المحرر موضوع: المراة بين سلطة البعث وتسلط الاصوليين  (زيارة 660 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل علي الياسري

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 30
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

لقد كان العراق من أكثر الدول المتحررة في العالم العربي حيث كانت الآلاف من النساء يعملن كطبيبات ومهندسات وموظفات في الخدمة المدنية وحتى بعد تولي صدام سدة رئاسة الجمهورية عام 1979 استمرت النساء في تولي مناصب بارزة . ولكن ابتدأ هذا العدد بالانخفاض تدريجيا عندما أجبرت هذه النساء على الانضمام الى حزب البعث .
والسبب الرئيسي يعود الى اختيار صدام حسين بعض التعاليم الدينية للاصولين لتعزيز قاعدته السياسية بالرغم من انه كان من العلمانيين بل من المحاربين للإسلاميين في أحيان كثيرة .وكان كل ذلك على حساب وضع المرأة وقد عانى مركز المرأة في المجتمع بشكل كبير على الرغم من إنها كانت لاتزال تتمتع بقدر من الحريات . فقد أجبرت النساء على البقاء في المنازل وإجبارهن على ارتداء ملابس الزى الإسلامي والتظاهر من هذا المنطلق بإتباع( الحملة الإيمانية ) التي كان يقودها الرئيس المخلوع  ولو ظاهريا مما اثر سلبيا على كرامة المرأة المسلمة حيث عرف الناس كثيرا من تلك المظاهر الخادعة لبعض النساء التي لا ترتبط بجوهر الإسلام من قريب أو بعيد .
وبعد إزاحة ( نظام صدام ) عن سدة الحكم ظهر الإسلاميون الأصوليون وفرضوا على الناس والنساء تحديدا التفسيرات المتشددة للإسلام والخارجة عن تعليماته مما أسفر تقييد حرية المرأة وتشجيع العنف ضدها . ومع كل هذا التشدد الأصولي لم تجري الأمور كما أريد لها أن تكون . ولا ريب أن نذكر بعض من تشدد الاصولين عندما منعوا المرأة من التسوق كحد ادني للحرية في اختيار طعامها أو ملابسها أو منع محلات الأزياء من عرض الملابس النسائية على واجهات المحلات باعتبارها مثيرة لمشاعر ( الرجل ) لا بل تعدت أساليبهم الى منعها من قيادة سيارتها وإيصال أبناءها الى مدارسهم أما منعهم المرأة من وضع ( الطماطة والخيار ) في كيس واحد كان مهزلة حقيقية برأي الكثيرين حتى من قبل الإسلاميين المعتدلين . إن هذا التشدد قد ولد في نفوس النساء مرارة كبيرة بين المعاناة في تشدد سلطة ( نظام صدام ) في ضرورة الانتماء للتنظيمات النسوية الموالية لنظامه وبين من تربوا في عهده على التشدد الإسلامي . 
الأوضاع الأمنية المتدهورة التي سادت البلاد أضفت أجواء من الترقب والحذر على الكثير من موظفي الدولة ناهيك عن الأعمال الحرة التي تعرضت هي الأخرى الى ضغط المتشددين ولائحة الممنوعات التي فرضوها على الناس مع الإتاوات بصفة ( التبرع ) . أذن أين ستجد المرأة مكانا لها في مجتمع يسوده العنف وقوانين الغاب؟ . الأصوات المنادية بالتحرر بدأت تعلو شيئا فشيئا حتى تمكنت الكثير من النساء من عبور حاجز الخوف والمنع بالقوة . فهاهي تعود مرة أخرى إلى الواجهة التي تستحقها كنصف لامحيص عن مشاركته الحياة الطبيعية للإنسان كيفما كانت ثقافته وانتماءاته وديانته . ( كيف تستعبدون وولدنكم أمهاتكم أحرار ). فالجمعيات النسوية بدأت شيئا فشيئا بتجميع قواها ودعواتها الى فسح المجال الى المرأة التي تكون أكثر من نصف المجتمع العراقي من خلال ما تستطيع أن تقدمه من خدمات جليلة القدر يحتاجها الرجل والابن والمريض والمسافر . فكان التحرك الأول باتجاه العائلة وتقوية الدخل من خلال إنشاء المشاغل اليدوية وإتاحة الفرصة لربات البيوت العاملات في الحصول على القروض التطويرية والمطالبة في إيجاد فرص العمل لخريجات المعاهد والجامعات حتى بدأت شوارعنا تتقبل ظهور التظاهرات النسوية بمشاركة الكثير من الرجال الداعمين لحركة التحرر التي تسحقها المرأة العراقية .
فالمرأة العراقية اليوم تقوم بأعمال كثيرة دون الحصول على كلمة تشجيعية وهي راضية عن ذلك لكنها تعمل بصمت أحيانا لان الحفاظ على أي عمل مربح يعتبر انجازا قائما بحد ذاته لاسيما إن عددا كبيرا من النساء العاملات هن من الأرامل ويعملن لإعالة أسرهن . أما معرفتها بضرورة الحصول على المقاعد الدراسية والتدريب المهني وأهمية ذلك في حصولها على العمل من خلال المعرفة الأكاديمية أو الحرفية لا يحتاج الى شاهد . فها هي تملا المدارس المهنية والمصانع والكليات والمستشفيات من كوادر علمية متقدمة وكوادر وسطى . ناهيك عن فوزها بمقاعد في البرلمان الجديد
[/size]   [/font] [/color]