المحرر موضوع: الطب والأعمار والسمفونية التي أزعجت الشيطان  (زيارة 653 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل علي الياسري

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 30
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
قد يستغرب القارئ عندما يطالعه العنوان الذي وضع للدلالة على محتوى الموضوع الذي نحن يصدده . لكنه في الواقع يحاكي عددا من الحالات التي غالبا ما تكون جزءا من الحياة . الحالات التي تعطي معنى لديمومة الحياة وقدرة الإنسان العراقي على التواصل مع الآخرين . أولئك الذين يجاوروننا في الحي أو يشتركون معنا في المواطنة في هذا البلد الكبير بكل شيء
ولا يخفى على القاصي والداني تلك المآسي التي خلفتها الأنظمة السابقة التي حكمت العراق أو المآسي التي نتجت كشيء طبيعي لتهور الحكام وطيشهم وما أسسوا له من سوء وفوضى كنا نشير إليه في حينه وفي ثمانينات وتسعينات القرن المنصرم . صدمني هول ما رأيت عندما دخلت الى بغداد عام 1996 بعد غياب دام 5 سنوات متواصلة . فروعة شارع السعد ون قد اختفت تماما عندما لم أرى احد من المحال التجارية قد فتح أبوابه للمتبضعين بل ولم أشاهد سوى النفايات التي ملأت الأرصفة والشوارع الفارغة حتى من المارة . أنها المدينة الميتة بلا شك . هنا أتذكر مقولة مهندس فريق الأعمار الهندسي الايطالي الذي دخل مدينة الناصرية ضمن قوات التحالف الدولية الذي يعمل مع مجلس المحافظة على إعادة الهياكل الأساسية للبنى التحتية ( لقد كان العراقيون في عزلة عن العالم طوال عقدين من الزمان . وفي صباح يوم واحد . استيقظوا فوجدوا العالم بأكمله حولهم داخل العراق .) وبدأت الخطوة الأولى ببناء مستشفى متنقل للأطفال يعنى بتصحيح ( الحنك المشقوق ) الذي يقول فيه الطبيب الايطالي المختص ( إن هذا العيب الخلقي تشويه يجعل من الصعب الأكل والكلام وأحيانا التنفس ) . لكن مستشفانا التي تتعامل مع منظمة ( قطار الابتسامة ) لم يقم بزيارتها احد بسبب ضعف الأمن وعدم قدرة المواطن على السفر بين المدن وهم يحملون أبناءهم المرضى التماسا للعلاج غير المتوفر إلا عن طريقنا بسبب ضعف أداء وعدم وجود مستشفيات تخصصية بالأطفال هنا .أما ألان وبعد إصدار رئيس الوزراء العراقي الأمر للجيش باستعادة الأمن والسيطرة الحكومية على البصرة وتمكن المواطنين من السفر بأمان فقد عادت الحياة الطبيعية بعد تلاشي المظاهرة المسلحة في المدن العراقية بعض خطة فرض القانون التي اعتمدت لتنظيف المدن من تلك المجموعات التي زرعت الرعب وقطعت الطرق بل وقطعت الأرزاق .
في الشهر الماضي قام قطار الابتسامة ذاته بزيارته الثانية وقد احضر الأهالي أكثر من 300 صبي وفتاة للعلاج من المرض ( الحنك المشقوق ) . السيدة أم أحمد تقول أنها تتمنى وجود هكذا مستشفيات مختصة بعلاج الأطفال في العراق على الأقل . لكن عيوننا ألان تنظر باتجاه مجموعات الإعانة الدولية في تشكيل فرق علاج عراقية وتدريب الأطباء والممرضين هنا .
وعندما حضر ( قطار الابتسامة ) افتتاح جسر الاعظمية في بغداد قال احد أعضاء الفريق ((
لسنا وحدنا نزرع الابتسامة فهذا الجسر الذي تم قطعه عام 2005 ويفتتح ألان يدل على إن الجرح الطائفي الذي يفرق بين الأهل على الصوبين قابل للشفاء أيضا )) نعم بكل تأكيد أقول إن العراقيين أهل بلد واحد وتاريخ مشترك ومصاهرة مبتعدة الأجناب قادرين فعلا أن يتجاوزوا مايبثه الطائفيين من سموم وإعمال إرهابية تريد بنا الفرقة وتزرع الخوف كما اعتادت أن تقوم بتفجيرات مشبوهة ومعروفة النوايا . فالتفجير الذي سبق افتتاح الجسر أراد لنا أن لا نكمل الفرحة بالتقاء الأهل عندما قام مفتعلو الفتنة بالتفجيرات الثلاثة التي راح ضحيتها 28 مواطنا بريئا في سوق الاعظمية . ولكن هيهات فقد اتفق رئيسا الأوقاف الشيعية والسنية على ان العراقيين ملتزمون بالوحدة رغم ما يقوم به المجرمون الإرهابيون لإشعال الفتنة . الفرقة الموسيقية الأهلية التي حضرت حفل الافتتاح وكانت تعزف انشودات الوحدة والأغاني الشعبية أبهجوا الحاضرين وعند البدا وقف احد العازفين في  الفرقة قائلا للجميع (( لم يتفق جيش المهدي والقاعدة إلا على نقطة واحدة وهي أنهم يعملون معا في خدمة الشيطان . سنعزف للحب للوطن لكل العاشقين أنشودة يهرب منها الشياطين وخدامهم )) وقال أيضا انأ احمل ألان هذا السكسفون لصديق لي كان يعمل في فرقتنا أطلق الإرهابيون عليه النار واردوه قتيلا . يبدوا إن الموسيقى تزعج الشيطان سوف لن يسكت هذا السكسفون وسيفرح فقيدنا بكل نوتة جديدة هذا العازف كان والده عازفا أيضا في فريق فيصل الثاني السيمفوني الملكي ( هؤلاء كانوا دخلاء على حياتنا . فكانوا يريدوا أن يفرضوا ثقافة بلا بهجة . ولكننا نستمتع بأطايب الحياة ونعشق الموسيقى ) أيها الإخوة على أنغام الموسيقى لنلتقي معا على جسر الأئمة وابتدأ الاحتفال
.