية والقضائية بمتابعة هذه القضية اليوم والكشف عن مجريات والدوافع و الجهة الفاعلة لها. واذ عجزت الحكومة من التحقيق والوصول الى الحقيقة والكشف عن المجرمين بصورة موضوعية وموثقة، أليس من حق شعبنا المسيحي مطالبة مجلس الامن الدولي بإجراء تحقيق و محكمة دولية للبحث والتقصي عن حقيقة هذه الجريمة و الجرائم الاخرى التي الحقت بالمسيحيين لوحدهم؟
املنا ان تفتح الحكومة المركزية هذا الملف من جديد وتكشف خيوط هذه الجريمة لكل العراقيين لشعبنا المسيحيين كخطوة اولية لعملية بدء تطبيق القانون في العراق الجديد، والبدء بالمصالحة الوطنية بين جميع مكونات الشعب العراقي.
____________
*- وقال الطالباني في نص رسالة التعزية التي بعثها الى البابا بينيدكت السادس عشر، والكاردينال عمانؤيل الثالث دلي رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، ونقلته وكالة أصوات العراق: "بقلوب مفعمة بالأسى والحزن تلقينا نبأ مصرع المطران بولص فرج رحو رئيس اساقفة الكلدان في الموصل، الذي راح ضحية جريمة بشعة ارتكبتها قوى الارهاب والظلام."
واضاف الطالباني "اننا اذ نعزيكم من اعماق افئدتنا المفجوعة، نؤكد لكم بأن المجرمين لن يتمكنوا من غرس نبتة البغضاء والفتن، وان المسيحيين، العراقيين الاصلاء، سيبقون يعملون مع اشقائهم من المسلمين وابناء الطوائف والديانات الاخرى من اجل استئصال منابت الكراهية والفرقة، وترسيخ وشائج الاخوة والمحبة والوئام."
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قد وجه، رسالة التعزية الى الكاردينال عمانؤيل الثالث دلي رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، يبدي فيها ادانته لمقتل المطران فرج رحو، ومؤكدا فيها أن من وصفهم بـ"مرتكبي هذه الفعلة الشنيعة" لن يفلتوا من حكم العدالة.
(المصدر: موقع ويكيبيديا)
**- في اتصال هاتفي مع العميد خالد عبد الستار المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع/ قيادة عمليات نينوى ذكر لقناة عشتار الفضائية انه تم فعلاً القاء القبض على أحد المشاركين في عملية اختطاف واغتيال المطران الشهيد بولص فرج رحو مؤكداً ان التحقيقات متواصلة معه للوصول الى معرفة الجناة وتقديمهم للعدالة ( المصدر موقع بغديده)