عزيزي عبود،
طريق الصعود صعب جدا و الركض المتواصل وراء الثبات يستهلك كل ما فينا لكن كبرياء الجنون يأبى التدهور تحت اهتزازات ميولنا التي كلما صعدنا تجذبنا للأسفل، حيث تصعب مقاومة الجاذبية الأرضية عند اشتداد المرتفعات. هذا الطريق الذي كلما تمردنا تمرد و إذ نستكين يلين. لا نعالج الإرهاق إلا بالإستسلام و الترجي و بالحوار المحب المتواصل مع الطريق حتى يحملنا و همومنا و إلا نبقى مكاننا او نتخلى عن ما حلمنا به ذات يوم.
اما الأشواق فأبخرها لتسمو هناك فتلاقي قلبي المعلق في الأعالي، و حواسي لا يمكنني ان احملها في حالها المتردي لأنها كثيرة التمرد و حملها يجعل الصعود باحمال ثقيلة على ظهري مستحيلا. المشكلة ان العاقلين ظنوا اني اعتقلها و اضربها ، و الآن لا وقت عندي لأجادلهم فيجب ان اتابع. و لكني اعرف جيدا ان الأحاسيس مصدر الجمال ما لم تخدش جمالنا. لذلك و لأني احبها ان تنمو معي للاعلي، لذلك اهذبها كما تهذب ابنتك.
و الأمل الزائل ذلك الضوء الخافت، فقد تركته منذ مضيت اتنسك الجبال بحثا عن مصدر الضوء الذي يلوح في الأعالي، هناك ألاقي اكتمالي.و الزفير لا يغشاني لأني متشوقة للأنفاس العميقة و النقية هناك.
و لك شكري لتوغلك الهاديء في صحراء أحلامنا المرهقة. و لدعمك لي لأواصل المسير، و لجوابك الدافيء.
تحياتي
غاده